لا تسرع يا بابا

لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس
(Dr Senan Luay)

الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 18:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قال احدهم .. إذا جاء البابا ووصل إلى أور سأندفع إلى "قداستهِ" بكل قوة وأدس في يدهِ معاملة التعيين وسأحلفه بالعباس أبو فاضل وأستحلفه بالسيد المسيح و انخى عليه ابو الانبياء ابراهيم بأن يساعدني لأني ضعيف الحال وأسكن في بيت إيجار ، وسأفتح صنبور الدموع وسأتمرغ بالتراب إذا تطلب الأمر .
صحيح .. إنني قد أواجه صعوبة بالغة في الوصول إليه لأنني سأجد نفسي بين جيش من الاف الأرامل والمرضى والعاطلين والمقهورين الذين يتوقون للقاء نيافتهُ لعلهُ يضع حل لهم او يساهم في مساعدة عاجلة ، لاتسمن ولا تغني من جوع ولكنها ألتفاته نواية تسند الحّب المزوف .
سأحاول ان اتجاوز عشرات الاطواق الأمنية ومئات من الحراس ورجال الشرطة المحيطين بـالبابا ، كل هذة الاطواق لا لكي تحميه بل لكي تحجب عنه أطنان من المواجع والاحزان والفاقات وطيحان الحظ والظلم والدمار ، وتصم اذنيه عن سماع اصوات التفجيرات والرصاص وبكاء الثكلى وانين المكلومين والمقطعو الاطراف والمهجرين وذوي المغيبين ، وتحجب عن عينيه رؤية الموت والفساد المنتشر في كل مكان ، كل هذة ستحلّق فوق رأس الزائر الكريم وعليه أن يستشعر عذابات الشعب المقموع وينقل رسالة صادقة إلى العالم .
سوف اصرخ واقول له : يا بابا لقد استقبلك ساسة العراق والطبقات الدينية والمجتمعية بشكل مهول وضخم وعبروا لك عن امتنانهم وفخرهم بحجم فسادهم وتناحرهم وكمية الازدواجية التي يمتلكها هؤلاء في صدورهم ! لقد عبروا لك عن الحب بالورود والموسيقى وأعذب الكلمات بقدر ما يحملون من حقد وغل فيما بينهم ، لقد عبروا لك عن بوادر السلام بحمامات بيضاء وياقات بيضاء وهم يحملون في جيوبهم رصاصات قتلت أبناء شعبهم من أجل صراع السلطة ومغانمها ، وهم مغموسين بالدماء .
لقد فرشوا لك الأرض زهوراً وريحاناً خوفاً من أن تفوح منها رائحة دماء الشهداء والأبرياء ؛ يا بابا فرانسيس لا تظن انهم أنبياء أو ملائكة من السماء انهم مجرمون فاسدون وقتلة ، هم مرضى بالازدواجية ، والكذب لديهم من أعظم الطرق التي يسلكوها أمام الآخرين ويضحكون بها عليك وعلينا ، وبارعون في اضفاء الشرعية على كل عملاً قذر يقومون به ويحيطون انفسهم بهالات من القدسية والنُسك والورع .
لا تسرع يا بابا وابقى معنا لانك مبارك ، ولعلك تحس باوجاعنا دون ان نبوح بها ، ابقى قليلاً فقد لا اراك مرة اخرى ، لاني قد اسجن او اقتل بسبب محاولتي الوصول اليك بتهمة تعكير صفو الامن ، وتخريب زيارة البابا

#لؤي_الشقاقي (هاشتاغ)       Dr_Senan_Luay#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل