أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - ومازال العمل جاريًا تحت تعريشة بني ساعدة!













المزيد.....

ومازال العمل جاريًا تحت تعريشة بني ساعدة!


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 15:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول المفكر المغربي الراحل الدكتور محمد عابد الجابري: ”عندما يتديَّن المرء لوحدِه فهو يمارس الدين، وعندما ينادي الآخرين ليتديَّنوا معه فهو يمارس السياسة..!“
نبي الاسلمة لم يتديَّن وحده، ولم يكتفي بنداء الآخرين ليتديَّنوا، بل أجبرهم على التديُّن ليسلموا من سيفه البتار، واستمر هذا الأمر بعد موته، ومازال مستمرًّا، فالفكر السياسي في بلاد المتأسلمين تمت صياغته تحت تعريشة (سقيفة) بني ساعدة في يثرِب (المدينة حاليًا)، وهي ظلَّة كانوا يجلسون تحتها، والتي وصفها البعض بالمؤامرة:
https://resalapost.com/2019/09/03/مُؤامرة-سقيفة-بَني-ساعدَة/
وأفضى اجتماع المتآمرين إلى إقرار منهج واحد هو : العسكرة والأسلمة، أو ”تأسْلم تسْلم“ وهو منهج يعتمد في مجمله على شخص أوحد تمت أسطرته بوصفه ”سيد الخلق أجمعين“، وديانة واحدة تمت فبركتها على أنها ”الدين الحق أو دين الله“. وجمع المخيال السياسي الإسلاموي هذين الشقين المتناقضين (العسكرة والأسلمة) في شخص النبي، وعقب موته مباشرة إلتقيا في شخص الحاكم بأمره، وبدعم لا محدود من رجل الدين. وهكذا بعدما كانت هناك تعريشة واحدة بعد موت النبي المزعوم، تعددت العرائش وظل الفكر واحدًا، ممَّا حمل الدكتور محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر على التحذير من تكرار تعريشة بني ساعدة في بلاد العربان، رغم حدوثها مرارًا وتكرارًا:
https://al-sharq.com/opinion/23/09/2011/احذروا-تكرار-سقيفة-بني-ساعدة
الفانتازيا الإسلاموية تحكي لنا روايات مشابهة لروايات ألف ليلة وليلة على لسان زوجة النبي الأثيرة (عائشة) وغيرها من صحابته قالوا: ”إن النبي صلعم لما قبض دهش الناس وطاشت عقولهم وأقحموا، واختلطوا، فمنهم من خبل ومنهم من أصمت ومنهم من أقعد إلى أرض فكان عمر ممن خبل وجعل يصيح ويحلف ما مات رسول الله، وكان ممن أخرس عثمان بن عفان حتى جعل يذهب به ويجاء ولا يستطيع كلاما، وكان ممن أقعد علي، فلم يستطع حراكا، وأما عبد الله بن أنيس، فأضني حتى مات كمدا، وبلغ الخبر أبا بكر وهو بالسنح فجاء وعيناه نهملان وزفراته تتردد في صدره وغصصه ترتفع كقطع الجرة وهو في ذلك رضوان الله عليه جلد العقل والمقالة حتى دخل على رسول الله، فأكب عليه وكشف وجهه ومسحه وقبل جبينه وجعل يبكي، ويقول بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا“
https://www.marefa.org/سقيفة_بني_ساعدة
العقل التاريخي السليم يجب ألّا يهتم بمثل هذا الكلام العاطفي عن صحابة النبي، وما فعلوه تحت إمرته وإغراءات سطوته، ولكن بما فعلوه عقب ضعفه ومرضه الأخير وبعد موته مباشرة. لقد أدَّت بهم الدهشة وحملهم طيش العقل والإقدام والاختلاط والخبل والصمت والإقعاد … إلخ إلى تركه وحده يعاني من سكرات الموت حتى زهقت روحه ولم يدفن إلَّا بعد انتهائهم من مؤامرة التعريشة خلال ثلاثة أيام وقد انتفخ جسده وفاحت منه رائحة العفن:
http://www.islamprophet.ws/ref/366
ألا يعكس هذا بوضوح طبيعة علاقتهم به وإيمانهم بمبادئه؟
ألا يدرك المرء مدى تبعات هذا التصرف مع نبيهم الكريم في آخر أيامه، مع أن تلك التبعات مازالت تعمل مفعولها بحدة وشدة بين العربات والمتأسلمين إلى يومنا هذا، وسوف تستمر إلى ماشاء العقل وتوقف النقل؟.
