بدون أي عالم او خبير فضائي بعيرنُا يصل الى المريخ !

نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 12:04
المحور: كتابات ساخرة
    

في القديم عندما كان المثقف مثقف بحق وحقيقي ويسمع مديحاً كقصيدة مثلاً لشاعر خفيف ( يعني قشمر وزعطوط ) لرئيس دولة او حتى رئيس عشيرة محترم وتكون القصيدة هابطة لُغَتاً وتعبيراً ويكون التملق فيها خارج من أُذنيه وظاهراً كالمُتَعري في ساحة النصر كان يقول : هذه القصيدة ليست إهانة للشاعر ( هذا معروف عنه ) ولكنها إهانة وإحتقار للممدوح فيها . وكمثال على ذلك قصائد المدح للشاعر الطيارعباس جيجان لأمراء الخليج ( اكو لواكة فيها بعض التخفي والتخطية ومستورة نوعاً ما ، ولكن بعض اللوكية والمتملقين لا يبقى غير ان يخلعواملابسهُم للمدوح ) .
هذا الوصف والتقريب الشعبي البسيط يشمل كل الجوانب ، علمية كانت أم سياسية او اجتماعية او حتى احياناً رياضية . فما بالك اذا كانت فضائية !
يعتبر الاتحاد السوفيتي من اقدم الدول التي لها باع في علم الفضاء والصواربخ الفضائية وكانت السَباقة على العالم بإرسال الكلداني ، لاء ، چان آشوري ( بَس طْلع اصله سرياني ) يوري غاغارين للفصاء الخارجي . ومنذ ذلك التاريخ ( ما راح اذكر التاريخ حتى لا يگولون هذاتاربخ مزوّر كالمصادر التي قتل نفسه فيها السيد اخيقر ) والاتحاد السوفيتي سباق على العالم في مجال الفضاء اذا كان بمركباته الفضائيةالمتعددة او صواريخه الناقلة للمركبات الفضائية العالمية او من خلال فكرته في بناء المحطة الفضائية العالمية ووضع وبناء أُسسها العلمية وتنفيذه لأغلب اجزائها الرئيسة ! ومع كل هذا التاريخ المتقدم المذهل له في ذلك الباع لم يستطع ان يحط على المريخ ( الشغلة تحتاج الى علماء ونظريات واجهزة خارقة وليس لرجال الدين والصلوات والرُكَع ) .
فجأتاً قامت الدنيا ولم تقعد في الإمارات البدوية بوصول مسبارها الى المريخ ! بدأ الشعراء يتغنون بتلك الدولة وشعرائها المسؤولين( ماكو علماء ، كُلهم شعراء ) . بدأ التغني والتبجيل وتقديس تلك الخطوة وذلك العقل الخليجي السباق في الوصول الى المريخ ( باقي عباس چيچان راح انشوف إشلون راح يتلوك ) !
الإمارات بعد أن رأت قيام الشركات العالمية ( لا تنسون هي كافرة ) ببناء بعض الابنية وخطوط السريع لها وإقامة بعض الابراج فحلمت بأنها الاعظم عالمياً فلماذا لا تسبقه الى المريخ ! قامت وبالسر ببناء مسبار فضائي خارق السرعة والقوة والتكنلوجيا لإرساله الى المريخ ، وبعد أن وصل الى الخيمة وقامت قيامة الشعراء بالتمجيد والتهليل والتزمير والنفخ والدفع الرباعي ، إتضح بإنها لم تشترك في تلك المهمة بِبسمار خشبي واحد . المهمة كُلها يابانية امريكية بأموال إماراتيه!

