أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - الشكلانية الديمقراطية ووهم تمثيل المستضعفين














المزيد.....

الشكلانية الديمقراطية ووهم تمثيل المستضعفين


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشرح فكرة هذا المقال بواقعة حدثت منذ اثنتي عشرة سنة.. وكثيرًا لا تتضح الأفكار المجردة إلا بإعطاء أمثلة من الممارسة العملية.. حتى لو ضربنا المثل بواقعة صغيرة فإنها ربما تكون كاشفة لأبعاد أعمق وأبعد.

كانت ندوة قبيل انتفاضة يناير 2011 في سياق الغضب الشعبي العارم على نظام مبارك، وفي ذروة الضغط "النخبوي" من أجل دمقرطة الحياة السياسية، مع القليل والخجول من الضغط من أجل الدمقرطة الاجتماعية والثقافية. وكالعادة وقتها كان عنوان الندوة الفكرية مقترنًا بكلمة "المجتمع المدني وكذا..."..

كان معظم المشاركين من "النجوم" في حركة "كفاية" و"الجمعية الوطنية من أجل التغيير". وتطرق النقاش إلى ماهي البنود التي يجب أن يشتمل عليها دستور ديمقراطي ومدني... برزت في النقاش بقوة فكرة "التمييز الإيجابي" للفئات الضعيفة والمقهورة والمهمشة، باعتبارها الدواء الأنجع لهيمنة القوى اليمينية والظلامية على المؤسسات التمثيلية..

وسرعان ما دخل النقاش فيما يشبه "المزاد" للنسب التي يجب إعطاؤها لتلك الفئات.. النساء، الشباب، الأقباط، المعاقين، العاملين بالخارج، الأكاديميين....الخ.

وكنت في الحقيقة أقرب إلى "النغمة النشاز" في النقاش. وبدأت مداخلتي بأن فاعلية "المجتمع المدني" تتحقق أولاً بنضال هذا المجتمع على المستوى القاعدي، من أجل أن يضع الأحكام الدستورية الملائمة لكل فئات الشعب، وليس بوضع نصوص مسبقة قد تكون أكبر من منسوب إنجازات ذلك المجتمع المدني.

ثم تطرقت جانبيًا إلى الخلاف المستمر حول تعريف ما هو "المجتمع المدني"، ونبهت إلى خطورة اختزال هذا المفهوم في المنظمات غير الحكومية (الجمعيات الأهلية) ثم اختزال الأخيرة في المنظمات الحقوقية الممولة غالبًا من مصادر غربية. وهي منظمات بحكم غربية التمويل تروج لاختزال الديمقراطية في الليبرالية السياسية، بل وتحرف الأخيرة نحو فكرة المحاصصة التي تجزيء صفوف المناضلين من أجل الديمقراطية، وتكرس هذا كله في مستهدفات شكلية بل وأقرب "للفستفالية". وعمومًا هذا موضوع جانبي عند مناقشة التمكين والتمييز الإيجابي للفئات المستضعفة.

قلت إن التركيز على المكاسب السياسية فقط في الديمقراطية لن يؤدي حكمًا إلى نقل المجتمع والدولة نقلة حضارية وتقدمية للأمام. وأكدت أن الديمقراطية السياسية محور واحد من عدة محاور للنضال الثوري التاريخي الذي يجب أن يشمل أيضًا في السياق المصري الراهن: السيادة الوطنية، والتنمية الشاملة، وتقليل حدة الاستغلال الرأسمالي (المعروفة بالعدالة الاجتماعية) والتثوير الثقافي لصالح قيم المواطنة المتساوية والعلم والعمل والتسامح..

وتطرقت أيضًا إلى التصور القاصر، الميكانيكي والخطي وأحادي الجانب، الذي يعتبر الليبرالية السياسية ضمانة أكيدة لأن تتابع حلقات النضال الثلاثة الأخرى تتابعًا مؤكدًا وراء إنجاز الديمقراطية السياسية بما فيها محاصصات التمييز الإيجابي.

