أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - غروب ايديولوجية العروبة ستبدأ من غرب تامازغا (المورك)















المزيد.....

غروب ايديولوجية العروبة ستبدأ من غرب تامازغا (المورك)


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 9 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بسط الكولونيالية العروبية سيطرتها على بلاد إيمازيغن تامازغا بمساعدة الامبريالية الأوروبية في أواسط القرن الماضي وهي تمارس أبشع إنتهاكات لحقوق الامة الامازيغية, من آلإبادة البيولوجية الى آلإبادة الهوياتية, مع نهج لسياسة التمييز العرقي التي حرمت الامازيغ من ثرواتهم الطبيعية وهمشت ثقافتهم ولغتهم و أخضعتهم لسياسة القمع الممنهج وسلبت منهم سيادتهم على بلادهم, وبقي الامازيغ شعب تحت نير الاحتلال العروبي يعاني من أشد أشكال الاستغلال والفقر وأفضع أنواع الاستبداد.
سياسة التعريب ضمن النظام الابارتهايدي, أقامت بشكل قهري بتغيير هوية الامازيغ, كما أخضعت المجال الترابي الأمازغوفوني الغير المعرب للفقر المدقع بنهب موارده الطبيعية وأرصدته المالية, ولمنع نمو الوعي الذاتي والاجتماعي بين أوساط الامازيغ إنتهجت الكولونيالية جدلية القهر المادي والفكري بالقمع اللاإنساني الى حد الابادة الجماعية للإنسان والقهر الفكري الذاتي والفعل الميداني من جهة ومن جهة آخرى التصدي للوعي الذاتي الثوري بالثقافة النقيضة الرجعية والقمعية بنشر وتوسيع لثقافة الجهل و الأمية والثقافة البدوية و نشر الوعي المغلوط في أوساط القلة المتعلمة بصهرها في الايديولوجية العروبية للزوايا الثقافية والسياسية وخلق جيش من البربر المرتزقة تحارب الهوية الذاتية عوض عن النظام الكولونيالية.
ربيع العروبة الاستعمارية إزدهر في زمن المقيم العام العلوي الحسن الفاشي, في زمن إشتداد القهر القومي والاجتماعي, بإنتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية والسياسية للشعب الامازيغي, و في المقابل وفرت السياسة العرقية قوانين قمعية تبرر القتل والاعتقالات والتهجير القسري و إبتكرت العرقية اللاإنسانية شتى أساليب وأنواع التعذيب و إهانة الذات الإنسانية, كما وفرت السلطة اللقيطة الموارد المالية والقوانين الدستورية الاستعمارية لفرض الهوية الثقافية واللغوية الاستعماريتين في بلاد الامازيغ و مصادرة الاراضي من أصحابها الشرعيين ونهب خيراتها الطبيعية.
سياسة التمييز العرقي التي إنتهجتها السلطة الكولونيالية للفصل المجالي التنموي بين الشعب الامازيغي الغير المعرب (المورك الغير النافع) و بين البربر المتحولون هوياتيا( المورك النافع),بين منطقة القمع والتفقير والاستغلال والأمية و تكريس التخلف ومنطقة النقيض المستفيدة من الهيكلة الاقتصادية بالاستثمارات السخية في مجالات البنية التحتية والبنية الفوقية.
سياسة التمييز العرقي خلقت أوضاع مزرية من التفقير والاستغلال والتجهيل والتزييف والقمع, رغم قوة هذا الوضع في إعاقة نمو الوعي الذاتي الامازيغي للتطور من الحالة الجنينية الى حالة تحطيم أغلال العبودية, إلا أن من هذا الواقع المأساوي للمجتمع الأمازيغي, من سجون القهر والعار سطعت شمس الحرية تقتحم الغيوم الراكدة المغطية لسماء تامازغا, من المعانات خرج صوت الحر يدوي في أرض ايمازيغن, يعلن عن إنتمائه لهويته الامازيغية والرافض للهويات الزائفة التي كرستها الانظمة الاستعمارية, وكرونولوجية الانتفاضات الشعبية الامازيغية, خصوصا في الألفية الثالثة ( تازة, صفرو, أيت بعمران, تينغيرت, جرادة, الريف), متمثلة بالفعل المؤكد للمد الثوري الامازيغي النابع من غرب تامازغا, وتؤكد بداية غروب العروبة الاستعمارية, التي سيستكمل عودتها الحتمية و المنطقية الى جغرافيتها الطبيعية, النضال الواعي والثوري للجماهير الشعبية الامازيغية.
هذه الإنتفاضات الشعبية قد وصل صداها الى كل بقاع العالم, وقد سمع العالم (و منهم لأول مرة) بالأمة الأمازيغية الرازخة تحت نير النظام الكولونيالي العروبي, و بفضلها إمتد التضامن الاممي الى أصقاع العالم. بالنضال السياسي الديبلوماسي وبالنضال الميداني الفعال, الجدلية الحقة من ستعجل من حفر قبر العروبة الاستعمارية في بلاد الامازيغ.
تكثيف النضال على مستوى الداخلي لتامازغا وكذا تكثيف الجهود على المستوى الدولي لفضح وتعرية الزيف الاستعماري وسياسته العرقية المنتهكة لحقوق الانسان وقواعد القانون الدولي, و حق الإلتجاء الى المحافل الدولية وخصوصا لجان الأمم المتحدة لكسب التضامن والتأييد والدعم الدولي للقضية الامازيغية المشروعة والعادلة, بوضع حد لممارسات الوحشية والدموية للنظام الكولونيالي, والحد من نهب ثروات البلد و تهريب أموال الشعب الى الخارج , ودعم حق الامازيغ في التحرر من الكولونيالية العروبية وبناء الدولة المستقلة.
