أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - الغباء السياسي وانعدام الأخلاق















المزيد.....

الغباء السياسي وانعدام الأخلاق


ياسين المصري

الحوار المتمدن-العدد: 6806 - 2021 / 2 / 5 - 02:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن سألك أحد عن سبب انعدام الأخلاق في مجتمع ما، فقل له إن القمع يقتل إنسانية الإنسان.

في عام 1921 أنشد الشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم (1870 - 1932) قصيدته بعنوان: ”مصر تتحدث عن نفسها“ في حفل تكريم رئيس الوزراء آنذاك ”عدلي يكن“ بعد عودته من أوروبا قاطعاً مفاوضات الاستقلال مع انجلترا، وتبدأ القصيدة بالقول:
”وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحدي
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائد عقدي
إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أولياتي وجدي“
وكانت للتعبير عن شدة إعجاب وانبهار العالم بمصر وما شيدته من أمجاد في الماضي.
وحينما أنشدها ”شاعر النيل“ لم يكن يتوقع أن تأتي من بعده أم كلثوم في عام 1969 لتتغنى بها بعدما مُنِيَ عبد الناصر وعصابته العسكرية الحاكمة في عام 1967، بأكبر وأفدح هزيمة شهدتها مصر. ولم يكتب له طول العمر ليرى أنها تنشدها لشعب مختلف تمامًا عن شعبه، وفي زمن مختلف تمامًا عن زمانه، وأنها تغنيها لثلة من الجهلة المغرورين، الذين ليس بوسعهم أن يسعوا لبناء أبسط قواعد المجد في البلاد، وبل وعاجزون كلية عن المحافظة على مجد من سبقوهم، فسعوا لبناء قواعد الانحطاط والذل، وأنهم لذلك يستغلون أم كلثوم كما يستغلون غيرها ليساهموا بحماس شديد في تشييد أسس ”النفخة الكذَّابة“ والغرور والحماقة في نفوس المواطنين.
مع استيلاء أولئك العجزة المغرورين على مقاليد السلطة في عام 52، عرف المصريون لأول مرة في تاريخهم العريق الهروب والهجرة إلى الخارج، فقد تحولت مصر من دولة مشوقة وجاذبة للغرباء إلى دولة طاردة ومطفِّشة حتى لأبنائها، إذ بدأت جميع نواحي الحياة المادية والمعنوية في الانحدار والتحوُّل تدريجيًّا من السيِّء إلى الأسوأ، فانقلب انبهار العالم إلى استنكار مأساوي ودهشة حزينة، وتحتم على القاصي والداني أن يتساءل عما جرى لمصر والمصريين، ولماذا تدهور كل شيء في بلدهم، وانهارت أخلاقهم، واتسم سلوكهم بالانفلات الأخلاقي والعنف والبلطجة والتحرش والقسوة والاغتصاب والشتائم التي يندى لها الجبين؟
في مطلع عام 1962 ترك كاتب هذه السطور مصر وكتب يقول لبني جلدته: ”تلومون من ترك وطنه، وتنسون أنه لو كان وطنًا ما تركه“.
وكان آنذاك الحاكم العسكري (البكباشي) عبد الناصر في قمة مجده، يملأه الخيلاء والتطاول والغطرسة.
كان هو الشاب الوحيد الذي يترك قريته الصغيرة التي لا يزيد تعداد سكانها جميعًا عن 300 نسمة، ومع أنها لم تكن في ذلك الوقت قرية نموذجية بالمفهوم العصري، إلَّا أنها كانت نظيفة وهادئة وكان سكانها يعرفون بعضهم بعضا، ويجتمعون على التضامن والمودة والرحمة فيما بينهم، ويتسمون بالتسامح والشجاعة وحسن الخلق، وكانت جرائمهم الاجتماعية نادرة ونمطية كأي مجتمع قري أخر. وعندما زارها آخر مرة في عام 2018، كانت قد أصبحت غابة تعاني من الإهمال والقذارة والتوحش، وقد تمددت رأسيًا وأفقيًا كالسرطان، وازداد عدد سكانها بالآلاف، وهرب منها المئات من الشباب، وضربها القبح والغباء والانحلال الخلقي وشتى أنواع الجرائم التي لا تخطر على ذهن بشر)!
