أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى مجدي الجمال - الأم جونز














المزيد.....

الأم جونز


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 6539 - 2020 / 4 / 16 - 20:57
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لم تولد الليبرالية الرأسمالية الغربية عاشقة للعدل والإنصاف والمساواة وحرية التنظيم الاجتماعي.. بل شهدت قرونها الأولى أفظع الممارسات ضد العاملين والشعوب المقهورة والفئات الاجتماعية الضعيفة كالمرأة والشباب والمسنين والمعاقين والملونين.. وقد هلكت أجيال عديدة تحت تروس الرأسمالية وحرابها وسجونها..

ولم تفتخر النظم البرجوازية بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا مرغمة تحت ضغوط نضالات العاملين الاقتصادية والسياسية والحركات الاجتماعية وإنجازات مفكرين أفذاذ.. أي أن تغير توازنات القوى هو الذي حدّ من تغول الرأسمالية، وإن جعلها تتلاعب بأشكال من الديمقراطية تحول دون تحول جذري في المجتمع، بل واللجوء الصريح للفاشية والمكارثية في مواجهة الحركات الاجتماعية والسياسية التقدمية..

الصور المرفقة لامرأة بالغة الحضور في التاريخ الأمريكي.. اسمها ماري هاريس وعُرفت باسم "ماذر جونز".. أطلقوا عليه "أخطر امرأة في التاريخ الأمريكي".. ولدت عام 1837 وبدأت حياتها العملية كمعلمة بسيطة في ممفيس لكنها فقدت زوجها وأطفالها الأربعة عام 1867 عندما تفشى وباء الحمى الصفراء..

المأساة الرهيبة دفعتها إلى فتح مشغل للخياطة في شيكاجو.. لكن حريق شيكاجو الشهير عام 1871 دمر المشغل وكل ما تملك.. فاشتركت بنشاط في إعادة بناء المدينة، كما التحقت باتحاد "فرسان العمل" و"حزب العمل الاشتراكي".. وتجلت مواهبها الاستثنائية في الخطابة والتنظيم الاجتماعي والأنشطة الاحتجاجية.. منها الصدام الذي وقع بين الفوضويين والبوليس في شيكاجو عام 1886.

وحينما ضرب الكساد أمريكا عام 1893 لعبت دورًا قياديًا في تنظيم مسيرة "جيش العاطلين" الكبرى من شيكاجو إلى واشنطون.. وعندئذ باتت متفرغة تمامًا للنشاط النقابي بشجاعة فائقة حيث كانت أدوات القهر تتربص بالقيادات العمالية الراديكالية.

سألوها ذات مرة عن مقر إقامتها فأجابت "أينما يكون هناك نضال".. ولم تكن في إجابتها أي مبالغة فقد تنقلت بين بنسلفانيا وأوهايو وإلينوي وإنديانا ووست فرجينيا وكولورادو... تنظم المسيرات وتلقي الخطابات وتكون جيوشًا من زوجات العمال لمواجهة قوات فض الشغب ومحطمي الإضرابات..

اهتمت بشكل خاص بالمساوة بين العمال السود والبيض والسكان الأصليين، وبين الرجال والنساء.. وقادت اضرابًا لعمال النسيج عام 1902 اشترك فيه قرابة 130 ألف عامل وناضلت بشكل خاص ضد عمالة أطفال المناجم والمعامل.. فقد أدمى قلبها رؤية أطفال كثيرين قطعت أصابعهم وأيديهم وأرجلهم وثملت أعينهم في ظل غياب كامل للسلامة المهنية.. وتلقفت شعار الأطفال من أفواهم "نريد الذهاب إلى المدرسة".. وكانت التقديرات وقتها تتحدث عن قرابة 3 ملايين طفل عامل.. وقادت ماذر جونز عام 1903 مسيرة شهيرة للعمال الأطفال من فيلادلفيا إلى منزل الرئيس فرنكلين روزفلت في نيويورك احتجاجًا علي البطء والتراخي في تطبيق قوانين عمالة الأطفال في المناجم ومصانع الحرير بولاية بنسلفانيا ..

توفيت أخطر امرأة أمريكية عام 1830 بعد نجاحها وأقرانها في لجم الجشع الرأسمالي نسبيًا وتحت ضغط التنظيم والنضال النقابي.. وفي السبعينيات تأسست مجلة أمريكية شهيرة باسم المناضلة الفذة..



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت ضيفًا على المخابرات السودانية
- عشر سنوات على خطاب أوباما الثقافي
- كرهت أستاذي.. والسبب ناصر
- رفيقي الملاكم اليساري
- حوار خصب مع سمير أمين
- حقارة أن تتهكم على شعبك ولا ترى عيبك
- الكيماوي الأمريكي الحلال
- آخر أوراق سمير أمين
- أعراض ليبرالية
- اليسار والتغيير الاجتماعي
- حاورت خالد محيى الدين
- من ليالي المشقة والفزع
- خرافة الحديث غير الرسمي للمتحدث الرسمي
- الشفاء من الليبرالية
- حتى لو كانت صفقة أو تمثيلية
- شذرات من حكايتي مع الأدب والفن
- أمريكي ضميره حر
- ومضى رأفت سيف.. الرفيق المنير
- مصطفى وهبه الذي يجب أن تعرفوه
- رومانسية المتحدث باسم -الحركة المدنية الديمقراطية-


المزيد.....




- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...
- “توزيع 25 مليون دينار عاجلة هُنــا”.. “مصرف الرافدين” يُعلنه ...
- طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا يعتصمون دعما لغزة
- أداة ذكاء اصطناعي تتنبأ بـ-موعد استقالة الموظفين- من عملهم
- مبروك يا موظفين.. النواب يتدخلون لحل أزمة رواتب الموظفين.. ز ...
- “موقع الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz“ تجديد منحة البطالة 20 ...
- فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية ...
- تِلك هي خطوات تسجيل في منحة البطالة 2024 للحصول على مبلغ 15 ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى مجدي الجمال - الأم جونز