أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - كيف لم يفهم المسيحيون دعوة المسيح؟














المزيد.....

كيف لم يفهم المسيحيون دعوة المسيح؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 21:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أكبر تشويه عن قصد قامت به الكنيسة في أرجاء المعمورة هو تحويل دعوة المسيح، عليه السلام، من قوة إلى ضعف، وتصديرها للرعية لترسيخ فكر الطاعة لخدمة الحاكم الظالم والكهنة ورجال الدين
كان ابن مريم، عليهما السلام، قويا في دعوته، عادلا في وضعها داخل إطارين لتحقيق المجتمع الصحي فجعل عبقرية العلاقات الاجتماعية :وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ
وهو عليه السلام الذي قال: ٢٩ مَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ فَاعْرِضْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً.

كانت الدعوة القوية الكريمة للرعية وللشعب وللناس ليقيموا بينهم السلام والأمن والمحبة، فجاء الفكر الكنسي الكهنوتي ليجعلها دعوة خنوع ومسكنة ومهانة على عكس ما أراد لها المسيح، عليه السلام
فظهرت إمبراطوريات وقادة قساة وديكتاتوريون لا يلتزمون بدعوة المسيح، عليه السلام، ويطلبون من الرعايا جعلها علاقة خضوع للحاكم الظالم.

لو فهموا قوة الدعوة لصححوا العلاقات الاجتماعية، ففي جنوب أفريقيا ظل الفكر الكنسي مُفرّقا بين مسيحيين بيض في كنائس بيضاء للمستعمر، ومسيحيين سود في كنائس يؤمها الناس والرعية!
في إيطاليا وقف الفاشي بنيتو موسوليني فوق دبابة يتحدى الكنيسة قائلا: كم من الدبابات يملك البابا، فألزم الفكرُ الكنسي الجميعَ بالصمت لأنه لم يُفــْــهــِــم العامة أن في دعوة المسيح، عليه السلام، قوة لهم؛ وليس خضوعا للفاشية
حتى جاء يوم ثار الشعب الايطالي المسيحي وأعدم موسوليني في نابولي بعدما فهم لعبة القوى الديكتاتورية بجعل تسامحهم ومحبتهم للسلطة الحاكمة وليس فيما بينهم.

التاريخ مليء بهذا الفهم الخاطيء والمتعمد، لكن ابن مريم، عليهما السلام، كان يقصد الرعية، وأن تحب جارك الذي يكرهك، وتُسامح صديقك الذي أساء إليك، وتحسن إلى مبغضيك في الحياة اليومية والذين هم محكومون مثلك، ويعرفون أنك لست ضعيفا.
في مصر، كمثال، اخترق الفكر الكنسي عقول أحبابنا.. أقباط الوطن ففسّر لهم : وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم، على أنها وقوف بجانب الطواغيت والديكتاتوريين وعدم إزعاجهم وهم يسرقون وينهبون ويعذبون ويعتقلون؛ فالمسيح طلب منهم أن يُصلوا لهم، وهذا غير صحيح، لان المسيح، عليه السلام، طلب من هذا القبطي المسيحي أن يبدو متسامحا بقوة مع الآخرين، لكن أن يقاوم الظالم والسارق والناهب والسجّان والأفاق.

دعوة المسيح ، عليه السلام، تحتاج إلى شجاعة في الخوض في مناطقها الحساسة، أي تلك التي تفصل العلاقات الاجتماعية( من ضربك على خدك الأيمن فادر له الأيسر) وهو يعرف أنه قوي متسامح، أما الحاكم فسيفهم أنك خانع ومؤازر للظلم وهذه مغالطة مقصودة في فهم عظمة القوة لفكر المسيح، عليه السلام

أكثر أحبابنا.. أقباط مصر المدافعين عن الديكتاتور يؤكدون اعتناقهم للتشويه المسيحي في الفكر الكنسي، فيكتبون لي في مواقع كثيرة بعد حزمة من الشتائم( وهي شتائم مناهضة لأخلاق علـّمهم إياها المسيح) أنهم يتوجهون بالصلاة من أجل الحاكم كما طلب منهم المسيح، عليه السلام، ثم يقذفون في وجهي ب(خروف اخوان) كما علمـهم الحاكم والإعلام.