لقد قامت ناسا بتدريب احد الاماراتيين لسنوات طويلة وأدخلته في رحلة على إحدى مركباتها للإلتحام بالمحطة الفضائية ( قالوا له اسحب بعض الصور وروح نام ) وبعد ان قامت الاجهزة الروسية والامريكية بنقل تلك الصورة مباشرة الى العالم والإمارات اعتقدت دول البعران بأنها اضحت عالمية في علم الفضاء والكواكب والنجوم ( ماخليت دولة عربية وما قصفتها إشلون راح اسافر يوماً الى احداها ما اعرف ) ! قامت على الفور بالأتفاق مع العلماء اليابان والامريكان بِبناء مسبار بأموالها ويحمل اسمها لإرساله الى المريخ ! حصل ذلك ولكن اي خبير او عالم إماراتي يتحكم او يدير او يدرس او يوجه المسبار او يلتقط الاشارات في المركز الأرضي الياباني للفضاء ( كُلهم متجمعين في الامارات لسماع الشعراء ( إي ، مو مسبارهم يشتغل لوحده بِقدرة قادر وقوة الصلوات ) الله لا يجبركم إي والله .
خروف واحد لا تعلمون كيف تقصون صوفه بدون عون الغرب فكيف ستصلون الى المريخ ! لا علم ولا خبير ولا عالم ولا مركز ولا تجربة ولا رائد ولا جهاز ( حتى لو ناضور ) ولا صاروخ ولا قاعدة إطلاق ولا حتى وقود للبعران تملكون فكيف ومن اين ستصنعون او تبنون مسبار ليصل بكم الى المريخ ! حتى فرنسا وبريطانيا والمانيا لم تستطع الاقتراب من تلك الكذبة فكيف لكم هذا الوجه القوي في التخديع والكذب ( كيف ستصل مدار المريخ وأنت لازلت تعتمد بول البعير وسوائل الجن لمعاجة اورام المفاصل ) !
بَس السؤال الاهم في كل رحلتنا الفضائية هذه هو على مَن تضحكون ولِمن توجهون رسائلكم ( يمكن للخبراء الامريكان واليابان ) والله فكرة!
هذه القصة تشبه قصة مدح الشاعر اللوكي لأحدهم ورأي المثقفون في ذلك المديح ( جاءت في مقدمة الكلمة ) !
انا اعتقد هذه الهيصة والاعلام والتغني ليس إلا إهانة لتلك الدول ومسؤوليها ومن ثم شعوبها ويليها الشعوب والعالم الاسلامي برمته !
يمكن لو كُنتُ انا مدير المشروع الياباني او الامريكي واسمع مهزلتكم هذه وهيصتكم ومدحكم لأنفسكم بهذه السخافة كُنتُ سأقول لكم : تعال ورْوح كمل المتابعة ، لقد صنعناه لكم وأوصلناه الى المريخ عادْ روح كَمّل المشوار وتَحكُم به وإحْجي وياه لوحدك ! والله فكرة ( بَس المسبار لهم ولمصالحهم فهل هُم أغبياء في إضاعة هذا الإستثمار المجاني ) ! . ماذا كُنتم ستفعلون في هذه الحالة وماذا كُنتم ستقولون للعالم الغشيم مثلكم ! الله لا يجبركم على هالعقل الخفيف .

قولوا شاركنا بأموالنا وبعض عمالنا واستفدنا القليل من الخبرة وهذه قد تكون البداية للقرن القادم او هكذا ، كنا نقول لكم برافوا ونرفع لكم القبعه لا حتى كُنا نُبارك جهودكم وتطلعاتكم المستقبلبة . اما ان تقولوا مسبار إماراتي نيابة عن العالم الاسلامي وخاصة الصومالي والافغاني ! إنكم لا تهينون إلا أنفُسكُم وذلك العالم بهذا القول !
لقد تجاوزتم ايران في اقوالها الهوائية التي تضحك بها على شعبها اولاً وعلى محور المقاومة ثانياً وعلى انفسهم ثالثاً ! فمنذ اربعة عقود وايران تهدد الغرب وخاصة الولايات المتحدة واسرائيل بصواريخها الحُسينية والعباسية ولايمر اسبوع إلا وتُطَيّر امريكا رأس من رؤوسهم الكبيرة وتقوم اسرائيل بدفنه في سوريا ، وايران لم تترك طير يطير في الاراضي العراقية والصحراء الاحوازية إلا وقتلته بفعل تجارب صواريخها الربانية ! الله لا يجبركم !
فقط اريد اعرف على مَن تضحكون ! مو حتى شعوبكم بدأوا يتنفروا من شعرائكم ونفاقهم وكذبهم في مدحكُم ( حتى شعوبكم بدأت تصحى وتضحك على تلك المسرحية ) فإلى متى يستمر عرضكم المسرحي ومَن يضحك عليكم فيه ! بعدين أنتم شْلكُم علاقة بالمريخ ودراسته وأسرار الفضاء إذا كانت كُلها موجود ومذكورة في كُتِبِكُم ( لعد ليش كل هذا التعب والمصاريف إذا كان كل شيء مذكور وجاهز ) الله لا يجبركم على هاي الخطوة . تعب بِبَلاش ........................... نقطة .
لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !

#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل