أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - فوضى عيد الأمّ و عيد النوروز على وسائل التّواصل














المزيد.....

فوضى عيد الأمّ و عيد النوروز على وسائل التّواصل


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 18:48
المحور: المجتمع المدني
    


هل تميل الأجيال الحالية إلى النّفاق الاجتماعي، أم أنّه العالم الافتراضي هو الذي جعلنا مزيفين؟
وسائل التّواصل الاجتماعي التي تحمل ثقافة البغضاء هي التي تشكّل ثقافتنا الحالية ، فنحن نأكل ونشرب على الفيس بوك، ونستفزّك بمنجزاتنا الغير عادية ، فلا تكاد تخلو صفحة شخص من أنه دكتور، أو كاتب، أو شخص غير عادي، الجميع سوبر ، وهكذا كان عيد الأمّ وعيد النوروز سوبر كما صفحاتنا.
هل صحيح أنّنا أحببنا أمهاتنا بنفس القدر الذي صورناه على الفيس ؟ بالطبع لا. لسبب بسيط وهو أنّ الحبّ يشبه الله لا يمكن أن نلمسه، هو مشاعر من الصعب أن تعبّر عنها ، إضافة إلى ذلك فأن الأغلب ليس على وفاق مع تفكير أمّه ، وهنا لا بد من استحضار موضوع صراع الأجيال، لكن الحبّ موجود في العقل الباطن.
أما عن عيد النيروز ، فقد ضجت الدنيا بالأعلام ، فقط على الفيس ، بينما أغلب المتحمسين قد يكونوا يحتسون الخمر وحيدين في منازلهم، أو يحصون عدد الإعجابات على منشوراتهم، و الذي لا يراه سوى أصدقائهم . أي أنّهم وضعوا العلم، فوضع لهم أصحاب الأعلام إعجاباً، ولو أحصيت من هم لرأيت أنهم أنفسهم على كل صفحة، وهنا أذكر أن أوّل نوروز حضرته كان في عام 1982، كنا مدعويين عند الحزب البارتي الذي يترأسه حميد حاج درويش. كان الحضور ليس ضخماً، وكان أسلوب الاحتفال راق حيث تم تمثيل مسرحية كاوا الحداد، و اجتمعنا جميعاً على مائدة واحدة تقريباً، أو موائد متّصلة، وقد أحاطونا جميعاً بالحبّ والرّعاية، فعدنا ونحن نشعر بالانتماء.
لم يعد ذلك الود القديم في العالم الافتراضي، لكن السّؤال: لماذا نبالغ؟ وما سرّ هذا التّوافق بين الأمهات و الأولاد . أليس الشّاب هو نفسه الذي يعتقد أن أمّه مجرد امرأة خاطئة؟ أليست الفتاة هي نفسها التي منعتها أمّها من عيش حياتها بطريقتها؟
إنّني كأمّ أخجل فيما لو أحبني أولادي بنفس الطريقة الفيسبوكية المبتذلة. مع هذا أطمح أن ألقى تقديرهم، و أن أعتذر بدوري منهم عن بعض مافعلته لو كان خاطئاً. الأمّ ليس ملاكاً. هي بشر ، ونحن لسنا كرم على درب نمنح عواطفنا كيفما اتفق فقط كي يقولوا مثلاً: " استطعت أن أحبّ أمّي أكثر منك"
لا نستطيع أن نغلق جميع وسائل التواصل ، فهي سمة العصر، لكن ليس من الضرري أن نكون متفاعلين على مدى أربع وعشرين ساعة في التعازي و التهاني، وعدّ الإعجابات ، و إرسال القلوب الحمر، و الصفقات الطلائعية ، و كلمات كما روعاتك.
خففوا من غلوائكم أيّها الأصدقاء ، نحن جميعنا لم نرتو بحنان أمهاتنا، ولم نمارس حقوقنا القومية، و ليس من الضَروري أن نعبّر عن نقصنا بتضخيم ذواتنا، نحن لسنا بخير منذ عشرة أعوام على الأقل، فكيف سوف نقول لكم: دمتم بخير؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الجوع السّوري
- انتصار رجل
- العنف ضدّ النّساء
- عشرة أعوام مضت على الثورة السّورية
- يغتنون على بساطتنا
- أعتذر عن غفلتي
- عالمك الدّاخلي يخلق عالمك الخارجي
- درس في الوحدة
- وردة لي ، و أخرى لرجل محب
- وردة لي، و أخرى لرجل محبّ
- جزء من سيرة ذاتية في العمل النّسوي
- لعبة الخاشقجي السّياسيّة
- الهيكيكوموري
- بلا كرامة منذ أكثر من ألف عام
- عزيزتي المرأة النّذلة
- الزوجات القويات اقتصاديّاً
- من تجارب النّساء -2-
- من تجارب النّساء
- إعادة التّدوير
- أهميّة وجود الأب في الأسرة


المزيد.....




- لوموند تكشف عن ضغوط غير مسبوقة على المحكمة الجنائية الدولية ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر بالاستقالة ويكشف تقييمه بشأن ال ...
- أمريكا..اعتقال رجل من كاليفورنيا بتهمة إرسال أموال إلى -داعش ...
- نداء عاجل من عائلات الأسرى الإسرائيليين.. أوقفوا الجنون في غ ...
- الفلسطينيون وحق تقرير المصير في وجه الهيمنة الأمريكية
- خيبة أمل إسرائيلية.. الوضع الإنساني في غزة يسيطر على زيارة و ...
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين بصفقة لإطلاق المحتجزين في ...
- زيارة ويتكوف لغزة تضلل العالم بشأن المجاعة.. أين الـ100 مليو ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر بالاستقالة ويكشف تقييمه بشأن ال ...
- فيديو.. مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة: عاجزون عن إنقاذ ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - فوضى عيد الأمّ و عيد النوروز على وسائل التّواصل