أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جلال الصباغ - اطفال داعش يهددون مراسلة العربية بالذبح - عندما يُصنع الإرهابيون














المزيد.....

اطفال داعش يهددون مراسلة العربية بالذبح - عندما يُصنع الإرهابيون


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6856 - 2021 / 4 / 1 - 09:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


رغم مرور اكثر من شهر على الفديو الذي بثته قناة العربية الحدث، للمراسلة رولا الخطيب وهي تزور مخيم الهول للاجئين في سوريا الذي يتجاوز عدد ساكنيه الستين الف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال. لا يزال هذا الفديو يثير الكثير من ردود الفعل والتحليلات، والتي لا تفسر جميعها الأسباب الحقيقية التي دفعت بأطفال صغار إلى رمي المراسلة بالحجارة والتهجم عليها.

يمثل داعش بالطبع أحد أكثر أوجه التخلف والهمجية والإرهاب على مر تاريخ البشرية، فقد مارس هذا التنظيم الإسلامي جرائم بشعة يندى لها جبين الانسانية، واقام دولته في العراق والشام عن طريق قطع الرؤوس والحرق والرجم وقطع الايدي والأرجل وسبي النساء.

عند إجماع الأطراف المتصارعة في سوريا والعراق على إنهاء حكم التنظيم، تم "تحرير" الأراضي من هيمنة داعش، ولكن بطرق وحشية راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والمعوقين وملايين المهجرين.

شاهد الجميع كيف تحاول المراسلة الحديث مع من يطلقون عليهم بنساء وأطفال داعش وكيف تجاهلت النساء الحديث، بينما الاطفال هددوا المراسلة بالقتل والذبح لأنها لا ترتدي الحجاب! واتهموها بأنها تحاول قتل الاخوات! وبينما تسأل مراسلة العربية عن تعليم هؤلاء الأطفال يؤكدون انهم لم يدخلوا اية مدرسة، صابين عليها جام غضبهم، وتخوفهم من انها تخفي خلفها مسدسا من اجل قتلهم!

تتراوح اعمار الاطفال الظاهرين في الفديو بين العام والعشرة أعوام، وهم حفاة ومحتجزين مع امهاتهم او قريباتهم في ظروف بالغة الصعوبة فلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات صرف صحي ولا مدارس، وما يحصلون عليه هو مجرد مساعدات من منظمات ودول، تمثل في حقيقتها اهم اسباب تطرفهم وتشردهم، اذ ساهمت هذه الدول ولا تزال في دعم وخراب سوريا كما العراق، عن طريق الابقاء على النظام كما تفعل روسيا وإيران وغيرها من المليشيات المدعومة من هذه القوى او مساندة المليشيات الإرهابية الأخرى كما تفعل الولايات المتحدة والخليج وتركيا.

ان هذه الفضيحة الانسانية التي عرضتها قناة العربية الحدث، المدعومة من السعودية أحد أبرز رعاة الحركات الإسلامية الإرهابية، يوضح كيف يتم الاحتفاظ بهؤلاء الصغار والسماح لذويهم بتلقينهم وغسل ادمغتهم وسط تفرج العالم عليهم وهم يكبرون في بيئة مليئة بالأمراض النفسية ومشحونة بالحقد والكراهية وتصوير قتل الآخرين وتكفيرهم على أنه أمر طبيعي!!

هؤلاء الصغار الذين يتاجر بصورهم الإعلام الرخيص، بدلا من انتشالهم من هذه البيئة الخارجة من كهوف التخلف والوحشية، وبدلا من تخليصهم من هذا البؤس الذي يعيشونه، يتم تكبيرهم وتنشئتهم على القتل والتفجير والتكفير من اجل استخدامهم في حروب مستمرة تخدم امريكا وايران والسعودية وتركيا واسرائيل وغيرها من الأنظمة التي تعتاش على هذه الحروب وتستخدم هؤلاء الصغار كخزين ستراتيجي واخراجه متى ما احتاجوا إليه.

ينشغل الكثير من المحللين والمثقفين في تفسير ظاهرة اطفال داعش، وكأن هؤلاء ارهابيين بالفطرة والجينات او ان مسألة تأهيلهم هي مجرد دورات يقوم بها مختصون من اجل إعادة دمجهم دون التطرق إلى الظروف البائسة التي يعيشون فيها.

ان حبس الاطفال والنساء في مخيمات بعمق الصحراء بلا اية خدمات وممارسة التمييز ضدهم وجعلهم تحت رحمة جلاديهم، بعيدا عن المدارس والمستشفيات والعلاج النفسي، والعمل على أخذ الاطفال إلى دور رعاية خاصة تتوفر فيها بيئة امنه ومستقرة، والاشتغال على تخليصهم مما علق بهم من بؤس وافكار مريضة. كل هذه الأشياء وغيرها ان لم تتوفر لهم فأنهم بالتأكيد عندما يكبرون يكونون معبئين بالكره تجاه المجتمع ومستعدين لتفجير أنفسهم وقتل الآخرين.

ان ما ينطبق على اطفال داعش ينطبق ايضا على ضحايا الحروب التي تجري في اليمن وليبيا والأطفال المجندين في المليشيات التي تدافع عن الأنظمة في كل مكان، ولن ينتهي انتهاك حق الاطفال والنساء في الحياة والتعلم ما لم تتغير الأنظمة التي تجعل منهم أدوات للبقاء والهيمنة سواء أكانوا مجندين من قبلهم او في صفوف " الاعداء".



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اي كارثة تنتظرنا
- عندما يخوط الشيوعي العراقي بصف الاستكان
- مأزق حراكات وناشطي أكتوبر
- الحوار مع القتلة
- المؤسسة الدينية في خدمة الهيمنة الرأسمالية
- بين البابا والسيستاني والمتشرد وجاسم الحلفي
- هل لا زلتم تراهنون على الكاظمي والانتخابات؟!
- السفلة يقتلون شباب الناصرية
- بابا الفاتيكان يلتقي المرجع الاعلى
- بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
- أشكال الصراع في العراق باعتبارها تمثيلا للصراع الطبقي
- لا انتخابات ولا برلمان، الخيار هو رحيل النظام
- التغيير عبر الانتخابات
- بين انتفاضة أكتوبر والثورة الفرنسية
- نشارك أو لا نشارك – فاضل ثامر يجيب
- جميعهم متفقون جميعهم متشابهون
- بين عمر فاضل وعبد الكريم خلف
- وظفو العراق امام مفترق طرق
- ماري محمد لماذا الآن؟
- التفسير النفسي لزيارات مسؤولي النظام الى ساحة التحرير


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جلال الصباغ - اطفال داعش يهددون مراسلة العربية بالذبح - عندما يُصنع الإرهابيون