أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 1 و2 و3















المزيد.....

الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 1 و2 و3


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6812 - 2021 / 2 / 12 - 09:03
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


الواقع الموضوعي ( المقدمة ) القسم 2 _ مع فصوله 1 و 2 و 3
الواقع الموضوعي ينطوي على مفارقة صادمة ، ومحيرة بالفعل ؟!

الواقع الموضوعي ، الفصل الأول _ القسم 2

خلاصة ما سبق
اليوم وكل يوم ( جديد ) ، محصلة الأمس والغد بالتزامن ، كما أنه يعيد إنتاج الماضي والمستقبل كنوع من التغذية العكسية .
بعبارة ثانية ، اليوم وكل يوم ، هو جديد وقديم بنفس الدرجة .
نصف اليوم يأتي من الأمس ( من جانب الحياة ) ، ونصفه الثاني من الغد ( من جانب الزمن أو الوقت لا فرق ) .
لكن يتجدد السؤال القديم عن مصدر الماضي ( أو البداية أو الخلق ) ، لكن مع سؤال جديد _ أكثر غرابة حول مصدر الزمن والمستقبل خاصة ؟!
هذه العبارة مكثفة ، وخلال النصوص القادمة سأعمل على تفكيكها وإضاءتها بوضوح على قدر خبرتي وتجربتي .
....
الحاضر يغلب عليه الصفة النسبية ، على حساب الجانب الموضوعي .
وعلى العكس بالنسبة للماضي أو المستقبل ، حيث يغلب الجانب الموضوعي على النسبي .
بعبارة ثانية ، في الحاضر تمثل الموضوعية الصفة المتنحية أو الثانوية ، بينما في المستقبل او الماضي العكس هو الصحيح ، حيث الموضوعية هي الصفة الراجحة والأساسية ، بينما النسبية هي الصفة المتنحية والثانوية .
....
" أنا جائع للحوار "
سعد الله ونوس .
1
ما العلاقة ( أو العلاقات ) التي تربط بين الماضي والمستقبل ، والحاضر أيضا ؟!
لا أدعي أنني أعرف الجواب .
لكن ، عبر هذا البحث ( الحوار المفتوح ) ، تكونت لدي تصورات جديدة ، وأعتقد أنها تستحق التدوين والقراءة بجدية ، واهتمام .
( وربما تستحق أن تكون مقدمة لحوار ثقافي مفتوح ،
ليت سعد الله ونوس ما يزال بيننا ! ) .
....
قبل البدء بمحاولة الإجابة ، أذكر بالمشكلة العقلية بدلالة الزمن .
توجد ثلاثة أخطاء بشرية في التعامل مع الزمن أو الوقت ، يمكن ترتيبها ، باختزال شديد :
1 _ التعامل مع اليوم ( أو الساعة ) كوحدة منفصلة ، ومستقلة عن بقية العمر .
2 _ التركيز الزائد على الحاضر ( أو الماضي ) ، وعلى حساب المستقبل دوما .
ونتيجة الخطأين السابقين والسائدين ، ينتج المرض العقلي .
يتمثل المرض العقلي بالنسبة للفرد ، بالفجوة بين العمر البيولوجي وبين العمر العقلي ( العاطفي والاجتماعي والروحي وغيرها ) .
ناقشت هذه المشكلات الثلاثة ، عبر نصوص سابقة ومنشورة .
( وفي حال حدث تغير على فهمي السابق ، إضافة أو تصحيح أو حذف ، أعود إليها ) .
بينما يتمثل المرض العقلي للمجتمع أو الدولة بالسلطة غير العقلانية .
السلطة العقلانية مؤقتة بطبيعتها ، وهي منتخبة بطرق ديمقراطية ، وتنسجم مع الميثاق العالمي لحقوق الانسان .
كل سلطة عدا ذلك غير شرعية ، وهو تقود الدولة والمجتمع في اتجاه المرض العقلي :
اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد .
وهذه الفكرة ، تكملة وشرح لموقف أريك فروم من السلطة وخاصة كتاب المجتمع السليم .
....
2
ما هو الماضي ؟
أعتقد أن الماضي أحد نوعين أساسيين : زمن ، أو حياة .
