أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الصباغ - يافا مدينة فلسطينية تقاوم الاستيطان الاستعماري الصهيوني















المزيد.....

يافا مدينة فلسطينية تقاوم الاستيطان الاستعماري الصهيوني


زهير الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6882 - 2021 / 4 / 28 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت في الأيام القليلة الماضية صدامات بين أهالي يافا من العرب الفلسطينيين وكل من الشرطة الاستعمارية الصهيونية وقطعان المستوطنين الصهاينة. وبموجب تقارير الصحافة الصهيونية العنصرية فقد تعرض الحاخام إلياهو مالي، لاعتداء عنيف يوم الاحد في 25 نيسان حين قام شابان اثنان من عرب يافا بضربه في الشارع. وروت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "شابين عربيين اعتديا على الحاخام عندما كان يتفقد مبنى آخر في الحي بهدف شرائه وإلحاقه بالمدرسة اليهودية كموقع لإسكان الطلاب".
وتابعت وسائط الاعلام الصهيونية فاضافت انه نتيجة للاعتداء على رجل الدين اليهودي "نظمت مجموعة صغيرة من اليهود الإسرائيليين غالبيتهم من المتدينين مظاهرة صغيرة ضد العنف ضد اليهود في يافا في وقت متأخر من يوم الأحد." واشتبكت هذه المجموعة "مع شبان عرب محليون" الذين بدورهم نظموا "احتجاجًا مضادا". اما الشرطة الإسرائيلية فقد تحركت "لفصل المجموعتين" فقام العرب "برشق الضباط بالألعاب النارية والحجارة، وأصيب ضابطان على الأقل بجروح."
ويظهر هنا بوضوح ان العرب اعتدوا على رجل الدين اليهودي، ومن ثم اعتدوا على كل من المتظاهرين اليهود وعلى الشرطة الإسرائيلية التي ارادت الفصل بين المجموعتين. "ومن جهته ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالهجوم العنيف" وحث سلطات إنفاذ القانون على وجه السرعة ان يقوموا بتقديم المهاجمين للعدالة."
هذه كانت الرواية الصهيونية التي نقلها الاعلام الصهيوني للمشاهدين اليهود. لم يذكر الاعلام الصهيوني ان فلسطينيي الداخل "تظاهروا على مخطط يقضي بتهجيرهم من المدينة" وبان الحاخام مالي كان يزور " المبنى الواقع بحي العجمي والمأهول بعائلة عربية وان شركة "عميدار" ارادت بيع المبنى بعد اخلاء العائلة الفلسطينية التي تسكنه منذ مدة طويلة جدا.
وأصدرت يوم الاثنين لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني بيانا، في 26 نيسان، اتهمت فيه "الشرطة الإسرائيلية بشن اعتداءات يومية على أهالي يافا العرب." وأضافت "لجنة المتابعة" في بيانها "إن سكان يافا العرب يتصدون بعزة الانتماء لاستفزازات ومؤامرات عصابات المستوطنين التي تحاول تسريب البيوت والعقارات (المسكونة بالعرب)، وفي ذات الوقت تقوم بتنغيص حياة الأهالي العرب في مدينتهم".
الدولة الصهيونية تعين ذاتها "حارسا على أملاك الغائبين"
ما يجري في يافا هو استمرار لمحاولات الاستيطان والتوسع الاستيطاني الصهيوني في يافا. وتقوم شركة "الكيرن كايمت" اللصوصية الصهيونية ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين من سكان يافا الأصليين الى المستوطنين الصهاينة. ويتم اخلاء السكان الفلسطينيين بالقوة وتسليم بيوتهم وعقاراتهم للمستوطنين الصهاينة. وعندما يقوم السكان الفلسطينيين بالدفاع عن حقوقهم في الملكية والسكن، يتم استخدام الشرطة الصهيونية الاستعمارية في اضطهادهم وكتم انفاسهم وذلك بعد اتهامهم بكراهية اليهود.
