أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - حطام المجتمعات العربية الهشيمية














المزيد.....

حطام المجتمعات العربية الهشيمية


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6834 - 2021 / 3 / 7 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هي الأسباب التي تدعوك إلى تسمية المجتمعات العربية بأنها «حطام وهشيم اجتماعي»؟

مصعب قاسم عزاوي: المجتمعات العربية المظلومة المنهوبة المقهورة تكابد نموذجاً فريداً من الاستبداد بأشكاله الفاشية، والليبيرالية الشوهاء المستحدثة، والقروسطية الفكرية التي عفى عليها الزمن بشكل يجافي واقع مجتمعات العالم الأخرى التي قرر المستبدون بها من الأثرياء الأقوياء بأنه لا بد من إعطاء فسحة من «الحياة المحدودة» لتلك «القطعان الشاردة من الجماهير» التي يتحكمون بمصائرها، لضمان إمكان تحول أفرادها إلى «عمال مؤهلين» قادرين على القيام بمتطلبات الإنتاج الاقتصادي في تلك المجتمعات التي تمثل الشركات العابرة للقارات الحاكم الفعلي فيها، و«ناظم الخطى» لإيقاع عمل «الاستبداد المقنع» فيها؛ بالتوازي مع الاستفادة من إمكانية تحول أولئك العمال المؤهلين في المآل الأخير إلى «مستهلكين مواظبين» بشكل يضمن عودة «الفتات الاقتصادية» الممنوحة لهم عبر عملهم «كعمال مؤهلين» إلى خزائن الشركات العابرة للقارات التي قامت باستئجار «قوة عملهم» بالتراضي وفق قوانين اقتصاد السوق «كعبيد مؤقتين من الصباح إلى المساء فقط». و ذلك النسق الأخير حالة شبه معدومة في العالم العربي، نظراً لانعدام أي إنتاج حقيقي في المجتمعات العربية، جراء اعتمادها بشكل شبه مطلق على نموذج بدائي أقرب إلى «الهمجية» من أنماط الاقتصادات الريعية القائمة على استخراج المواد الأولية وبيعها في السوق العالمي؛ وهو ما يعني عدم تحقق الحاجة الموضوعية «لإعطاء فسحة من الحياة» للمواطنين في المجتمعات العربية الذين لا طائل منهم في اقتصاد السوق، إذ ينظر إليهم بأنهم «طفيليات فائضة عن الحاجة» تقوم بامتصاص الثروات المحدودة في المجتمع، والتي يتم استخراجها من الأرض أساساً سواء عبر التنقيب والحفر أو عبر أنماط من الزراعة البدائية التي تهدف في المقام الأخير إلى تصدير ناتجها إلى السوق العالمية. وذلك النموذج الأشوه في العالم العربي أفضى إلى «تغول وحشي بربري منفلت من كل عقال» للنظم الاستبدادية العربية في علاقتها مع «رعاياها» أنتج تهشيماً كليانياً شاملاً عمودياً وأفقياً لكل ما يمكن أن يمت بصلة إلى إنتاج «شبكة من التفاعل الحضري بين المواطنين تهدف إلى تحقيق مصلحة جمعية يتقاسم منافعها واشتراطاتها كل أولئك المواطنين»، وأي شكل جنيني لأي مجتمع مدني حقيقي في أي من المجتمعات العربية بغض النظر عن أي تفارقات ظاهرية بينها هنا وهناك.
فالحقيقية المرة أنك لا تجد أي منظمة اجتماعية، أو نقابة، أو تجمعاً إعلامياً، أو عملاً خيرياً في المجتمعات العربية، إلا وكان في غالب الأحيان مخترقاً عمقاً وسطحاً من «المؤسسة الأمنية» التي تمثل بنيان الدولة شبه الأوحد في العالم العربي، ليس لعمالة أو خيانة أو تواطؤ المشتغلين في تلك المؤسسات، وإنما لاستحالة بقاء أي تشكيل اجتماعي على قيد الحياة، في حال رفضه لشروط اختراقه الكلياني من قبل «بصاصي وعسس المؤسسة الأمنية»، وهو ما يعني انعدام إمكانية مساهمة تلك البنية الاجتماعية في «ترقية المجتمع»، أو تخليق أي تهديد حتى لو كان مجهرياً لهيمنة «الاستبداد وطغمه الأمنية و من لف لفها من مرتزقة، و انتهازيين، ووصوليين، وقناصي فرص»، على مفاصل المجتمعات العربية، في حالة تراجيدية سوداء من «التصحر الاجتماعي المهول» ناتجه الفعلي التاريخي الأكثر بروزاً هو «حطام وهشيم اجتماعي مقيم» في كل المجتمعات الناطقة بلسان الضاد المكلوم المحسور.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النُخَبُ التلفيقية
- أسباب وأعراض سرطان الدم النخاعي الحاد
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ...
- العدو الوجودي للنظم الاستبدادية
- أسباب وأعراض سرطان الدم الليمفاوي الحاد
- الديموقراطية التمثيلية المسرحية
- أسباب وأعراض سرطان الكلية
- المهمتان التوأمان: حماية كوكب الأرض والمحافظة على صحة الإنسا ...
- عوار الإقحام الإيديولوجي في الميدان المعرفي
- المثقفون السوريون وعقد الثورة الأعجف
- المبادئ الأساسية في استخدام طب الأعشاب (التداوي بالأعشاب)
- جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية
- حكومات التكنوقراط والخبراء
- المبادئ الطبية الأساسية لمواجهة التوتر والضغط النفسي
- أسباب وأعراض سرطانات الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم
- من كان منكم بلا خطيئة فليرجم مهيضي الجناح بحجر
- نواظم صناعة السياسات الخارجية
- أسباب و أعراض سرطان الحنجرة
- العنصرية ضد العرب في العالم الغربي
- التغذية السليمة وسِرُّ العمر الطويل


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - حطام المجتمعات العربية الهشيمية