أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى سامي - طبيبة بكامل ملابسها














المزيد.....

طبيبة بكامل ملابسها


مصطفى سامي
كاتب

(Mustafa Samy)


الحوار المتمدن-العدد: 6840 - 2021 / 3 / 14 - 10:25
المحور: حقوق الانسان
    


فجعنا "بعضنا" بحادث مقتل امرأة في مدينة السلام على يد صاحب العقار الذي تسكن فيه وزوجته وشخص ثالث بدعوى أنها كانت تقيم علاقة مع صديق لها في شقتها، مما دعا ثلاثي حراس الفضيلة لكسر باب الشقة واقتحامها، ثم إبراح المرأة وصديقها ضربا قبل إلقاءها من نافذة شقتها بالدور السادس لتسقط جثة هامدة.

خلال ساعات انتشر الخبر عبر المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا بتركيز غريب على كون الضحية "طبيبة" وأيضا على أنها وجدت "بكامل ملابسها"، ولا أدري لماذا قد أهتم عند قراءة خبر كهذا بوظيفة الضحية أو ملابسها؟ أم أن جريمة بدأت باقتحام سكن خاص ثم ضرب مبرح أدى لكسور متفرقة بأنحاء الجسم كان مصحوبا بالتأكيد بالشتم والسب واللعن والقذف وانتهاءا بالقتل، تحتاج للتأكيد على أن الضحية كانت تشغل وظيفة محترمة وأنها كانت بكامل ملابسها لكي تستحق التعاطف؟ ماذا لو كانت الضحية تعمل في وظيفة أقل ووجدت جثتها بملابس أقل، هل كان ذلك يجعلها تستحق القتل!

لقد سئمنا تلك الكائنات المنتشرة بيننا التي تدعي وكالتها للإله وحراستها للفضيلة وتريد إجبار البشرية جمعاء أن تلتزم بمعاييرهم التي لايطبقونها هم حتى على أنفسهم، ولا يأخذون منها إلا مايحقق لهم المظهر المتدين العفيف الذي يخفي وراءه ألغاما من الجهل والكراهية والسفالة تنفجر بين الحين والآخر لتخلف وراءها ضحايا مقتولين أو منتحرين أو هاربين.
وقد سئمنا أكثر هؤلاء المنافقين الذين يخضعون للابتزاز الأخلاقي والديني الرخيص، وينافقون تلك الكائنات لنيل رضاها واتقاء شرها رغم أنهم يعرفون جيدا حقيقتها ورغم وجودهم في مواقع تؤهلهم للوقوف في وجهها.
هؤلاء الصحفيين والأدباء والفنانين والمثقفين والمسئولين الذين ينتقون ألفاظهم بعناية ويحسبون قراراتهم بدقة لكيلا تمس قيم المجتمع التي تكونت عبر عقود من التشويه والعشوائية والفساد والتطرف حتى انقلبت كل المعايير وأصبح القتل والتحرش والاعتداء على الخصوصية أشياء يمكن تبريرها بينما الحريات الشخصية جرائم تستحق العقاب ويمكن لأي قزم تطبيق العقوبة التي يراها وكأنه في غابة دون اعتبار لأي دولة أو قانون أو حتى إنسانية!

أرجوكم توقفوا عن النفاق والتودد لتلك الكائنات، توقفوا عن الخضوع للابتزاز، دافعوا عن أفكاركم وحرياتكم وأفعالكم أيا كانت طالما لاتضر أحدا ولا تعتدي على أحد.
ماتراه حراما لاتفعله لكن من حقي أن أفعله وليس من حقك أن تحاسبني، ولست مضطرا لتقديم أي تبرير لأي شخص على أفعالي.. هذه بديهيات أشعر بالحسرة لأننا مازلنا مضطرين لقولها وكتابتها لأن مجتمعنا لم يزل غير مدرك لها، ولازلنا نسقط ضحايا واحدا تلو الآخر لأولئك المزايدين حتى ولو كنا بكامل ملابسنا!



#مصطفى_سامي (هاشتاغ)       Mustafa_Samy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماوراء بايدن
- الثابت والمتغير
- ضحايا جوع الاضطرار
- حكاية عن الظلم (١)
- صِراعُ الفُرس والعَرب.. إلى متى؟
- مُسَافِر لايَصِل
- إله الشرّ في القرآن
- الشتات -قصة تحدث كثيرا-
- الافتخار بالجهل


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى سامي - طبيبة بكامل ملابسها