أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غانم عمران المعموري - مقاربة نقدية وفق رؤيا تجديدية لنص - مثلبة- للكاتب عبد المجيد احمد الخولي














المزيد.....

مقاربة نقدية وفق رؤيا تجديدية لنص - مثلبة- للكاتب عبد المجيد احمد الخولي


غانم عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


نص " مثلبة" : سارَ مَعَهُم ازمنة طَوِيلَة, اِعْتَقَدُوا أنْه وَاحِداً مِنْهُم, حِينَ اِنْكَشَفَت سُوءَته؛ وَجَدُوا وَشْم شيفرة, زَريبَة خَنَازِير.
مثلبة عنونة متقنة بحرفيّة كاتب مبدع يحيل الأرض الجرداء إلى واحة خضراء يتصف بنسغ منتظم متزن له من التأثير بحيث يستهوي المتلقي فيقول الناقد مالك المسلماوي ( أن علاقة العنوان بالمتن غالباً ما تكون اتصالية ونادراً ما تكون إحالية غير مرئية... العنونة جزء من المثيرات البصرية غير آثارها الدلالية .. فالعين هنا تندهش بإثارة العنوان لها قبل الدخول بالتفاصيل اللاحقة في المسافة التي ستمتلىء بالمعاني والرموز السيميائية ومختلف الدرجات النصية" 1.
وعنوان الكتاب في مفهوم "آيزر" (نوع من التفاعل الوجودي بين الذّات القارئة والبنية النصّية لتوليد معنى ما وقيمة أدبية ما, لا تعودان بالتحديد إلى ملكية خاصة بالنص, ولا إلى ملكية خاصة بالقارىء, ولكنها تعود فقط إلى تلك النقطة التواصلية التي توجد بينهما, فالتواصل بهذا المعنى هو فعل منتج للدلالة وليس مستهلكاً لها)2.
وبذلك جاء العنوان نكرة غير فاضح للنص ولكنه منسجم ومتناسق مع مضمونه وقبل الدخول إلى متن النص وهذا خلاف المناهج البنيوية التي رفضت المناهج الحديثة والّتي لا تعترف إلا بالنص وتنظر إليه باعتباره بنية مغلقة على نفسها ولا تنفتح على خارج النص ولا تعترف بالسياقات الاجتماعية والنفسية وغيرها من العوامل ولا تعترف بالكاتب الذي عانى في كتابته الابداعية..
وهنا يؤكد الباحث العراقي سعد الساعدي في نظريته " التحليل والارتقاء" أنَّ ما تقوله البنائية كمنهج نقدي حداثوي في أن النص هو الجوهر فقط الذي يجب النظر إليه وما تراه التفكيكية كمنهج أخير لاحق في أنَّ النص هو تعدد معاني لا نهاية لها بموت المؤلف وولادة معنى جديد متكرر بعيداً عن مركز الوجود والموجود وهو في الحقيقة قتل متعمد لصانع الإبداع والاستهانة بجهوده وطريقة تحليله للأشياء سواء كانت نصاً أم عملاً آخر بمعنى لا وجود لمبدع باعث مُنتِج بل محض الصدفة من جاءت بالإنتاج ووضعته في الطريق كي يدلو كل واحد بدلوه معطياً المعنى الذي يرغب به وبعدد البشر اللا نهائي تكون لدينا نتائج متنوعة مختلفة تبني وتهدم حسب زعم داريدا وهذه عين السفسطة النقدية الفارغة التي سار عليها الكثيرون مع الأسف من العرب الذي أسموا أنفسهم نقاداً لا يحلوا لهم غير تسطير المصطلحات المتناثرة المقتبسة من بيئة تختلف جذرياً عن بيئتهم اعتزازاً واحتراماً لشخص لا يعرفهم ولا يعرفوه عن قرب وربما يمقتهم في قرارة نفسه ! ... أما التفكيكية فأنها نادت بموت المؤلف استنادا لما قاله نيتشه بمقولته الشهيرة " بأن الله مات ونحن الذين قتلناه... حاشا الله تعالى من هذه الصفات.3. نلاحظ أن الكاتب قد التقطَ بكل براعة كالمصور الفتوغرافي كل حالة وهَّن وضعف في سياسة الحكومات المتمثلة بحُكامها المتخاذلين وأنَّ ذلك نابع من معاناة حقيقية عاشها الكاتب بنفسه وبواسطة غيره عن المجمتع الّذي ترعرع فيه فهو يتحسس ما يشعر به الإنسان الفقير المغلوب على أمره في ظل حكومات دكتاتورية مقيته سَلَبت قوت الفقراء والبُسطاء من الناس بينما المتنفذين والمتملقين هم من يكونون في الصف الأول في نهب ثروات البلد..
وبذلك كانت التأثيرات النفسية والتمظهرات الخارجية الاجتماعية والنفسية وعمق احساسه الوطني والقومي بشعبه وما يُعانية من ويلات هي التي كانت المُحفز الأساسي للكتابة وبذلك كان سرده نابع من فلسفته الشخصية في الحياة بالإضافة إلى الحالة الشعورية عبر إدراكه واحساسه بما موجود وهذا ما ورد في نظرية التحليل والارتقاء للناقد العراقي سعد الساعدي والذي بين فيها ( ترى نظرية التحليل والارتقاء أن عنصرين مهمين غفلتها أغلب المناهج النقدية عن النص كمعيار مهم من معاييره وهما :
فلسفة النص الحركية: التي تعني الفكرة الأصلية التي يتبناها الناصّ، وطرح قضية تصوُّرية نابعة من ذات النّاص للعلن، وبمعنى أدق: هي فلسفة النّاص الشخصية في الحياة، والتي منها تتحدد مفاهيمه ومقاصده ودوافع كتابته.
أمّا المعيار الثاني فهو سيكولوجية النص الكامنة: التي تحدد الحالة الشعورية للكاتب عبر إدراكه واحساسه بما موجود كحالة انعكاسية لما يعانيه ويعيشه هو والمجتمع الذي ينتمي اليه، أي ولادة حالة انبعاث جديدة متأثرة بدوافع كثيرة، وارهاصات أضْفَت صبغتها على النص4.
انتقل الكاتب بأسلوب فني من المألوف إلى غير المألوف ليبين لنا التمادي والاستهتار بأرواح الشعب المغلوب على أمره عن طريق الممارسات الشيطانية التي أنتهجتها السياسات العميلة المرتدية قناع الوطنية وأراد أن يشير إلى نقطة مهمة بخصوص طبع بعض الشخصيات التي لا تتغير حتى وأن اعْتَلت مناصب كبير بل معدن الإنسان يُعرف عند تولي المهام في مناصب حكومية وكذلك أراد أن يبين مدى عَمالة الكثير من السياسين للدول المستعمرة من أجل منافع مادية وعلى حساب الشعب وكان شعور الكاتب وطنياً وقومياً ليشمل بعض الدول العربية..
حتى وصل بنا القاص إلى الخاتمة مُضمرة "وَجَدُوا وَشْم شيفرة, زَريبَة خَنَازِير" لينقل لنا نهاية كل صاحب قناع وفضيحة حقيقته السيئة.

المصادر
1- مالك المسلماوي- البياض في شعر عصام عيّاد تقديم باقر جاسم محمد /منشورات قرة العين /2014/ ص 32
2-حميد لحمداني, القراءة وتوليد الدلالة م. ث. ع (بيروت) ط1 2003 ص70
3-الباحث سعد الساعدي , نظرية التحليل والرتقاء, مدرسة النقد التجديدية,ط1 نشر وتوزيع دار المتن 2020 . ص 138-139
4- سعد الساعدي. مصدر سابق .ص75-76



#غانم_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعكاسية الألم ونقاء الكلمات في ( حين الخطوات) للشاعرة حسينة ...
- الحداثة وجمالية الألفاظ في ( رأس تقد به الرغبة) للشاعر الحسي ...
- النّاص بين المتخيّل والواقع في ( قربان على مذبح الصيت) للشاع ...
- مقاربة نقدية لنص -اشتباه- للكاتب علي السباعي/
- مقاربة نقدية في قصيدة الأديب الشاعر رجب الشيخ رؤى مضطربة
- مجموعة قصص قصيرة جدا
- مقاربة نقدية في المجموعة القصصية - شتات في نفس المكان- للقاص ...
- مثيولوجيا الأكيتو وتأثيراتها على العقل البشري
- قصة قصيرة / أكاماكو
- العنوان / الرمزيّة المثيولوجية وأثرها في القصة القصيرة جداً
- قصه قصيرة الياقوته بنت الؤلؤة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غانم عمران المعموري - مقاربة نقدية وفق رؤيا تجديدية لنص - مثلبة- للكاتب عبد المجيد احمد الخولي