أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - الصداقة الصادقة بين المثالية والواقعية في عالم السياسة ..














المزيد.....

الصداقة الصادقة بين المثالية والواقعية في عالم السياسة ..


مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)


الحوار المتمدن-العدد: 6788 - 2021 / 1 / 14 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك أسباب متعارف عليها لخسارة الأصدقاء والاقارب مثل الإهانة أو التجاوزات على حقوق البعض أو الملل وغيرها. لكن اليوم، هناك سبب جديد يدعو للقلق لأنه سريع النمو وحتى أنه يتحكم في بناء علاقات الصداقة الجديدة. طبعا هذا السبب هو خلاف في الاراء السياسية فيما بين الاصدقاء والاحبة والاقارب فالراي السياسي المخالف يؤدي الى القطيعة مع الاسف.
هذه أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسئلة‭ ‬المطروحة‭ ‬الان حول النقاشات والاراء السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي الاختلاف في الراي السياسي تؤدي الى القطيعة حتى مع الاسف ....‬ فالمشهد السياسي الآن في مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت الشغل الشاغل لجميع من يؤدي هذا وذاك... الشارع مقسوم الى نصفيين ما بين مؤيد ومعارض وتجد الانقسام في محيط الأسرة الواحدة وبين الأصدقاء وزملاء العمل، وتصل أحيانا الى حد القطيعة التامة بسبب الاحتداد الفظيع في الرأي حول الاحداث.
يرجع هذا الموقف برأيي الى انعدام ثقافة وعدم تقبل الرأي والرأي الأخـر التى لن تاتي بين عشية وضحاها.كل فرد يعتقد أنه هو فقط الصح في رأيه ولابد من أن ينتصر برأيه مهما كانت النتائج والمهم ألا يصل لفكره أنه انهزم رأيا وفكرا.
حيث ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية والمشكلة هي ان الناس لا تدرك أن جوهر الخلاف هو في مصلحة الوطن والبلد. لا بد لنا جميعا أن نتقبل ونحتوي بعضنا البعض لكن المعضلة الحقيقية هي كيف نطبق ذلك واقعا وليس كلاما.
وتتكرر هذه الخلافات الودية منها والحادة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر البوستات والبثوث المباشره ,التي تنتهي احيانا في اعتذار طرف لطرف آخر، وفي حالات قليلة تؤدي الى ازالة شخص لآخر من قائمة أصدقائه كما يفعل الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على الفيس بوك.نشوب الخلافات على المواقع الاجتماعية بات أمرا طبيعيا لأن هذا المواقع أصبحت مثل غرف الصالات في البيت.
لذلك يمكن للصداقة أن تدوم بعيدا عن السياسة بشرط بسيط هو الامتناع عن الخوض في الموضوعات المثيرة للجدل، كما أن الخلاف السياسي يثير قدرا كبيرا من العداء والاستهزاء بين شخصين وقد يؤدي إلى انتهاء الصداقة بالفعل.
اليوم في العالم بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت السياسة جزءا من التفاصيل اليومية لحياة الناس وتؤثر على صداقاتهم وعلاقاتهم الاسرية وقراراتهم المختلفة، فمن المحتمل أن ميولك السياسي أصبحت لا تتطابق مع ميول وافكار أصدقائك. عندها في بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى انتهاء العلاقة بينكم . لذلك ينبغي التعامل مع هذا الأمر بشكل مختلف قبل أن يخرج عن السيطرة وتخسر جميع من حولك.
كما في عالم السياسة مثالية وواقعية كذا الحال في عالم الصداقة، الأشخاص المثاليون والنرجسيون سيعانون في علاقاتهم الاجتماعية كما سيعانون في حياتهم السياسية، هؤلاء ما كانوا ليصدمهم الواقع لو تحلوا ببعض الواقعية وأطَلعوا على واقع العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وعلى تاريخ العلاقات الدولية وتجارب الشعوب وتقلبات الأحداث وقصص الأولين كقصة يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد عندما خانه صديقه الوفي بروتوس وقال يوليوس قيصر مقولته الشهيرة (حتى أنت يا بروتس) ووقائع كثيرة غيرها.
سُئل حكيم كيف تعرف ود صديقك ؟
قال: من يحمل همي ويسأل عني ويغفر زلتي ويذكرني بربي. لذلك فعالم الصداقة كعالم السياسة متنوع ومنزلقاته كثيرة لذا يجب التعامل مع من تعتبرهم أصدقاء بحذر حتى لا يتم طعنك من الخلف كما تتعامل بحذر مع السياسة التي يقال عنها إنها لا تعرف صداقات دائمة ولا عداوات دائمة بل مصالح دائمة ومن يشتغل فيها قد يرتقي إلى أعلى المواقع وقد تؤدي به إلى مهاوي الردى.
لذلك نسأل هل يمكن أن تكون صديقا من لديه معتقدات سياسية مختلفة عنك ؟
كافة التجارب تقول:
اختر الشخص الثابت بمواقفه ولا يتغير حسب الظروف....
اختر الشخص المتميز برجاحة عقله ومنطقية فكره وابتعد عن الجاهل الذي سيؤذيك بجهله....
ابحث عن الإنسان الذي لا يخون عهدك ولا ينقض ودك والذي لديه إيمان صادق لأنه سيخاف الله فيك....
في النهاية هناك أصدقاء قد تجري معهم نقاشات رائعة حتى لو كنتم تختلفون بشكل أساسي في الاراء السياسة مع بعضكما البعض، هم فقط يهتمون بتأكيد وجهة نظرهم، ولا يخوضون كثيرا في الدفاع عنها، وهناك آخرون لديهم آراء قوية يهتمون بالمناقشات ولديهم الثقة الكافية للدفاع عن آرائهم، هؤلاء لا يحبذ الخوض معهم في مناقشات.يجب أن تفهم أنه عندما يختلف صديقك معك سياسيا، فأنت غير مضطر إلى إنهاء الصداقة، ولكن يمكنك وضع بعض الحدود التي تساعدك في تقييم الأمر، مثلا إذا كانت آراؤه السياسية تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، فلك الحق في أن تقول سلاما وتبحث عن مخرج آمن. في الختام الاصدقاء يتشاجرون يومياً ويأتون اليوم الآخر وقد نسيوا زلات وأخطاء بعضهم، لأنّهم لا يستطيعون العيش دون بعضهم هذه هي الصداقة. فالصداقة ليست عهود وكلمات دون أفعال، وإنما تُقاس قوة الصداقة وقيمتها بالمواقف التي يؤديها كل صديق باتجاه صديقة، فأهم صفات الصداقة الحقيقية هي البذل والعطاء والتضحية، وهذه التضحية يجب أن تكون متبادلة فيتنازل كل صديق من أجل رفيقة مرة، والعلاقة التي تخلو من البذل والجهد لا خير فيها.



