ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6768 - 2020 / 12 / 22 - 14:45
المحور:
الادب والفن
لسنا لربما
الخبر المستحيل المعلن
لليوم الآتي .
" خوصي أنخيل بالينطي "
حياتنا ضاقت درعا بكائناتها المنوية . وضقنا درعا نحن بأنفسنا
حياتنا تضيق أكثر فأكثر كل يوم وكل دقيقة . والهواء شاحب الآن
والتوتر معتنى به داخل الدولاب
هذا زمن الحقيقة التي لطالما بحثنا عنها ولم نجد لها صدى
هي الآن تكتشفنا في الصدفة العمياء .
كل الكلام الذي أنشدناه لا زال يتبخر في عمائنا الأخير
وغبائنا الذكي .
لغة الليل طنين وأنين والنهار رصاص جاف تصنعه أيادينا الميتة
للجثث المتراكمة . الشوق إلى الموت مبتسما ينمو
في الحدائق الخفية
فثمة شموس وهمية كذلك . عزاءا للكذب البادخ يلف أوهام الجماجم .
في الخلف نسينا ثيابنا القديمة داخل متاحف منسية وذهبنا بحثا عن عرائس السراب
في مدن الموت والوعيد . الزكام مر من هناك .
الأرض مطعم بلا صحون والسماء لا هي في الأعلى ولا هي في الأسفل
لكننا وجدناها في الذاكرة .
حياتنا ضاقت درعا بكائناتها المنوية . والتراب لم يعد يحتمل عفونة مربى المخلفات
الزواحف غاضبة . نهاية الكسل اللامرئي . .الطيور تشرب كل الأكسجين الذي لدينا
ولا مزيدا منه . الماء يتبخر فلا يبقى سوى الملح في ممرات الطريق المغلق
والسراديب . فماذا عن النار لو شبت في أشجار الغابات التي لم تعد مطيرة ؟
وهل سنعود إلى منازلنا في المحيطات وهيولية المربعات الأولى وقد فقدها اللازمان ؟
حياتنا ضاقت درعا بكائناتها المنوية .والفناء لم يعد مقبولا في أعرافنا . لم يعد يناسبنا .
طبيعة أرضنا مختلفة عن جدلية الفراغ والعراء وفوبيا الهواء
الصوت عدو الصمت . الشمس قررت عودتها نحو ثقبها الأسود
الزمان والمكان خطان متوأمان ومتوازيان في آن
إذن أين موقعنا من المرئي واللامرئي ؟ هذا هو المستحيل الذي لطالما بحثنا عنه
منذ الأزل حتى الأبد . لم نعثر عليه . وجدناه الآن في المجهول مجردا من الزمان .
( لطالما لم يكن هناك الأين ولا الكيف ولا حتى البدء ) .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