أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعلي - هل من آجال لنفاذ المخدرات الصوتية لحزب العدالة والتنمية المغربي؟














المزيد.....

هل من آجال لنفاذ المخدرات الصوتية لحزب العدالة والتنمية المغربي؟


عمر سعلي
كاتب

(Omar Siali)


الحوار المتمدن-العدد: 6845 - 2021 / 3 / 19 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شيئ بقي لحزب العدالة والتنمية المغربي لإستثماره في الإنتخابات القادمة ،فالسلة نفذت والحزب سقط عن كل المبادئ المزيفة التي شكلت جوهر دعايته، وعلى رأسها "الإسلاموية" الشعبوية ومناهضة التطبيع والفساد والتعاطف مع الإحتجاجات الفئوية،فالأول وقع عليه على مرآى العالم، والثاني تحالف معه في جميع مرافق التمثلية ،والثالث كافئ فيها الأساتذة بتسخير البلطجية لتعنيفهم ،والشعار الشهير الذي رفعه بنكيران " عفا الله عما سلف" وهو يقصد مهادنة مراكز الفساد ولوبياته، كانت للمتتبع أول إشارة عن انتهازية هذا المكون السياسي ووصوليته، قبل أن تتوالى الفضائح والتناقضات التي لم تبقي ورق توت واحدة عن هذا الحزب الإسلامي.


ورغم مصيره المحتوم في الأفول،والضربات التي تلقاها، التجربة علمتنا أن حزب العدالة والتنمية يملك قدر من الموهبة في استثمار ضعفه وفضائحة ، منها أسلوب التباكي واستثمار علامته التجارية في تقديم نفسه آخر حزب مستقل في قراراته، ويملك قدرة المساهمة في ديموقراطية ممكنة،وقد بدأت مثل هذه الدعاية من خط بنكيران السياسي من داخل الحزب أو نقول تراثه الشعبوي ،وهذا جزء من المغالطات التي تفنن الحزب في بثها منذ إنشاء حزب الأصالة والمعاصرة بطريقة طارئة وفوقية و هدف مكشوف عنون أنذاك بوقف زحف "الإسلاميين"، فخط الحزب على وقع شعوره بالإستهداف استراتجية تواصلية مزدوجة "حربائية" ترتكز على التباكي وبث الصور المتناقضة ،فعلى الشعب يطل بصورة النزيه الديموقراطي الذي يحارب من جانب المفسدين والمستبدين،وللمؤسسة الملكية والأجهزة الامنية واللوبيات الاقتصادية يتوجه لها بالتملق محاولا إقناعها بقدرته العجيبة على اتخاذ خطوات يعجز عليها الجميع، تخدم أهداف أمنية معقدة يعرف جيدا حاجة الدولة إليها، وأخرى إقتصادية تحمي المقاولات الكبرى واللوبيات الاقتصادية وكبار الباطرونا.

وفعلا الواقع ثبت هذه الفرادة في حزب العدالة والتنمية، وقدرته تلك على اتخاذ قرارات ضد مصالح الفئات الشعبية وتبريرها، بدون أن يفقد الكثير، أو تنفجر الأوضاع الإجتماعية ،او تحتك المطالب الشعبية بالمؤسسة الملكية، او حتى ينكسر أمامها الحزب كما حدث للكثير من التجارب من قبل.

وليست هذه في الحقيقة بفرادة حسنة ،وإنما تأكيد بعد آخر من الواقع على زيف الشعارات التي حملته لسدة السلطة التنفيذية ،وصحة من يقول أنه لا يحارب من حراس الإستبداد كونه يريد الديموقراطية أو توسيع صلاحيات الحكومة والبرلمان أو أي شكل من أشكال توزيع السلطة كما تسوق شبيبته وجزء من قادته بطريقة غارقة في الشعبوية.. وأكثر من يعرف هذه الحقيقة هم أنفسهم المتوجسون منه ، فيحاصرونه ليس لأنه يحمل مشروع دولة بديل..ما يحصل فقط هو تنافس على الشعبية والتملق، ومن يستقطب أكبر عدد من البسطاء ،ومن يستخدم الدين في استقواءه على الآخرين.

