أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - الاله في الحضاره السورية القديمه 4















المزيد.....

الاله في الحضاره السورية القديمه 4


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6876 - 2021 / 4 / 22 - 21:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أستكمالاً لما بدأناه من بحث ينتاول موضوع فكرة الاله أبتداءاً من فترة ماقبل التاريخ ومروراً بفترة الحضارة الرافدينية (السومرية والبابلية) , وهي تشمل الفترة التاريخيه لما بعد الكتابة , أما هذا الجزء , فهو يبحث فكرة الاله في الحضارة السورية القديمة والتي تبدأ من نهايات الألف الثاني قبل الميلاد والتي تشمل الديانات (الأوغاريتية(الكنعانبة),الآرامية) ومن حسن الحظ أن هذه الأديان قد تأرشف لها الكثير من تعاليمها , من عقائد وطقوس وشعائر ,لأنها عاشت في وقت أكتشاف الكتابة .
كما قلنا سابقاً أن فكرة الاله , هي فكرة موجود منذ وجود الأنسان , فكرة وكأنها خُلقت معه وأنتقلت جينياً عبر أجياله بأعتبارها نزعة أصيلة في نفسة وملازمة لتفكيرة, لذا وجدت منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا وستستمر الى أخر الدهر , فهي كما يقول الباحث فراس السواح في أحد مقابلاته التلفزيونية ,بأن الدين نزعه موجودة في كروموسومات الأنسان. هذا الموضوع ولأهميتة بأعتباره يشكل محور أهتمامات الأنسان عبر مسيرته الطويلة , أثار في نفسي فضول البحث والتنقيب فيه , والآن وصلنا الى الحضارة السورية في تناولها لموضوع الاله , وأن سبب أختيارنا للحضارة السورية بأديانها (الأوغاريتية,الآرامية) لكونها حضارة مجاورة للحضارة الرافدينية ,ولقربها الزمني منها ,ولوجود تماثل وتشابه كبير بينهما , حتى يمكننا من وصفها بأنها صنو للحضارة الرافدينية القديمة.
هناك عدة نقاط تكشف درجة التشابه بين الحضارات الرافدينية والسورية فيما يخص موضوع الاله , وهذا التشابه يتركز بالآتي:. أولاً: أن أديان هذين الحضارتين أتصفت بظاهرة تعدد الالهه , وأن هناك تشابه في الأمور الوظيفيه لهذه الآلهه لكليهما , فنرى مثلاً أن الاله الأكدي أداد يقابله من الناحيه الوظيفيه وتقارب الأسم الاله السوري حدد , وكذلك نرى التماثل يحصل أيضاً بين عشتار الرافدينية وعتاة (عشتارت) السوريه.
ثانياً : هيمنة فكرة الآلهه على حياة المجتمعين السوري والرافديني القديمين على حد سواء, حيث نرى أن الاله هو محور حياتهم في كل شيء , فهو راعي الخصوبه , وهو راعي الولادات , وهو الحامي من الكوارث, وهو الناصر في الحروب , وهو وهو وهو....
رابعاً: أن في كلتا ديانات الحضارتين , هناك مجمع للآلهه , يرأسه اله يعتبر هو رب الأرباب , وكبير الآلهه , وهو المشرف على الكون , وعلى باقي الآلهه الثانويون, فنرى الاله أنليل في الديانه الرافدينية كرئيس للمانثيون السومري والبابلي وهناك من يقابله في هذا المركز الاله أيل كبير الهه عند الكنعانيون في سوريا.
