أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-















المزيد.....

الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 09:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ليس من المفيد هنا انكار التردد الذي يصيب أي متابع للاحداث التي تتوالد في مصر من ان ربط هذه بعض الاحداث مع بعضها قد تدفع به فورا الى الانخراط في قائمة المهووسين بنظرية المؤامرة.. ولكن نفس هذا الهوس..الذي لا ننكره ولا نتبناه، قد يكون اقوى من محاولات تجاهل الاشارات الكثيرة الى ان الامور من الصعب ان تكون خارج اطار مؤامرة ما وان كانت ملامحها ما زالت مغلفة بالكثير من علامات الاستفهام..
وهنا نجد انفسنا مضطرين الى استعادة العبارة التي ينقلها الكاتب المصري الراحل محمد حسين هيكل معنعنة عن شارل ديغول, و التي تقول ان الطريق إلى فهم السياسة يبدأ بالنظر إلى الخريطة.. فمن الصعب على المراقب متابعة التسابق اللاهث للاحداث دون النظر الى الخطوط والعلامات التي تؤشر الحدود التي تقف عندها الاطراف المتصارعة ونقاط التماس فيما بينها.. نفرد الخارطة لنجد ان هناك خط يفترض انه يبدأ من "جبل علي" ويمر من "سقطرى" الى "جمهورية ارض الصومال" الى " جيبوتي" ويتجه شمالا ليرتطم فورا بقناة السويس، يقابله في الجانب الاخر حرائق وانفجارات وحروب وحصارات تطال كل مرافئ المنطقة على البحر المتوسط تستثني " حيفا" كواحة من الطمأنينة والسلام في وسط ملتهب من الازمات والمآزق العضال.. ولا يحتاج الا الى خط صغير على الخارطة لتستقيم الامور وتعم السعادة والاستقرار على دول المنطقة..
فالتطير من نظرية المؤامرة لا يعد مبررا كافيا لربط حادثة جنوح سفينة الشحن التايوانية العملاقة "إيفر غيفين"، والتي إلى تعطل حركة الملاحة في قناة السويس، مع طريقة ادارة الازمة اعلاميا تجاه انتقاد تعامل هيئة قناة السويس مع الحادث من الناحية الفنية، والاكثار من الصور التي تظهر تواضع المعدات المستخدمة في تحرير الناقلة ، وغياب المعدات العملاقة التي يفترض توفرها في حالات التعامل مع مثل هذه المواقف، مما يشي بعدم قدرة مصر على الايفاء يالتزاماتها بادامة العمل وإعادة الحركة للشريان الملاحي المهم عالميا..
وهذا التطير، بل وحتى السذاجة، لن تكون كافية لتجاهل الترويج المكثف للوثيقة السرية التي كشف عنها قبل 100 عام وتفيد بنية الولايات المتحدة بناء قناة بديلة لقناة السويس تمر عبر صحراء النقب.. وهذه المعلومات كانت مضمون وثيقة سرية كشف عنها عام 1996 واقترحت الخطة القيام بعملية حفر نووي على سطح البحر بطول 257 كم عبر الصحراء لربط البحر المتوسط بخليج العقبة وفتح منافذ على البحر الأحمر والمحيط الهندي. وهو ما قد يكون النموذج الاولي لمشروع " قناة البحرين" بين الأحمر والمتوسط الذي تبنته حركة التطبيع اللاهثة بين اسرائيل ودول الخليج ، والذي تعيدنا اولياته لما نشره تيودور هرتزل في كتابه "الأرض القديمة ــ الجديدة" من خطط لربط خليج حيفا بالبحر الميت عبر غور بيسان، على ان يتم بعدها التعمق نحو البحر الأحمر، وهو كل ما يلزم لاخراج قناة السويس من معادلة النقل البحري العالمي وتحويل اسرائيل الى شريان حياة للتجارة العالمية مع ما يشكله ذلك من انعاش اقتصادي هائل لصحراء النقب تجاه استيعاب العديد من المستوطنات..