هنا لا بد من الإشارة إلى الحقيقة العلمية والمشاهدة الفعلية من أن جميع الكائنات الحية (الإنسان والحيوان والنبات) دون استثناء لا تخضع للعوامل الوراثية وحدها، ولكنها تخضع أيضًا وبشكل قوي لظروف نشأتها وبيئة تواجدها، فإذا تهيأت لها الظروف النموذجية، نمت وازدهرت وترعرعت وأنتجت والعكس صحيح، لذلك ما حدث في مصر وما يحدث الآن من انهيار مادي ومعنوي، وتدنّي القيَم والأخلاق وانحطاط السلوكيات وغير ذلك من الأوبئة السلوكية، ما هو إلَّا إفراز حتمي لـ”أغبى سياسة“ مورست فيها على مدى 68 عام! سياسة توجت بسلسلة من الهزائم المنكرة والفشل المتوالي في كافة مجالات الحياة.
هناك من يقطع هذا النسق التاريخي، فيذهب مثلا إلى أن تدني التعليم أو البعد عن الدين هو السبب وراء هذا الانهيار والانحطاط.
وهناك من يقول بأن سقوط النظام الأبوي أدى إلى سقوط السياج الأخلاقي الذي يحمي الفرد والمجتمع.
وهناك بالطبع من يحاول تهوين الأمر ويحيله بكامله إلى الظروف الطاحنة التى يمر بها المصريون فى كل مجالات حياتهم.
وهناك أيضًا الرأي الشعبي الذي يختصر الأمر برمته في ”مولد وصاحبه غائب“ … إلخ.
والجميع يعيشون على عتبات أبواب اليأس والانتحار!، الأخوة يتشاجرون مع بعضهم البعض، والأخ يقتل أخاه، والإبن يقتل أمه أو أباه من أجل لا شيء، أصبح المجتمع أقل انضباطا وأكثر عنفًا وبلادة ولا مبالاة، فسمعنا عن سيدات تحتفلن بتورتة بأشكال بمجسمات جنسية خادشة للحياء، وعن تورط قاض فى حادث اغتصاب جماعى، أو رجل دين يغتصب طفلة أو يضبط متلبسا بحادث زنا، وعن أب يقوم بتعرية ابنته الرضيعة ويحاول قتلها انتقاما من والدتها… وسمعنا ومازلنا نسمع كل يوم ما هو أفدح من ذلك، لم يعد ما يسمَّى بالقانون يردع أو العادات والتقاليد تنفع.
التحول من السيِّء إلى الأسوأ لم يحدث بين ليلة وضحاها، وأنما بدأ مع بداية حكم الجهلة المغرورين، حيث كان التعليم والإعلام والنخب جميعها قبل اغتصابهم البلاد تقدم رسائل نموذجية مباشرة أو غير مباشرة فى تتضمن قدرًا من الالتزام بالقيم والاخلاق والحث على الصدق والامانة، دون الحاجة الى تبرير من المشايخ أو رجال الدين.