لماذا لا يتوجهون بالصلاة من أجل الاخوان والسلفيين والدواعش واللصوص والسفاحين وظالمي الأقباط وحارقي كنائسهم؟

دعوة المسيح بن مريم، عليهما السلام، فيما يتعلق بتوجيهاته الكريمة والقوية والعادلة ينبغي أن تعاد إلى الرعية بعدما سرقتها السلطة الكنسية وحوّلتها إلى مسكنة وضعف وخنوع و.. خضوع للحاكم.
لو كان المسيح، عليه السلام، بيننا لقال للصوص والطواغيت : يا أولاد الأفاعي، ولما طلب من المسيحيين أن يُصلوا من أجلهم، أويعطوهم وجوههم للصفع، أويقبّلوا أيديهم إذا اعتقلوهم، ويطالبوا بأموالهم المنهوبة، ويتوقفوا عن الصراع الفضائي بين دينهم وأديان الآخرين.

لو كان بيننا، عليه السلام، لقال لهم: إن المسلمين يحبونني كما تفعلون، ولا يوجد مسلم ولو خبيث وإرهابي وداعشي ينال مني ومن أمي، علينا السلام، رغم ما يمر به العالم الإسلام من ضعف وتطرف وتشدد وتزمت ومشايخ الكراهية وتفسيرات مغرضة لقرآنهم المجيد ليفرّقوا بينكم وبين أشقائكم الذين اتبعوني.

وسيقول المسيح، عليه السلام، إن مباركتكم لاعنيكم لم أقصد بها الحُكام الفجرة والظالمين، ولكن جيرانكم وأصدقاؤكم وأبناء شعبكم ورعيتكم الطيبة بمختلف أديانها وعقائدها.
أنا أطالب بعودة تعاليم المسيح، عليه السلام، للعلاقات بين الناس واستعادتها من الفكر الكنسي الداعم لأي حاكم طاغية، لتتحول إلى غضب على القصر وإلى حنان على الكوخ .. إلى رفض للجبابرة إذا آذوكم . وقبول لكل الناس إذا عرفوا أن تسامحكم ومحبتكم وصلواتــكم هي قوة من صُلب تعاليم المسيحية.

لذا فهم البابا شنودة، رحمه الله، المغزى خلف تعاليم التسامح التي وجهها المسيح ،عليه السلام، للرحمة بين الناس ومقاومة الظالم إذا ظلم الديكتاتور، حاكما أو مستعمرا، رعيته ومحكوميه، فطلب من الأقباط عدم زيارة الأرض الفلسطينية المحتلة إلا مع اخوانهم المسلمـين فهي صورة من صور المقاومة الملتزمة بقوة تعاليم المسيح، عليه السلام.

تلك هي رؤيتي لاسترداد التعاليم العظيمة من المسيح، عليه السلام، للرعية لصناعة مجتمع صحي ومسالم يحب بعضه بعضا ويكره المستعمر والديكتاتور والظالم وسيد القصر.
إنه تفسيري كمسلم يحب المسيح بن مريم، عليهما السلام، ويرى قوة غير خفية أو خافية في تعاليمه حتى لو حاول الفكر الكنسي الكهنوتي تشويهها لصالح الحُكام ولخضوع الشعوب.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي: حاسبوني لو فيكم من روح الله!
- عالم الحيوان.. والافتراس المتسلل لمسارب النفس!
- الخطر على الأردن ما يزال قائمًا!
- الموكب الملكي بين ثوار يناير والمتحف الجديد!
- ضرورة تغطية وجه الرجل!
- ماذا لو أنك استغفرتَ اللهَ لإبليس؟
- رسالة شُكر لمعارضي نوال السعداوي!
- الدكتورة نوال السعداوي والجراد النتّي!
- إلا رسول الله!
- غزو الثقافة الجديدة!
- وداعا أيها الصادق الأمين!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء السادس
- السقوط المصري و.. التطبيع العربي!
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الخامس
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الرابع
- مقطع من يومياتي بعد موتي! الجزء الثالث
- مقطع من يومياتي بعد موتي! (الجزء الثاني)
- مقطع من يومياتي بعد موتي!
- ستة أيام في المستشفى!
- لماذا لا يتعلم المصريون من الجزائريين؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - كيف لم يفهم المسيحيون دعوة المسيح؟