ثم انتقدت سطحية المبالغة في انتظار النتائج التقدمية من التمييز الإيجابي، لأن تلك المطالبة تتجاهل الوضع التنظيمي لقوى المعارضة ومستوى جماهيريتها، خاصة مع تجاهل أن القوى الرجعية (الدولتية والدينية واليمينية عمومًا) تملك الكثير من كوادرها المدعية تمثيل ذات الفئات المطلوب تمييزها إيجابيًا.

وأضفت أنه لا يجوز أن يقتصر التمييز الإيجابي على إدخال نصوص تشريعية، وإنما هو يتحقق أساسًا على أرضية النضال الشعبي العام والفئوي الخاص من خلال إفراز طبيعي لكوادر ديمقراطية وتقدمية عضوية من صلب تلك الفئات المستضعفة والمنكشفة، ومن خلال نضالاتهم نقابيًا وسياسيًا ومجتمعيًا.

ثم ألقيت بآخر أوراقي.. وذكرت الكثير من المتأثرين بالليبرالية (بمن فيهم يساريون) بنقدهم العنيف لعبد الناصر لأنه أدخل "بدعة" أن يكون نصف المجالس التمثيلية من العمال والفلاحين، وأن التمثيل الفعلي لهذه الفئات كان لأغنياء الفلاحين ولكثير من المهنيين والبيروقراط والقيادات النقابية الصفراء.. أي أن التمييز الإيجابي في عهده لم يثمر عن تمثيل عمالي وفلاحي حقيقي، فبأي منطق يتصور البعض أن نصوصًا للتمييز الإيجابي للفئات المستضعفة في ظل موازين القوى السائدة يمكن أن يحدث نقلة ديمقراطية حقيقية؟

ران صمت مبهم على الحضور بعد مداخلتي.
ولم يعقب أحد بشيء.

والآن.. انظروا فقط إلى تمثيل تلك الفئات في المجالس التمثيلية في السنوات الأخيرة. بل إن أولئك الممثلين يتراخون حتى في الدفاع عن مصالح فئاتهم (المثل الأوضح هو موقف الأعضاء النساء من تشريعات وسياسات مناهضة لحقوق المرأة).



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انزلاقات يسارية
- المشبوه أيمن نور والمعارضة المزوَّرة
- التهمة إدمان المنشورات
- حوارات ثورية
- وتظاهرنا في ميت أبو الكوم
- ويبقى أنيس مورقًا فينا
- كيف أحرجنا رجال السادات
- أركيوبتركس
- الأم جونز
- كنت ضيفًا على المخابرات السودانية
- عشر سنوات على خطاب أوباما الثقافي
- كرهت أستاذي.. والسبب ناصر
- رفيقي الملاكم اليساري
- حوار خصب مع سمير أمين
- حقارة أن تتهكم على شعبك ولا ترى عيبك
- الكيماوي الأمريكي الحلال
- آخر أوراق سمير أمين
- أعراض ليبرالية
- اليسار والتغيير الاجتماعي
- حاورت خالد محيى الدين


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية ونطاق تهديدها
- بعد ليلة دامية.. كاتس يُهدد سكان طهران بـ-دفع الثمن-.. وبزشك ...
- الإعلام الإيراني ينشر تحذيرا أمنيا: إسرائيل تستخدم تتبع الهو ...
- تضرر مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب إثر صاروخ إيراني.. هل ...
- مراسلتنا: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين جراء الهجوم الصاروخ ...
- الجيش الإسرائيلي: بحريتنا اعترضت للمرة الأولى 8 مسيرات باستخ ...
- روسيا.. اختبار مفاعل حيوي يعتمد على الطحالب الدقيقة لضمان ال ...
- الناتو يطلق مناورات في فنلندا بمشاركة أكثر من 40 طائرة حربية ...
- إعلام عبري: صاروخ إيراني انفجر مباشرة بين ملجأين في بيتاح تك ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ أطلق من اليمن


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى مجدي الجمال - الشكلانية الديمقراطية ووهم تمثيل المستضعفين