أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - بهلوانيو لعبة الأدوار














المزيد.....

بهلوانيو لعبة الأدوار


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 02:54
المحور: المجتمع المدني
    


هناك ظاهره أجتماعيه يشكل أنتشارها خطراً على المجتمع , بما تفرزه من أسقاطات سلبيه عليه, وذلك بما يلقيه السلوك الأجتماعي من تبعات يلقي بظلاله على كل مناحي الحياة . هذه الظاهره تتمثل بالسلوك المزدوج , والحاله الزئبقيه , والأنتقال السريع في تمثيل الأدوار المتناقضه في الوسط الأجتماعي . فالحالة النفسية للفرد تشكل عنصراً مهماً بتطور المجتمع سلباً وأيجاباً , لذلك يكون من المهم ملاحقة بعض الظواهر الشاذه والسلوكيات المريضه لدى بعض الأفراد , وهذه السلوكيات تزداد خطورتها كلما أزداد عدد من يتخلقون بها , حيث تصبح ظاهره أجتماعيه مؤذيه ويصعب التصدي لها , ومن هذه الظواهر التي أبتلى بها مجتمعنا , هي ظاهرة البروز الى الواجهه , والعمل على بذل كل الجهود , ولعب كل الأدوار من أجل تحقيقها . طبعاً هناك عدة دوافع تدفع الأنسان لأن يلعب هذا الدور , منها ما هو نفعي , ومنها ما هو معنوي , ومنها ما هو نفسي . فالعامل النفعي هو لأجل السعي وراء المنافع الماديه حيث يعكف الشخص جاهداً من أجل تسليط الأضواء عليه , ولفت الأنتباه نحوه لغرض كسب الشهره , ومن خلال الشهره يستطيع ألتقاط المنافع التجاريه , فترى هذا النوع من البشر يدخل في كل الفعاليات سواء كانت أجتماعيه أو دينيه أو رياضيه من أجل حجز المقاعد الأماميه في كل تجمع , وتبوء مكانة متقدمة في السلم الأجتماعي لكي يوظفها شخصياً , وقد لعب هؤلاء دوراً خسيساً في التملق للآحزاب الحاكمه في محاولة لكسب ود السلطة ولو كانت على حساب مبادئهم الدينية والأخلاقية , كما تشبث البعض منهم في محاولة لحشر أنوفهم في فعاليات دينية , وخاصة الحسينية عندنا لما تقدمه هذه الشعيرة من فرص أستعراضية يمكن أغتنامها , وأستثمارها للمجد الشخصي , كما يمكن أستثمار أنشطة أخرى فنية ورياضية لما لها من نافذة كبيرة يطل من خلالها الفرد على الساحة الأجتماعية . وكما ذكرنا أعلاه هناك دافع أخر يساهم في رواج هذه الحالة , وهو الجانب المعنوي , حيث ينزع البعض الى بناء كيان وجاهي له في المجتمع عن طريق الشهرة , وهذا العامل من أقوى العوامل الدافعة لهذا السلوك حيث أن الفرد العربي يميل الى التفاخر والتباهي ويقدمها على الكثير من الصفات , حتى تراه مستعد لبذل الكثير من المال والجهد من أجل أكتساب هذه الصفة , حتى أحياناً التزاحم عليها يصل الى درجة الأقتتال مع أقرب المقربين من أجل أنتزاع مثلاً لقب زعيم قبيلة , أو مختار حارة , وعندنا الكثير من الأمثلة تصل الى حد التنازع على مسؤولية ترأس موكب حُسيني , فترى الشجار والخصومات على أشدها والتي تصل بعضها الى النزاع المسلح , وهذا ما يتنافى مع أبسط قواعد ومباديء القضية التي يزعمون خدمتها. حتى هناك مثل يجسد النزوع الشديد للهث وراء التفاخر في مجتمعنا , وهو مثل معروف يقول ( شيم المعيدي وأخذ عباته) , والتي تعني أستعداد الرجل الى أعطاء عباءته التي يلبسها ومهما تكن ثمينة من أجل أن يُمدح بين أبناء مجتمعه , هذا من جانب وهناك جانب أخر في الأستعداد لهذه العملية وهو الشعور بالنقص عند البعض , حيث يمارس دوراً نشطاً في تمثيل الأدوار التي تدفع به الى الأمام , بغض النظر عن أخلاقية أو عدم أخلاقية هذه الأدوار , وذلك من أجل علاج خلل نفسي يعاني منه , الا وهو الشعور بالدونيه , فمثلاً تراه مشمراً عن ساعديه في المساهمة في