أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هديل خزري - كارمن و الوحش














المزيد.....

كارمن و الوحش


هديل خزري

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 14:59
المحور: الادب والفن
    


ضعي أحمر شفاه عندما يتطلب الأمر ذلك ، إرتدي فستاناً باهض الثمن كلما سولت لك نفسك الأمارة بالجمال أنك شهية وأنك مميزة ، لا تحفلي لكلمات رجل فض يحترف الشتائم كما تحترفين أنت قول الشعر وتنميق الكلام المعسول ، وإن قال أنك غير جميلة وأن عيناك الساحرتان لا تنافسان النجوم سحرا و-إضاءة فسيمضي الزمن وتنسى كلماته كأنها لم تكن أما أنت فحلوة جداً وعذبة جدا في كل الحالات !!!

لا تستسلمي لوشايات إمراة حقودة سخرت من سذاجتك و- حاولت النيل من برائتك عندما أقنعت إبنها المدلل أن شابة غير خبيرة بأسرار الطبخ تظل أحقر شأنا من بنات جنسها ودونهن رفعة

ولو نلت الرضا و- الاستحسان -من قبل حماتك آلهة الزواج سيكون هذا القبول مشوبا بالإمتعاض والكثير من الاستخفاف !!!!

وإن إسترسلت في شتائمها وسخرت من خصلات شعرك المجعدة والمتناثرة بأناقة على وجهك الملائكي واصفة إياك بالعاهرة وسندها في ذلك عطرك الذي ملئ أرجاء الغرفة ولم يترك لأنفها المحترم مجالا للتنفس أو الإستنشاق وتنورتك القصيرة التي جعلتك تزيحين نجمات السينما عن عرشهن والإنجليزية التي تتحدثينها بطلاقة والتي تخليت عن حليتك الذهبية وإشتغلت لمدة شهران بمحل لبيع الأطعمة الجاهزة للتمكن من الالتحاق بأحد معاهد تعليم اللغات الأجنبية!!!

شهران حرمت خلالهما من النوم بهدوء بسبب سخطك على رئيسك في العمل الذي نعتك بالمتهورة والغير جدية فقط لأنك تتركين مكان عملك لدقائق بغية إبتياع القليل من القهوة ظانة أن مشروبك المفضل سيعينك على غض الطرف عن مراسه الصعب ونظراته المزعجة اللتي تلاحقك بكل بكل وقاحة !!!

ذات الأم المتعصبة سترغم ابنها على الزواج من إبنة صديقتها الثرية والمتحصلة على دكتوراة في الكيمياء العضوية متناسية أنك مع جهلك بالإقتصاد وعدم إتقانك لمبادئ الرياضيات لك باع وذراع في كيمياء السعادة :جميع باعة المثلجات يسترقون النظر إليك خلسة أنت منيعة القلب رقيقة الروح . رفيق الدراسة معجب بك من دهور ولن يجرئ على البوح بمشاعره لإيقانه أن احدهم إستوطن عروقك منذ أزمنة سرمدية وإن كان لا يستحق فهو الأجدر بالمصارحة والمواعدة !!!

تلك السيدة الأرستقراطية التي تقبل على مساحيق التجميل إقبالك على سندويتشات الماكدونالد لا تدري أنك كإبنة صديقتها تنتمين إلى وسط ميسور ، ولطالما أنفقت ثروة لإبتياع حذاء جديد أو ثوب سهرة لن ترتديه سوى لمرافقة إبنها البار لأحد قاعات السينما ، وقد لا تتسنى لك فرصة إرتدائه


ثانية لأنك تمضين السواد الأعظم من وقتك بين أسوار الجامعة وجدران غرفتك منكبة على تحرير مقالة عن إبتسامة بونابرت أو سقوط غرناطة !!!

ستدرك من جلدتك بسياط لسانها أن حبيبك الوسيم ليس ليس طبيباً ناجحاً بفضل جهوده الذاتية أو بفعل الأموال الطائلة التي سخرها له والده المتفهم الذي لم يكلف نفسه عنا ء القدوم للكلية لحضور مراسم ختم الدروس !!!
سيعلم الجميع يوما أن تلك الفتاة العاجزة عن الخروج بمفردها ليلاً تتقن ست لغات وأنها كذلك إستبدلت رفقة بضع فتيات ينحصر تفكيرهن في الزواج برجل ثري و السخرية من صديقتهن الغائبة على ذوقها البشع في إختيار ملابسها بكتب الفلسفة الوجودية وعلم الإجتماع السياسي !!!

سيمضي هذا الفتى البار أجمل سنين العمر متحسراً على تلك الحسناء التي شدت من أزره أيام الإجتياح العاطفي وسيخبر أهله أن خروج المختصة في الكيمياء العضوية للمطالبة بحقوق المرأة وواجبات الحلزون والتنديد بما يمارس من ضغط على المثليين لن يجعل منها شي غي فارا جديد في نظره وإن إحتاجت خطيبته المستقبلية إلى مسحة من النضال لتكون شيئا عظيما فتلك التي إستحوذت على قلبه ، طفلة متى أحبت ، مراهقة إذا عشقت وإمراة بالغة الرقي شديدة الحكمة تدافع عن غيرها بالقلم والفكرة إذا كتبت !!

وإن تجملت من أثارت غيرتك بأفكار رنانة ومواقف نضالية مصطنعة تبقين جوهرة ثمينة لن يجود الزمن بمثلها : تصقلها التجارب ويزيد من وهجها السنين !!!!!



#هديل_خزري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج منتهي الصلاحية
- إغتصاب أرستقراطي
- ما ملكت أيمانهم
- شهيد درجة ثانية
- عن الحب و المصالح
- تأثير جائحة الكورونا على مستقبل البحث العلمي بمنطقة المغرب ا ...
- حوار مع الكاتب و المفكر الاستاذ حامد عبد الصمد
- كيف تنتهي بسلام ؟؟؟
- زياد
- باريس التي أحب
- هل يجب أن أتزوج
- لماذا صاروا ملحدين


المزيد.....




- -اختراع الكتب.. اللامتناهي في بَرْدِيَّة- كتاب يولد من رحم ا ...
- آن هاثاواي تستعد للجزء الثاني لفيلم (الشيطان يرتدي برادا)
- نقابة الموسيقيين تمنع راغب علامة من الغناء في مصر
- جيمي لي كورتيس وليندسي لوهان تكشفان سر اجتماعهما مجددًا في ف ...
- فرنسا: القضاء يحيل وزيرة الثقافة رشيدة داتي وكارلوس غصن على ...
- فيلم سوبرمان: الفلسطينيون ليسوا بانتظار أبطالا من الغرب لإنق ...
- هل يتناول فيلم -سوبرمان- حرب الإبادة في غزة؟
- فنان يرفع علم فلسطين في عرض مسرحي في دار الأوبرا الملكية ببر ...
- الأمين العام للأمم المتحدة: ما يحدث في غزة فيلم رعب
- لماذا وصف لسان الدين بن الخطيب بأمير الأدب الأندلسي الغرناطي ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هديل خزري - كارمن و الوحش