أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - عن القيم الدينية والقيم الإنسانية















المزيد.....

عن القيم الدينية والقيم الإنسانية


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 14:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


”مع كل صباح جديد يتأكد لشعوب العالم العربي أن قيم حقوق الإنسان ينبغي أن تعلو فوق كل اعتبار سياسي وديني وأيديولوجي وثقافي واجتماعي واقتصادي وعرقي وجندري. فهي ضمانة للجميع، للفرد والأسرة والمجتمع والدولة والعالم“.
بهي الدين حسن
ناشط حقوقي في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.
***
في بداية زيارة حاكم مصر الجنرال السيسي لفرنسا ما بين السادس والثامن من ديسمبر 2020، أعربت السيدة كاتيا رو، من منظّمة العفو الدوليّة لوكالة الأنباء الفرنسية عن أسفها لأنّ ”الزيارة تمّت في سياق من القمع المتزايد للمجتمع المدني“، ولأنّ ”حقوق الإنسان وُضعت في المرتبة الثانية وراء المصالح الاقتصاديّة والعسكريّة التي تُعتبر أولويّة“.
فالعالم أجمع يعرف أن حقوق الإنسان في مصر تشهد في عهد هذا الجنرال استهدافًا ممنهجًا للمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء الحقوقيين وأساتذة الجامعات والسياسيين بجميع أطيافهم، إلى جانب مصادرة المجال العام وتدمير العملية الديمقراطية واستمرار الاعتقالات التعسفية من قبل السلطات المصرية، والتصفية الجسدية المتعمدة في السجون وخارجها، منذ تولي الرئاسة عام 2014.
وفي أثناء المؤتمر الصحفي المشترك للحاكم بأمره في مصر والرئيس الفرنسي ظهر على السطح خلاف بينهما حول أهمية القيِّم الدينية والقيم الإنسانية، إذ قال السيسي:
”أتصور أننا محتاجين نتوقف ونتأمل وارجو أن الرسالة دي تصل لكل أصدقائنا في العالم كله مش بس في فرنسا حتى في منطقتنا أن من المهم أوي اننا ونحن بنعبر عن رأينا أن ما نقولش أنه من أجل القيم الإنسانية تنتهك القيم الدينية..“،
وتابع السيسي قائلا:
”المرتبة بتاعت القيم الدينية أعلى بكثير من القيم الإنسانية، لأن القيم الإنسانية هي قيم إحنا الي عملناها..“
فرد عليه الرئيس الفرنسي ماكرون بالقول:
”اعتقد أن التاريخ هنا يمكن أن يتأتى لو صح القول، نحن نعتبر أن قيمة الإنسان فوق كل شيء هذه فلسفة التنوير وهذا ما يجعل من حقوق الإنسان عالمية وهي في ميثاق الأمم المتحدة..“،
وتابع قائلا: ”لا شيء فوق الإنسان واحترام كرامة البشر..“
لم يكن الخلاف بينهما كما واضح على المصالح الاقتصادية أو السياسية، خاصة أن هذه المصالح تتلاقى حتى أمام انهيار القيم والمبادئ وحتى الأخلاق، بداية من الأفراد والجماعات وحتى الدول على حد سواء. ولكنه كان خلافًا على القيم والمبادئ والمنطلقات السياسية التي تقوم إحداها على المفهوم الديني أو العقائدي والأخرى تقوم على المفهوم الإنساني أو العلماني.
القيم لغويًا، هي جمع ”قيمة“ وهي ثمن الشيء بالتقيِيم والتقدير، وهكذا فإن ثمن الشيء هو قيمته، لأنّه يقوم مقامه. أمَّا التعريف الإنساني، فهو أنَّ كل ما من شأنه تحسين حياة البشر وتوجيه سلوكهم في حياتهم توجيها إيجابيا، يُعَد قيمة، كالفضائل الدينيّة والعادات الاجتماعية والسلوكيات الأخلاقيّة التي يقوم عليها المجتمع وترفع من وضع الإنسان على أساس أنه قيمة في ذاته.
