أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - هديل خزري - إغتصاب أرستقراطي














المزيد.....

إغتصاب أرستقراطي


هديل خزري

الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 08:06
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


أنا "عبير" أبلغ من العمر الخامسة والثلاثون أصيلة ولاية القصرين أنتمي إلى عائلة معوزة تحت خط الفقر وإن كنت أحمل جمالاً مميزاً، فبالإضافة إلى العينين الخضراوين والشعر الأشقر والجسد المصقول كآلهة الأولمب، أحمل أيضاً تاريخاً أسود تفوح منه رائحة الخطايا والاستعباد الجنسي والاستغلال الاقتصادي، وبالرغم من كوني الضحية فلم أمش لأحد بسوء ولم أكذب أو أسرق أو أزن عن رضاء تام أو طيب خاطر فقلة ذات اليد وإنتمائي لعائلة معوزة ليست على إستعداد لتحمل المسؤولية الأدبية أو المعنوية لحمايتي جعل حياتي تسير على نحو مخالف للاهداف النبيلة والأحلام الوردية التي حكتها بقريتي النائية منذ نعومة أظفاري.
كان بوسعي أن أكون طبيبة أو محامية أو مهندسة لكن حاجة أسرتي الماسة لمرتبي وعجز والدي عن تحمل نفقات دراستي لم يجعل مني مومساً أو عاملة جنس وفقاً للمعايير الاقتصادية والأخلاقوية المتعارف عليها بمجتمعاتنا وإنما معينة منزلية بمنزل أحد الأثرياء، أ صرف نهاري في الطبخ والكنس ومختلف الواجبات المنزلية الثقيلة على الذهن والخاطر بأجر جد منخفض تم تدعيمه بعدد هام من الشتائم والعنف المادي والمعنوي الذي أقع تحت طائلته كلما أبديت ضربا من التقصير أو التباطئ أو التمرد.
وفي الليل لي حياة مزدوجة عمادها ذكريات جد مثيرة عن العلاقات الجنسية المشبوهة والجنس الفموي إلى مختلف الممارسات المثيرة للإشمئزاز لأوفر النساء خبرة وأكثرهن هوساً بالجنس وإصرارا عليه، و في حين تمارس سواي هذا الأمر بمقابل جد مرتفع أجبر على الرضوخ لطلبات مشغلي بمقابل زهيد وأحياناً دون مقابل على سبيل التطوع أو التوجس من إفتضاح أمري وتحول وجودي المفعم بالعدم إلى سلسلة متتابعة من المغامرات العاطفية الشاذة والأحكام المسبقة والوصم الإجتماعي الذي يدعو الفتيات الأنيقات اللاتي تملكن الكثير من المال والسطوة المجتمعية بالمتحررات حين تمارسن الجنس بدافع الرغبة والإعجاب المتبادل بل قد يستحيل هذا الشيئ إلى مصدر للإزدهار الحسي والتوهج النفسي كون الثراء والمركز العلمي يضفيان على أفعالنا كل القداسة والاحترام وإن كانت مناقضة للصورة النمطية للمرأة أو للعرف الأخلاقي السائد.
أما أنا فأحمل بصفة منفردة وزر تصرفاتي وأفعالي التي لا دخل فيها لإرادتي الحرة وشخصيتي المستقلة وإنما أجر إليها بسبب من فقري المدقع ووضعيتي الهشة التي تجعل الرجل الذي إغتصبني لمرات متكررة يجثو راكعا عند قدمي إحدى خليلاته التي يعاشرها في العلن في حين أنعت لوحدي بالبغي سيئة السمعة لأنني ساذجة وبسيطة و من "ورا البلايك" !!!
هذه قصة "عبير" التي تعبّر عن واقع العديد من نساء المجتمعات العربية عموما والمجتمع التونسي على وجه الخصوص، اللواتي تعانين بشاعة الاستغلال الجنسي، واحدة من يوميات امراة مازالت تواجه الوصم الاجتماعي.



#هديل_خزري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما ملكت أيمانهم
- شهيد درجة ثانية
- عن الحب و المصالح
- تأثير جائحة الكورونا على مستقبل البحث العلمي بمنطقة المغرب ا ...
- حوار مع الكاتب و المفكر الاستاذ حامد عبد الصمد
- كيف تنتهي بسلام ؟؟؟
- زياد
- باريس التي أحب
- هل يجب أن أتزوج
- لماذا صاروا ملحدين


المزيد.....




- مغامر يصعد درجات قرية عمرها يفوق 400 عام بسلطنة عُمان
- إطلالة -الوشاح والدنيم-.. نور عريضة تعيد الستينيات إلى منصّا ...
- متهمة بقتل ثلاثة من أقارب زوجها السابق.. إدانة أسترالية في م ...
- الشوكولاتة في أمريكا وآسيا وأوروبا، من يُفضِّل ماذا؟
- ذعر إسرائيل التام مما يحدث في الغرب
- استطلاع جديد: 57% من الدانماركيين يعارضون حرب غزة
- الحوثيون: هاجمنا إسرائيل بـ3 صواريخ و8 مُسيرات وتصدينا لعدوا ...
- بالصور.. فيضانات تكساس المدمرة تفضح فشل أميركا المناخي
- محتوى الذكاء الاصطناعي يملأ مواقع التواصل.. كيف تكتشفه؟
- تسببوا بحرائق وأضرار بالغة.. تقاذف ألعاب نارية بين شباب يدفع ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - هديل خزري - إغتصاب أرستقراطي