أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - لماذا شوارعنا متوتره














المزيد.....

لماذا شوارعنا متوتره


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6796 - 2021 / 1 / 23 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح للعيان , أن الشارع العربي عامةً والعراقي خاصةً ً يسوده الكثير من التوتر والأضطراب في جانبه السياسي وحتى الأجتماعي , ولو دققنا في أسباب ذلك , لوجدنا هناك سببين رئيسين , هما القمع , وغياب العداله الأجتماعيه , ومن الملاحظ أن هذين السببين مصدرهما سلطوي حكومي , وأخر أجتماعي شعبي , أما مايتعلق بالجانب السياسي , فنجد أن السلطه تلعب دوراً جوهرياً في تكريس القمع أتجاه من يعارضها , وأنها تعتبر معارضة السلطه من قِبل المواطن خط أحمر لا يمكن السماح به أطلاقاً , لذلك فهي تستخدم أشرس أنواع العقوبات , وأكثرها أيذاءاً لكل من تسول له نفسه التفكير بمعارضة السلطه الحاكمه , حتى يمكننا وصف ممارساتها بممارسات ذات نمط فرعوني , وذلك بسبب ماتظهره من تجبر وقسوه على أفراد المجتمع , حتى أصبح القمع في مجتمعاتنا سمه ظاهره وأساسيه , كما كنا نسمع مراراً وتكراراً من أهلنا أن الحائط له آذان , وذلك دليل على أن الدوله تنشر جواسيسها وشرطتها السريه في كل مكان . من المؤكد أن من مسببات القمع , هو بقاء الحاكم في بلداننا على كرسي الحكم مدى الحياة , ولا رأي غير رأيه مهما كان رأي غيره حكيماً , لأن رأس النظام يُخيل له أنه رأس الحكمه , وأنه وحيد زمانه , وليس هناك هامه علميه تطال هامته. هذا النوع من الحكم يفقد الناس معه الشعور بالكرامه , ويحسسهم بالهشاشه والأنكسار النفسي , هذا من جانب , ومن جانب أخر هناك جانب لا يقل أهميه من الأول , الا وهو غياب العداله الأجتماعيه , والتي تعني غياب الحقوق , وهي من أقوى المشاعر التي تولد الحنق والكراهيه للسلطه , وتجعل النفوس تغلي من السخط عليها , وهذا السخط يزداد حده وضراوه كلما تراكم مع الوقت , وكلما كان الظلم شديد , ومؤلم , لأن الكرامه الأنسانيه لا تطيق الظلم مهما كانت درجته , ولو دققنا بأسباب الحروب وأكثرها لوجدناها بدافع الدفاع عن الحريه والكرامه المهدوره من قبل السلطات الوطنيه أو المحتله . أننا نرى لدى بعض الحكومات سلوكاً يتصف بالعنجهيه والطغيان , وهو أنها تستخدم العنف والقسوه المفرطه ظناً منها بأنها تساعد على منع حدوث الأنفجار الشعبي من جراء تراكم الشعور بالقهر والحرمان , وفقدان العداله الأجتماعيه, ولكن ذلك لم يمنع قيام الثورات والأحتجاجات من قِبل الجماهير ضد الحاكم وسلطته القمعيه. نحن العراقيون لنا تاريخ قمعي لا ينافسنا عليه أحد من الشعوب , ولو أرخنا للقمع منذ بني أميه , ومن خلال عاملهم الحجاج بن يوسف الثقفي , لرأينا أن القمع وغياب العداله الأجتماعيه لم تتوقف لحين سقوط النظام الصدامي , وأما ما بعد سقوط النظام , وأن أختفى القمع ولكن مازال هناك غياب للعداله الأجتماعيه , وهذا هو السبب الرئيسي بسخونة الشارع العراقي وظهور مظاهر العنف والتدمير فيه وخاصه في المظاهرات التي تسمى بالتشرينيه , كما لا ننسى تراكم القمع الطويل والمختزن في نفوس أبناءه جراء سنوات القهر والحرمان من قِبل الأنظمه المتعاقبه والتي أرتكزت سلطتها على مرتكزات عنصريه وطائفيه . أن العنف بالعراق سيأخذ مده أطول لأنه تنفيس لما سبق من حرمان ورد فعل لمشاعر غياب العداله الأجتماعيه من قبل الدوله أزاء مواطنيها , خاصه وهناك مظاهر واضحه وكبيره تتجلى فيها مظاهر التميز بين أبناء الشعب الواحد. كما أننا