أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غانم عمران المعموري - الحفر في لا وعي النص في قصيدة - أقسمت لها به ...- للشاعرة البابلية ليلى عبد الأمير.














المزيد.....

الحفر في لا وعي النص في قصيدة - أقسمت لها به ...- للشاعرة البابلية ليلى عبد الأمير.


غانم عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 03:20
المحور: الادب والفن
    


حينما ينتصر الموت على الحياة في حربٍ باردةٍ سريعة وخاطفَة, عِنْدها تتوقف نبضات القلب وتنْسل الروح من جسدِ العاشقة المُحبّة فتسير في الحياة وكأنها جثّة هامدة تأكل وتشرب دون أن تحسّ بشيء وتختفي الألوان الزاهيّة من عينيها إلا الأسود يبقى مُهيمن عليها ومن هنا انطلقت مشاعر الحزن والألم والحُبّ من ذّات الشاعرة نتيجة خزيّن تراكم في اللاوعي يتحرك كلما هزّتها ريّاح الشوق, فيرتجف القلم بين الأصابع الحائرة لينزف ما بقي من دماء قانية لترسم لوحة تجريدية رمزيّة يفهمها كلُ ذي ألمٍ قابع في الروح لذا جاءت قصيدة الشاعرة ليلى عبد الأمير تُمَثّل صرخة وجع من قلبٍ مفجوع ونفسٍ مُترعة بالوفاء لشريكٍ تقاسمت معه الأيام والأشهر والسنين بمُرّها وحُلوها " أقسمت لها به ..."
أَشيح بكلي
أتدثر بالأشهر والأيام والساعات
حتى لحظة جنوني المر
أشل حواسي أُرتقها بخيوط واهنة
أتكىء على
بعض من الكذب
أكذب
أكذب
وأكذب
حتى لقبني المدونون
بمسيلمةِ الكذاب
أحلم أن أُنَفِذ وصايا جارتي
بصوتِها الحزين
إذهبي حيث يرقد
ستعودين بغاية الأدب والإتزان
أقسمت لها به
واهنة من الشجاعة
روحي
أحلم أن أزوره
بباقة ورد
وله عاشقين
وبعض من الصمت
بقبلة تنسينا من نكون
أجلس قبالته
كما في أول عشق
فاجبتها
دراما فاشلة
فأنا لا أُجيد التمثيل.
تخط لنا الشاعرة صورة من الحُبّ السامي الخالد في روحها عن طريق البوح الأثيري بصور شعرية متتالية السرّد بتراتيل قُدسيّة حزينة وكأن مقاطع الحروف تخرج من الحزن دون استئذان بلا شعور, تقف شامخةً بوجه اعصار الحياة الجارف لكن ذكرى وفاة زوجها الذي يعيش في كيانها تجْتز جسدها كالسكين المُتغلغل في الأحشاء...
هيمنت الأنا المتألمة في سرّدها الشعري الذي يعتمد على اللقطة الخاطفة المتضمنة غرائبية بمعانٍ ودلالات خاصة وبسياقٍ اعتمد ذكرى الزمان والمكان وعلاقتهما الحميمة بكل التصرفات والمناسبات والأحداث التي مرّت بينهما فكان لها الأثر البالغ في الذّات الشاعرة المولدة والمُحرّكة الرئيسية لعواطفها وأحاسيسها بإيقاع شعري متجانس يعتمد على التردد كما في تكرار الفعل " أكذب " حين أنه " يتجاوز استخدام الشاعر للفعل مهمة نقل الحدث المرتبط بزمن معين. وذلك حين يتحول الفعل إلى لبنة أساسية في بنية النص الشعري، بحيث يولد طاقات تعبيرية هائلة وانبثاقات دلالية مدهشة”1.
أكذب
أكذب
وأكذب
حتى لقبني المدونون
بمسيلمةِ الكذاب
كما أن الشاعرة استعانت بأسماء تأريخية لتفصح لنا عن مدى الألم الذاتي والمعاناة التي خلفها الفَقْد لها وهذا الاسم " مسيلمة الكذاب " مُثير حسيّ جمالي يعطي للنص صفة جمالية وابداعية..
يكون لتكرار الفعل الدور الفعال في بث الروح في الجملة الشعرية عن طريق الانسجام والتناغم بين الإيقاع الموسيقي الداخلي للقصيدة ومثيراتها الحسيّة النسقيّة ضمن سياق لغوي واحد مؤثراً في إحساس المتلقي بإثارته عاطفياً, وإن هذه العلاقة يمكن تسميتها " الاتساق أو الانسجام الذي هو : التماسك الشديد بين الأجزاء المشكلة لنص / خطاب ما ويهتم فيه بالوسائل اللغوية التشكيلية التي تصل بين العناصر المكونة لجزء من خطاب أو خطاب برّمته " 2.