ما حدث بالفعل تناولته الباحثة التونسية الدكتورة هالة وردي بالتفصيل في كتابين (باللغة الفرنسية)، الكتاب الأول ”ٱخر أيام محمد” والذي إتضح منه قتل الصحابة لنبيهم الكريم، والكتاب الثاني “الخلفاء الملعونون”، الذي أكَّدت فيه على أن المخيال الإسلاموي لدي المؤرخين الذين دونوا تلك الفترة قدّموا لنا حكم الخلفاء الأربعة الأوائل على أنه حكم ”الخلافة الرّاشدة“، وجعلها حقبة تاريخيّة مثاليّة، بينما نصوص التّراث التي يتعمد رجال الدين تجاهلها، في محاولة يائسة وبائسة لطمس الحقيقة وتجاوز الأمر وتناسيه، تكشف عن واقع مغاير تماما لهذا التّصور الطوباوي الذي ترويه هذه النّصوص، من حيث تفاصيل الانشقاقات والقطيعة المبكّرة التي ظهرت في صفوف صحابته بعد سويعات قليلة من وفاته، وحتى قبل أن يوارى التّراب. الدكتورة وردي أكَّدت بالأدلة التراثية على ان الصحابة المقرّبين للرسول وحال وفاته، دخلوا فورًا في صراع سياسي مفتوح حول الخلافة، وتصرفوا بطريقة انتهازية - ميكافيلية، عبر الخيانات والمؤامرات والاتّفاقات السرّيّة والتهديدات والعنف واستعمال كل الوسائل المتاحة آنذاك في صراعهم الشّرس نحو الحكم. لقد وقعوا سريعًا في فخ الاستغلال الديني وتوظيف أقوال مفبركة نسبت للنبي بهدف خدمة طّموحاتهم السّياسية.
وأشارت وردي إلى تعامل الصحابة مع نبيهم خلال فترة مرضه الأخير وعند وفاته، فقد ”منعوه من كتابة وصيته“، ”بل وتركوا جثمانه يوماً أو اثنين من دون دفن، حتى ظهرت منها رائحة العفن لأنهم انشغلوا بالنقاش السياسي“. ثم ركّزت باستفاضة على دليل ذلك من معارضة في تعريشة بني ساعدة التي عرفت شتماً وضرباً وفوضى عارمة، ومواجهة مفتوحة مع عائلة النبي، وابنته فاطمة التي لعنت أبا بكر، قائلة له: ”لأدعوَنَّ عليك في كل صلاة أصليها“، بعد حرمانها من ميراثها وخلافته لأبيها، بناء على حديث نسب لوالدها يقول : ”نحن الأنبياء لا نورث كل ما تركناه صدقة“.
