أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - حكايات من جزيرة الواق واق الجزء/ 4














المزيد.....

حكايات من جزيرة الواق واق الجزء/ 4


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 6837 - 2021 / 3 / 11 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


البحث عن السواحل الهاربة
بعد رحلة بحرية في الباخرة أستغرقت زهاء الشهر من جاكارتا الى نيودلهي عاصمة الهند، عند وصول ساحر الصخور الى تلك المدينة أنبهر منذ الوهلة الاولى بمعالمها التي كانت تبدو وكأنها متحفاً يضم جميع الديانات والعقائد الهندية، بطرازها المعماري المغولي، ومن ميزات تلك المدينة أيضاً هو تمتعها بتناغم ديني كان يتضح من وجود جميع دور العبادة بتصاميم معمارية ساحرة من معابد هندوسية، وسيخية، وبوذية، ومساجد، وكنائس.
أقام ساحر الصخور لدى وصوله مع الرهبان الهندوس علاقة معرفية وحاول التفرغ لقراءة كتاب "الفيدا" المقدس الذي يحتوي على الاساطير والاشعار، والطقوس، والترانيم المدونة باللغة السنسكريتية وحاول معرفة تعاليم وأسرار "البراهمة واليوبانشاد" بمساعدة صديقه الراهب الهندوسي "أجايا" الملم باللغة السنسيكريتية واللاتينية، وعادة ما كانا يلتقيان في معبد "يوجمايا" للاستماع الى تعاليم الفيدا.
أكثر ما لفت أنتباه ساحر الصخور في معالم فن عمارة المعابد الهندوسية هو تجسيدها للقيم الروحية وعناصر تكوين الوجود: النار، والماء، والهواء، والتراب.
وكذلك تجليات الرموز الهندسية وتكويناتها ورمزياتها وايحاءاتها المختلفة التي تعكس تعدد المذاهب والعقائد.
وعلى ضفاف نهر الغانج المقدس شارك ساحر الصخور السكن في كوخ مع الراهب أجايا، وكانا في كل صباح يقومان بتمارين
اليوغا وتأمل نهر الغانج الذي يؤمّه ملايين الحجيج من شبه القارة الهندية للاغتسال بمائه لغرض تطهير الروح من آثام الجسد والشفاء من الامراض أيضاً، وللكثير من الهندوس كانت لهم أمنية الموت على ضفاف هذا النهر المقدس وأن يذر رفات أجسادهم بين أمواجه.
بعد ست سنوات قضاها ساحر الصخور ما بين الهند والنيبال ودع الرحالة ساحر الصخور صديقه الراهب الهندوسي أجايا لا سيما بعد أن نهل بعضاً من علوم اللاهوت والمعرفة وأصول العقائد الدينية وتاريخها وتعمق في ثقافات وفنون الشعوب الهندية، قرر بعدها ساحر الصخور أن يرتحل نحو نهر "ميكونغ".

