أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - الدارمي أو غزل البنات :














المزيد.....

الدارمي أو غزل البنات :


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 6558 - 2020 / 5 / 8 - 19:36
المحور: الادب والفن
    


سندس زهر ليمون لو ياسمينه
النحل ما ينلام من يمر بينه
من الألوان المحببة بالشعر الشعبي العراقي هو وزن الدارمي، ويعد الدارمي من البحر المجتث، ( مستفعلن فعلان مستفعلاتن)، أو تأتي (مستفعلاتان بدل مستفعلاتن) ، وسمي بالدارمي وكما يزعمون أن أول من قاله شابة من بني دارم ، وحين بحثت بجذور القبائل العربية وبخاصة العراقية لم أجد قبيلة أو عشيرة تنتهي لبني دارم ، وجاء بالسيرة الحلبية أن وفدا من بني تميم حضر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم الأقرع ابن حابس فقال ، إني والله يا محمد قد قلت شعرا فاسمعه، فقال له صلى الله عليه وسلم هات أنشد ، فقال
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا
إذا خالفونا عند ذكر المكارم
وإنا رؤوس الناس من كل معشر
وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا حسان فأجبه ، فقال حسان :
بني درام لا تفخروا إن فخركم
يعدو وبالا عند ذكر المكارم
وذكرت مصادر عديدة هذه الحادثة وما قيل فيها ، وما يعنينا بهذه الحادثة ذكر بني دارم ليس أكثر ، وهي بهذه الحال تعد بطنا من بطون تميم القبيلة العربية المعروفة.
وأورد الدكتور هاشم العقابي رأيا لم يعزز بوقائع ثبوتية ، يقول الدكتور هاشم العقابي بحلقة مسجلة لفضائية الفيحاء العراقية أن شعر الدارمي وجد له جذر بلقى ورقم طينية أثناء التنقيبات في طلول مدينة بابل التاريخية المعروفة ، ويقول أن الباحث الحلي طه باقر الذي كشف أسرار اللغة البابلية وترجمتها وجد ميزانا عروضيا يحاكي وزن شعر الدارمي .
وأخذ الدارمي مسميات كثيرة جدا، منهم من أسماه بشعر البنات أو غزل البنات، وسبب تسميته هذه أن أغلب الشواعر كتبنه لسهولة وزنه، وكثافة معناه،
ظلمه ودرب عاثور ليلة شته وغت
روحي اشتهت ملكاك عتتني الك عت
وأغلب المرويات من الشعر الدارمي مجهول قائله .
في محافظات الفرات الاوسط العراقية يسمى شعر الدارمي ب(البستة)، وسبب هذه التسمية أن شعر الدارمي وزنه راقص ويصلح للإنشاد بشكل جماعي أو بشكل فردي،
ربي استر اعله هواي من ممشه الغروب
زغير واخاف عليه وما ساحك دروب
ووجدت أن شعراء محافظة بابل كانوا يوشحون شعرهم من الابوذية ببيت من شعر الدارمي يسبقه ، والتوشيح هنا يعني أن الشاعر قبل أن يقرأ بيته من الابوذية يقرأ بيتا من الشعر الدارمي كمقدمة أو توضيح لشعره ، يقول الشاعر الراحل محمد علي بنيان الحلي مخاطبا صديقه الشاعر عبد الحسين صبره الحلي ، حين رأى أن سفرة الطعام أمام محمد علي ولم يأكل منها شيئا، فقال لماذا لم تأكل وقد برد طعامك؟، فأجابه قائلا،
ها ديه* زادي اللوم يحرم عليه
من خوّتي انصابيت والبيه بيه
*ديه تعني خويه وربما هي من مفردة دادا فصغرت لديه، واردفه ببيت من الابوذية يقول،
َمناچل..
تصيب الروح مو نچله مناچل/ نكبات
وهيه وهيه وياهه مناچل/ لا أتعب
غير يكون إلي ألتذ مناچل/ حين الاكل
أشوف الزاد ما بيه كل مزيه.
حين نضع الشعر الدارمي أمام النقد، فسنجد أن لون شعر الدارمي مكثف بمعانيه قليل بكلماته، يعبر عن خوالج النفوس ويصل معناه بيسر تام للمقابل، وأجد أن الدارمي يصح أن نطلق عليه شعر الومضة التي شاعت كثيرا هذه الأيام سواء على صعيد الشعر الشعبي المحكي، أو على صعيد الشعر العربي الذي يكتب باللغة الفصحى.
كل هذه المقدمة جاءت بسبب صورة جميلة لإحدى الصديقات وضعتها على صفحتها بالفيس بوك، فقلت لها بيت دارمي وعن لسانها ، وكأنها تجد نفسها جميلة، وهي فعلا جميلة ومثقفة تستحق منا الإشادة بمنجزها الإبداعي ، فقلت بلسان حالها،
سندس زهر ليمون لو ياسمينه
النحل ما ينلام من يمر بينه
وأردفت بيتا آخر من شعر الدارمي وقلت ،
رصعة حسن ريحان خدك يشامي
والعسل بين شفاك وگليبي ظامي
....
العراق / بابل



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( عارات السياسة) / قصيدة شعبية
- صبراً يا عراق
- قرأت لكم 18 / ميلو مشهور عبيد / كاتبة وشاعرة سورية
- قرأت لكم / 17 راسم الخطاط / شاعر شعبي عراقي
- قرأت لكم 16 / ديانا الأسمر / شاعرة سورية
- قرأت لكم 15 / رولا حداد / شاعرة سورية
- قرأت لكم 14 / محمد الشمري شاعر شعبي عراقي
- قرأت لكم 13 / الشاعرة التونسية سميرة الزغدودي
- قرأت لكم 12 / الشاعر العراقي د. وليد جاسم الزبيدي
- قرأت لكم 11 / الشاعر صلاح عواد / شاعر شعبي عراقي
- قرأت لكم 10 / سونيا الفرجاني / شاعرة تونسية
- قرأت لكم 9 : ميساء زيدان / شاعرة سورية
- قرأت لكم 8 / الشاعر علي السامرائي
- قرأت لكم / 6 الشاعر غزوان فيصل
- قرأت لكم 7/ ميادة يونس الأشقر شاعرة وكاتبة سورية
- قرأت لكم 5 : سامر زكريا طبيب أسنان وشاعر سوري
- قرأت لكم 4 : نرجس عمران / شاعرة سورية
- قرأت لكم 3: حلا الكاتب / شاعرة شعبية عراقية
- قرأت لكم 2 : بطرس كرامة /شاعر سوري
- قرأت لكم / رَأيْتُ المَرْءَ تَأكُلُهُ اللَّيَالِي / كَأكل ال ...


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد كعيد الجبوري - الدارمي أو غزل البنات :