وانتقدت الباحثة ما قالت إنه ”تجميل مفرط ومبالغ فيه يصل إلى حد التزييف لفترة حكم الصحابة“، مستشهدةً بتأسيس الخلافة الأولى التي ارتبطت بحروب الردّة. وقالت عنها ”كانت حروباً ظاهرها ديني هو تطبيق الحد على من ترك الإسلام بعد وفاة النبي، بينما لم ترتد في الواقع الكثير من القبائل، بل رفضت دفع الزكاة للخليفة لاعتراضها على شرعيته بدافع العصبية القبلية“. وأردفت: ”كانت الردة غطاءً دينياً لحروب سياسية بامتياز، فرضَ بها الخليفة نفسه سلطاناً على الجزيرة العربية“، وأضافت: ”هنالك اليوم التوظيف نفسه للدين باللجوء إلى الإرهاب وقول: الإسلام في خطر“. واعتبرت وردي أن ”أسطَرَة الخلافة الراشدة مبنية على أسطَرَة للتاريخ“، وأن ذلك ما جعلها ”نوعاً من المؤسسات المقدسة ذات الطابع المطلق التي لا يمكن لأحد التشكيك في شرعيتها“، واستشهدت بقتل ثلاثة خلفاء من أصل أربعة ”قتلة شنيعة”.
لا جدال في أن ما حدث تحت تعريشة بني ساعدة عقب موت النبي مباشرة والذي جرى في معزل عن بني هاشم أهل بيت النبي، رغم ما كانوا يمثلونه من ثقل سياسي وديني كبيرًا في ذلك الوقت، وفي غياب تام لعموم المتأسلمين، قد تم تلفيقه من قبل أشخاص مغرضين ولديهم نوايا إجرامية، فكيف لهم أن يعرفوا ما حدث قبل ما يقرب من 200 عام مع شخص عاش في بقعة تبعد عنهم 1400كم بحسب الموقع التالي: https://ar.distance.to/مكة/بغداد
من الواضح أن هدفهم الأساسي كان وضع أسس راسخة لفقه الحكم أو الخلافة كما يزعمون، على أن يأتي الحاكم بطريقين لا ثالث لهما، إمَّا بالبيعة من النخبة السياسية والدينية التي تحيط به، وقتل من لم يبايعه منهم، أو بالغلبة على الآخرين، ومن ثم يجب ”طاعة الحاكم المتغلب“ طاعة عمياء والولاء والبراء له، حتى وإن تغلب على غيره بالخداع أو بالقتل تحت المبدأ القرآني {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وألي الأمر منكم}. بطبيعة الحال هناك أقلام كثيرة تختط هذا الخط وتشكك في حدوثها أنظر مقال الأستاذ عمر سلام، بعنوان: قصة سقيفة بني ساعدة هل هي حقيقية ؟؟؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=556333&r=0
وهكذا نجد كل شيء وقد تغيَّر تحت التعريشة المزعومة، الصحابة تحوَّلوا إلى عصابة والعصبية القبلية تحوَّلت إلى عصبية سياسية، وتاريخ المنطقة برمتها تحوَّل إلى تاريخ أشخاص وليس تاريخ أحداث، وأصبح من النادر أن يجد المرء تقييما موضوعيًّا ومتفقًا عليه تاريخيّا حول الحياة السياسية لحاكم إسلاموي واحد، البعض يقدسونه والبعض الآخر يدنسونه، وما بين التقديس والتدنيس لشخص واحد تضيع الحقيقة ويتوارى العقل وتطغى العاطفة. فهل نبي الأسلمة الذي مازال يحكم ويتحكم في عواطف الملايين من البشر كان نبيًّا حقيقيًّا على افتراض أنَّ هناك أنبياء حقيقيين أم كان نبيًّا كاذبًا، وهل كان قتَّالا مجرمًا أم كان مسالمًا وعلى خلق عظيم؟ وهل كان خلفاؤه الراشدون راشدين بالفعل، أم كان لهم في نبيهم أسوة حسنة في التقتيل والإرهاب والإجرام، فذاقوا هم أنفسهم من نفس الكأس، وهل عصابة الأمويين (الكنعانيين) والعباسيين (الفرس) والعثمانيين (الأتراك) من بعدهم، ثم العصابات من بعدهم كانوا ومازالوا يحكمون ويتحكمون في عباد الله بما أراد الله كما يزعمون دائمًا، أم بما يريدونه هم لأنفسهم؟
لقد عملت أحداث تعريشة بني ساعدة على سجن العربان والمتأسلمين داخل آلة عنف قاتلة ومدمِّرة، مدعومة بكم هائل من الأكاذيب القائمة بكاملها على أكاذيب النبي الكريم وأكاذيب خلفائه الراشدين، وظلت الآلة وأكاذيبها منظومة سائدة حتى حدود اليوم، فقد وضع الحكام الفاشيين المسيطرين على المنطقة لأنفسهم تاريخًا دينيًا ينسجم مع أهوائهم ويلبي رغباتهم، إذ لفقوا له شخصية نبوية تلتزم بالنهج العسكري - الديني ليكون أسوة حسنة لهم، لما في ذلك من خدمة لمصالحهم الذاتية وتثبيتًا لإرادتهم وسطوتهم وتأكيدًا لجبروتهم وإرهابهم.