نتناول بالبدء أحد أكبر الديانات السورية القديمه , وقد أمتدت لمساحات واسعه في أقليم بلاد الشام , نرى في هذه الديانه طابع التعدد في عبادة الآله , والتي بلغت ثلاثة وثلاثون الهاً , وهناك من يدعي أكثر من مئه , ولكن تبقى سمة التعدد هي القائمه في هذه الديانه . أن هذه الآلهه المتعدده يكون على رأسها الهاً يُدعى ايل وهو كبيرهم , ورئيس مجمع الالهه عندهم , ويُدعى بأبي البشر , ومصدر الحكمة الأبدية , كما هناك اله أخر يُدعى داجان , وآخر يُسمى بعل , ويُدعى الأمير بعل الأرض أي سيدها وربها , ويوصف بأنه شديد القوى , كما يُوصف باله الطقس , أو فارس الغيوم , وهو عندهم يمثل القوة الكامنة في العالم , والمفعل لظواهرة الكونية . ولو دققنا في هذه الصفات الألهية لوجدناها كما في صفات اله الأديان التوحيديه بالحقيقة. طبعاً بعل نراه في أكثر من مكان وديانة في بلاد الشام , فالفينيقين يدعوه بسيد السماوات , والذي يقع على عاتقه احلال خصوبة الأرض , تلكم الالهه الثلاثه تعتبر رئيسية وتمثل الطبقة العليا من البانثيون السوري , فهناك الهة كثيره أخرى ولكن بمستوى أقل من الأهمية من أمثال الاله سابان وعثتر ويم , وغيره الكثير لمن يُريد أن يتوسع في معرفة البقية , كما هناك الهة ذات جنس مؤنث مثل أثيرات (عشيرة) وعناة , وأن الألهه أثيرات والتي يدعوها أيضاً أيلات توصف بأنها خالقة الآلهة , وهي زوجة ايل , وعلى العموم يكون هناك أربع آلهه حازت تبجيل وأحترام أقوام الديانة الأوغاريتية , وهما (ايل,أثيرات,بعل,عناة). أن كل اله من هذه الآلهه لها وظيفتها التي تحدد منزلتها في مجمع الآلهه , كما أن هناك آلهه معاونه لها وأقل منزله منها , مثل الآله يم وهو اله المياه البدئيه والاله كوثر اله صناعة الأسلحه وأدوات الزراعة والسحر , ولكن يبقى الاله ايل هو صاحب الكعب المعلى من بين كل الالهه الأخرى في مجمع الالهه العام , وهي خصوصية يختص بها كما أختصت بها آلهة بلاد الرافدين في سومر وبابل من أمثال آن وأنيليل, ومردوخ , وهذا يدل كما قلنا على التماثل بين ديانات الحضارتين الرافدينيه والسوريه القديمة , حيث هناك اله رئيسي مهيمن على مجرى الأحداث , وهو الحكيم والرحيم , وهو من يُقصد بالحالات الضرورية والحرجة , وليس الناس فقط من تقصده لقضاء الحاجات , بل حتى باقي الآلهه , حتى أننا نرى كيف خاطب الاله بعل المجمع الالهي برئاسة ايل أن يرزق دانيل الشخصية الملكيه التي تعاني من العقم , ويطمح بولد يرثه , وبمساعدة وشفاعة الاله وعل , يحصل على مراده ويُرزق بولده أقهات , وهذا ما يؤكد عندهم النزعة الواضحه في توجههم نحو الأعتراف بوجود الآله الأكبر والأعظم والذي يهيمن على الوجود الكوني , ولكن تبقى نظره يشوبها شبهة التعدد التي لا زال أنسان تلكم الديانات لم يستطع التخلص منها , وذلك لصعوبة تصور وجود اله واحد مهيمن على على كل شيء بدون أن تساعده الهه من جنسه, أي لا زال هناك تداخل بين الالهه وعالم البشر , بل هناك من آمن بوجود كائنات بين الآلهه وبين البشر والتي تدعى بالعماليق , وهي كائنات وسطية بينهم , تنفذ ما يُطلب منها من قِبل الآلهه , ولكن مع ذلك لا زال الأنسان الكنعاني يتصور أن الالهه على شاكلته ولا تختلف معه بصفاتها الفيزياويه والنفسيه , فهم يشبهونهم أحياناً بالشكل ولكن بقدرات أكبر , كما أن الالهه يفرحون ويغضبون , ويأكلون ويشربون , ويتزوجون , ويحاربون .
