أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - الذات بين المثقف والسياسي














المزيد.....

الذات بين المثقف والسياسي


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 6875 - 2021 / 4 / 21 - 18:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك بان المرحلة التي عاشها العراقيون ايام السلطة الدكتاتورية السابقة هي إستثنائية في كل شيء بامتدادها الزمني وبإستبدادها السياسي وبقمعها لكل ما هو إنساني . كل ذلك لا يمكن نكرانه أو تجاهله , غير أنّ هذه الحقيقة رغم مرارتها , لا تجيز بأنْ نجعل منها ثوبا يتلبّسنا كقدر لا فكاك من قبضته . أنّ سنوات الماضي , هنّ وفق معايير صرامة الحتمية التاريخية , صرْنَ بكل تأكيد , ماضيا لا يستحق حتى عرضه في صالونات للبغايا , لأنهنّ ــ ربما ــ يتعففْن من صفحاته السوداء . وقد يعترض معترض ,وهو محق , بأنّ آثار ومساويء مرحلة الماضي لا زالت ماثلة في أزقّة أذهاننا , أقول نعم ,لكنها بلا روح , فهي أشبه شيء بجلد أفعى منزوع , يجفل الرائي أوّل وهلة , لكنه سرعان ما يتنبّه له ويتيقّن بأنّه ليس أكثر من جلد لا حياة فيه .
في الأوضاع الحالية , يفترض , ووفق الحسابات المنسجمة مع المرحلة ومتطلباتها ,أنْ تكون ذواتنا طوع إرادتنا , لتزيح عن كاهلها ركام الماضي بكل صوره الإستبدادية العنيفة , وأيضا , لتسْتلّ سيف حريتها وتشهره بوجه كل مظاهر العنف والإستلاب التي ما عادت مقنعة حتى لمعتنقيها .لا ننكر أنّ ذواتنا بارعة في رسم شبح لعدو ما زال يمسك بزمام الامور ونتخيّله ُممْتلكا لقوة سحرية يستطيع بها دعوتنا مكبّلين لولائم عرسه الدموي , فبلغ الامر بالبعض , نتيجة إستسلامه لهذا الوهم , أن تذهب به ظنونه بأنّ هذا العدو بصدد القيام بإنقلاب عسكري ضد الحكومة . هكذا هي مهارة الذات في صنع الوهم .
أنّ أخطر ما في حاضرنا العراقي , هو تفاعل ثنائية الثقافة والسياسة وحضورها الملحوظ في الساحة ,فأنّ الهدم والبناء مرهونان بتآلفهما أو تقاطعهما , ويؤسف أنّ الواقع الراهن يعكس توسّع الفجوة بينهما بالرغم من أنّ بعض المظاهر تشير الى عكس ذلك ,وهي مظاهر قد لا تكون دقيقة أو صادقة أصلاً .
السياسي بشكل عام , لم ينتصر تماما على ذاته , فظلّ أسير خطابه الموزع بين الإلتصاق بإجواء حقبة المعارضة التي عاشها سابقا وبين حاضر عنيف ينظر له في معظم الأحيان بعين الماضي أيضاً , فتراه يبرّر الإخفاقات الحاصلة على مستوى الحراك السياسي وما يتمخض عنه من سلبيات , فيردّه الى فقدان الحالة الأمنية , متناسيا الدور الذي يلعبه هو , بشكل مباشر أو غير مباشر , في رفد وتائر العنف بالنمو من خلال تبنّيه , عمدا أو جهلا , لخطاب يزرع فيه ما أمكنه , من الأسلاك الشائكة لا بل من العبوات الناسفة أمام الآخر ليمنعه من الإقتراب الى مملكته , وكذا هو رد فعل الآخر أيضا . وفي قبال هذا الدور هناك دور المثقف الذي يشكل ثاني إثنين من الثنائية التي أشرت إليها . فهو الآخر ما زال يختلق وهم التهميش فيصيّره شماعة يعلّق عليها برود همّته في عدم تفاعله كمثقف , في الكشف عمّا ينبغي كشفه والسعي لبلورة خطاب يتجاوز الاطر التي يتعامل بها السياسي مع الأحداث . فظلّ خطابه تعوزه الرؤية الجلية التي يخترق بها حجب التمظهرات الآنية , ليستشرف آفاق المستقبل بكل إحتمالاته , وهذه النقطة بالذات هي التي تميز رؤية المثقف عن التعامل المهني للسياسي مع الحدث . وازاء هذه الإشكالية , يصبح لزاما على ( صنّاع ) الثنائية المذكورة من وقفة نقدية شاملة توضع فيها الرؤى والأفكار على بساط البحث الجدي البعيد عن الشعارات الجاهزة وإلاّ فمن دون هذه المراجعة النقدية الشاملة , سوف نترك ذواتنا , ليس كمثقفين أو سياسيين فحسب , بل كأفراد من هذا الشعب , تدور في فلك يريده المتربصون لنا , لنبقى محلقّين فيه بأجنحة كارتونية .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة وقصة أخرى
- أيقونة وقصص أخرى
- أشهر صالات السينما في بغداد السبعينات
- زمن وقصص أخرى
- ٣ قصص قصيرة جداً
- نصوص ١٩
- ثمالة وقصص أخرى
- رحابة صدر الشاعر عبدالوهاب البياتي
- نصوص ١٨
- لقاء مع قصص أخرى
- نصوص / ١٧
- نصوص / ١٦
- نصوص/ ١٥
- ومضات قصصية
- في الشيب : كنت مع حسين إسعيدة
- نصوص / ١٤
- خجَلٌ / قصة قصيرة جداً
- وطن وقصة أخرى
- نصوص / ١٣
- أشهر دور السينما في بغداد السبعينات


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - الذات بين المثقف والسياسي