عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 17:51
المحور:
المجتمع المدني
من خلال ما نطالعه عبر وسائل الإعلام المتشعبة , نجد غالبية الشعوب العربية , إنْ لم تكن جميعها , تحنُّ الى الماضي القريب بكلّ ما فيه من أدب وفنون بأنواعها , وبذات الوقت نتلمّسُ تذمّرها من الأوضاع الحالية التي تعيشها في وقت يُفترضُ بحالة التغيير التي حدثتْ في أكثر من دولة عربية أنْ يكون توجه هذه الشعوب نحو التعامل مع الواقع الجديد بتفائل أكثر, غير أنّ العكس هو الصحيح . ما يدعو للوقوف على أسباب هذا الشعور بالإحباط . قطعاً إنّ الشارع العربي لديه مجسّاته التي ترفده عن حقيقة معطيات التغيير الذي جرى وهي معطيات صدمتْ الشعوب العربية بالصميم فولّدتْ لديها هذا الإحباط , فباتتْ تبحث عمّا يوفر لها , سايكولوجياً , نوعاً من السكينة والإطمئنان , فلجأتْ لتذكّرِ أيام ( الزمن الجميل ) كما تسميه بعض وسائل الإعلام والناس كذلك, وقد يكون هذا الزمن جميلاً حقا ، ولكنه بالتأكيد ليس هو الزمن المنشود الذي تبتغيه بل والذي تتطلبه الحياة العصرية التي تبحث عن كلّ جديد من شأنه أنْ يواكب الشعوب المتحضرة وخصوصاً في الغرب . يبقى التساؤل المهم هنا : على مَنْ تقع مسؤولية هذا الإحباط الذي يعيشه العرب ونحن منهم ؟ ومن المتسبب به ؟ الساسة أم الشعوب ؟ أمْ كلاهما معاً , كلٌّ حسب مساهمته في صنع هذا الواقع المتردي البائس ؟ أسئلة تبقى تدور في الأذهان ورغم الإجابات التي تدور من حولها لكنها لم تشفِ جرحاً كما يُقال ، لأن معطيات الواقع الحالي تسير سيرا قهقرياً بعكس ما هي عليه شعوب العالم المتحضر وحكوماتها ..
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