ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6823 - 2021 / 2 / 24 - 13:57
المحور:
الادب والفن
تحدثت إلى صديقي عن زيارتي الأخيرة لكهوف الفردوس . واعترفت له بأن الملائكة هناك لا يستقبلون الزوار بالزهور والورود .( كما هو متداول بين الأدهان ) .
صديقي لم يصدقني أبدا ( وهذا ليس ذنبه أو ذنب أحد على الإطلاق ) حتى ولو أنني أخبرته بالحقيقة التي تشبه الخطيئة . وبأن لا فردوس هنا أو هناك سوى كهوف وظلال
وأحلام وهواجس والخوف . والهرولة نحو الخلاص من الزيف والنميمة . ( لابد من الكشف عن مأساة الكائنات ) لتتحمل المسؤوليات مع وجود ها كظلال باهتة تخبو وتنطفيء
في الإشارات والعلامات البعيدة البعيدة . . فنحن لسنا وحدنا بين الظلال الصغيرة والكبيرة . كما الحجم لا يهم ما دامت الحدود ممتدة في اللانهايات التي ليست هي الأخيرة .
والزمان لا يعترف بالتوقيت الظرفي . هو مثل الرياح بلا مكان بلا مصدر ( بلا جسد يهب على الظلال المتكاثرة ) .
طلبت من صديقي مراجعة الذاكرة فلم يكن مستعدا أو قادرا . كان مكتفيا فحسب بما تناوله من أعشاب وما أصابه من أورام وهمية أو غير وهمية . فهي من شكل توازنه الشكلي
بين الظلال والأطياف في عالم السراب .
صديقي تعود على المألوف بنسخ لا حصر لها منذ العصور الغابرة كانت حينئذ الرؤية قاصرة . بينما العناصر الفاعلة والمرعبة كانت بين الماء والنار بين الأرض والسماء
والحلقات متفرعة في الفراغ والعراء وجنون العدم بين اشتعال وخمود العناصر وانبعاثاتها الأبدي .
صديقي يكتفي بما لديه من الجاهز والمألوف وينتظر مع المنتظرين المتشائمين والمتفائلين . لا شيء مطلق والبقية تأتي من بعد . والخوف وحده هو الحقيقي والثابت لدى الأبد والأزل والمجهول .
والظلال تختفي تباعا وتصل تباعا . والتجدد دائم في قافلة السير الأبدي . والوجود بما هو وجود موجود . هو نفسه الداخل والخارج طولا وعرضا .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