كما أن للماضي أشكال لا تحصى ، أو تقسيمات بدلالة الكمية ( زمن أو حياة ) .
1 _ الماضي الزمني ، وحدته الأساسية اليوم ( بدلالة مضاعفاته ، كالسنة والقرن ، والمليون ... ) أو ( بدلالة أجزائه ، كالساعة ، والدقيقة ، والنانو ... ) .
مثلا نحن جميعا ، القراء والكاتب ، كنا في الأمس والسنة الماضية وأغلبنا نعيش في حاضر مشترك منذ عدة عقود ( أفترض أن جميع قرائي فوق الثلاثين ، وأعتذر من الأكثر شبابا ) .
2 _ ماضي الحياة ، وحدته الأساسية المرحلة العمرية ( طفولة ، مراهقة ، شباب ، كهولة ، شيخوخة ...) .
نحن نعرف وبشكل مباشر عمر الانسان الذي نقابله ، طبعا بشكل تقريبي وبدلالة المرحلة العمرية التي يمثلها ( 1 _ طفولة ومراهقة 2 _ شباب ونضج 3 _ كهولة وشيخوخة ) .
أعتذر عن التعمية شبه المقصودة ، من غير اللائق التحدث بالعمر ، خاصة بعد الخمسين .
....
الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ؟!
الحياة :
ولادة _ موت ( أو بداية _ نهاية ) .
قديم _ جديد .
ماض _ حاضر .
الزمن :
نهاية _ بداية ( أو موت _ ولادة ) .
جديد _ قديم .
مستقبل _ حاضر .
تتكشف المشكلة اللغوية بوضوح ، بعد تحديد مراحل حركة الزمن ، مقابل مراحل حركة الحياة . حيث يبرز التناقض بين مصطلحات الحياة ومصطلحات الزمن .
بعبارة أخرى ، يمكن مقابلة اللغة الحالية ( العربية ، لا أعرف درجة المشكلة في بقية اللغات ، لكن الاختلاف كمي وغير نوعي كما اعتقد ) بالنظام العددي الصحيح ، الذي يتكون من قسمين متناظرين ( الأعداد الموجبة مقابل الأعداد السالبة ) .
المستوى اللغوي في العربية ، يشبه حالة النظام العددي الأولي ( من الصفر إلى اللانهاية الموجبة فقط ) .
اللغة العربية بوضعها الحالي لا تكفي للتعبير عن الجدلية العكسية بين الحياة والزمن بشكل واضح ، ودقيق .
3
ما هو مصدر الماضي ؟
للماضي مصدرين ثابتين :
1 _ الماضي القديم أو الأبعد ( أو الأزل ) ، وهو يقارب بدء الحياة .
ربما يكون ماضي الحياة بدأ قبل ماضي الزمن ، أو أنهما يتزامنان في نقطة البدء .
( لنتذكر أن مصدر الحياة من الماضي إلى الحاضر ، وبالعكس مصدر الزمن من المستقبل إلى الحاضر ) .
2 _ المصدر الجديد ، أو الحاضر ، حيث الماضي الجديد هو نفسه الحاضر القديم .
مثلا هذا اليوم الثلاثاء 9 / 2 / 2021 ، يمثل الحاضر حتى الساعة 12 ليلا .
وبعدها يصير هو نفسه الماضي الجديد ( الأمس ) ، وبعد يوم يتقادم ، ( يصير أمس الأول ) ، وهكذا في سلسلة غير منتهية .
أو لا يمكننا معرفة نهايتها ، ضمن شروطنا الحالية .
....
....
الواقع الموضوعي 2 _ ف 2
1
الحياة لا تعود إلى الوراء .
عودة الشيخوخة إلى الشباب وهم قديم ، قدم الإنسانية والمعرفة .
هذه الحقيقة المرعبة : الموت في النهاية ، مصدر ثابت لإنكار الحقيقة أو الواقع الموضوعي .
