أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - استغلال اللاجئين من قبل حكومات دول الشرق الاوسط!














المزيد.....

استغلال اللاجئين من قبل حكومات دول الشرق الاوسط!


اسماعيل ميرشم

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 16:30
المحور: المجتمع المدني
    


من مبادئ القانون الدولي توفير الحماية للاجئين الفارين من بلدانهم الى بلدان اخرى خشية تعرضهم لقمع حكومات بلدانهم الاصلية مع ضمان حقوقهم السياسية والانسانية، بينما تقوم الانظمة الحاكمة في اغلب بلدان الشرق الاوسط باستغلال اللاجئين واستثمار وجودهم على اراضيها لاجنداتها الجيوسياسية ومصالحها الاقليمية.
ففي منتصف السبعينات من القرن الماضي بعد هروب قسم كبير من الكرد العراقيين الى ايران نتيجة تجدد الاقتتال بين الحكومة المركزية والحركة الكردية وخشية تعرض هؤلاء الهاربين للقمع من قبل النظام البعثيّ، قام نظام محمد رضا البهلوي في البداية باستقبالهم وتقديم المساعدة لهم، لكن فيما بعد تم استخدامهم واستغلالهم لتحقيق مصالحها الجيوسياسية من خلال استخدام الاجئين للضغط واجبار نظام صدام حسين على التنازل على جزء من شط العرب لصالح ايران مقابل توقف ايران عن دعم التمرد الكردي، مما تسبب باجبار هؤلاء اللاجئين الكرد بالعودة القسرية الى العراق كاسرى حرب، ومن ثم تم إبعادهم الى صحاري مدن غرب وجنوب البلاد.
في الثمانينات والتسعينات تكررت نفس الظاهرة، عندما هرب الالاف من العراقيين الشيعة الى ايران خشية تعرضهم للاعتقال والتعذيب من قبل الاجهزة القمعية الصدامية وبالاضافة الى قيام النظام بتهجير عشرات الالاف من الكرد الشيعة الفيليين الى ايران بحجة اصولهم الايرانية، فقامت اجهزة المخابرات النظام الايراني الاسلامي الجديد بتقديم المساعدات لهم في المراحل الاولى ومن ثم استغلالهم بزجهم في تشكيلات ميليشياوية مسلحة وارسالهم فيما بعد عبر الحدود لشن هجمات في محاولة لاسقاط النظام!
بالمقابل ، قام نظام صدام حسين في بداية الثمانينات من القرن الماضي باستغلال الاجئين من الكرد الايرانيين الذين هربوا من بطش القوات الايرانية بعد فشل انتفاضتهم في 1980 للمطالبة بحقوقهم القومية، فقام النظام العراقي في المراحل الاولى بمساعدة هؤلاء اللاجئين ووفرت لهم المسكن والمأكل، ليقوم باستغلالهم فيما بعد بزجهم في تشكيلات قتالية وارسالهم الى داخل المدن الايرانية للقيام باعمال تخريبية. كما قام النظام البعثي باستقبال مجاهدي الخلق الايرانيين الفارين من ايران بعد الثورة الايرانية خشية تعرضهم للقمع من قبل اجهزة السلطة الجديدة، ففي البداية ساعدهم النظام، ليقوم باستغلالهم فيما بعد بشكل صارخ، من خلال تشكيل قوات مليشياوية بينهم ودعمهم بشكل كبير وارسالهم الى داخل الاراضي الايرانية للقيام بالاعمال الحربية، وكذلك قام النظام الصدامي باستخدام "مجاهدي الخلق" في القيام بقمع الشعب العراقي اثناء انتفاضة 1991، في ظاهرة غريبة جدا ان يقوم مقاتل"لاجيء" يحمل السلاح من اجل حريته في بلده، بقمع شعب مضياف له ينتفض ضد نظام بلده في سبيل نيل حريته، المفروض ان كلاهما يناضلان من اجل نيل الحرية من نظامين دكتاتوريين!
نفس السياسية الاستغلالية بحق اللاجئين قامت بها كل من نظامي الحكم في دمشق وانقرة، أحدهم ضد الآخر، حينما استقبل حافظ الاسد اللاجئين الكرد من تركيا في التسعينات بسبب تعرضهم للقمع من قبل الحكومة التركية، وقدمت لهم المساعدة في البداية وفيما بعد قام باستخدامهم للضغط على الحكومة التركية للحصول على تنازلات بخصوص حصتها من مياة الدجلة والفرات! بينما قامت الحكومة التركية في بداية ما يسمى ب"الربيع العربي" في 2011 بفتح حدودها واستقبال الملآيين من اللاجئين السوريين الفارين من بطش قوات الاسد، حيث قامت تركيا في البداية بتقديم الخيام والطعام لهم، لكن فيما بعد قامت باستغلالهم بشتى الوسائل، حيث المساومة مع الدول الاوروبية للحصول على ملايين الدولارات مقابل منع وصولهم الى اراضي تلك الدول! ومن جهة اخرى قامت اجهزة المخابرات التركية بتجنيد قسم آخر منهم وزجهم في معارك ضد قوات النظام السوري وقسم اخر ضد القوات الكردية لغزو واحتلال الاراضي السورية بحجة اقامة ما يسمى ب"المنطقة العازلة" بينما وحسب التقارير الدولية تم تجنيد وارسال مجاميع اخرى من الاجئين السوريين بعد تدريبهم وتعبئتهم الى جبهات الحرب كمرتزقة للقتال في ليبيا وناكورني كاراباغ الى جانب القوات "الحكومة الشرعية الليبية" او الى جانب الجيش الآذري!
ومن جهة اخرى قامت تركيا باستقبال مهيب لجماعة الاخوان المسلمين من المصريين الذين هربوا من قمع النظام السيسي بعد الانقلاب العسكري في مصر في 2013، وقامت الحكومة التركية بالترحيب بهم وبمساعدتهم واظهار التظامن "الاخواني"معهم في البداية، لكن فيما بعد قامت اجهزة المخابرات التركية بشن حملة اعتقالات بين اللاجئين السوريين والمصريين والتهديد بالابعاد القسري لهم في محاولة للاستثمار فيهم واستغلالهم بهدف اعادة العلاقات مع نظام السيسي بغية الوصول الى تفاهمات معه بخصوص صراعهما على حقول الغاز في الاراضي الليبية على حساب اللاجئين المصريين الموجودين في تركيا!!
هكذا قامت وتقوم الانظمة الدكتاتورية في منطقة الشرق الاوسط باستغلال واستخدام واستثمار اللاجئين الفارين الى اراضيها من بطش حكام اوطانهم، فبدلا من القيام بتوفير الامن لهم وحفظ كرامتهم، يتم استغلالهم واستخدامهم باساليب بشعة تنتهك فيها ابسط حقوق اللاجئين الواردة في المواثيق والعهود الدولية!!!