وهنا يجب ان نستحضر مشاكل النقل التي تضرب مصر ، والتعطيل المتعمد لميناء الفاو ، والالهاء السعودي بمشاريع نيوم او خط جبل علي - حيفا المزعوم لنصل الى نقطة تؤشر بوضوح الى لمسة اسرائيلية على جميع هذه الاحداث..
وقد نتفق ان هذه التساؤلات قد تعتمد كثيرا على الهواجس في مقاربتها ولكنه مما لا ينكر ان هناك الكثير من المعطيات التي قد ترفعها الى مستوى الاستقراء المنطقي وان بعضها قد نصل بها الى امكانية التحقق استنادا الى تجاربنا الطويلة مع تقنيات الانظمة الديكتاتورية المستبدة، والقوى مطلقة اليد في العبث بمصائر ومقدرات واحلام شعوب المنطقة..ولكن فليكن، خاصة وان أي كلام في المؤامرة سيضعنا فورا في مواجهة الماكنة الاعلامية الفلكية التي تتدثر بها الاطراف المعنية بأي مؤامرة من الممكن ان ترسم او تنفذ بالمنطقة.. فلنقل ما نريد..ولن يسمعنا احد على اية حال، فمن نحن لنشكك بكل تلك الاطواق الاعلامية التي تغلفنا كشرنقة، والتي تجعلنا نستسيغ ان تصل الامارات العربية المتحدة الى المريخ مثلا، دون ان تقوى على صنع غطاء لزجاجة من المشروبات الغازية توزع احتفالا بهذه المناسبة.. وان نفس الدولة، بالصدفة البحتة، وهي تنشر قواتها الظافرة باحلام امبراطورية على طول وعرض المنطقة، تحتاج الى ما لا يقل عن عشرة جنسيات لتنظيم السير في شارع فرعي لا يطرقه احد..
فهذه الدولة المرهقة بالاحساس الذي يولده الشعور بالضآلة..والتي تبدو على الخارطة كبثرة مهملة مقارنة بطرفي الخليج المتوتر قد تكون وجدت اخيرا الفضاء الذي يؤمن لها امكانية التمدد الى الحجم الذي يوازي احلامها من خلال الانغماس في تملق الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة وطرح نفسها كقفاز مدفوع الثمن للممارسات السياسية والدعائية الصهيونية دون مقابل واضح وجلي الا من خلال "السماح"لها بالتظلل بالفئ الاسرائيلي المفترض.. مما يوحي لها انها استطاعت اخيرا ومن خلال بعض المرسلات الفضائية والقليل من كتاب الراي والمحللين السياسيين، والكثير من المال المسفوح ان تجد نفسها وللمرة الاولى في موقع يجعلها تروج لنفسها على انها الدولة المؤثرة والفاعلة على صعيد يتجاوز كثيرا الافق المسدود الذي تمثله لها عقدة الصغار القدرية.. من خلال عناصر ومعطيات كثيرة ومتوالية بدأت تتموضع وتأخذ مكانها في مكامن المعادلات التي تحكم مسارات التصعيد اوالازمة او الانفراج في المشهد الذي يتحكم في صورة وواقع وتطورات الحراك السياسي والامني المشتبك والمتصاعد في المنطقة الان..عناصر معتم عليها بعناية وتتحرك تحت ضباب الاحداث ..ولكنه من الممكن ان نلاحظ في حيثياتها عمليات تداول وانسلال ممنهج ومتزامن لمفاتيح معينة تتناقل وتنسل من تحت المعاطف ومن جيب الى جيب بلا صخب او ضجيج..وموشية بجهود قد لا تستسيغ وتتحاشى الوقوع تحت بقعة الضوء الذي من الممكن ان تكون مؤذية في الوضع الشائك والحساس الذي تعيشه المنطقة الان..
