أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الالم طريق للتمسك بالامل














المزيد.....

الالم طريق للتمسك بالامل


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


يمر العالم بفترة ألم لكنه لا يفقد الأمل فى العودة إلى الحياة الطبيعية التى تعود فيها الدماء إلى الوجوه الشاحبة والطمأنينة إلى القلوب المتعبة، والثقة إلى النفوس القلقة، والابتسامة إلى الشفاه الذابلة وقوله تعالى في كتابه الكريم: ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ﴾ [المائدة: 52 و الحياة عبارة عن رحلة يعيشها الانسان ما بين ألم يعصر قلبه ومشاعره، تأتي على القلبِ من النوائبُ، فتفيضُ من نهر الأحزان "وتأتي أسرابٌ من الآلام، تأتي صاحبَها مستنفرةً متوقِّدةً، وتتسرَّبُ إلى دمِه، كأنها أفَاعٍ دقيقةٌ، يُسمَعُ صوتُ فحيحِها، وما زالت تتكاثَرُ عليه الأوجاع، حتى يغليَ منها دمُه، وتتجاوز الآهات جسدَه المتقدِّدَ، فلا يغيبُ من بعـد صدى نشيشه عن كل أُذُنٍ"، وقد يمضى أيام العزلة فى منزله " كما هي ايام وباء كورونا" في استثمار تجاربه الشخصية والقاسية والمظلمة وتحويلها إلى طريق أمل لانه من حلم من أحلام اليقظة ونور للتفاؤل و الإيمان الذي يؤدي إلى الإنجاز ولا شيء يمكن أن يتم دون الأمل والثقة الذي يغذي حياة آلاخرين، ويجنبهم تذوق مرارة الألم، ويكون ذلك بالنسبة له بمثابة الحافز لتخطي العقبات، والتمسك بالحياة، ويقول الشاعرجميل صدقي الزهاوي" يعيش بالأمل الإنسان فهو إذا .. أضاعه زال عنه السعى والعمل" والقران الكريم يقول "ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك امراً".
و"الموت قدر لايفسر ، يأخذ الناس على موعد، وعلى غفلة منهم ، يلتهم في بطن المحيطات وفي حوادث السير والطريق ،وعلى شكل فيضانات وكوارث تترك فواجع ، كتلك التي تبقيها الأوبئة والحروبنطق الشاعر قديما ،فقال ان الموت لاتنفع معه الثمائم، وان المرء يواجهه ككل قدر يدفع بالقدرقصائد مواكبة لرحيل شخصيات مهمة وأخرى بسيطة، لكن الذي يوحد الجميع ، انهم عاشوا في تعايش مشترك، وفي رحاب الامل الفسيح".. لكن المؤكد أننا نتعلم من الألم كيف ننتصر على أوجاعنا، كما أن الأمل يدفعنا للتشبث بالغد المشرق القادم ، و يملأ النفس الفرحة والبهجة، وهي بذلك من المعادلات الكونية العظيمة والتي أوجدها ربنا جل وعلا بنا حتى لا نمِلُ ولا نكِل، وحتى تصبح الحياة في عيوننا حلوة جميلة، فنجد أن الحزن يتبعه الأمل بالفرح، والفرح يتبعه أمل بدوامه وبقائه، والمرض يتبعه أمل بالشفاء، والشفاء يتبعه أمل في طول العمرالذي هو خليط من الألم وهو ما يصيب النفس أو الجسم من تعب ومشقة ومعاناة، والأمل الذي يعبر عن السعادة والتفاؤل بالمستقبل ولا صبر ولا قدرة لأحد على تحمل الألم لولا الامل، وهما لفظان يشتركان في نفس الحروف ـ ألف لام ميم ـ وإن كان بترتيب مختلف، ولكنهما يتناقضان تماماً في معنى.وحلقات متسلسلة من المحن والمنح تعاصر الانسان فيه حياته ، ويمر بعالم مليء بالخير والشر، يضحك أياما ويبكي أعواما، وقد يضحك أعواما ويبكي أياما، يسعد قوما ويحزن آخرين والعكس، الخير فيها لا يدوم والشر فيها لا ينقط ، ويمنحنا الفرح غبطة قد تنسينا المحن عند عدم إدراك الحكمة منها، واليأس عند المحن قد يفقدنا لذة الصبر واستشعار الأمل، والإنسان أمام اختبارين في التعامل معها اختبار اليسر والخير والمنح واختبار العسر والشر والمحن، والعاقل من يستثمر كلا الأمرين في تحقيق أهدافه العاجلة والآجلة، وفي طيات المحن فرص للامل وفي زوايا الشر خير ومع كل عسر يسرين والتقدم قد يكون له بداية، ولكن ليست له نهاية ، ومن حق الانسان ان يسعد بكل نجاح لأنه ثمرة عرق وجهد وتحمل الآلام باختيار وإرادة حبث الاعتقاد بالاستحقاق الى ما هو أفضل.
في كثير من الاحيان تحتدم معارك الإبداع بين الألم والأمل في مخيلة المرء و من المعروف في أتون الألم وصور الأمل لايقنع المثقف بما يعانيه ويراه، بل يحاول التدقيق في ماهية نوع الألم والأمل الذي يعيشه ليُصَوِّر خياله ومشاعره، بشكل يوقظ في نفس السامع الشعور بلذة الألم، والارتياح بتذوق معانيه الذي يمكن إدراكه وفهمه في صور الأمل الذي يظل معقودا على الإرهاصات والتطور المضطرد في فهم الألم، لإيجاد العلاجات بالبدائل والذي لا يمكن انكاره هو ان حياة البشر تصبح مملة إذا كان كل شيء على ما يرام، وليس في الإمكان أبدع مما كان. وكم تصبح مأساة إذا تم تقبل الاوضاع المتردية باعتبارها قدراً محتوماً. فمن حقنا أن نأمل في مستقبل أفضل، ولكن من الواجب العمل من أجل ذلك. ولا ننسى القدرة على تحمل الآلام و نتذكر ذلك دائماً للتحقيق الآمال ، أملاً في الروح الموصولة بصاحبها يلوحُ في الأفق، يستشعر فيه بَصيص نورِه، وعطر ريحانه هدوءَ الحياة التي يستلهم منها الرحمة التي تلف قلبَ المرء، فتعيدُه للحياة، وجمال الحياة، وأنس الحياة وزرع التفاؤل بين الناس و النظر إلى المستقبل بإيجابية.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار للثقافة و المثقف الحقيقي
- صرخات في جوف الفراغ الاخلاقي
- بصمات الجوهر والقيم في الصفات الانسانية
- جعجعات لا تورد الطحين
- بلد الخيرات ينتظرالعطايا .. من المسؤول..؟
- لقاءالاجراس والمعابد لزرع السلام والمحبة
- -العربية -ورش الملح على الجراح
- لنبحث عن الخير وندفق عطائه
- لا تصنعوا من تضحيات الشهداء معاول للهدم
- عبثية الهدم المستمرة بمسميات جديدة
- الانتاج الفكري ...العوامل والمعطيات
- تحقيق العدالة الاجتماعية لتلبية الاحتياجات
- هل هذه هي العدالة الاجتماعية ...؟
- الهدايا الغثة بدل المصالح الوطنية
- العراق...الازمات والمعالجات وغياب رجال السلطة
- العراق في الهشاشة القصوى
- مفهوم التنمية الثقافية في تجسيد الحياة
- حكومة السلطة و حكومة الخدمة
- فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى‌ *
- المدح والذم الكاذب... يسوقان المجتمع الى الكوارث


المزيد.....




- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - الالم طريق للتمسك بالامل