أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - طرائف تراثية شيقة.. في الابوذية















المزيد.....

طرائف تراثية شيقة.. في الابوذية


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 12:32
المحور: الادب والفن
    


الابوذية في
الجد والأب والعم والخال وما قيل من الطرائف فيها ....
في موروثنا الشعبي العراقي الجميل محطات ومواقف ونوادر وردتنا قصصها عن طريق حفظها وتناقلها شفاها بين الناس وبين الذائقة الشعبية ، وفي السنوات الأخيرة انطلق أكثر من قلم ليجمع لنا هذا التراث الزاخر في العراق وفي البلدان العربية، ومعلوم أن فن الابوذية يكتبه الشعراء الشعبيون في جنوب ووسط العراق، وفي غرب العراق وشماله من المحافظات العربية، وشرق سوريا - الجزيرة - وصولا إلى لبنان وفلسطين وجزء من الأردن يكتبون فن العتابا، والعتابا لا تختلف عروضيا عن الابوذية إلا في الشطر الرابع، الابوذية ينتهي الشطر بحرف الهاء المهمل، ( اذيه، أخيه، حميه) وهكذا ، والعتابا ينتهي شطرها الرابع بحرف ساكن يسبقه حرف الألف غالبا، وأغلب العتابا تنتهي بحرف الباء، ( احباب، أصحاب، باب)، وسيكون موضوعنا حصرا عن ابوذيات وسط وجنوب العراق .
حين تطرق باب الدار ويذهب الصغار لفتحه، الابن أو البنت أو الزوجة، فيقال للطارق ( أبونا ما موجود)، هنا أركز على ( أبينا) التي تعني الأب كبير البيت ، وبلا نقاش كذلك الجد كبير البيت، الأعمام والأخوال ليس بالضرورة هم الأكبر من أبناء الأخ أو الأخت، والشائع أن العم والخال أكبر سنا من ابن الأخ أو الأخت، وكثيرا ما نجد ابن الأخ أكبر عمرا من عمه أو خاله، ومن هنا تواردنا ما قيل في ذلك .
الكثير من الرجال يعشقون ويتغزلون بنساء هن أصغر سنا من العاشق ، وبالمقابل نجد الكثير من النساء لا يفصحن عن عمرهن الحقيقي، فنراها تدهن شعرها وتجمّل منظرها، وتعتني كثيرا بمساحيق التجميل، وأخيرا بدأن إجراء عمليات جراحية لشد الوجوه وشفط البطون وما إلى ذلك من وسائل الزينة الحديثة، وكأن الرجل والمرأة يريدان التمسك بآخر لحظة جمال وصبونة ودلع وتغنج وتفاخر بالشباب ، واذكر أبياتا تنسب لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه يقول،
صَرَمت حِبالَك بَعدَ وَصلَك زَينَبُ
وَالدَهرُ فيهِ تَصَرُّمٌ وَتَقَلُّبُ
نَشَرَت ذاوئِبَها الَّتي تَزهو بِها
سوداً وَرَأسُكَ كَالنَعامَةِ أَشيَبُ
وَاِستَنفَرَت لَما رَأَتكَ وَطَالَما
كانَت تَحِنُّ إِلى لُقاكَ وَتَرهَبُ
وَكَذاكَ وَصلُ الغانِياتِ فَإِنَّهُ
آلٌ بِبَلقَعَةٍ وَبَرقٍ خُلَّبُ
فَدَعِ الصِبا فَلَقَد عَداكَ زَمانُهُ
وَاِزهَد فَعُمرُكَ مِنهُ وَلّى الأَطيَبُ
ذَهَبَ الشَبابُ فَما لَهُ مِن عَودَةٍ
وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ المَهرَبُ .
مر رجل بزقاق فوقعت عيناه على صبية ولا أجمل منها فقال لها السلام عليكم، فقالت الصبية وعليكم السلام ( هلا خالي) ، استاء الرجل - الشاعر - لهذا الجواب فقال لها مرتجلا بيتاً من الابوذية،
خالي ...
گلب الما يهزه الشوگ خالي/ لا حب فيه
ميت بالحيا وبالظيم خالي / اتركه هكذا - خليه -
فدوه يروح إلچ عمي وخالي / الخال اخ الأم
يبعد اهلي وبعد كل البريه.
أحد الشباب لم يرزقه الله بوجهٍ صبوح، ولم يرزقه بوفرة من المال أيضا، ومن الطبيعي مثل هكذا شباب لا تتطلع رغباتهم العقلانية بالزواج إلا لمن يشبهه مالا وجاها وصباحة وجه، وأراد أن يخطب زوجة له واختار لمن تشبهه بكل شئ، وحين ذهبت أم ذلك الشاب قالت البنت بيتا من الابوذية جوابا للخاطبة الأم،
ولا بيك ...
أقسم لا ابي شوفك ولا بيك/لا أرغب برؤيتك
جدك ما صلح حالك ولا بيك/ الأب
نفع ما تلكه لا بيه ولا بيك / ليس فينا نفع الاثنان
الفُگر والعوز صار النه الهويه.