نشاط ديني فتراه هو محور الأحتفال الديني وداينمو الحركة فيه , فأن شُغل مكانه شخص أخر في هذه المناسبة في وقت أخر تراه لا يتورع من الذهاب الى ممارسة نشاط لا أخلاقي ما دام هذا يلبي دوافعه النفسيه, فأنا أتذكر عندما كنا صغاراً , كان هناك شخصاً يقود تجمع من الرجال والناس وبيده مكرفون يلقي بالقصائد الحُسينية بعد أستشهاد الحسين ع والتي تسمى مسيرة بني أسد , الذين يقومون بدفن الأمام الحسين ع بعد أن بقى ثلاث أيام بالعراء بعد دفنه كما تنقل الروايات التاريخية , ولكن بعد أن منع النظام البعثي هذه الشعائر فقد رأيت بعد سنين هذا الرجل نفسه لابس البدله الزيتوني , وهي بدلة الرفاق الحزبين , وأخذ يمارس دوراً أفتقده لكن بأهداف أخرى مناقضه تماماً , وهذا لا يعنيه بقدر ما يعنيه أن هذه الممارسات تشبع عنده رغبه أنطوت عليه نفسه والتي تعاني من أعتلال نفسي خطير . أن الشخصيات التي تمارس هذه الأدوار المتقلبة والغير بريئة هي شخصيات مأزومة وتتسم بالنفاق والتوتر النفسي , وأحساس شديد بالنقص, وللأسف نجد هذه الشخصيات من مختلف التوجهات والطبقات الأجتماعية , فنراها في الفنان والشاعر والأديب , كما نراها عند المثقفين وعامة الناس. من الملاحظ أن هذا النوع من الناس يمثلون خطراً على المجتمع , والدليل فقد أستثمر حزب البعث العراقي هذه الشخصيات المعتلة نفسياً , وقسم منهم من المنبوذين ـجتماعياً , فقد لعبوا دوراً شريراً في بث شررهم , وما تحتقن فيه نفوسهم من حقد وكراهيه على الناس عندما أنظموا الى صفوف حزب البعث ومارسوا كتابة التقارير الحزبيه ذات الطابع الأمني والأستخباراتي , مما تسببوا بأعدام الكثير من الناس الأبرياء, أن هذا النوع من البشر ترى فيه شخصية هائجة , وشريرة ولا يتوانى بتوجيه الأذى لكل من يقف حجر عثرة في طريق ما يصبو أليه من مغانم سواء كانت معنوية أو مادية. أن ما يمر به مجتمعنا من مأساة , وما تعرض له من تداعيات , نجد لهؤلاء الشخصيات ذات التلون في لعب الأدوار أكبر الأثر السيء فيما يجري , فقد رأينا في فترة ما بعد 2003 الكثير ممن نزع جلده وتحول من رفيق يردد شعارات الحزب العفلقي الى كادراً متقدماً في أحد الأحزاب الأسلاميه , أو تراه يسارياً قحاً لا يظاهيه حتى ماركس في ماركسيته بالأمس , فتراه لا يتوانى اليوم من الأنتماء الى حزب ليبرالي ، مادام هذا يزيد من حظه الأنتخابي ،أو يمنحه فرصة ذهبيه بالسلم الوظيفي وهناك من كان فقيراً يلوذ بالشيوعيه من فقره أملاً في تغير حاله أصبح اليوم أمريكياً لحد النخاع بعد أن تبسم له الدولار بملء شفتيه.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب بين الموقف واللاموقف
- من ثقافة الوعي الى ثقافة التسليه
- لماذا شوارعنا متوتره
- حراس البوابات
- المناضلون بين قسوة الأنظمه وتنكر الجمهور
- حرب الأذواق في تدمير الأخلاق
- ما بين الأسطوره والدين السماوي
- أحزاب ركبت صهوات الخلاف وحملت رماح الصراع فمزقت نسيج مجتمع و ...
- بوابة العنف
- خرافات الماضي وأوهام الحاضر
- أختلفت الأزمان وتشابهت الوسائل
- الحقيقه بين المنطق والعاطفه
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي الأسلامي
- خدعة القرن
- ماذا يحدث في منطقتنا؟
- العراق وتجربة الحكم في لبنان
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي الأسلامي- الجزء الثاني
- أحذرو اليد المروانيه
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي في الأسلام
- رؤيه في واقع ملتبس


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أياد الزهيري - بهلوانيو لعبة الأدوار