لا أريد الدخول في جدالات عقيمة ، فقط أشير إلى أن هذا النص يتبنى المنهج العلمي كمرجع أول للحقيقة الموضوعية . بدوره المرجع العلمي يتمحور حول الدليل التجريبي ، أو المنطقي في حال تعذر التوصل إلى دليل تجريبي . بعبارة ثانية ، المنطق والفلسفة والآداب والفنون ومعها الأديان والتنوير الروحي وغيرها ، لها تعبيراتها وأدواتها الخاصة عن الحقيقة بدون شك ، ولكنها دون المعرفة العلمية بطبيعتها ، وأدنى منها بدرجة .
....
عبارة الحياة لا تعود إلى الوراء تمثل نصف الحقيقة ( أو الواقع الموضوعي ) .
وينبغي تكملتها بعبارة ، الزمن لا يعود إلى الوراء أيضا .
والمعنى الصحيح والمتكامل للعبارتين ، لا يمكن العودة إلى الماضي ولا القفز إلى المستقبل .
ومع ذلك نحن لسنا عالقين في الحاضر ، بل نعيش في الماضي والمستقبل بالتزامن .
2
تتكشف المشكلة اللغوية بوضوح عبر وضع العبارتين معا .
الحياة لا تعود إلى مرحلة سابقة ، ولا يمكن فعل ذلك .
تسلسل حركة الحياة : 1 _ ماض 2 _ حضور ( حاضر ) 3 _ مستقبل .
الحضور ينتقل في اتجاه ثابت : من الماضي إلى الحاضر ، فالمستقبل أخيرا .
أو الماضي الحي ينتقل نحو اتجاه وحيد إلى الحضور والحاضر .
هذا الاتجاه الثابت للحياة في أي مكان وزمان ، وبلا استثناء ( من الماضي إلى المستقبل ، ومرورا بالحاضر ) .
الزمن لا يعود إلى الوراء ، أي أن الزمن لا يعود إلى مرحل سابقة ، ولا يمكن فعل ذلك .
تسلسل حركة الزمن : 1 _ مستقبل 2 _ حاضر ( أو حضور ) 3 _ ماض .
الحاضر الزمني ينتقل في اتجاه وحيد : من الحاضر إلى الماضي .
أيضا المستقبل ينتقل في اتجاه وحيد : إلى الحاضر والحضور .
هكذا يلتقي الحاضر ( الزمن ) مع الحضور ( الحياة ) خلال مكان ( محضر ) .
هذه الظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، ما يحولها إلى حقيقة علمية .
3
تتولد أسئلة جديدة عن مصدر الماضي ومصدر المستقبل ، أو بعبارة أوضح عن مصدر الحياة ومصدر الزمن ؟!
ليس لدي أية أفكار في هذا الجانب ، وأعتقد أنها سوف تكون الأسئلة المحورية في علم الزمن ، الذي آمل أن لا يتأخر تأسيسه ... أسوة بعلم النفس الصناعي مثلا ، أو بالذكاء الاصطناعي .
....
الماضي حياة وزمن ، الحياة بالتزامن مع الزمن وربما تسبقه .
المستقبل زمن وحياة ، الزمن بالتزامن مع الحياة وربما يسبقها .
بينما الحاضر والحضور والمحضر متلازمة ، تشكل ما يسمى بالواقع الموضوعي .
هذه الفكرة استنتاج منطقي ومباشر ، تقبل الملاحظة والتجربة .
4
الزمن لا يقبل العودة إلى الوراء .
تعني العبارة ، أن الحاضر لا يمكن أن يعود إلى المستقبل .
هذه الفكرة جديدة بطبيعتها ، وتختلف عن الثقافة السائدة .
تعذر عودة الحياة إلى الوراء ، تعني عدم إمكانية عودة الحاضر إلى الماضي بدلالة الحياة فقط ( الزمن بطبيعته يتحول من الحاضر إلى الماضي ) .
بكلمات أخرى ،
الوجود ( حياة وزمن ومكان ) يحدث هنا _ عبر الحاضر والمحضر والحضور بالتزامن .
هنا مزدوجة ، بل ثلاثية بطبيعتها ، حيث تتضمن هناك ( المزدوجة أيضا ) في اتجاهين الماضي والمستقبل بالتزامن .
أتفهم عسر الفقرة ، أو ركاكتها ربما !
....
حركة الواقع الموضوعي لها سرعة ثابتة ، وفي اتجاهين متعاكسين ( الحياة والزمن ) .