وإذا كان التاريخ الحديث للمنطقة برمتها يتم تزويره أمام أعيننا، فما بالنا بتاريخ لم تراه أعيننا ولم تراه عين واحدة قبل ما يقرب من 1500 عام؟، فحكامنا جميعًا ودون استثناء يرون في نبيهم الكريم أسوة حسنة، وفي خلفائه الراشدين نبراسا يقتدون به. ويزعمون جميعهم أنهم يحكمون ويتحكمون بتفويض إلهي، قوامه الهراء الديني والكذب التاريخي المستمر منذ تعريشة بني ساعدة، فهل كان البكباشي عبد الناصر زعيمًا خالدًا أم قاتلا لشعبه ومدمرًا لبلده، ومتسببًا في أسوأ هزيمة عرفتها مصر في تاريخها (يونيو 1967)، وهل صدام حسين كان بطلًا قوميًا عظيمًا أم أنه قام بتعذيب وقتل آلاف العراقيين الأبرياء في حرب عبثية دامت 8 سنوات مع إيران، وتسبب بسذاجته وغروره في تدمير العراق باحتلاله للكويت دون تفكير في العواقب. (!). وهل العقيد معمر القذافي كان بالمثل زعيماً عظيمًا أم أنه كان ديكتاتورا مجرما وأحمقًا، بدد أموال الشعب الليبي في الإنفاق على الإرهابيين، وقتل آلاف المعارضين الذين كان يسميهم "الكلاب الضالة". وهل ابن سلمان في مهلكة آل سعود بسذاجته وتهوره وحماقاته خادم للحرمين ”الشريفين“ أم خادم الشيطان والقتل والدمار؟
من الثابت أنَّ نبي الأسلمة كان كذَّابا، وكان المحيطون به يصدقونه بسبب ما يجنونه من غنائم نتيجة لما يقوم به من إجرام، وطمعًا في السلطة والاستمرار في جني الغنائم والسبايا من بعده، وَكَانَ المتأسلمون الآخرون مجبرين على تصديقه طالما السيف مسلطًا على أعناقهم.
الفيلسوف الألماني العظيم إيمانويل كانط أكد مرارًا وتكرارًا في مؤلفاته : “دروس الأخلاق” و“أسس ميتافيزيقا الأخلاق” و“نظرية الفضيلة” على أنَّ الكذب خطأ أخلاقي جسيم، وأنه انتهاك خطير لواجب الإنسان ضد نفسه وصدقه معها..
