فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6871 - 2021 / 4 / 17 - 08:47
المحور:
الادب والفن
اللغةُ مَافْيَا المخدِّراتِ ...
تسرقُنَا عبرَ سُلَطِهَا :
البلاغة / البديع /
الكناية / التَّوْرية /
الرمز / الإيحاء /
وتُحوِّلُنَا كائناتٍ لغويةً ...
تشكلُ منَْ الواقعِ
هيكلاً ...
من مجازٍ اعتباطيٍّ
و أنفاساً ...
منْ مِزَاجٍ فوضويٍّ
جعلتْنَا :
هواةً / حواةً / بهلواناتٍ / سحرةً /
في سيركِ الكلامِْ ...
كلُّ صورِنَا / أفكارُنَا /
معانينَا / لَا معانينَا /
نسرقُهَا متعمدينْ ...
تسرقُنَا
غيرَ متعمدينْ ...
نسرقُ منَ الطبيعةِ ظواهرَهَا :
منَ الغابةِ :
أشجارَهَا / أعوادَهَا / خشبهَا /
وفؤوسَهَا / حتَّى حطَّابيهَا / والأعشاشَ /
منَ السماءِ :
المطرَ / الرياحَ / الأشباحَ /
الهواءَ / العصافيرَ/ واللهَ أيضاً /
منَ الأرضِ :
ترابَهَا / عشبَهَا / غبارَهَا /
والإنسَ والجنَّ / والأوساخَ /
إلَّا المقابرَ نحملُهَا داخلنَا ...
منَ البحرِ :
موجةً ثائرةً / أوْ قنديلاً لَاسِعاً /
والزرقةَ / والرملَ / والسفنَ /
حتَّى الغرقَى / والهجراتِ السريةَ /
إلَّا الأسماكَ نفقتْ في جيوبِ السماسرةِ ...
نسرقُ الجمالَ فنضفِيهِ على الشيءِ / واللَّاشيءِ /
نحنُ لَا نسرقُ قصيدةً / أوْ لغتَهَا / أوْ بعضاً منْ سطورِهَا /
نحنُ نسرقُ الحدثَ :
نسرقُ الحربَ ووقائعَهَا /
نسرقُ الأحداثَ / والإحداثياتِ /
نسرقُ الضحايَا / والأبطالَ /
إلَّا الخساراتِ والهزائمَ تسرِقُنَا ...
نسرقُ منَ القصيدةِ :
اللغةَ / المعنَى / اللَّامعنَى /
والفكرةَ والواقعَ / والخيالَ /
ثمَّ نُحولُهُ لوحةً :
حمراءَ / سوداءَ / صفراءَ / بيضاءَ /
حتَّى اللونَ نسرقُهُ منَ :
الزهورِ والشمسِ /
منَ الدمِ وشقائقِ النعمانِ /
منَ الزنابقِ / والطينِ /
منَ الرمادِ / والفحمِ /
منَ الثلجِ / والقطنِ /
والحجَلِ / والسَّلَمُونِ /
إلَّا الملائكةَ ...
فلَالونَ لهمُ
لهذَا لَا نسرقهُمْ ...
السرقةُ الكبرَى ...
لَا أحدٌ يقولُ :
سرقَ الشاعرُ الحربَ ...
سرقَ الحبَّ...
سرقَ القلبَ ...
نقولُ :
سرقَ قصيدةْ ...؟!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