لكن توجد مشكلة ، غير محلولة بعد حول حركة الحياة .
هل للحياة حركة تعاقبية أيضا ، تعاكس الحركة التعاقبية للزمن ؟!
الأرجح كما أتصور ، أن حركة الحياة تختلف عن حركة الزمن بعدم وجود حركة تعاقبية ( خطية ) ، تعاكس حركة الزمن ، بل تقتصر حركة الحياة على رد فعل على الزمن .
( هذه الفكرة جديدة ، وما تزال في طور البناء ، سيتوضح الموقف منها خلال الحوار ...) .
....
ملحق 1
الانسان ....
يوجد الانسان في العالم عبر 3 مستويات :
1 _ المستوى الفردي .
2 _ المستوى الاجتماعي .
3 _ المستوى الإنساني .
يقابلها في الدماغ الحالي للفرد ، 3 مستويات أيضا :
1 _ دماغ الزاحف .
2 _ الدماغ الاجتماعي .
3 _ الدماغ الإنساني .
هي مختلطة صحيح ، لكنها منفصلة أيضا .
يميز بينها طالب _ة طب في السنة الثانية وبسهولة .
....
دماغ الزواحف يتحكم بالآن ، والحاضر ، على شكل مشاعر وأحاسيس ورغبات .
وهو الأخطر ، لأنه يتحكم بالعمليات اللاإرادية مثل حركة القلب والتنفس وغيرها .
الدماغ الاجتماعي يتحكم بالعمليات اللاشعورية .
ويتحكم بالماضي والعواطف .
الدماغ الإنساني يتجه نحو المستقبل بطبيعته .
....
الفرق بين فرد وآخر ، هو في درجة استخدام الدماغ الإنساني .
يتنوع الفرد الإنساني بين حدين : أسوأ كائن حي على الأرض والكون أيضا ( الجانب الشيطاني في الانسان ، وبين أفضل كائن في الكون ( الجانب الإلهي ) .
هذا الموقف أكثر من رأي ، وأقل من معلومة .
....
....
الواقع الموضوعي 3 _ ف 3

من أين يأتي المستقبل ؟!
....
الثقافة العالمية الحالية رباعية البعد ، وتنطوي على مشكلة مزمنة ، معقدة ومركبة :
الغرق في التفاصيل مشكلة العلم .
القفز فوق المتناقضات مشكلة الفلسفة .
تفضيل الموت على الحياة مشكلة الدين .
إنكار الواقع الموضوعي ، الماضي والمستقبل خاصة ، مشكلة التنوير الروحي .
....
المستقبل يشبه الماضي في المكونات والحدود ، ويعاكسه في الاتجاه ، ولهما نفس سرعة الحركة وهي التي تقيسها الساعة ( الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ) . ويشتركان في الحاضر ، كيف ولماذا ؟!
ما تزال هذه الأسئلة ، وغيرها في مجال المسكوت وعنه وغير المفكر فيه لا في العلم ، ولا في الفلسفة ولا في الثقافة العامة الأدبية والفكرية والفنية وغيرها ، فقط في أفلام الخيال العلمي ، حيث تطغى البهرجة مع العاب الخفة التي تقارب الشعوذة بالفعل .
فكرة السفر في الزمن كمثال ، يحبها الجميع وبنفس الوقت يعتبرون أن الزمن مجرد تركيب عقلي وثقافي مثل اللغة والرياضيات ، وليس له وجود واقعي وموضوعي .
يأتي المستقبل من مصدرين وجهتين متعاكسين :
1 _ المصدر الأول مستقبل المستقبل ( أو الأبد ) يتعذر معرفته .
مصدر المجهول والطفرة والصدفة والاحتمالات ، وهو غير مباشر ، غامض ومبهم بطبيعته .
2 _ المصدر الثاني ، الحضور والحاضر الحي يتحرك في اتجاه المستقبل بسرعة ثابتة ، هي نفس سرعة ابتعاد الماضي عن الحاضر _ وهي التي تقيسها الساعة .
....
بعد تحديد أصغر من أصغر شيء ( اللانهاية السالبة ) ، مقابل أكبر من اكبر شيء ( اللانهاية الموجبة ) ، بالتزامن مع محاولة فهم الصفر ( طبيعته وحدوده ومكوناته ) ، تتكشف طبيعة الواقع الموضوعي ، بدرجة أعلى من الوضوح والدقة .