هناك ملاحظه تدل دلاله واضحة على هيمنة الالهه على عقل ومخيلة ونشاط الأنسان الكنعاني , سواء على مستوى القائمين بالحكم من الحكام والملوك أو من عامة الناس , لذلك ترى هناك الكثير من المدن تسمى بأسماء الالهه ومثال ذلك مدينة القدس التي يقال أنها كانت تُسمى (ايليا) وأن تسمية الشام ترجع الى أسم الاله (شم) أو شميم وهو اله السماء عند الكنعانيين , وقد تكون كلمة الساميين أتت من أسم هذا الاله , وكذلك كلمة أديم وهو اله الأرض , حيث سُموا قوم بالأديميون وهم من عاشوا بجنوب الأردن في ذلك الزمن , وهنا نُشير الى مدينة ايلات في فلسطين المحتله جاءت من الاله (ايل) الكنعاني , وحتى مدينة صور اللبنانية جاء أسمها من الاله (سيتون) , كما هناك تسميات أخرى أُستمدت من أسماء الآلهه ككلمة فانوس والتي أُستمدت من اله الضوء (فوس) وكذلك كلمة نار جاءت من أسم الاله (فير) اله النار وفير تعني بالأنكليزية نار , كما هناك الكثير من الأسماء التي أستمدت من الالهه أسماً لها أعتزازاً وأجلالاً لهذه الالهه حتى لنرى أن مدينة أريحا جاءت من الالهه الكنعانيه (يرح) آلهة الحب والولادة , وحتى مدينة بيرروت جاءت على أثر الاله (بارات) . هذا أن دل على شيء أنما يدل على حضور عالم الالهه في نفوسهم , ومدى تأثرهم بها في محاولات للتقرب منها ونيل رضاها . الأمر لا يتوقف عند ذلك فآثار المعابد , وماتركوا من آثار ولقي مرسوم عليها صور أربابهم , بالأضافه لوجود مقتنيات ولقى وتماثيل في مقابرهم تدفن مع موتاهم يكون فيها أثر كتابي وصوري لمعبوداتهم من الآلهه , يمكن أن تكون لهم عون وشفاعة في العالم الآخره . أن المتتبع للديانة الكنعانية سيرى فيها الكثير من الأستعارة والتماثل مع الديانة السومرية والبابلية حتى أننا لا نتفاجأ بصورة أقرب ما تكون للتطابق مع أختلاف المسميات , وأنهم ذات منشأ سامي واحد مشترك, حتى طريقة طقوسهم تتشابه وخاصه في الأضاحي ووجود المذابح في معابدهم , أضافة للتمائم والتعاويذ التي يقومون بها تقرباً لآلهتهم والنيل من رضها وتجنب غضبها , فالأثنين يكون الاله يشغل حيزاً كبيراً في تفكيرهم , ويملي عليهم الكثير من نفوسهم . صحيح أنهم قد فرقوا في منازل الالهه وأن هناك رئيس لمجمعهم الالهي , وهم من يديروا العالم , وبيدهم كل شيء ولكن لا يتم لهم ذلك بمعزل عن آلهه ثانويون , فالحضارتيين خطوتا خطوات نحو التوحيد ولكن بقوا لم يبلغوه , ولكن المهم بالموضوع أن عالم الألوهه كان حاكماً في كل شؤون حياتهم. يتبع.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاله في الحضارة السومرية والبابلية
- الأله في الأديان والأقوام البدائيه-2
- الأله في الأديان والأقوام البدائيه
- بهلوانيو لعبة الأدوار
- الكاتب بين الموقف واللاموقف
- من ثقافة الوعي الى ثقافة التسليه
- لماذا شوارعنا متوتره
- حراس البوابات
- المناضلون بين قسوة الأنظمه وتنكر الجمهور
- حرب الأذواق في تدمير الأخلاق
- ما بين الأسطوره والدين السماوي
- أحزاب ركبت صهوات الخلاف وحملت رماح الصراع فمزقت نسيج مجتمع و ...
- بوابة العنف
- خرافات الماضي وأوهام الحاضر
- أختلفت الأزمان وتشابهت الوسائل
- الحقيقه بين المنطق والعاطفه
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي الأسلامي
- خدعة القرن
- ماذا يحدث في منطقتنا؟
- العراق وتجربة الحكم في لبنان


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - الاله في الحضاره السورية القديمه 4