أحلم أن أُنَفِذ وصايا جارتي
بصوتِها الحزين
إذهبي حيث يرقد
ستعودين بغاية الأدب والإتزان
أقسمت لها به
واهنة من الشجاعة
روحي
أحلم أن أزوره
بباقة ورد
وله عاشقين
وبعض من الصمت
بقبلة تنسينا من نكون
أجلس قبالته
كما في أول عشق
فاجبتها
دراما فاشلة
فأنا لا أُجيد التمثيل.
تنقلنا الشاعرة عن طريق حوار متبادل مع الروح إلى عالم الأرواح لتقتفي أثر عشقها الأبدي تبحث عنه في رحلةٍ أثيرية في الريح بين الواحات الخضراء لَعْلها تجده يجلس بين الأشجار ينتظرها فتقدم له باقة وردٍ وتبث كلمات الحُبّ والغزل لتظفر بقبْلة وداع لكن تعود بخطاب مونولوجي مع النفس لتجيب بصوتٍ حزين : دراما فاشلة ..
نحتت الشاعرة بأسلوبها الصوري الحسيّ كلماتها بلغة الحلم والتأمل فاختلط عندها الواقع مع الخيال والشعور مع اللاشعور بضرباتٍ إيقاعية موجعة حفرت في ذاكرة الزمن ذلك الحُبّ الخالد الذي ينسال مع الدموع على خديّها فكانت القصيدة كالنهر تجري بتدفق من المشاعر والاحاسيس بتوهّجٍ في اللحظة التي تعيشها وإيقاعات داخلية وتسلسل للصور الشعرية التي تتحد في فكرة أساسية واحدة ...



#غانم_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجع العراقيّ في قصيدة - جرس الدرس الأخير - للشاعر العراقي ...
- البُعد الإنساني في قصيدة - نعم أنا شاعرة - للشاعرة العراقية ...
- رسم الشخصية الشعرية في قصيدة - غيمة ايلول - للشاعر العراقي ع ...
- الكبْت الجنسي والصورة الحسيّة في قصيدة - محروم - للشاعر العر ...
- الذاكرة الشعريّة في نصوص - يا لَهذا - للشاعر العراقي البابلي ...
- التَّمحور حول الذَّات والانبعاث في القصيدة - احتاج لدبوس - ل ...
- إنطاق المسكوت عنه في رواية - عندما أعيد خلقنا - للكاتبة السو ...
- جدلية التأثير والتأثر في رواية - ساعة عدل - للدكتور المصري م ...
- وحدة الهَّم الشعري في قصيدة - أوراق وخنادق - للشاعر العراقي ...
- المبنى السَّردي وتجليّ الذات في المجموعة القصصية - سواسية من ...
- المبنى السَّردي وتجليّ الذات في المجموعة القصصية - سوايسة من ...
- التَّمرد على المألوف في - كلّما قلتُ قالت إلى أين ؟ - للشاعر ...
- تجليات الصورة الشعرية في قصيدة - محاولة لإكمال صورتي الفوتغر ...
- حِبكة التكرار الإبداعي في ( مثل نبيٍّ يتوسلُ معجزة ) للشاعر ...
- ما يُخبأهُ النص في - فوانيس في مدن الضباب - للشاعر العراقي ا ...
- المُتخيّل الابداعي في قصيدة - حروف تصرخ في زنزانة البوح - لل ...
- المُتخيّل الابداعي في قصيدة - حروف تصرخ في زنزانة البوح
- سحر البلاغة وعذب الكلام في قصيدة - خرف- للشاعر كامل حسن الدل ...
- لمحة بسيطة من كتاب الباحث سعد الساعدي - نظرية التحليل والارت ...
- مقاربة نقدية وفق رؤيا تجديدية لنص - مثلبة- للكاتب عبد المجيد ...


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غانم عمران المعموري - الحفر في لا وعي النص في قصيدة - أقسمت لها به ...- للشاعرة البابلية ليلى عبد الأمير.