نحن لا نعرف ما إذا كانت الحيوانات تكذب أم لا، ولكننا على يقين أن البعض منها يخادع البعض الآخر، هربًا من السقوط ضحية للافتراس، أما الإنسان فهو كذَّاب ومخادع بالفطرة منذ وُجد على سطح الأرض. وجاءت جميع الأديان لتنهيه عن الكذب، وفي الإسلاموية ذكرت كلمة ”كذب“ ومشتقاتها في القرآن 267 مـرة في 70 سورة، أنظر المرجع التالي:
https://quranindex.info/search/الكذب
وفي الأحاديث النبوية نجد الكثيرة منها تنهي عن الكذب وتعدد مضاره، ممَّا يشير إلى أن العربان أكذب شعوب الأرض، حتى أنهم أدركوا حقيقة أن نبيهم يكذب ويفتري على الله كذبًا، ومازال موصومًا بنفس التهمة حتى اليوم. وها هم الآن من أكثر شعوب العالم حديثًا عن الكذب، وأكثرهم أيضًا ممارسة له في جميع شؤونهم الحياتية
وفي كتاب "رياض الصالحين" (ص 586) يؤكد الإمام النووي على استعمال الكذب لتحقيق المقاصد، يقول: ”أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يكن تحصيله إلا بالكذب، جاز الكذب، ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحًا، كان الكذب مباحًا، وإن كان واجبًا، كان الكذب واجبًا. فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وسئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه، وكذا لو كان عنده وديعة، وأراد ظالم أخذها، وجب الكذب بإخفائها، والأحوط في هذا كله أن يوري، ومعنى التورية: أن يقصد بعبارته مقصودًا صحيحًا ليس هو كاذبًا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب، فليس بحرام في هذا الحال“.
واستدل العلماء بجواز الكذب بحديث أم كلثوم بنت عقبة، قالت: ”رخَّص النبي صلعم من الكذب في ثلاث: في الحرب، وفي الإصلاح بين الناس، وحديث الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها“، وهي تجمع كما هو واضح جميع حالات الإنسان:
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/90168/#ixzz6BkMqJTf5
صحيح أن كلمة ”السياسة“ لم ترد قط في القرآن، مما جعل البعض يتخذ من هذا دليلًا على أن الديانة لا تعني بالسياسة ولا تلتفت إليها، ولكن الحقيقة أن الإسلاموية هي السياسة في جوهرها، فنبيها كان يسوس العربان ويقودهم كالقطيع في تدبير أمورهم الحياتية باستدعاء الوحي الإلهي المزعوم وتسليط السيف المسلول على رقابهم. إنقطع الوحي بموته وبقي هو ماثلا بأحاديثه وأفعاله، وظل سيفه مسلطًا على رقاب العباد، يحكمان ويتحكمان في مصير الأمم دون اعتبار لما تسببت من دمار وهلاك!
تعمل العديد من الدراسات على تتبع جذور الاستبداد المتأصلة في الشرق الأوسط على مدى التاريخ الإسلامي. فالفيلسوف الفرنسي مونتسكيو (1689 - 1755) صاحب كتاب روح الشرائع ونظرية فصل السلطات، ذهب في كتاب ”الرسائل الفارسية“ إلى إن الأصل في الاستبداد هو المعتقدات الإسلاموية التي جعلت المنطقة أكثر عرضة للحكم الاستبدادي. وأنه يتحتم أن يكون للمسلمين حكومة استبدادية لأن الإسلاموية لا تتكلم إلا بالسيف وتتصرف تجاه الناس بروح تدميرية من الأساس. وأرجع السبب في تخلف الشعوب الإسلاموية إلى البيئة التي يقطنونها، فهي بيئة جافة وصحراوية أو شبه صحراوية ولا تساعدهم بالتالي على التفتح العقلي أو التسامح الديني أو الاستنارة الفكرية، فهي بيئة مناسبة تماما لانتشار الأفكار الأصولية المتعصبة والاستبداد السياسي.