صحيح أن القيم الدينية هي الأقدم بين البشر، ولكنها ليست عامة ومحددة المعالم، وملزمة لكل إنسان على سطح الأرض. إنها قيم خاصة لكل ديانة من آلاف الديانات الموجودة في العالم، بل هناك قيم خاصة لكل جماعة أو فرق لا تعد ولا تحصى، داخل الديانة نفسها، ويظهر الجديد منها باستمرار من وقت لآخر.
(يوجد في العالم حوالي 10000 دين متميز، بحسب الموسوعة المسيحية العالمية "باريت" طبعة 2001م):
https://mawdoo3.com/كم_عدد_الديانات_في_العالم
نشأت الديانات وضعية (أو أرضية) في بدايتها، مع وجود البشر لأول مرة في تجمعات ومجتمعات مختلفة، وظهور الظلم والقهر وفعل الفواحش والشرور بينهم، ومازال الكثير منها باقية حتى اليوم، مثل المجوسية والزرادشتية والهندوسية وغيرها، ويؤمن بعض معتنقيها بأنواع وأشكال متعددة من الألهة مثل الأصنام (الأوثان) والشمس والهواء والنار والأشجار والحيوانات مثل الأبقار والقرود والزواحف …وغيرها)، ويؤمن البعض الآخر بأفكار خيالية مجردة كالصراع بين آلهة الخير وآلهة الشر.
ثم هناك الديانات الثلاث التي يقال عنها سماوية، هي اليهودية والمسيحية والإسلاموية، وقد نشأت جميعها في منطقة الشرق الأوسط ومن أصول عقائدية واحدة. ويعتقد جميع معتنقيها بوجود إله واحد أحد، خلق الكون بمحتوياته وجعل الإنسان خليفة له على الأرض، وأمره بالعبادة وبالعدل والإحسان وفعل الخير وتجنب الشر. كما أن جميع الديانات - سواء نسبت إلى الأرض أو إلى السماء - لها قِيَمها الخاصة بصفتها أوامر إلهية، ولها كتبها ومعابدها المقدسة ومؤسساتها ورهط غزير من رجال الدين الذين يقتاتون على تسويقها ونشر تعاليمها وحماية مقدساتها. فهل التزم معتنقوها في يوم ما بتلك الأوامر، وهل أبعدتهم عبادتهم عن ارتكاب الفحشاء والمنكر والبغي، ومن ثم تحقق بينهم العدل والإحسان وفعل الخير وتجنب الشر؟
هل تمكنت القيم والمبادئ (أو الوصايا) الدينية المجردة (abstract) في يوم ما من حماية البشر من أنفسهم، وإبعادهم عن القتل والسلب والنهب والحروب الدموية المتكررة؟.
الجواب بالطبع: لا!
والسبب في ذلك أن مفهوم الديانات وقيمها المختلفة يخضع دائمًا للتغيير والتبديل المتعمَّد من قبل المؤسسات الدينية والسياسية، ممَّا جعلها تتفرق إلى عشرات المذاهب والجماعات والفرق المتضاربة والمتشاحنة داخل الديانة الواحدة، كل منها تزعم أنها على حق وغيرها على باطل، ويجب إزالته من الوجود. هذا النهج الديني المتعسف أحدثت قطيعة مستدامة بين البشر عامة، وتسبب في اندلاع العديد من الحروب الدموية بينهم، وحمل الكثير منهم على عدم الإيمان بالأديان أو بالآلهة بأي شكل من الأشكال.