#اسماعيل_ميرشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة بعنوان: الجندي الذي قتلته الزغاريد!
- قصة قصيرة بعنوان: الألم والثلوج والزمن
- مخاض الربيع العربي وتدشين دولة الخلافة في العراق والشام
- ما المانع من استبدال الفاشليين من الزعماء السياسيين في العرا ...
- أثناء فترة وجودي بين اهلي ومع اصدقائي في خانقين وفي كردستان- ...
- في العراق قبل وبعد 2003
- معوقات امام التحول السياسي في العراق وفي المنطقة
- ايهما اولى مشروعية المواطن وحقوقه ام المنظمات الدولية ومواقف ...
- التغيير بين الحاجة في الواقع و رفعها كشعار لمرحلة !!!
- بروز الطائفية السياسية وعرقلة التحول السياسي في العراق
- في كل عام كلما تحل نوروز
- مقتطفات من كتاب فنر حداد بعنوان- الطائفية في العراق-
- هل بقاء العراق موحدا لمصلحة العراقيين على المدى البعيد؟
- لماذا بروز وازدهار الطائفية بدلا من انتشار وترسيخ الديمقراطي ...
- هل بالامكان ترسيخ الديمقراطية في العراق ؟
- الحل في المزيد من الديمقراطية ام باعادة الدكتاتورية؟
- متى المواطن تتمتع بحقوقه في العراق الجديد؟
- هل بامكان الجمع بين الديمقراطية والفدرالية في الشرق الاوسط؟
- ميراث الانظمة الاستبدادية وتحرر الشعوب
- الالوان


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسماعيل ميرشم - استغلال اللاجئين من قبل حكومات دول الشرق الاوسط!