عرفت الصفر من خلال لعبة الورق ( الشدة ) ، أكثر مما عرفته ، أو عرفت عنه ، خلال دراستي كلها من الابتدائية إلى الجامعة وما بعدها .
يميز لاعبو الشدة بين ثلاثة قيم للصفر ، هي من الأعلى على الأدنى :
1 _ الصفر الموجب .
وهو يمثل المرحلة الأولى ، عندما تكون نتيجة اللاعب تتناقص من الموجب إلى السالب .
يتضح تماما في بداية الخسارة ، بعدما تتجاوز الصفر إلى القيم السلبية .
2 _ الصفر الحيادي .
أو المرحلة الثانية ، لا وجود لها في لعبة الشدة ، ولا في ألعاب الحرب أيضا ، بما فيها الجدال والنقاش وبقية أشكال الحروب الكلامية السائدتين في الثقافتين العربية والاسلامية وغيرها .
3 _ الصفر السالب .
وهو يمثل المرحلة الثالثة ، عندما تكون نتيجة اللاعب الخسارة الصريحة .
لكنه يتضح في اتجاه الربح ، حيث الانتقال من القيم السلبية إلى الإيجابية .
....
تحديد الماضي أو المستقبل ، وأنواع العلاقة بينهما ، بشكل علمي ( منطقي أو تجريبي ) تشبه عملية تحديد اللانهايتين السلبية والايجابية بدلالة الصفر .
ومن المعروف ، البديهي والمتفق عليه ، أن الحاضر يمثل _ ويجسد _ الحيز بين الماضي والمستقبل ( العتبة أو الفجوة أو الجسر ) . من بين المصطلحات العديدة ، التي تمثل الحاضر والحضور والمحضر ، أفضل مصطلح العتبة واعتقد أنه التمثيل الصحيح للحاضر ( طبيعته وماهيته وحدوده ) .
الحاضر يغلب عليه الجانب النسبي ، أو الصفة الراجحة ( بحسب مصطلحات ماندل أحد أوائل مؤسسي المنهج العلمي ) ، بينما الحاضر الموضوعي يمثل الصفة المتنحية في الحاضر .
يمكن التعبير عن الحاضر بالصيغة الثنائية : حاضر سلبي وحاضر موجب .
لكن الأكثر دقة ، التعبير عنه بالصيغة الثلاثية ( المزدوجة أيضا ، حيث تتعاكس بين الزمن والحياة ) :
الحاضر بدلالة الحياة :
وفق التسلسل 1 _ الماضي 2 _ الحاضر 3 _ المستقبل .
1 _ المرحلة الأولى ( الماضي _ الحاضر ) ، او البداية .
2 _ المرحلة الثانية ( الحاضر 1 _ الحاضر 2 ) ، أو المباشر ( الراهن والحالي وغيرها ) .
3 _ المرحلة الثالثة ( الحاضر _ المستقبل ) ، أو النهاية .
بدلالة الزمن على العكس تماما ، وفق التسلسل :
1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي .
والمراحل متعاكسة أيضا ، بينما المرحلة الثانية مشتركة ، حيث أن الحياة والزمن نخبرهما في المرحلة الثانية فقط ، ونجهلهما في المرحلتين الأولى والثالثة بشكل مباشر .
....
ملحق
كيف يمكن التمييز بين النسبي والموضوعي بدلالة الحاضر مثلا ؟!

اليوم الحالي 11 / 2 / 2021 ....الخميس .
هل هو يمثل الحاضر الموضوعي أم الحاضر النسبي ؟
المفارقة أنه يمثل الاثنين ، لكن مع أرجحية للنسبي على الموضوعي .
وعلى عكس ذلك ، بالنسبة إلى الماضي أو المستقبل حيث الأرجحية للصفة الموضوعية على حساب الصفة النسبية .
مناقشة هذا الأمر سوف تكون على مراحل متتابعة ، بسبب صعوبة الموضوع ، والأكثر أهمية بسبب المشكلة اللغوية التي تتطلب الحل الفردي ، طالما الحل الاجتماعي _ الثقافي مؤجل ولا أحد يعرف إلى متى .
