أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هديل خزري - باريس التي أحب














المزيد.....

باريس التي أحب


هديل خزري

الحوار المتمدن-العدد: 6326 - 2019 / 8 / 20 - 02:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اثر تحصلي على الإجازة الأساسية في القانون التي لا تمثل شيئا يذكر بالنسبة لأحلامي في رحاب المعرفة و البحث عن الثقافة منعت من إتمام دراساتي ألمعمقة بفرنسا لاسباب اجتماعية و أنثروبولجية لا ترضي عنجهية فتاة صعبة المراس و لا محدودة الطموح !!!

حينئذ إمتلئت بحقد كان فيما مضى شعوراً متناهي الغموض لمن كان يماثلني في الاحساس المفرط و الطبع الساذج ،لم يكن دافعي من الرغبة في زيارة هذا البلد الجميل و النهل من بحر العلوم في إحدى الجامعات الفرنسية إرضاء نرجسيتي و التبجح بكوني انتمي إلى طبقة إستطاعت بفضل مواردها المالية ارسالي إلى هناك للحصول شهادة عالية بمواصفات أوروبية أو على الأقل التمكن من زيارة المعالم السياحية التي أسمع عنها و لا أراها و ابتياع بعض الملابس الشتوية إن إستطاع إليها جيبي المعدوم سبيلاً ،

علاقتي بفرنسا تتجاوز تلك الميولات ألسطحية و الرغبات الدنيوية الدنيئة !!
السوربون بالنسبة لي لم تكن جامعة عريقة يتلاقى فيها الطلبة من مختلف الأجناس و الاعراق ليشاركوا تجاربهم و أفكارهم و للحصول على رصيد فكري مرموق يتمكنون بموجبه من تبوأ أعلى المراتب ببلدانهم : كنت أرى في هذا الصرح المتناهي العر ا قة و البالغ العتاقة محراب العالم الذي تنحر به افكارنا ا البالية و نتحرر بين أسواره من سلطان الوهم و الخرافة الذي إستو طننا منذ دهور لنصبح أكثر تحرراً و تمدناً حيث تصقل شرقيتنا و ترمم أرواحنا فنصير مزيجاً مدهشاً من الهوية العربية المتأصلة فينا منذ نعومة أظفارنا و من الحداثة و اللباقة اللتي اكتسبناها منذ اتقاننا للغة الفرنسية و إنفتاحنا على الأخر بمختلف أطيافه !!!

علاقتي بباريس التي ما وطئتها قدمي لكن سبق أن وطئتها روحي منذ أزمنة أزلية تتعدى تلك المعاني الهزيلة اللتي يختزلها البعض في العطر الفرنسي الراقي و الباهض الثمن و مساحيق التجميل اللتي يتجاوز ثمنها سقف ميزانيتي فتوهمت لرد ح من الزمن أني لا احتاجها ، مشاعري تجاه باريس تبتدئ من الجبن الفرنسي اللذيذ و الماكارون و البيض المطهو على الطريقة الفرنسية ( أملات ) لتشمل اديت بياف و شوبان و فرانسوا ز هاردي !!!!

عشقي لباريس لا يختصره حبي لعظماء التاريخ اللذين أتمنى أن أكونهم و توقي للحرية اللتي اتمثلها من خلال أطروحات مونتسكيو و كتابات بودلير و فيكتور هيغو !!

باريس هي جان دارك المتعطشة للحرية و ماري كوري المتأرجحة بين حبها لأستاذها و عشقها للمعرفة !!

باريس هي حبي للجمال و تطلعي لو ا قع خالي من الرداءة و مجرد من البشاعة !!!

مرت سنوات على تحصلي على شهادة الاجازة في القانون الخاص و اكتشفت أني لا أعشق باريس !! فرغبتي في حزم حقائبي و التحول إلى فرنسا هي رغبة تبطن الكثير من الفضول المعرفي و الرنو لا كتشاف الأخر ثقافة و فكراً !!!

عادة لا يجمعني بالمال روابط وطيدة و صلتي به تنحصر فيما يمكنني التحصل عليه من كماليات عبره ، علاقة تختزل في نظارات شمسية لأحد المصممين العالميين و الحصول على قدر لا بأس به من الشوكولاتة و القهوة ! لكني أدركت الآن أن رصيدي من الطموح يتجاوز بأضعاف رصيدي من المال !! الآن فقط أتمنى أن أكون ثرية جداً لأزور باريس اللتي أحب و لأتمكن من تغذية عقلي غذاءا يقيم أودي المعرفي !! إقامة هذا الأود المعرفي لا يقنعه زيارة باريس أو المرور بأكسفورد ، إقامة أودي المعرفي يتطلب أن أطلب العلم و لو كان في الصين !!!



#هديل_خزري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجب أن أتزوج
- لماذا صاروا ملحدين


المزيد.....




- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هديل خزري - باريس التي أحب