غروب العروبة بدأ يقترب أكثر فأكثر, رغم جهود النظام الكولونيالي بضخ الحياة في الجسد الشبه الميت, من خلال الهروب الى الامام من جهة بإبتكار النظام الكولونيالي للأساليب الفاشستية الجديدة القمعية المادية والفكرية, ومن جهة آخرى التعويل على بعض التنازلات الأليمة بهدف إحتواء القضية الامازيغية وإرجاعها الى زمن السكون والجمود. هذه المحاولات البائسة الناتجة عن الخوف من القضية الامازيغية, ترمي بالأساس الى تشتيت صفوف الحركة الامازيغية وحرمانها من قوة وحدتها وتأثيرها في الأوساط الجماهير الشعبية و تحريف وعيها الذاتي وتحييد الامازيغ عن درب النضال التحرري, إلا ان مثل هذه المحاولات قد تلبي مصالح بعض الإنتهازيين والوصوليين من متسلقي الهرم الطبقي, لكنها لا تستطيع تحطيم الصلابة الإرادية للجماهير الشعبية المؤمنة بقضيتها المشروعة, ولم تعد الإجراءات الجزئية تجدي في فرملة نضال الحركة الامازيغية المناضلة ووقف الزحف الثوري التحرري العضوي والجدلي بين مهام التحرر القومي والتحرري الإجتماعي. فلا القمع الوحشي الدموي الى حد الإبادة, ولا إنتهاك إنسانية الانسان الامازيغي داخل معتقلات العروبة الاستعمارية, قادران عن وقف النضال الثوري الأمازيغي, ولا التنازلات الجزئية قادرة على أن تكون بديل عن التحرر من هيمنة العروبة العرقية و لا يمكن أن تكون كذلك بديلا لبناء دولة قيم تيموزغا المتحررة والمستقلة. واقعية وشرعية المشروع الامازيغي التحرري قد أدخل العروبة العرقية الاستعمارية في مأزق الوجودي بين بداية نهايتها من المسرح التاريخي لبلاد الامازيغ و بين حتمية رجوعها الى الركوض والهدوء نشأتها الطفولية النجدية-الحجازية.
إقتصر الموضوع عن غرب تامازغا (المورك), إلا أن الواقع الامازيغي في كافة بلاد الامازيغ قد تغير كثيرا منذ 2011, بفعل إنفجار الانتفاضات الشعبية التي خلقت واقع جديد منذ رفع العلم الامازيغي على باب العزيزية بليبيا و فرض التسيير الذاتي المجالي و الإعتراف الرسمي بالهوية واللغة الامازيغيتين بدزاير و الإعتراف الضمني بالجمعيات الثقافية بتانيس.
الأكيد أن تناولنا للعروبة ليس في شكلها الإثنو- ثقافي كهوية شعب الحجاز والنجد والذي يبعدنا آلاف الكيلومترات, وإنما نرفض و ننتقد العروبة المؤدلجة العرقية المفروضة قهريا و تعسفا على الأمة الامازيغية في بلادها تامازغا (شمال افريقيا), نرفض العروبة الاستعمارية أن تكون بديل لهويتنا الثقافية الامازيغية, ولذا من حقنا الطبيعي أن نناضل و نكافح ضد العروبة القهرية.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم الأمازيغي وغوغائية الشوفين
- الريف شوكة في حلق الشوفينيين
- النظام السلطوي في دزاير بين أحقية تقرير مصير منطقة لقبايل وم ...
- ⵎⵉⵏⴰⵄⵏⴰ ⵏ ...
- تاريخ الإبادة الجماعية, النموذج, 19 يناير 1984
- الاحتفال برأس السنة الامازيغية, محطة نضالية لمقاومة الإغتراب ...
- ثقافة الأوهام والعداء لدى قادة النظام العسكري الإستبدادي في ...
- التمركس, الامازيغية والصراع الطبقي
- مكيافلية زاوية -العدالة والتنمية-
- إعادة رسمية العلاقات بين إسرائيل والسلطة العلوية في المروك
- -الشرفاء- الدجالون ولعبة التضليل
- الحرية تبدأ بالتحرر من التعاليم المحمدية (2)
- الحرية تبدأ بالتحرر من التعاليم المحمدية
- القضية الأمازيغية ليست للمتاجرة
- عقدة الدونية عند -البربر- شعوبا وافرادا
- أوروبا ولعنة الاسلام (3)
- أوروبا ولعنة الإسلام (2)
- أوروبا ولعنة الاسلام
- جرائم النازية الجديدة و مواقف السلطة السياسية
- السلطة اللقيطة وسياسة الكيل بمكيالين (حراك الريف وبوليساريو ...


المزيد.....




- -صور الحرب تثير هتافاتهم-.. مؤيدون للفلسطينيين يخيمون خارج ح ...
- فرنسا.. شرطة باريس تفض احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ا ...
- مصر تسابق الزمن لمنع اجتياح رفح وتستضيف حماس وإسرائيل للتفاو ...
- استقالة رئيس وزراء اسكتلندا حمزة يوسف من منصبه
- قتلى وجرحى في هجوم مسلح على نقطة تفتيش في شمال القوقاز بروسي ...
- مصر.. هل تراجع حلم المركز الإقليمي للطاقة؟
- ما هي ردود الفعل في الداخل الإسرائيلي بشأن مقترح الهدنة المق ...
- بعد عام من تحقيق الجزيرة.. دعوى في النمسا ضد شات جي بي تي -ا ...
- وجبة إفطار طفلك تحدد مستواه الدراسي.. وأنواع الطعام ليست سوا ...
- صحيح أم خطأ: هل الإفراط في غسل شعرك يؤدي إلى تساقطه؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - غروب ايديولوجية العروبة ستبدأ من غرب تامازغا (المورك)