النهج الأخلاقي العام في المجتمعات البشرية لا تفرضة القوانين ولكنها تعمل على بقائه وحمايته، ولا تؤسس له الشعارات والأغاني السياسية أو الدينية، بل يحتاج قبل ذلك إلى قدرٍ كبيرٍ من الانضباط الأخلاقي خاصة من النخب المختلفة في المجتمع، فحتى لو أن العسكر يفهمون كما يفهم البشر جميعًا ما هي الأخلاق، إلا أنهم يفتقدون للإمكانيات العقلية والتعليمية والمهنية على بنائها وتطبيقها والحفاظ عليها، وبالطبع لا يعرفون قول الشاعر العراقي ابن التَّعَاوِيذِي (1125 - 1187 م):
”إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِــعــاً
فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ“
عادة العسكر أناس يفتقدون إلى أي ثقافة أو نظرة سياسية، وليس لديهم اهتمامات سوى ما تفرضه عليهم إمكانياتهم النفسية، فطبيعة تكوينهم المهني، وافتقادهم إلى المرونة وحسن الحوار والصراع السلمي، وتربيتهم العسكرية تجعلهم مؤهلين فقط للحروب والقتل والقتال، وتتطلب منهم قدرا فائقًا من السفالة وقلة الأدب خاصة في جيوش الدول المتخلفة، لذلك لا يحسنون العمل السياسي ولا البناء الحضاري ولا إدارة الدولة.. ولا سبيل لهم في الحكم سوى اللجوء إلى المؤامرات والدسائس والتفريق بين المواطنين والهدم لا البناء. وعلى المستوى الأخلاقي والاجتماعي يمزقون النسيج الاجتماعي، ويقضون على العلاقات الاجتماعية، بنشر الخوف والشكّ في كل شيء مما يعمل على تفشِّي الأنانية والمادية والنفعية … وخير وسائلهم في التعامل مع المواطنين هو القمع الذي يقتل إنسانية الإنسان من داخله، فتعم الفوضى والمحسوبية والفساد والانحطاط .
اللواء محمد نجيب وهو الأعلم بحقيقتهم قال في كتابه ”كنت رئيسا لمصر“:« عندما عدت إلى الحياة العامة بعد فترة سجني رأيت أنَّات ضحايا الثورة الذين خرجوا من السجون والمعتقلات ضحايا القهر والتلفيق والتعذيب. من لم يجربوا المعتقلات ويسوقوا التعذيب كانوا يشعرون بالخوف ويتحسبون الخطو والكلمات.
عرفت وقتها أي مستنقع ألقينا فيه الشعب المصري … فقد حريته وكرامته وأرضه وتضاعفت متاعبه ، المجاري فحت، والمياه شحت، الأزمات اشتعلت، الأخلاق انعدمت، والإنسان ضاع»
وكما هو الحال دائمًا مع الحكام الجهلة والعجزة في المنطقة، يجد الحاكم في استغلال الفاشية الإسلاموية البغيضة وسيلة ناجعة لفرض سيطرته على المجتمع، من خلال تحالف سلطوي مشؤوم ومزمن بينه وبين رجال الدين، الذين لا عمل لهم سوى الأكل على جميع الموائد وتبرير الشيء ونقيضة واللعب بمشاعر السذج، والتفاني من أجل بسط سيطرتهم ونفوذهم على المجتمع، دون خجل أو وجل! الأهم بالنسبة لهم جميعًا هو استمرار تدفق الأموال والعطايا إلى جيوبهم، والانشغال برونق السّلطة والمكر والكذب. جميعهم يحملون نزقاً طفولياً جامحاً نحو السيطرة والتحكُّم، ليجد المواطن العادي نفسه مجبرًا على الانشغال عن أفعالهم وعن شؤون أسرته بمداهنتهم وتملقهم ومجاراتهم في الاحتيال والخديعة والسير على منوالهم في الغش والمكر والكذب، تبعًا لمقولة تعكس الواقع، وقد اكتسبت سمة الحديث النبوي لكثرة ترددها، هي: ”الناس على دين ملوكهم، أينما ولوا كانوا على شاكلتهم“. ومن هنا ظهرت اجيال مهترئة لاعلاقة لها بالاخلاق، ليس بسبب الفقر أو البطالة أو المستوى التعليمي، بل أنَّ الغني أو المتعلم كثيرًا ما يكون أكثر انحطاطًا وأشد فسادًا لتوظيف إمكانياته المادية والمعرفية في الوصول إلى المتسلطين والانخراط معهم بقوة في منظومة الفساد والمكر والكذب والخداع كي يزيد من ثروته أو يحافظ عليها.