كان من المفروض ان تكون مدينة يافا العربية الكنعانية جزء من الدولة الفلسطينية المقترحة بموجب قرار التقسيم المجحف في العام 1948، ولكن القوات العسكرية الصهيونية احتلت مدينة يافا في العام 1948، وارتكبت المجازر ضد السكان الفلسطينيين احداها مجزرة سرايا الحكومة، وقامت بطرد سكانها من الفلسطينيين والذين وصل عددهم في حينها الى اكثر من 80 الفا. بقي في المدينة المنكوبة بضعة الاف قليلة ازدادوا مع الزمن ليبلغوا ما يزيد على 23000 نسمة. "وأعملت العصابات الصهيونية السلب والنهب والاستيلاء على ما تجده في المدينة"، وبعد طردهم قامت الجرافات الاستعمارية بهدم 80 بالمئة من عقارات وبيوت لاجئي يافا. وبمساعدة قوانين أراضي لصوصية تم تشريعها بشكل منافي للقانون الدولي، قامت الدولة الصهيونية بتعيين ذاتها "حارسة على أملاك الغائبين" أي مالكة لاراضي وعقارات اللاجئين الفلسطينيين في يافا. وتم تنصيب الشركة اللصوصية المسماة "الكيرن كيمت" لتقوم بحقوق التصرف بهذه العقارات. هذه الوضعية منافية للقانون الدولي وللقانون الإنساني الذي يؤمن بحق الانسان في السكن والعيش داخل منزله.
استيطان صهيوني زاحف
نتيجة لكونها مدينة جميلة فقد سميت يافا بعروس البحر وتعني كلمة يافا باللغة الكنعانية "الجميلة". ولكن بعد قيام الكيان الصهيوني في العام 1948، زحف التوسع الاستيطاني من مستعمرة تل-ابيب واستولى المستوطنون الصهاينة على جزء كبير من أراضي يافا العربية. وقام اللصوص الصهاينة باقتلاع مقابر سكان يافا العرب لكي يبنوا على انقاذها مجموعة كبيرة من الفنادق والتي تقع في المنطقة بين تل-ابيب وما بقي من يافا. ويسعى اليوم اللصوص الصهاينة للاستيلاء على أملاك "الغائبين" داخل ما بقي من يافا العربية. وهذا هو مصدر التوتر الأخير الذي بدأ في يافا حيث استفزت محاولات بيع العقارات واخلاء السكان العرب جميع قطاعات السكان الفلسطينيين في يافا فلجأوا للمقاومة دفاعا عن حقهم في السكن داخل ما بقي من مدينتهم.
قانون الحاضر غائب
وهنا يجب ابداء بعض الملاحظات المهمة. أولا مدينة تل ابيب هي ليست "تل الربيع" كما يحلو للبعض تسميتها. لم توجد قرية او موقع جغرافي فلسطيني بهذا الاسم. مدينة تل-ابيب هي مستعمرة استيطانية صهيونية أقيمت في العام 1909 على قطعة ارض اشتراها المستوطنون، وهي تبقى تل-ابيب وليست "تل الربيع"، كما ان هذه المستعمرة قامت بالاستيلاء على 80 بالمئة من أراضي يافا وعلى عدد من القرى الفلسطينية المحيطة بها مثل قرى سلمة والشيخ مؤنس والمنشية وأبو كبير، واكثر من 20 قرية أخرى.
وثانيا: يعتقد اللصوص الصهاينة ان أي قرار او سلوك لصوصي غير قانوني يقومون به يصبح مبررا وسليما من الناحية القانونية بمجرد ان قاموا بتغليفه بقانون. مثال صارخ على ذلك هو قانون الحاضرغايب الذي تم سنه في بداية دولتهم. ويعني قانون الحاضر غايب ان العربي الفلسطيني الذي اضطر لتغيير موقع سكنه في شهر أيار 1948 وانتقل الى السكن من عكا مثلا الى الناصرة، فانه يصبح حاضرا في الدولة كمواطن ولكنه غائب عن ملكية بيته في عكا، أي يتم مصادرة بيته. طبعا تم تطبيق هذا القانون بحق ملكية المواطن العربي ولم يتم تطبيقه ضد أي مواطن يهودي. طبعا جاء القانون بعد عمليات التطهير العرقي والذي نتيجتها اضطر عدد كبير من الفلسطينيين الى ترك عقاراتهم والانتقال مؤقتا الى أماكن اكثر امنا وفي بلدة أخرى. واليوم يعرف هؤلاء باللاجئين الداخليين.
بموجب جميع قوانين الراسمالية لا يفقد مالك البيت الحق في ملكية بيته لانه اضطر لتركه مؤقتا في مدينة ما وانتقل الى مدينة أخرى فالملكية الخاصة في الفكر الراسمالي هي ملكية مقدسة. وينتمي هذا القانون الصهيوني الى شريعة الغاب والى عالم اللصوص انه قانون علي بابا والأربعين حرامي. هكذا حدث في جميع أماكن الاستيطان الاستعماري الأوروبي مثل أمريكا الشمالية وامريكا الجنوبية وأستراليا ونيوزلندا والقسم الجنوبي من قارة افريقيا والجزائر تحت حكم اللصوص المستعمرين الفرنسيين. وفي هذه البلدان تم تطبيق قوانين مختلفة حيث اصبح السكان الاصليون غائبون عن ملكيتهم بينما استولى اللصوص المستوطنون على عقاراتهم وسكنوا فيها.