كما رأى الأمريكي روبرت سبينسر المتخصص في الشؤون الإسلاموية انه لايوجد فرق بين الإسلاموية الدينية والإسلاموية السياسية وانه من غير المنطقي الفصل بينهما فالإسلاموية بنظره تحمل في مبادئها اهدافا سياسية، وقال سبينسر ما نصه "ان الإسلام ليس مجرد دين للمسلمين وانما هو طريقة وأسلوب للحياة وفيه تعليمات وأوامر من ابسط الفعاليات كالاكل والشرب إلى الأمور الأكثر تعقيدا.
https://www.jihadwatch.org
الإسلاموية تمت فبركتها بواسطة قتلة ومجرمين لتخدمهم وتخدم أمثالهم من الحكام الذين يجدون في نبيهم أسوة حسنة، وفي عسكرته وأسلمته وسيلة ناجعة للسيطرة على القطيع، وتوجيهه إلى حيث يريدون. بالطبع يقف رجال الدين إلى جانبهم، داعمين إياهم بتأويلات متعددة لأيات قرآنية أو باختلاق أحاديث نبوية، تحت مظلة من الكيانات والمؤسسات التعليمية والاجتماعية والخدمية والسياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ومع أن ما حدث في مؤتمر تعريشة بني ساعدة تمخضت عنه انقسامات سياسية وفقهية عديدة، وسالت بسببه دماءً غزيرة بين العربان المتأسلمين، إلَّا أن البعض يزعمون بأن التوجهات الإسلاموية السياسية لم تبدأ إلَّا بعد قيام مصطفى كمال أتاتورك بتأسيس جمهورية تركيا على النمط اﻷوروبي والغائه لمفهوم الخلافة الاسلامية في تاريخ 3 مارس 1924 وإبعاد الشريعة الإسلاموية عن المؤسسة التشريعية وقيامه بحملة تصفية ضد رموز الدين والمحافظين. هذا ليس صحيحًا وإن كان قد أوقظ النيام من ثباتهم، وتسبب في قيامهم بإعادة تشكيل التنظيمات الإرهابية المجرمة من جديد (الإخوان المتأسلمين مثلا)، بعد معاناة المنطقة لسنوات طويلة من إجرام الخوارج والقرامطة والحشاشين وغيرهم الكثير. ثم جاء نفط العربان الأسود وأحداث 11 سبتمبر 2001 الدموية، لتظهر جماعات إسلاموية سرطانية إجرامية لا حصر لها من داخل المستويات الاجتماعية المتدنية إقتصاديًا والمغيبة ثقافيًا أو المقهورة سياسيًا، في معظم دول المنطقة العروبية والمتأسلمة، ومازالت تعمل حتى الآن، وقد إتخذت لنفسها من أصول الدين منهاجًا ومن النبي أسوة حسنة.
وطالما استمر الحكام يتصارعون ويعملون تحت تعريشة بني ساعدة، بعيدًا عن المواطنين، ويغتصبون السلطة ويقهرون العباد ويلوثون العقول بالكذب والخداع وإسم الله ورسوله، سوف تستمر آلة التدمير مستمرة على قدم وساق.
ومع كل هذا، فإن احلك ساعات الليل هي التي تسبق الفجر.



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشتراكية عبد الناصر وما آلت إليه
- لماذا خرج المصريون من التصنيف العالمي للإنسانية؟
- توجيهات سيادة الرئيس
- إلحاد الأمس وإلحاد اليوم
- نتيجة التخبُّط بين ثقافتين
- الإنسان بين الوهم والواقع
- ما سر عداء العروبان والمتأسلمين لعلم المنطق؟
- هل السفاهة من خصال العربان؟
- رد على تعليق الأستاذ منير كريم
- إعتذار المشايخ عن فتاويهم المدمِّرة!
- القول المعقول في أخلاق الرسول
- خلاصة البيان في تأويل القرآن
- تجديد التراث الذي يريده المشايخ
- ما سبب إضطراب الشخصية المصرية؟!
- الشجرة المحتارة بين الغباء والحضارة!
- لماذا أصبحت مصر مرتعًا للاغتصاب الجنسي؟
- ومازالت الصعلكة مستمرة! 2/2
- ومازالت الصعلكة مستمرة! 1/2
- الإسلاموية في حالة غضب!
- العلمانية حتمية تاريخية وضرورة اجتماعية


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - ومازال العمل جاريًا تحت تعريشة بني ساعدة!