في أجواء التحالف الفاشي العسكري والديني يتحول دور الإعلام الموجه والثقافة المسيسة إلى الكذب والخداع وتحويل أنظار المواطنين عن مشاكلهم اليومية الحقيقية إلى مشاكل جانبية مختلقة، باستعمال لغة مبتذلة ونهج شديد التدني والسوقية، والمنافسة في عرض المادة الإعلامية التي تبرز العنف والسلوكيات الخاطئة بدلا من البحث عن علاجها أو الحد منها، مما تسبب في انحدار المستوى الفكري وزيادة اعمال العنف. وهكذا نرى اليوم إعلاميين ودعاة دين مزعومين مهمتهم بث روح ”الردح” والعنف والتحريض على العنف في نفوس المواطنين بدعم من المسؤولين أو بوازع منهم، ممَّا يجعل المواطن العادي لا يمكنه التمييز بين الواقع المعاش وبين ما يقدمه الإعلام والثقافة العامة له!.
إن الظواهر الشاذة في المجتمع ما هى إلا نتاج حتمي لتراكمات الغباء السياسي المتمثل في الإهمال التعليمي والثقافى ورعاية المواطن وتوجيهه نحو الإنسانية، مما تسبب بالضرورة في انهيار مستمر وفشل مزمن في انهيار الأخلاق والاستعمال الخاطئ للدين وتفسخ العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع. كما أن إحلال مفاهيم الحلال والحرام محل مفاهيم الصح والخطأ في الثقافة العامة أفضى إلى تدمير المجتمع وإبعاده عن التربية القويمة، وانهيار منظومة القيم، وانتشار الانانية واستحلال دم الاخرين!
نعود مرة أخرى إلى البداية، حيث رفع عبد الناصر شعار الاشتراكية ثم حولها السادات في إلى الرأسمالية، ولم تعرف البلاد لا الاشتراكية ولا الرأسمالية، بل المحسوبية الفاسدة التي تمتص دماء الشعب وتجرد البلاد من جميع مقوماتها المادية والمعنوية!، حيث نشأت طبقة جديدة من الأثرياء الجدد الذين لا تتوفر لديهم أدنى ثقافة أو نزاهة، فأخذوا على عاتقهم مصادرة موارد الدولة وقيمها ومقوماتها لصالحهم وحدهم، وعزل أنفسهم تدريجيًّا في أبراجهم الفسيحة وحياتهم المريحة بعيدًا عن عامة الشعب من المطحونين الذين يغوصون يوميًا في مستنقع الفقر والجهل والمرض. إنقسم المجتمع بشدة إلى طبقة صغيرة من الأثرياء الذين يتربعون على قمة السلطة والنفوذ، وأغلبية مستغَّلة ومطحونة من العوام الذين يقتاتون من الفتات.
إن تنمية الجانب الأخلاقي لدي الفرد في أي مجتمع بشري يتطلب في المقام الأول تنمية وضعه المادي، وإحساسه بمنظومة من العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية من حوله، والعمل على معالجة سوء أحواله المعيشية وإخراجه من مستنقع الفقر والجهل والمرض والبطالة والإحباط وانسداد الأفق. كما لا بد أولًا من إزالة أزمة الثقة القائمة بعنف بينه وبين الدولة والتي تبدو في مظاهر الإحباط اليومي لدى أبناء المجتمع الذي يجعلهم منفلتين من المعايير والقيم الاجتماعية؛ فيغلب عليهم اعتناق فلسفة التحايل والفهلوة والشطارة والنفاق والخداع بهدف البقاء على سطح الأرض.
ومن المحتم والثابت علميًّا في هذا الجو الاجتماعي المختل أن يتجه الناس كما هو الحال لدي الحيوان والنبات إلى الجنس والزيادة في الإنجاب كنوع من التعويض، خاصة في مجتمعات تقول لهم ثقافتهم الدينية البغيضة إن ”المال والبنون زينة الحياة الدنيا“، فتنشأ أجيال مهترئة من البداية وضعيفة ماديًا ومعنويا!