هذا العجز المنهجي في فعالية القيم الدينية أدَّى بالبشرية في يوم ما للبحث عن قيم أخرى من شأنها حماية البشر، وإنهاء القطيعة وإنشاء حوار بينهم، يفضي بهم إلى ما عجزت الأديان عن تحقيقة، فكانت الوثيقة التاريخية الهامة المسماة: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد صاغها ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في باريس في 10 ديسمبر 1948 بموجب القرار 217 ألف، بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم. وهو يحدد، و للمرة الأولى، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا. وترجمت تلك الحقوق إلى 500 لغة من لغات العالم.
أخيرًا، اكتشف البشر أن القيم الدينية لا يمكن أن تصنع حوارا مع العالم، لأنها لا تعني أحدًا سوى المؤمنين بها وحدهم، وإن شئنا الدقة من يؤمنون بتفسيرات رجال الدين لها وتصوراتهم عنها، أما القيم الإنسانية، وخصوصا تلك التي تمت صياغتها في مواثيق الإطار العالمي لحقوق الإنسان، فإنها تعبر عما هو مشترك بين البشر، وقد اعتمدت ما يصلح من قيم لدى الثقافات المختلفة واستبعدت ما لا يصلح.. ففي حين أن القيم الدينية تغاضت لقرون عن استعباد البشر واسترقاقهم وبيعهم في أسواق النخاسة، فإن القيم الإنسانية هي التي وضعت حدا لهذه الممارسة البغيضة..
لقد أقرت بأن الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.
وتنص الوثيقة على أن البشر أحرار ومتساوون في الكرامة والحقوق
يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء، ومنع التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، وأعطاهم الحقُّ في الحياة والحرِّية وفي الأمان على شخصه، وحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما، وإخضاعُ أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطَّة بالكرامة
حقِّ التمتُّع بحماية القانون دونما تمييز، كما يتساوون في حقِّ التمتُّع بالحماية من أيِّ تمييز ينتهك هذا الإعلانَ ومن أيِّ تحريض على مثل هذا التمييز. ولا يجوز اعتقالُ أيِّ إنسان أو حجزُه أو نفيُه تعسُّفًا، ولكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في تغيير دينه أو معتقده، وحرِّيته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبُّد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة. ولكل إنسان حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير حقُّ المشاركة في إدارة الشؤون العامة لبلده،
يمكن الاطلاع على الميثاق كاملًا على الموقع التالي:
https://www.un.org/ar/universal-declaration-human-rights/index.html
يقول إيمانويل كانط (1724- 1804): «إن الناس باعتبارهم فاعلين أخلاقيين وعقلانيين؛ فلا يجوز استعمالهم كمجرد وسائل لتحقيق غايات، لأنهم هم “غايات في أنفسهم”»، لذلك يضغط ميثاق الأمم المتحدة - ضمنيًا - على الرؤية الكانطية الواسعة للأخلاق، والتي يكون فيها البشر ذوي قيمة متأصّلة في أنفسهم، بمعنى أن الإنسان غاية في ذاته ولذاته.
هذا المفهوم الإنساني يفرض على المرء أن يحترم الآخرين بكل ما يحملونه من اختلافات فكرية أو عقائدية أو جنسية أو غير ذلك، أن ينظر إلى الجوانب التي تربطه بغيره لا التي تفرقه عنهم، أن يبتعد عن تصنيف الناس بحسب ديانتهم أو درجة تدينهم أو عرقهم أو لونهم أوثقافتهم أو انتمائهم. القيم الإنسانية تنقلنا من حالة المشاحنة النفسية والكراهية إلى حالة السلام الداخلي، إلى حالة من الحب والاحترام للجميع دون شرط أو قيد، وتجعلنا نقف صفًا واحدًا في وجه كل من يعادي تلك القيم الإنسانية.