ولكن هذا الاندفاع الاماراتي قد يكون مبنيا على حسابات لحظوية اكثر مما ينبغي لبناء سياسات ستراتيجيات طويلة المدى..فلا ينكر ان التغاضي المصري الراهن عن مثل هذه التحركات يعود في جله الى تحالف تكتيكي قد لا يصمد كثيرا امام مثل هذه الاحداث..كما ان البناء على استمرار الرضا الامريكي قد لا يكون خيارا ملائما مع فرق الحجوم الذي قد لا يجعل الولايات المتحدة تأسف كثيرا على حليفها الاصغر في حالة ظهور مستجدات جديدة تفرضها طبيعة التقلبات السياسية التي تحكم المنطقة، وهو ما يجعل من المفيد لهذه الدولة ان لا تطمئن كثيرا لحظوتها الحالية لدى الغرب..والاخطر هو ان يجبر النزاع القريب –والحتمي- ما بين الامارات والسعودية الحكم السعودي على ان يتخلى عن حذره ويشمر ساعديه مستثمرا"حجمه"وعلاقاته المتقادمة مع الغرب لاعادة " مملكة السعادة" الى ارض الواقع..
ليس تقليلا من مكانة الامارات ..ولا رغبة في الاساءة الى شعبها الكريم المغيب تماما الى خارج اطار الصورة..ولا افتئاتا على حق الشعوب بان تكن لها كلمة فاعلة في الاحداث..لكنها حقيقة تعلمناها من طبيعة الحس السليم بالاشياء-بل ومكتوبة حتى على حيطان المقاهي الشعبية- وهي ان فاقد الشئ لا يعطيه..و انه ليس من اللائق ان تمعن دولة ما على تصدير رؤاها الى الشعوب الاخرى وهي لا تخرج عن الترويج لنمط جديد من التبعية.. وان الحضارات لا تبني بافواج المجنسين..وانه على الرغم من ان حجم الدول قد لا يعكس بالضرورة مدى تأثيرها الدولي والاقليمي..فانه في حالة دول الخليج ..والامارات بالذات..فان الحجم عامل معوق اكيد تجاه لعب دور محوري في لعبة تصادم الامم التي تشهدها المنطقة..
قد لا نملك ترف التغاضي عن مشاريع تغيير البنية الجيو-سياسية للشرق الأوسط التي قد تدور في اذهان القوى الكبرى، .. ولا تجاوز افتقار النخب العربية السياسية والمثقفة الى رؤى متكاملة وواقعية للتعاطي مع الاختناقات المجتمعية وتحديات الاصلاح, ولكن ذلك لا يعد مبررا كافيا لذلك الولع الخليجي بالخرائط المملوءة بالخطوط الملونة والتي تقتصر على الدول المحيطة باسرائيل وتستثني دول مجلس التعاون وحدودها المرسومة بالمسطرة الوهمية في تيه الجدب القديم.. خاصة وان الامور هذه المرة بدأت تاخذ ابعادا وجودية قد تهدد مصائر ومقدرات دول ذات عمق غائر في تاريخ المنطقة مما يستبعد عدم القيام برد فعل ما تجاه الامر.. خاصة وان "اللعبة" كبيرة جدا هذه المرة على الخليج..
ان على المنظومة الخليجية الابتعاد قليلا عن تقمص دور الدول المركزية المؤثرة على الاحداث واستنباط العبر من التجاهل الغربي الكامل لرؤى دول مجلس التعاون في قضية الاتفاق النووي مع ايران او استبعاد الخليج المخزي من مخرجات التعاون الروسي الامريكي التركي الايراني في التعاطي مع المعضلة السورية لتعرف بان الخليج غير مسموح له حتى الان بان يكون له دور مستقل في رسم خارطة المنطقة وان كان ما زال يشكل اداة مالية وتحريضية جيدة في يد بعض القوى الاقليمية والكبرى..وهذا اقصى ما يمكن ان تصل اليه الامور في العالم الحقيقي خارج وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد
- اعتذار البياتي..هل يكفي ؟؟
- الحرية لباسم خزعل خشان..
- شباط من فوق التل
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟
- أناة العبادي..أم طيش ترامب
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-
- صور تذكارية لقمم منسية
- حريم السلطان
- لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)
- (الحاوي)..اردوغان
- عندما يتحدث كهرمان
- الاعلام الوطني العراقي..واقع وتحديات
- أبقوا -الميليشيات- خارج الموصل!!
- اصلاح الفوضى..أم فوضى الاصلاح
- الخليج في مهب التفاهم الروسي- الامريكي


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-