وكلما طال الزمن بالعسكر في سدة الحكم، كلما ازدادت تباعاً مساوئهم، لأنهم يكرهون عمل المؤسسات، وإعداد برامج التنمية، ويستهينون بالدراسات وتبادل الآراء، ويرفضون قبول الرأي الآخر، ويحيطون زعيمهم الأوحد بهالة تتضخم فيها ذاته، ويصغر أمامه كل أحد، لكي يرى العمالقة أقزاماً، والعلماء الحقيقيين لا طائلة من ورائهم، وأن يعكس لسان حاله قول الخديوي توفيق لأحمد عرابي عندما قدم له الأخير مطالب الثورة التي وقعت من 1879حتى 1882، وكانت تقتصر فى الأساس على زيادة عدد الجيش المصرى إلى 18 ألف جندى، وتشكيل مجلس شورى النواب، وعزل وزارة رياض باشا لمعاملتها القاسية للمصريين، قال الخديوي لعرابي: « كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائى وأجدادى، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا »!!، ولكنها اضطر في نهاية الأمر إلى تحقيقها!
التجارب التاريخية في الماضي والحاضر تثبت أن حكم الأقلية - سواء كانت عسكرية أو دينية أو عائلية أو غير ذلك - يؤدي إلى تصحّر الحياة العامة بجميع فروعها السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، ويقسم الشعب إلى سادة وعبيد، فلا تقصر المزايا والهبات والعيش الكريم إلَّا على حلقة صغيرة من المنافقين والمداهنين، المفسدين على حساب ملايين لا تجد ما يمسك رمقها، ويُطعم صغارها. وبذلك يتمزق النسيج الاجتماعي، وتنهار العلاقات الاجتماعية، فينتشر الخوف والشكّ في كل شيء وتضيع الأخلاق في المجتمع وتتفشَّى الأنانية والمادية والنفعية بين المواطنين…
إن خطورة الحكم العسكري في أنه يحكم بالقوة واستعمال إرهاب الدولة ضد المواطنين، لذا لا يمكن إزالته إلاَّ بثمن باهض من الأرواح والممتلكات.. ومن الصعوبة بمكان إقناع العسكريين بتفويض السلطة والعمل السياسي إلى المدنيين،
ومادام العسكر يحكمون ويتحكمون في طول البلاد وعرضها، فلن يتم التطرق إلى جوهر المشاكل وإدانة المتسببين في حدوثها، والبحث فقط عن تعليلات وتبريرات لا طائل من ورائها!
لقد بلغ الانحطاط مبلغا مذهلا، فلا أحد يخجل مما يرتكب، ولا أحد يبذل جهدا لستر انتهاكاته.
القضاء ابتذل العدالة مثلما ابتذل الوزير السياسة.
كل التصرفات على كافة المستويات الاجتماعية تحمل قدرا كبيرًا من النزق والضيق، والاهتزاز الجوهري في ميزان الأخلاق. والأدهى والأمرُّ من هذا هو أنه ليس من السهل على العقل العقيم لدي الاشخاص الذين ينظرون تحت أقدامهم أن يتصورا بأن السياسة الغبية التي ألتزم بها العسكر خلال هذا الزمن الطويل هو السبب الوحيد فيما وصلت إليه أحوال البلاد والعباد، لذلك سوف يبقى الجميع في غيهم يمرحون.



#ياسين_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقبات في طريق ثقافة التنوير والحداثة في عالمنا الإسلاموي
- لماذا أصيب المصريون ب”متلازمة جينوفيز“؟
- الرسول (الكريم) أهم لدي المتأسلمين من الله!
- متلازمة الأبناء وحكم السفهاء 2/2
- متلازمة الأبناء وحكم السفهاء 1/2
- السادية الإسلاموية والإسلاموفوبيا
- ثقافة القطيع
- العربان ونظرية المؤامرة
- شعب بين المطرقة والسندان 5/5
- شعب بين المطمرقة والسندان 5/4
- شعب بين المطرقة والسندان 5/3
- شعب بين المطرقة والسندان 5/2
- شعب بين المطرقة والسندان 5/1
- الديكتاتور الحقير!
- ومازال العمل جاريًا تحت تعريشة بني ساعدة!
- إشتراكية عبد الناصر وما آلت إليه
- لماذا خرج المصريون من التصنيف العالمي للإنسانية؟
- توجيهات سيادة الرئيس
- إلحاد الأمس وإلحاد اليوم
- نتيجة التخبُّط بين ثقافتين


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ياسين المصري - الغباء السياسي وانعدام الأخلاق