لا ريب في أن القيم الدينية التي يعنيها الحاكم المصري تتمثل في المقام الأول في عدم المساس بنبيٌ الأسلمة، لأنه ”أسوة حسنة“ له ولأمثاله. إن المشكلة المزمنة مع هذا النبي (الكريم) أنه مارس السياسة بنفسه، وأنه فاق كل التصورات في اعتدائه على إنسانية البشر وتبديد حقوقهم المشروعة في الحياة بناء على تعليمات زعم أنها إلهية ثابتة بالضرورة، ويجب عدم المساس بها. ثم ألقى بكرة الدين والسياسة في ملعب رجال الدين والسياسيين من بعده، وهو لا يدري أن حياة البشر غير ثابتة، وتتغير بتغير الأزمنة وتتبدل بتبدل ثقافاتهم وظروفهم الاجتماعية، ممَّا يحملهم على العبث بها وتأويلها وإخضاعها لمفاهيم مختلفة ومتناقضة، طالما هم على قناعة تامة بأن إلههم (الله) عاجز تمامًا عن الرد عليهم وإصلاح ما في نواياهم من اعوجاج وخبث.
كما أن هذه القيم الدينية - السياسية المصطنعة وعلى طول تاريخها، كثيرا ما أفرزت وتفرز جماعات إرهابية وإجرامية بداية بالخوارج وحتى الدواعش وبوكوحرام مرورًا بالقرامطة والحشاشين وغيرهم، وتسبَّبت في نشوب حروب أهلية بين المتأسلمين أنفسهم بداية بمعركة الجمل بين على بن أبي طالب وعائشة أرملة النبي الشابة الطامحة إلى السلطة مع أقربائها، وليس انتهاءً بالحروب الأهلية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا!، وفي العقود الماضية بدأت بنقل إرهابها وإجرامها إلى خارج حدودها.
في عام 1990، اجتمعت مجموعة من الدول الإسلاموية في القاهرة، وتم تصديقها على إعلان بشأن حقوق الإنسان تبعًا لديانتها. وكانت هذه الدول قد انتقدت في وقت سابق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، بحجة أنه تم دون مراعاة للأطر الثقافية والدينية لحقوق الإنسان في السياقات غير الغربية. ومع أن المجتمعين صاغوا إعلاناً عززوا به وإلى حد كبير التأكيدات العالمية الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ذاته، إلاَّ أنهم - كعادتهم دائمًا - استخدموا لغة دينية إسلاموية في توصيل مبادئهم ومبرراتهم، مما يثير سؤالاً: هل هناك أو يجب أن يكون هناك إطار إسلاموي منفصل لحقوق الإنسان؟ وهل يختلف بالضرورة عن الإطار العلماني الحديث لحقوق الإنسان أو يتعارض معه؟ إذ يبدو جليًا أن الموقعين على إعلان القاهرة كانوا يشعرون بالحاجة إلى تأكيد صيغة إسلاموية أو على الأقل تأكيد التوافق الإسلاموي مع مواثيق حقوق الإنسان التي تعتبرها الأمم المتحدة مقبولة أخلاقيًا وقابلة للحماية. إنه بذلك يعبرون عن الإصرار الدائم على تقديم محاولات فاشلة ومصطنعة للتوفيق بين الطبيعي والشاذ في حياة البشر!
ومن ناحية أخرى، أليس من المفترض والطبيعي أن يقدم خاتم الأنبياء والمرسلين (؟)، آخر ديانة )سماوية) بصورة كاملة وشاملة وحاسمة لكيفية حماية الناس من أنفسهم وحمايتهم من بعضهم البعض، خاصة إذا كانت قد نبعت حقيقة من إله يريد لهم الخير والعدل والإحسان!، ولكن الواقع هو العكس تمامًا، فالديانة الإسلاموية تعكس بشكل أساسي عصرها البدائي ومجتمعها المتخلف وبيئتها الصحراوية التي نشأت وترعرعت فيها، مما يجعلها تتعارض مع جميع القيم الإنسانية الحديثة! فهي لا تتوافق وحسب مع حقوق الإنسان في الوقت الراهن، بل تتعارض معها من حيث دورها وتاريخها وسلطتها وما تفرضه من أخلاقيات على مجتمعاتها، الأمر الذي يخلق إشكاليات كبيرة وتناقضات كثيرة تحيط بفهم المتأسلمين لحقوق الإنسان، وهي إشكاليات وتناقضات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتلاعب بالديانة نفسها لتحقيق مآرب سياسية، من خلال حماية الحُكم الفاسد والتضليل الديني، باعتبارها محور للعديد من "الخطط" المتعلقة بموارد الدولة والتوسع العسكري والأمن والثقافة.