قيل في العم الكثير من الابوذيات، وأغلب تلك الابوذيات تستنكر وتستهجن قول الصبية للرجل (عمي) أو ( عمو)، وكما قلنا بدءاً العم لا يكبر عمرا على ابنة أو ابن الأخ، وكما قلنا هناك الكثير الكثير نجد أن العم أصغر سنا من ابن أو ابنة الأخ. وهذه قالت لشخص نظر لها طويلا (ها عمي، يبين امضيع)، بمعنى لماذا تنظر لي، هل ضاع منك شئ فقال هذه الابوذية
عمي ...
عيون الما تحن ع الشيب عمي / من العمى
تاج وللفخر وأفراح عمي / انتشري بين الناس
سابيني اليكول ابغيض عمي / العم اخ الأب
نعم ضايع تشب نيران بيه.
وقال الشاعر ( رشيد الحميداوي) لصبية يتعشقها بعد أن قالت له ( عمي)،
عملها
اغركت روحي ابحر شوگك عملها/ لها عام تعشقك
وعين الماتره شخصك عملها / لها العمى
التره شيبي تناديني عملها / عم لها
وتعيرني بسوات اجفاك بيه.
سوات : تعني ما فعله الجفاء بي .
وهذا شاعر يشكي حزنه واحبابه وأهله وحتى أخيه (عضيدي) فيقول..
وعماي ...
الحزن چودر ابدلالي وعماي/ عم الحزن وخيّم
هلي وأحبابي وربيعي وعماي/ أعمامي
العضيدي حسره اجرنه وعماي / العمى
وكل حسره تشب نيران بيه.
الشاعر (حسن ابو ناصر) يواجه خلاف ما ذهبنا له، فها هي المرأة التي تكبره بالسن تقول له ( عمو)، فقال شبه ساخر منها
عمو
احبابي وعلى حالي اعيون عمو/ عميت عيونهم
وعلى عمري بجفاهم ليش عمو/ بمعنى أن فراقهم أثر فيه وعم عليه بالحزن
حبيبي شما ندهني يگول عمو / العم
وعشريني العشتها اعدال ميه
نلاحظ هنا في قفل الابوذية قوله أن هذه السنين العشرين التي عشتها تعدل مئة عام، لذلك بدا لهذه المتصابية انه اكبر منها سنا فخاطبته ب عمو .
وهذا شاعر آخر يقول
يداي..
جرح الكلب من فركاك يداي / ينزف
كصيره وماتنوش العنب يداي / يدي
اخاف اكبر تكلي عيب يداي / جدي
وانا كلبي اليحب والشيب بيّه.
وهذه عجوز أحبت في صباها شاب وعشقته بجنون، ولكن لم يكن من نصيبها فتزوجت من غيره وبمدينة غير مدينة حبيبها ، وبعد أعوام كثيرة مرت قال لها أحفادها، (حبوبة حبوبة ... نزل يمنة جار يكولون من أهل ولاية ...، قالت هلة بريحة اهلنة وشهكة اصباي)، سألت أحفادها عن اسم الجار، بعد جواب الأحفاد علمت أن اسم جارها الكامل هو حبيبها فقالت،
ياري...
عليك الدمع مثل السيل ياري / يجري
ويا فكر البقة بالراس ياري / اي رأي بقي لي
بعد هل عمر ولفي ايصير ياري / الجار
عجوز وردن العشرين بيه.
نلاحظ أن قفل الابوذية صِّيغَ وحُبِكَ بشكل ملفت.
هذا الشاعر ابو مصطفى الصالحي يذهب أكثر حيث إحداهن تقول له عمي والأخرى تقول له جدي فانتفض وقال
ويدهن
المصايب يحنن الواحد ويدهن / مدوهن يعني شارد الذهن
ملوم الخضب بشيبه ويدهن / يصبغ شعر رأسه
شجاهن عمي صاحنلي ويدهن / الجد، إذ يمكن ابدال حرف الجيم بحرف الياء عند أهل الوسط والجنوب
اليلولن چانن ويحدن عليه.
نختم هذه السياحة بأبيات سلطان الابوذية الراحل (ابو معيشي) تولد ١٨٦٦ م في نجد وانتقل مع أهله لمحافظة ذي قار/ سوق الشيوخ وهو بعمر ٤ سنين ومات وهو لا يعرف القراءة والكتابة.
يروى ان الراحل ( ابو معيشي) كان سائرا بأحد أزقة سوق الشيوخ عائدا لبيته ، وجد شابة جميلة تغسل عتبة دارها ، طلب منها قدح ماء فقالت له تأمر جدي، استفزته المفردة فارتجل هذا البيت من الابوذية. ..
يدي...
طلبت الماي كالت هاك يدي / جدي
دحجني وخله جرح الكلب يدي / ينزف
شوكت انه يوكحة صرت يدي / الجد
امس وأهلي شرو گاروك إليّه
الگاروگ: مهد الطفل.
وفي رواية اخرى أن شابة ارادت النزول من سيارة للنقل العام وقالت ل( ابو معيشي) اسندني بيدك جدي ( ساعدني لانزل يدي) فقال لها مرتجلا
يداچ
عساچ بداي طول العمر يداچ / تدق بك العلل والأمراض
بشلل وتظل عليله دوم يداچ / يديك
شوکت انه يوكحة صرت يداچ / جدك
أمس وأهلي شرو كاروك إليّه.