لا نستطيع تجاهل القمع والظلم الأجتماعي المتأتي من العادات والتقاليد الأجتماعيه وخاصه العشائريه , والتي يظلم فيها القوي الضعيف , وتهضم فيها حقوق المرأه , ويستأثر فيها الرجل , وخاصه في حقوق الملكيه , كما نحن نعيش اليوم دوامة قمع , حيث أي فئه تأتي تقمع الأخرى بعملية أنتقام مقابل , وهذا ما يجعل شارعنا العراقي دائم الغليان , فهذه الأسباب مجتمعه جعلت من القمع حاله مترسخه في مجتمعنا , ومرض عضال نعاني منه على طول الزمن. كما يجدر بالأشاره الى حاله من الضروري الأشاره أليها , والتي غفل عنها الكثير , وهي نقطه حساسه, وسبب هام في تصاعد التوتر الأجتماعي , الا وهو تصاعد وتيرة الأعتداء أو التجاوز على الخصوصيه الفرديه , وهذا يحدث بمستويين , واحد أجتماعي , ومن قبيل الفضول والحشريه الزائده , والضغط بأتجاه فرض النمط الواحد , ومحاولة المجتمع بأذعان أفراده للسياق السائد , وأخر تمارسه الأنظمه القمعيه الشموليه , التي تفرض على الناس نمط الحزب الواحد , واللون السياسي الواحد , وفرض العقيده الحزبيه الواحده على الناس , وهذه الظاهره مارستها بقوه الحكومات ذات التوجه القومي الشمولي خاصه , وتجربة العراق فريده في هذا اللون من القمع , حيث كان المواطن وخاصه الطالب والموظف يجبر على الأنتماء لحزب البعث العربي الأشتراكي , ولا يسمح له بأختيار العقيده السياسيه التي يراها هو بنفسه , مما يسبب للمواطن ضغطاً نفسياً كبيراً بسبب الشعور بالقمع والضغط والأجبار على الأنتماء , في حين حرية الأنتماء والعقيده مبدأ أساسي من مباديء حقوق الأنسان . أن ما نشاهده من هشاشه وفتور بالهمه , وبرود وأنكسار , وشعور بالأحباط , سببه القمع المستمر , وعدم شعور المواطن بالقيمه والكرامه الأنسانيه , والذي يزيد من تضخم الشعور بالقهر لدى المواطن , هو معرفته أن دينه يمنع كل ممارسات القمع والظلم الأجتماعي , بل هو يحفظ على ظهر قلب المقوله الدينيه التي تقول ( متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) , فالتناقض بين ما أدانوا به , وما تربوا عليه , وبين ممارسة أنظمة الحكم , وضغط العادات الأجتماعيه الظالمه هو مصدر أساسي من مصادر الأستياء والتور في الشارع الشعبي, وهو السبب في أحتقانه المستمر , وما ظاهرة العصبيه لدى المواطن العراقي وسرعة الغضب , والهيجان , الا ردة فعل لحالة القمع الطويله والقاسيه التي تعرض لها عبر أجيال متواليه, وما عاناه من غياب للعداله الأجتماعيه , ولذلك قيل (العدل أساس الملك) , وهذا ما أكدته الآيه الكريمه (وأذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراس البوابات
- المناضلون بين قسوة الأنظمه وتنكر الجمهور
- حرب الأذواق في تدمير الأخلاق
- ما بين الأسطوره والدين السماوي
- أحزاب ركبت صهوات الخلاف وحملت رماح الصراع فمزقت نسيج مجتمع و ...
- بوابة العنف
- خرافات الماضي وأوهام الحاضر
- أختلفت الأزمان وتشابهت الوسائل
- الحقيقه بين المنطق والعاطفه
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي الأسلامي
- خدعة القرن
- ماذا يحدث في منطقتنا؟
- العراق وتجربة الحكم في لبنان
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي الأسلامي- الجزء الثاني
- أحذرو اليد المروانيه
- رؤيه في الدوله والنظام السياسي في الأسلام
- رؤيه في واقع ملتبس
- (الحرب السريه على الشيعه ما المقصود منها)
- لماذا يعادي الغرب الوسطيه في العالم العربي والأسلامي
- لماذا تغضب شعوب العالم؟


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - لماذا شوارعنا متوتره