#مختار_فاتح_بيديلي (هاشتاغ)       Dr.mukhtar__Beydili#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأوغوزنامة: حكايات الجد قورقوت - ملاحم من التراث الشعبي الأ ...
- هل سنرى ولادة غير عسرة لاستعادة الاتحاد السوفياتي ولكن باسم ...
- روسيا تريد ابقاء قنوات الضغط مفتوحة على أذربيجان بشأن وضع ال ...
- ضرورة تحديث المشروع القومي التركماني السوري
- أزمة المشروع الوطني والقومي التركماني السوري وآفاقه المستقبل ...
- ازدواجية المعايير للغرب المسيحي ضد الشرق المسلم ...
- زواج المتعة السياسية بين نظام الملالي الايراني والنظام الارم ...
- الرئيس الاذربيجاني علييف حسم امره واعطى لمجموعة منيسك الرد ا ...
- من هم اليوروك التركمان ؟
- يجب ألا ان تطأ أقدام مجموعة منيسك منطقة قره باغ مرة أخرى
- كيف تم تقسيم اذربيجان الكبرى بين ايران وروسيا ..
- أذربيجان دولة علمانية ....والتسامح الديني السائد بين المجتمع
- كيف أصبحت مدينة خانكندي الاذربيجانية ستيباناكيرت.!
- استمرار المواقف العدائية للنظام الملالي الإيرانية تجاه اتراك ...
- ماذا يعني الانتصار الأذربيجاني في قره باغ بالنسبة لتر ...
- أذربيجان..من الوثنية والزرادشتية إلى ديانات السماء وصولاً إل ...
- الاديب والكاتب الاستاذ فاروق مصطفى باشا عميد أدباء التركمان ...
- قبيلة بي ديلي التركمانية الاوغوزية
- قبيلة بي ديلي ( بكديله.بيديلي.بجدله)التركمانية الاوغوزية الد ...
- صرخة وطن .....فلا قيمة للوطن ان لم يعترف الوطن الذي أعيش فيه ...


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مختار فاتح بيديلي - الصداقة الصادقة بين المثالية والواقعية في عالم السياسة ..