وفي التجربة المغربية ليس البسطاء فقط من عقد على هذا الحزب أمالا للتغيير نحو الأفضل ،فرغم "ظلاميته"،وفي غمرة نشوة التغيير الذي عم الدول القريبة وغياب البدائل ودرئ الأسوأ وكره خصومه ،لقي الحزب دعما قويا من خارج منتسبي الحركة الإسلامية السلمية ومتعاطفيها ، وأكثرهم من المحسوبين عن خيار الإصلاح المتدرج،منها أصوات خرجت من حركة 20 فبراير ولبيراليين ويساريين ديموقراطيين،وأصوات مؤثرة بعيدة عن أطروحة الحزب الفكرية اقتنعت في مرحلة من المراحل بدعم حزب العدالة والتنمية ليكون حارسا مرحليا لهامش الحريات الذي فتح بالمغرب ،والذي يتسع ويضيق حسب المناخ السياسي والإقتصادي وقوة المدافعين عن الحرية والديموقراطية.

ولم تلقى هذه الأمال أقل من مصير السراب ، فقليل من الأحداث فقط أظهرت حقيقة هذا الحزب الرجعي ،وصدقت مقولة فاقد الشيئ لا يعطيه ،فالحزب لم يطرح يوما تصورا اقتصاديا ضد الاستغلال والتبعية أو دافع عن معتقلي الرأي أو طرح سبل التوزيع العادل للثروة عن طريق مجانية التعليم والصحة والخدمات الأساسية ورفع الأجور ،او قدم مشروع يناقض البنية الاجتماعية الموجودة المكرسة للتخلف والإستغلال "والتخونُج" الذي جرف ما تبقى من الثقافة التقدمية والروح المتوسطية الافريقية للمغرب.

لذلك خاب كل من راهن على هذا الحزب في حماية المكتسبات، أو انتزاع أخرى او تحقيق جزء من شعاراته البراقة، فخان حتى من عوقبوا بسبب الدفاع عنه ،وكثير منهم صحفيين وباحثين وحقوقيين مرموقين في الساحة المغربية.

و يبقى تعريفه الصحيح، ألا وهو فطر، ونوع من الأورام التي ينبتها التخلف والإستبداد السياسي واستخدام الدين والقتل على المعتقد، وكثير من الظلمات التي رافقت شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا منذ 14 عشرا قرنا.

وبالنهوض الثقافي والفكري والسياسي والعودة للذات في جانبها المتنور ،وحين ستنار الفئات الشعبية المخدوعة بمخدراته الصوتية ،سيكتشف الجميع الحقيقة الكاملة لهذا الحزب الحربائي ،وسيفرض عليه إعلان العجز الكامل بدل التباكي كل مرة وخداع البسطاء ،ومثله الكثير من التوجهات والتنظيمات المنتعشة من التخلف والأمراض الإجتماعية.



#عمر_سعلي (هاشتاغ)       Omar_Siali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستقترب الدولة قريبا من ملف معتقلي الحراك؟
- خطورة بيئة الإرهاب في غرب إفريقيا
- قراءة في واقع الحياة السياسية بالمغرب.
- محور مقاومة أم تحالف لأقليات دينية
- قضية معتقلي حراك الريف..أي فرص لحل مستدام ؟
- ماذا يعني ترحم شيوخ جبهة النصرة على محمد مرسي..؟
- التفاعل الثاني مع كتاب -ذاكرة الإسلام- للأستاذ مرزوق الحقوني
- قراءة ونقد في كتاب -ذاكرة الإسلام- للأستاذ مرزوق الحقوني-الح ...
- الشيعة دهاة في السياسة وحذاري من أخذ اليسار مطيّة
- قراءة في كتاب _الألهة التي تفشل دائما_ لإدوارد سعيد .
- قراءة في كتاب _من الذي دفع للزمار-الحرب الباردة الثقافيّة_ ل ...
- ملخص وكلام في كتاب _الرواية والإيديولوجيّة _ للكاتب الجزائري ...
- كلام في فكر ومنهج الأستاذ منير شفيق على ضوء كتابه -في نظريّا ...
- زبدة وأهميّة كتاب -الحداثة والهولوكوست - لزيجموند باومان.


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر سعلي - هل من آجال لنفاذ المخدرات الصوتية لحزب العدالة والتنمية المغربي؟