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إياكم وشتم الأحزاب !
- محطات جمالية في.. ( منمنمات دمشقية ) للشاعرة السورية ( ليندا ...
- عرض كتاب : ( التحكيم في عقود الاستثمار الأجنبية)
- ( بير يوسف )
- الدارمي أو غزل البنات :
- ( عارات السياسة) / قصيدة شعبية
- صبراً يا عراق
- قرأت لكم 18 / ميلو مشهور عبيد / كاتبة وشاعرة سورية
- قرأت لكم / 17 راسم الخطاط / شاعر شعبي عراقي
- قرأت لكم 16 / ديانا الأسمر / شاعرة سورية
- قرأت لكم 15 / رولا حداد / شاعرة سورية
- قرأت لكم 14 / محمد الشمري شاعر شعبي عراقي
- قرأت لكم 13 / الشاعرة التونسية سميرة الزغدودي
- قرأت لكم 12 / الشاعر العراقي د. وليد جاسم الزبيدي
- قرأت لكم 11 / الشاعر صلاح عواد / شاعر شعبي عراقي
- قرأت لكم 10 / سونيا الفرجاني / شاعرة تونسية
- قرأت لكم 9 : ميساء زيدان / شاعرة سورية
- قرأت لكم 8 / الشاعر علي السامرائي
- قرأت لكم / 6 الشاعر غزوان فيصل
- قرأت لكم 7/ ميادة يونس الأشقر شاعرة وكاتبة سورية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - طرائف تراثية شيقة.. في الابوذية