عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 19:20
المحور:
الادب والفن
أحد الأصدقاء, وهو شاعر شعبي , حكى لي في عام ٢٠٠٦ يوم كنا نلتقي في مقهانا بباب المعظم ، هذه الحادثة الطريفة التي وقعت له قبل سنوات .. يقول كنتُ أعمل سائق تكسي فأستاجرني أحدهم. في الطريق وكما هي عادتي أخذتُ اترنّمُ ببعض الأبيات الشعرية فأثار ذلك إنتباه الرجل الذي أستأجرني فإلتفتَ نحوي وسألني وهو لا يعرفني وانا أيضا لم أكن أعرفه : هل تحبّ الشعر ؟
قلت له : يعني..
– هل سمعتَ بشاعر عراقي أسمه عبد الوهاب البياتي ؟
قلت له نعم ..
قال : ما رأيك به ؟
سارعت بالإجابة وليتني تأنّيتُ قليلاً قبل الإجابة ، قلتُ له : وهل تحسب ما يقوله البياتي شعراً ؟
– لماذا ؟
– البياتي لكونه يجيد اللغة الإسبانية فإنه يخمطُ الشعرَ الإسباني فيترجمه الى العربية فينسبه دون حياء الى نفسه..
سكت الرجل وأنا أيضا. وبعد ان وصل المكان الذي يقصده قال لي بأدب جم هل تنتظرني ريثما أعود لك بعد دقائق . ثم ترجّل وغاب لبضعة دقائق وأنا بالإنتظار. وفي طريق عودته إليّ سلم أحدُهم عليه قائلاً : اشلونك استاذ عبد الوهاب ..
فصحتُ من أعماقي أسفاً وخجلاً ….كم هو مخجل تصرفي هذا ، انه الشاعر عبد الوهاب البياتي وانا قدحتُ به وبشعره ..
ثم ركبَ الى جانبي وقبل أن إنطلق بسيارتي سارعتُ للإعتذار منه وقد إستحوذ عليّ الخجلُ لكن الرجل قَبلَ الإعتذار بإريحيّة وصدر رحب ..
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