وهكذا حدث لمدن حيفا واللد والرملة وصفد وطبريا وبيسان والقدس وقرية عين كارم وقرية دير ياسين، وقرى سلمة والشيخ مؤنس ويافا وام الزينات وام الرشراش والجاعونة وصفورية ومعلول والمجيدل والشجرة ولوبية. تم افراغ اكثر من 530 مدينة وقرية فلسطينية، وتم هدم عدد كبير منها وتم الاستيلاء على عدد كبير من البيوت الفلسطينية وتم السكن داخلها والادعاء بملكيتها.
تطهير عرقي زاحف ومتواصل
لا زال التطهير العرقي عملية يستخدمها اللصوص الصهاينة في النقب ضد السكان البدو من الفلسطينيين. يوجد في النقب اكثر من 72 قرية موجودة قبل وجود الكيان الصهيوني، ولكن الدولة الصهيونية لا تعترف بوجودها ولا تعطي سكان هذه القرى اية خدمات من ماء وكهرباء وخدمات تعليمية وطبية. وبالإضافة لعدم الاعتراف تسعى الدولة الصهيونية من خلال قانون "كمينتس" الى إبادة هذه القرى وطرد سكانها كما يحدث لقرية العراقيب الفلسطينية التي هدمت اكثر من 200 مرة. المستوطن اللص يقرر ان من تم طرده في العام 1948 هو غائب عن ملكيته ومن لا زال يسكن في قريته يجب طرده ليصبح غائبا عن ملكيته التي لا تعترف الدولة بانه مالكها الشرعي.
وفي يافا يتهم الاعلام الصهيوني المأجور عرب يافا بانهم لا ساميين يكرهون اليهود ولا يريدون اليهود ان يسكنوا في يافا. ولكن الاعلام الصهيوني المأجور لا يذكر ان هؤلاء اليهود ليسوا أبرياء بل يريدون طرد العرب من بيوتهم والاستيلاء عليها متسلحين بقوانين الاستعمار الصهيوني وبالشرطة الصهيونية الشرسة والعنيفة وبمساعدة قطعان اليمين الفاشي والذين يحضرونهم للاعتداء على أهالي يافا الفلسطينيين. وتستعين الدولة الصهيونية بقطعان المستوطنين في مستعمرة الضفة الغربية للاعتداء على السكان الفلسطينيين وحرق زيتونهم وبيوتهم والاستيلاء على بيوت أهالي القدس في سلوان والشيخ جراح وداخل احياء القدس القديمة وداخل مدينة الخليل. وليس بالصدفة ان تتشابه ظاهرة اقتلاع الفلسطينيين والاستيلاء على منازلهم في العديد من الأماكن، فالمستعمر الصهيوني هو ذاته في كل الأمكنة والضحية هم ذاتهم السكان الفلسطينيين الأصليين. انها ظاهرة مستوطنين مستعمرين يستعينون بشرطتهم وجيشهم وقطعانهم الفاشية وقوانينهم اللصوصية الاستعمارية.
لا بديل عن الصمود والمقاومة
وهنا يجب على السكان الفلسطينيين القيام بالمقاومة وعدم التخلي عن بيوتهم والسعي لمنع المستعمرين من الاستيلاء عليها. كما يتوجب على كافة الأحزاب الفلسطينية والجماهير الفلسطينية المشاركة في هذه المقاومة والتصدي للحملة الاستيطانية الاستعمارية. ويجب على العرب العاربة والمستعربة التضامن مع اخوتهم العرب الفلسطينيين لا التطبيع مع الكيان الصهيوني الاستعماري. فهبوا واستفيقوا أيها العرب! كما ويجب على احرار العالم وشعوبه المناضلة التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني وتأييد نضاله العادل للبقاء في وطنه وبيوته.



#زهير_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بيت الحكمة الى همجستان
- المنافسة بين الاحزاب الصهيونية على الاصوات العربية
- التهجين اللغوي للخطاب العربي
- في الذكرى السابعة لرحيل الشاعر الثوري احمد فؤاد نجم
- من المركزية الأوروبية إلى علم اجتماع عربيّ
- قطاع غزة تحت الحصار العسكري الصهيوني
- العنف السياسي الصهيوني: أنماط ودوافع
- مساهمة في الحوار الهاديء والنقد البناء
- النكبة الفلسطينية والتطهير العرقي الصهيوني
- صعود اليمين السياسي الاسرائيلي واحتمال زواله
- فلسطين، خطة ترامب والاستعمار الصهيوني


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير الصباغ - يافا مدينة فلسطينية تقاوم الاستيطان الاستعماري الصهيوني