أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - الروائي يهزُّ رأسه بمكرٍ و الشاعرُ يرتعش














المزيد.....

- الروائي يهزُّ رأسه بمكرٍ و الشاعرُ يرتعش


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 6858 - 2021 / 4 / 3 - 21:58
المحور: الادب والفن
    


كانت الجِلْسةُ دالةً ومعبرة عن وضعيتي المتراوحة بين الاقتراب والابتعاد عن اعتماد السرد كشكل أسكبُ فيه نفسي وأُظهرها للعلن عاريةً وبلا زخارف. كنتُ بين الروائي الكبير والشاعر الكبير ومناسبة الحديث مقالاتي التي كانت الكاتبة عبلة الرويني إبان رئاستها لتحرير جريدة أخبار الأدب المصرية، تفرد لها صفحتين كاملتين، هذه المقالات كانت تجمع بين السيرة الذاتية والقص والطاقة الشعرية وكان رأي الروائي الكبير أنها كتابة سردية بامتياز وأنها تشير بجلاء على السارد المختفي تحت أعطاف الشاعر غزير الإنتاج لكنهُ سيطلُعُ قريباً، تفاجئتُ قليلاً وبدأتُ في تذكر كتابات مشابهة لي، شهادات إبداعية وثقافية، قيل بعدها ما يُعَضِّد هذا الرأي وبدأتُ في سؤال نفسي بصوتٍ عالٍ إن كان هذا الأمر حقيقياً داخلي أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد استراحات للمحارب بين الوقت والآخر إلى أن أوقفني الشاعر الكبير نافياً الأمر بحماس مؤكداً أنني شاعرٌ "باطني" وأن نظرتي الشعرية تبدأ من الأبعاد المخفية والبعيدة عن السطوح في الإنسان وأن مادتي الخام هي الكوابيس والأرواح المختبئة في التفاصيل العادية ولهذا سأظل حتى النهاية متوتراً وأعاني من النوم العصي و من أمراضي العضوية الغامضة وأن وضعية كهذه يستحيل معها أن يختار هذا المسكين الدخول في تجربة سردية قد تستغرق شهوراً أو سنواتٍ، لأنه بهذا سيخلق هواجس جديدة وكبيرة هذه المرة ولن تتحملها نفسية من يحترق ليُفْرِزَ قصيدة أو بالأحرى كابوساً ثم يهدأ ليعاود التنفس وتحريك أعضائه.. من هنا رجعتُ لمرآتي ونظرتُ لها طويلاً لتتكلم هي وتكشفني أمام ذاتي: أمضيتَ عمراً تقاوم فكرة أن تحكي وتحكي فقط لتحافظ على الشاعر القابع داخلك، مع أن الأمر منضغم بشكل لافت، حيث أن انطوائي الذي بدأ منذ أيام اغترابي مع الأهل في المدينة الصحراوية البعيدة وقلة تواصلي مع الآخرين، يبدو محتاجاً طول الوقت للتعويض والحكي، للسرد الذي يستلهم حيوات الآخرين وفي الخلفية دقائقه هو، لإخراج التأملات في المصائر والتفاصيل والذكريات لتظهر على هيئة حكايات تذوب أو تمرح فيها الحياة الشخصية، تلك الحياة المتقطعة في سيرورتها بين الحفر الواطئة والسحاب الهارب والتي كانت فجواتها وانفجاراتها قصيرة النَفَس لا تناسب إلا القصيدة رغم أنها تترك الأثر العميق للبئر المملوءة على الدوام بالخوف والأسئلة.. كأني كنت أحفظ الشعر من تيهه للأبد بين جبال ووديان وبحور القص وكنت أربي يقيني بأن باب البئر لو فَتَحَتْهُ الريح لن يُغْلَق مرة أخرى وستضيع السطور المشَّعرة والمجازات في الغابة الغامضة.. لكن هل أنا سعيد بنضالي العجيب هذا؟ بالطبع لا ومما يزيد الأمر سوءاً أن الشاعر في نهاية الأمر يعاني من تهميش الشللية والمصالح والحصار أحياناً بالمقارنة مع ترحيب دور النشر بنشر الروايات وتكريس جوائز كبيرة وعديدة للرواية في كل مكان ..الشاعر فقير ويتمنى الانتشار والسفر كي يَسْعَدَ هو والجوائز كي يُسعِدَ أطفاله ويُوسِّع عليهم لكن هذه الإغراءات لم تنجح على الدوام– ربما لأنها بهذا الوضوح– في أن يترك الشاعر نفسه للروائي المتحفز داخله كي لا يُحِسُّ يوماً بأنه قاتلٌ تخلى عن ذلك المرتعش الضعيف الذي يكاد يلمس الكون بريشةٍ حِبْرها قليل، عن عِشرة عمره وأخيه وظِلِّه المغترب للأبد.. لكن يظهر طيف ماكر من المرآة ويقول إذن لماذا لا تجمع بين الشكليْن مثل الكثير من الأسماء التي تَمَيَّزَت فيهما معاً ويردُّ طيفٌ آخر، ماكرٌ أيضاً، بهمهماتٍ تخصُّ كائناً ينامُ ويحلمُ بوحشٍ يبتلعهُ ويضحك..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياض باشا شحاتة، رائد الفوتوغرافيا المصرية بقلم/ مؤمن سمير
- مسرحيتان قصيرتان من مجموعة-صانع المربعات ومسرحيات أخرى- للكا ...
- الشعر كاهن اعترافي ..
- وحيد الطويلة .. نظرة الرائي العليم بقلم / مؤمن سمير
- الشاعر مؤمن سمير: أحرقُ مسودات أعمالي حتى أنجو ..حوار نضال م ...
- -الذي ينامُ فيرتعد- شعر/ مؤمن سمير.مصر
- -الستائر- شعر / مؤمن سمير.مصر
- ديوان -سلة إيروتيكا تحت نافذتك- لمؤمن سمير.. رقصة حسية بتجلي ...
- «حكاية بنى سويف الجميلة».. كتاب جديد للشاعر مؤمن سمير ..بقلم ...
- الشاعر مؤمن سمير: أشكال الكتابة لا تتوقف عن التطور..حوار:حسي ...
- كتاب -الأصابع البيضاء للجحيم -:هو الشعر مهما تناسوا: سيرة ال ...
- -حزام البهاء حسين- بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- مفهوم المثقف وإبداعات الثورة
- -حيزٌ للإثم- مجموعة الشاعر المصري مؤمن سمير:الساحرة الشريرة ...
- ملاحظتان نقديتان حول ديوان -سلة إيروتيكا تحت نافذتك - للشاعر ...
- شاعر يرى الكتابة قلقا ولعبا ومجازفة،مؤمن سمير:قصيدة النثر قا ...
- قصيدة النثر ..شاعرية الواقع ولا معقوليته ..قراءة في أعمال ال ...
- مؤمن سمير: المرض جعل وعى قصائدى أكثر قسوة .حوار:السيد العديس ...
- «أصوات تحت الأظافر».. «حدائق شعرية» مختارة من دواوين «مؤمن س ...
- مؤمن ب-أصوات تحت الأظافر-: كتابة الموت و الجنون والأسئلة الح ...


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - الروائي يهزُّ رأسه بمكرٍ و الشاعرُ يرتعش