بعبارة ثانية ،
المشكلة اللغوية تمثل فرض عين على كل كاتب _ة بالعربية ، وأعتقد أن المشكلة نفسها تتعمم على جميع اللغات ، والفرق بالنسبة لا بالنوع .
مشكلة اللغة ( الزمنية ) تشبه مشكلة اللغة ( الذكورية ) ، حيث في اللغات الحديثة تخف المشكلة لكنها تبقى موجودة ولو بدرجات متفاوتة بين لغة وأخرى .
....
اليوم الحالي ( الخميس 11 / 2 / 2021 ) يجسد الحاضر والحضور والمحضر بالتزامن خلال 24 ساعة ، تنتهي الساعة 12 مساء .
بعدها يصير في الماضي _ إلى الأبد .
قبل ذلك كان يمثل المستقبل بدلالة الحياة ، والماضي بدلالة الزمن .
أعتذر من القارئ _ة الجديد _ة ...يصعب فهم هذا النص بدون الاطلاع على ما سبقه .
....
....
المشكلة اللغوية بدلالة الزمن :
في الحياة نادرا ما تتحقق المعادلة النظرية : 1 + 1 = 2 .
فهي تتواجد غالبا في إحدى الحالتين : إما أكبر أو اصغر من 2 .
بينما المساواة ، هي حالة خاصة وافتراضية ، اكثر منها حقيقة موضوعية .
بالعودة إلى المثال السابق ، طالب _ة في صف ، في أحد الوضعين :
1 _ حالة وجود ثلاثة طلاب يحملن _ ون نفس الاسم : سام أو سلمى .
بهذه الحالة ، يكون عدد الطلاب والطالبات عشرة بينما عدد الأسماء سبعة فقط .
وتتوافق مع المعادلة :
1 + 1 = أقل من 2 .
2 _ حالة وجود ثلاثة طلاب يحملون عدة ألقاب ـ بالإضافة إلى أسمائهم المختلفة :
عماد وياسر ولؤي ، مقابل سمر وريم وديمة ( هي تسمية الأم أو الأب أو الأخوة ...) .
بهذه الحالة ، يكون العكس ، عدد الطالبات والطلاب عشرة بينما الأسماء 13 .
وتتوافق مع المعادلة :
1 + 1 = أكثر من 2 .
....
ملحق
المعادلة الشهيرة ، السابقة تنطوي على مفارقة لطيفة ....
الكلمة نفسها مزدوجة ، دال ومدلول ، بينهما فجوة لا يمكن تجسيرها .
بعبارة أخرى الفجوة بين الكلمات والأشياء ، تجعل من المستحيل تحقيق المعادلة السابقة خارج الرياضيات أو المنظومات الرمزية .
مشكلة مزمنة " الفجوة بين الكلمة والمعنى ، مع الأيديولوجيا أو الوعي الزائف " مصدر ثابت لسوء الفهم ، موروثة من ثقافة القرن العشرين ، وما تزال .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 3
- الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 2
- الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 1
- الواقع الموضوعي _ القسم 1
- الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام و ...
- الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام و ...
- الواقع الموضوعي ، ينطوي على مفارقة صادمة ، جديرة بالاهتمام و ...
- سنة 2020 مرت من هنا _ النص الكامل
- اعتذار وتوضيح
- الفلسفة والصحة العقلية3 _ القسم 6 ( 3 _ 3 )
- الفلسفة والصحة العقلية2 _ القسم 6 ( 2 _ 3 )
- الفلسفة والصحة العقلية _ القسم 6 ( 1 _ 3 )
- الفلسفة والصحة العقلية 2_ القسم 6
- الفلسفة والصحة العقلية _ القسم 6
- سنة 2020 مرت من هنا القسم 1 و 2 و3 و4 و 5
- فلسفة الزمن _ القسم 5 مع فصوله
- فلسفة الزمن 5 _ القسم 5
- فلسفة الزمن 4 _ القسم 5
- فلسفة الزمن 3 _ القسم 5
- فلسفة الزمن 2 _ القسم 5


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - الواقع الموضوعي _ القسم 2 ف 1 و2 و3