أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - التركمان السوريون في دوامة التهميش والإقصاء!














المزيد.....

التركمان السوريون في دوامة التهميش والإقصاء!


مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)


الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن الوطن والمواطن ربما يصبح صعبا ومحرجا في ظل الأحداث التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة بشكل عام ووطننا الحبيب سوريا بشكل خاص. فليس الوطن ذلك الذي يعتبرك متمردا وخائنا إن أنت دافعت عن حقوقك الوطنية والقومية وطالبت بتوفير ضروريات الحياة الأساسية لك ولافراد مجتمعك . ليس الوطن ذلك الذي تفقد فيه آدميتك وانسانيتك لتجد نفسك مجرد أي شيء آخر، إلا أن تكون إنسانا . حيث تخجل أحيانا من جريان دمه في عروقك، وتتملص من ذكر انتمائك لهذا الوطن عند كل فرصة تذكر.
نلاحظُ في التجمُّعات السياسية العديدة لكل الطوائف السورية التي ظهرت بعد آذار 2011، أنهم يتقصّدون تمثيل "مكوّنات الشعب" على أساس انتماءاتٍ تحت-وطنية كالعِرق والدين والمذهب والعشيرة، وفي خلط ضبابيّ بينها. وغالباً ما يكون هذا التمثيل شكلياً لا فعلياً، وغالباً ما يكون الواحدُ من هؤلاء الممثِّلين (بكسر الثاء) بالكاد يمُونُ على زوجه وأولاده، فما بالكَ بادّعاء تمثيل جماعة بشرية فيها من التنوّع والاختلاف والتناقض ما لا يُحدّ؟
في الفترة الاخيرة نجد تنامي روح الانقسام لدى المجتمع السوري بكل اطيافهم حيث تختلف معاني الانقسام السوري ودلالاته اليوم عمّا كان عليه في بدايات الثورة السورية، والذي كان يعبر حينها عن انقسام اجتماعي سياسي، تجسّد في ثنائية ثورة ونظام، وهو ما نجح النظام في البناء عليه، لرسم حدود فاصلة بين كل منهما، ما حال دون اقتحام الوعي الثوري حاضنة النظام. كما تتحمّل المعارضة السورية الرسمية والإعلامية جزءا من مسؤولية استمرار انقسام السوريين بين ثنائية ثورة و نظام نتيجة تسليمها المطلق لهذا الانقسام، وتجاهلها أهمية التعبئة والتحريض في رأب الصدع، ورفد الثورة بفئات وشرائح جديدة، وإهمالها دور الخطاب والبرنامج السياسي الواضح والكامل في ذلك أيضاً وتهميش بعض المكونات المجتمع السوري قصدا او من دون قصد.
لقد تنامى الإنقسام والتهميش والاقصاء لمكونات المجتمع السوري وخاصة المكون التركماني السوري الاصيل بعد تشعبات كثيره بحكم الظروف المختلفة التي يعيشها السوريون من احد اهم اسبابها الرئيسية مؤسسات المعارضة المختلفة التي تنطق باسم السعب السوري ، وبات مصدر قلق حقيقي تصرفات وعمل تلك الموسسات لإمكانية ترسيخ الانقسام الى تفتت دائم يكرّس التقسيم الجغرافي للأرض السورية، سيما إن لم يول السوريون أهمية سياسية وثقافية وإعلامية لمعالجة هذا الموضوع من قبل .
لكن وعلى الرغم من مظاهر الإنقسام الاجتماعي العديدة، إلا أن عوامل توحيد السوريين عامة ، أو بالأصح عوامل حماية البنية الاجتماعية والوطنية السورية موجودة وقائمة، وهي العوامل التي يجب البناء عليها، بعد مراعاة أولويات التجمّعات السورية المتباينة، كي نتمكّن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة، ومن التأسيس لسورية التي نرغب بها.
من أجل تمكين السوريين من الإستفادة من العوامل الوحدوية، فالشرط الأول لتفعيل عوامل توحيد السوريين هو قدرتنا على إدراك حاجات التجمعات السورية المتباينة ومخاوفها، والانطلاق منها نحو مسار سوري تحرّري يضمن لجميع السوريين الحرية والمساواة والعدالة الإقتصادية والاجتماعية والسياسية، بل ويضمن لهم الرخاء والتقدّم أيضاً. ان تركمان سوريا ثاني أكبر مكون بسوريا بعد الاخوة العرب ،بلا شك كانوا أكبر ضحية للحرب، وهم لم يرتبطوا أبدًا بمنظمات إرهابية ولا انفصالية لهم حقوقهم وواجباتهم في وطن تجمعهم مع بقية اطياف المجتمع السوري .
ان اهم ما نحتاج اليه في هذه الايام الترفع عن الانانية الشخصية على المستوى الوطني، كي نبني وطنا عزيزا وقويا، لان الشهداء هم من اعطوا الوطن اثمن ما يملكون من الدم والانفس..
ونذكر الجميع هنا بان التركمان هم مسلمون اولا سوريون ثانيا ولكنهم تركمان ويفتخرون بذلك وانهم كانوا ومازالو اوفياء لوطنهم الحبيب سوريا .
طبعا هنا يجب أن لا ننسى أن الوطن لا يتحمل كل المسؤولية، فلنا حصة الأسد منها، إذ يجب علينا التوقف أحيانا عن إلقاء اللوم عليه فقط، وبدل ذلك القيام بالعمل والبدء بإصلاح أنفسنا أولا، بالجد والكد والإخلاص.

علـى انغام الحـريـّة دمتـم وطنا عزيـزا



#مختار_فاتح_بيديلي (هاشتاغ)       Dr.mukhtar__Beydili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادات وتقاليد الزواج الاعراس لدى تركمان الباير والبوجاق في ا ...
- بلاد تركستان ( توران ) المترامية الاطراف منذ فجر التاريخ
- عيد العام الجديد او عيد بشرى الربيع - عيد النوروز
- إن لم تكن معنا.. فأنت ضدنا ومن يخالفنا فهو عدونا .!
- ما مصير التركمان السوريون في سوريا المستقبل ؟
- الشاعر التركماني العظيم مختوم قولي ذاكرة ونبض الشعب التركمان ...
- شخصيات تاريخية ..نامق مصطفى باشا
- من الشعب السوري الحر الى الإرهابيين ..لن ترهبنا لا تفجيراتكم ...
- ثورة سوريا في عامها العاشر...-ثمن الحرية صار أغلى والجيل الح ...
- بالتصفيق الحار..ذهبت أنغيلا ميركل حزينا
- علم من اعلام بلادي ..الشاعر التركماني عبود اسماعيل من اوائل ...
- الصداقة الصادقة بين المثالية والواقعية في عالم السياسة ..
- الأوغوزنامة: حكايات الجد قورقوت - ملاحم من التراث الشعبي الأ ...
- هل سنرى ولادة غير عسرة لاستعادة الاتحاد السوفياتي ولكن باسم ...
- روسيا تريد ابقاء قنوات الضغط مفتوحة على أذربيجان بشأن وضع ال ...
- ضرورة تحديث المشروع القومي التركماني السوري
- أزمة المشروع الوطني والقومي التركماني السوري وآفاقه المستقبل ...
- ازدواجية المعايير للغرب المسيحي ضد الشرق المسلم ...
- زواج المتعة السياسية بين نظام الملالي الايراني والنظام الارم ...
- الرئيس الاذربيجاني علييف حسم امره واعطى لمجموعة منيسك الرد ا ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - التركمان السوريون في دوامة التهميش والإقصاء!