أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى سامي - إله الشرّ في القرآن














المزيد.....

إله الشرّ في القرآن


مصطفى سامي
كاتب

(Mustafa Samy)


الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 15:17
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


منذ نشأتها تضمنت الأديان دائماً ثنائية الخير والشر والصراع بينهما كميكانيزم أساسي لعمل الكون، ففوق كل الكائنات الأرضية هناك كائنان يمثلان الخير والشر يتصارعان وتتوالى الأحداث على الأرض بين النوائب والرخاء كنتيجة لهذا الصراع.

في سومر كان هناك إله للشر بإسم "إساج" يمثل الشر والأمراض والأوبئة، وكان واحداً من كائنات العالم السفلي، وقد عبدهُ السومريون إتقاءً لشرهِ.
أما في بابل فقد كان هناك صراع دائم بين قوى الخير والشر منذ بداية قصة الخلق البابلية، والحرب بين الإله "مردوخ" وإلـٰهة الشر "تعامات" التي انتصر فيها مردوخ في النهاية.
وعند المصريين القدماء سمي إله الشر "ست"، ووصفت الأساطير الصراعات بينه وبين أخيه "أوزوريس" الذي يمثل الخير والعدل.
وفي الزرادشتية سمي إله الشر "أهرامان" وإله الخير "أهورامازدا"، ورغم أنها تعتبر أول الديانات التوحيدية لكنه توحيد بمنظور ثنائي.
يقول الباحث فراس السواح في كتاب "الرحمن والشيطان": [إن فكرة الشيطان كمبدأ شمولي بدأت بشكلها الجنيني في الديانة المصرية القديمة ولكن من دون أن تصل بها إلى غايتها وتضعها في إطار أيدولوجي متسق ومتكامل. لكن الفكرة الكاملة ظهرت فيما بعد في تعاليم زرادشت ودخلت في صميم مُعتقدات أديان مُختلفة يَدين بها اليوم أكثر من نصف سكان العالم.]

بالنسبة للإسلام فرغم أن الشيطان يوصف في القرآن بأنّه "كان من الجن ففسق عن أمر ربه"، لكن القرآن أيضاً يصفه بصفات ويُرجع إليه قدرات لاتوجد في بقية المخلوقات وإنما تجعله مشابهاً وندّاً في نفس الوقت للـٰه وكأنه لم يتخلص بالكامل من قصة إله الشر الذي يشترك مع إله الخير في صراع ثنائي حتى رغم جعله شيطاناً مخلوقاً من أحد مخلوقات الإله الواحد التي هي الجن. نسرد هنا بعض الأمثلة لتلك الصفات من آيات القرآن:

١- الكبر: يصف القرآنُ الشيطانَ بالكبر، بل إنّ الكبر هو أكبر خطاياه التي أخرجته من رضا اللّه ورحمته، وأخرجت كذلك آدم وحواء من جنته. "إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ"(١)
لكنّ القرآن يصف الله نفسه بنفس الصفة، فيقول عنه "الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ"(٢)

٢- التخويف: في وصف يكاد يتطابق تماماً في آيتين مختلفتين يقول القرآن عن الشيطان "إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ"(٣)
ثم يقول عن اللّه "ذلك يخوف الله به عباده"(٤)

٣- الإضلال: رغم أن الإضلال من الصفات التي يُفترَض أن ترتبط بالشر، لكن القرآن يخبرنا أن كلّاً من اللّه والشيطان يشتركان في القدرة على إضلال بعض البشر بل وتواجد الإرادة والمشيئة للإضلال عند كلّ منهما، فيقول القرآن عن الشيطان "وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا"(٥)
ويقول عن إضلال الله للبشر "وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا"(٦) و "يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ"(٧)

٤- االأمر بالمنكر: يأمر الشيطان البشر بفعل المنكرات ليؤدي ذلك إلى غضب الله عليهم وتعذيبهم "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ"(٨)
ويأمر الله أيضاً بعض البشر بفعل المنكرات لاستخدامها كمبرر لإلحاق العذاب والدمار بهم "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا"(٩)

٥- تزيين المنكر: يزيّن الشيطان الأعمال المنكرة للبشر "وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"(١٠)
ويزين الله لهم نفس الأعمال "إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون"(١١)

٦- الفتنة: يلقي الشيطان الفتنة في القلوب "لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ"(١٢)
واللّه أيضاً في القرآن يشترك مع الشيطان في فتنة الناس فيقول عن نفسه "وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ"(١٣) و "وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً"(١٤)

ونختم بتلك الآية التي تعبر ببساطة ووضوح عن ثنائية الخير والشر في القرآن ووضع الشيطان ووعوده لأتباعه في مواجهة الله ووعوده: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"(١٥)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) البقرة - ٣٤
(٢) الحشر - ٢٣
(٣) آل عمران - ١٧٥
(٤) الزمر - ١٦
(٥) النساء - ٦٠
(٦) النساء - ١٤٣
(٧) المدثر - ٣١
(٨) النساء - ١١٩
(٩) الإسراء - ١٦
(١٠) الأنعام - ٤٣
(١١) النمل - ٤
(١٢) الحج - ٥٣
(١٣) العنكبوت - ٣
(١٤) الفرقان - ٢٠
(١٥) البقرة - ٢٦٨



#مصطفى_سامي (هاشتاغ)       Mustafa_Samy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشتات -قصة تحدث كثيرا-
- الافتخار بالجهل


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى سامي - إله الشرّ في القرآن