لو أن القيم الدينية الإسلاموية المزعومة قيم إنسانية بالفعل، فلماذا تتبنَّى التحريض على الكراهية والغزو والقتال والقتل والسلب والنهب والسبي والاغتصاب … إلخ؟، لماذا يتحتم على معتنقيها إن لم يجدوا في أنفسهم الإمكانية على قتال عدو مفترض قاتلوا بعضهم بعضا؟. المشكلة في القيم الدينية التي يحيى بها المتأسلمون، قائمة في الأساس على الحلال والحرام، بينما القيِّم الإنسانية التي يجب أن يحيا بها البشر تهتم فقط بالصحيح والخاطئ لحياتهم، وذلك من أجل رفعتهم وتقدمهم نحو الإنسانية الحقيقية. إن قيم الحلال والحرام تجعل المرء لا يميز بين الحضارة والهمجية والتقدم والتخلف وبين الحداثة والاصالة وبين العلم والجهل وبين التفاعل والانفعال وبين النظافة والقذارة وبين الحاضر والقادم وبين الماضي والمستقبل وبين الثقافة والسخافة وبين العدل والظلم وبين الحقيقة والخرافة وبين الحق والباطل والصحيح والخاطئ وبين المرء وبنيه والاخ وأخيه والابن ووالديه.
القيم الإنسانية هي مجموعة من الالتزامات الأخلاقية المستخلصة مما هو مقبول بحسب الفطرة الإنسانية السليمة، ومن ثم يلتزم بها الفرد، والمجتمع والدولة بكاملها، فهي تصب في صلب المهنة و الأخلاق والروحانيات على حد سواء، وهي التي تنبع أهميتها من تأثيرها على انتماء الفرد لمجتمعه ووطنه، وهي التي تعطي للسياسة مبادئها، لما لها من دور رئيسي في تنظيم حياة الناس بمختلف جوانبها. إنها هي الدستور الذي يضبط سلوكيات الأفراد سواء أكان ذلك في العمل أو الأسرة أو المجتمع ككل، كما تكمن أهميتها أيضًا في ترسيخ أطر الاحترام المتبادل بين الأفراد ونبذ النزاعات. إنها تزيد من احترام الشخص لذاته مما ينعكس على انتمائه للمجتمع، ومن تمكنه من العيش باستقرار نفسي والسير على الطريق الصحيح.



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغباء السياسي وانعدام الأخلاق
- عقبات في طريق ثقافة التنوير والحداثة في عالمنا الإسلاموي
- لماذا أصيب المصريون ب”متلازمة جينوفيز“؟
- الرسول (الكريم) أهم لدي المتأسلمين من الله!
- متلازمة الأبناء وحكم السفهاء 2/2
- متلازمة الأبناء وحكم السفهاء 1/2
- السادية الإسلاموية والإسلاموفوبيا
- ثقافة القطيع
- العربان ونظرية المؤامرة
- شعب بين المطرقة والسندان 5/5
- شعب بين المطمرقة والسندان 5/4
- شعب بين المطرقة والسندان 5/3
- شعب بين المطرقة والسندان 5/2
- شعب بين المطرقة والسندان 5/1
- الديكتاتور الحقير!
- ومازال العمل جاريًا تحت تعريشة بني ساعدة!
- إشتراكية عبد الناصر وما آلت إليه
- لماذا خرج المصريون من التصنيف العالمي للإنسانية؟
- توجيهات سيادة الرئيس
- إلحاد الأمس وإلحاد اليوم


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - عن القيم الدينية والقيم الإنسانية