بدأ ساحر الصخور رحلته من مصب النهر الذي ينبع من "هضبة التبت" في أقليم "يونان" حتى نهايته الى بحر الصين الجنوبي.
بعد أن أبحرت السفينة منحدرةً من منابع النهر والتي تحمل الرهبان والحرفيين ومزارعي الحنطة والشعير. وقد كان الرجل الابيض ساحر الصخور يثير استغراب "التبتيون" وسطهم وهم يرحبون به بابتساماتهم المعهودة طيلة الرحلة.
في نهاية كل رحلة حين ترسيّ السفينة الكبيرة أو القارب الخشبي الصغير، ينزل ساحر الصخور نحو القرى بينما المزارعين والسكان المحليين يستقبلونه ويرحبون به فيبقى في ضيافتهم وهو يساعدهم في أعمال الزراعة والنقل وأحيانا يطلب منه رهبان المعابد ترميم المنحوتات ،والجدران، والابواب وقد صادف في رحلاته أيضا أن هنالك تلاميذ يطلبون منه أيضاً المساعدة في تعلم اللغة الانجليزية فكان يجمعهم في حلقات ويدرسهم اللغة.
أما في الرحلة النهرية من "لاوس" والمتجهة نحو حقول تايلند الشاسعة فكان على متن السفينة الكثير من مزارعي الرز وهم
يقصدون حقولهم المنتشرة على ضفتي النهر، وكذلك كانت السفينة تحمل تجار ثمار "الدوريان" المعبأ بصناديق خشبية نحو الاسواق الشعبية، ولكن أكثر ما أدهش ساحر الصخور المقارنة التي تجلت بعلاقة قشرة الدوريان السميكة ذات الرؤوس الشوكية الحادة المدببة والتي استلهم النحات البوذي من شكلها طاقيات تغطي رأس المعلم بوذا.
أقام ساحر الصخور في بانكوك مع رهبان البوذية من ذويّ الرؤوس الحليقة والموشحين بثياب برتقالية، وهم يتمتعون بسلطة روحية واحترام الشعب والسلطة الملكية.
كان ساحر الصخور شغوفاً بمعرفة تعاليم واشراقات بوذا المعلم المستنير، والاطلاع على المنحوتات وأيضا على طراز عمارة المعابد التي يطغي عليها اللون الذهبي البراق.
التقى ساحر الصخور براهب بوذي في معبد "وات آرون" الشهير في بانكوك، فعرفه الراهب بابجديات البوذية ابتداءً من خلع النعال خارج باحة المعبد الى كيفية القاء التحية والجلوس تحت تمثال بوذا بصمت وأدب.
وكذلك شرح له تعاليم "الدامابادا" وكيفية السعي لتحقيق السلام والتصالح مع الذات عن طريق التمارين الروحية والتأمل واليوغا.

بعد عشر سنوات قضاها ساحر الصخور في الترحال والبحث عن أسرار الحلم الذي يتعقبه وعن السعي للوصول الى معرفة الذات وسط هذا الوجود الغارق بالمتناقضات والغموض وهو يحاول أن يتبع الاثر الذي يؤدي الى واحة الاستشراق والطمأنينة.
لكن هذه الرحلة الطويلة والمغامرات الشيقة على الرغم من أنها روّت بعضاً من ظمأ معرفته الروحية والوجودية إلا أن ذلك الحلم الذي آسر روحه وأخيلته لم يدرك بعد ماهيته ولا يعرف كيفية الوصول اليه!!
شعر ساحر الصخور بالحنين الى غابة جبل داندنوك كي يقضي بقية سنواته في مشغله وقريبا من ذكريات أكارا وتمثالها الذي بات ايقونة بين جميع أعماله التي نفذها طيلة حياته.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات من جزيرة الواق واق / الجزء / 3
- حكايات من جزيرة الواق واق/ الجزء /2
- حكايات من جزيرة الواق واق
- مكابدات الرحّال / الجزء الأخير
- مكابدات الرحّال / الجزء السابع عشر
- مكابدات الرحال / الجزء السادس عشر
- مكابدات الرحال / الجزء الخامس عشر
- مكابدات الرحال / الجزء الرابع عشر
- مكابدات الرحال/ الجزء الثالث عشر
- مكابدات الرحّال/ الجزء الثاني عشر
- مكابدات الرحّال/ الجزء الحادي عشر
- مكابدات الرحّال/ الجزء العاشر
- مكابدات الرحّال / الجزء التاسع
- مكابدات الرحال/ الفصل الثامن
- مكابدات الرحّال ظ
- مكابدات الرحّال/ الجزء السابع
- مكابدات الرحّال / الجزء السادس
- مكابدات الرحّال - الجزء الخامس
- مكابدات الرحّال القمر ورحلة البغّال الجزء الرابع
- مكابدات الرحّال الرحلة الشاقة الجزء الثالث


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - حكايات من جزيرة الواق واق الجزء/ 4