أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - عقدة الدونية عند -البربر- شعوبا وافرادا













المزيد.....

عقدة الدونية عند -البربر- شعوبا وافرادا


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" البربر" هم الشعوب و الأفراد الغرباء عن ذواتهم الهوياتية, يتقمصون هويات الشعوب التي يعتقدون أنها أحسن منهم, بسبب عقدة الدونية التي لازمتهم في فترات الإنهزامية التاريخية, جعلت منهم شعوب بدون قيم هوياتية أصيلة, عاجزة عن مقاومة القوة المادية والروحية للدخلاء و مستسلمة للتغيرات المستحدثة, وبسسب عقدتها من الذات المنهزمة وتقمصها لهوية المنتصر, تدخل هذه الشعوب في صراع سيكولوجي بين الأصلي والدخيل, ينتهي الى حالة شادة أكثر تطرفا في التعامل مع الأصيل في الإدراك الذاتي, ينتج معه الكره والحقد السيكولوجي على الهوية الأصلية و وتكون لهذه الشعوب قابلية ليس قبول الاستعمار المنتصر و تقمص هويته فقط وإنما الإنخراط في معاركه الدموية والروحية إنتصارا له و لهويته, هذا ما تمليه سيكولوجية النقص عند البربر, إعتقادا منهم أن التحول الهوياتي قد يعيد إليهم السيادة الرمزية والوظيفة الاجتماعية الراقية.
فعل التحول المرضي لإعادة الاعتبار للأنا الجماعية أو الأنا الفردانية تنتج تناقضات سيكولوجية بين الوعي واللاوعي, صراعات في شخصية الجماعة أو الفرد, قد تقودهما الى اللإرتزاق , خدمة الأخرين بالمقابل المادي أو بالمقابل المعنوي لنيل الرضى والفوز بمكانة مرموقة في السلم الاجتماعي أو الفوز بمفاتيح الجنة السماوية الوهمية.
البربر هم كل الشعوب المهزومة نفسيا, الشعوب الإرتزاقية والإنتهازية وخصوصا شعوب الشرق الاوسط وكثير من الشعوب الإفريقية (الاسلامية), الشعوب الكارهة لذاتها الى درجة إنكارها وإماتة هويتها القومية للتخلص من الإذلال الهوياتي والاجتماعي, بسبب الهزائم الحربية والخضوع للإستعمار أوالإستلاب والإغتراب بسبب الايديوجيات الاستعمارية, في هذا الصدد يقول ابن خلدون:" ان المغلوت مولع أبدا بالاقتداء بالغالب في شعاره و زيه ونحلته وسائر أحواله و عوائده, والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها و انقادت اليه إما لنظره بالكمال بما وفر عندها من تعظيمه أو لما تغالظ به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو كمال الغالب فإذا غالظت بذلك واتصل لها اعتقادا فآنتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به وذلك هو الإقتداء". أو يرجع التحول الهوياتي لسبب الهروب من المظاهر الفزيولوجية كما يلاحظ عند بعض الشعوب الافريقية التي ربطت هويتها الافريقية بالعبودية بسبب بعض المميزات كاللون مثلا (الوهم الذي زرعه الاستعمار) وهذا ما أدل عليه فعل ابن العاص في تخليه عن غزو السودان, مقابل, تزويده سنويا ب 300 عبد سوداني, مثل هذا السلوك ما يولد لدى هذه الشعوب إحتقار الذات و عقدة النقص, والإختباء في الهويات الأجنبية (العروبية), إذا إنتقدت عروبة الإفريقي, فسوف يجيبك: هل تريد أن أبقى بدون هوية, وهذا دلالة من جهة عن الإدراك الزائف للإنتماء الهوياتي, و من جهة أخرى العجز النفسي في مجابهة الزائف وتدميره, حالة الإنفصام هذه عند هؤلاء ترى مثلا في تجنيدهم كمرتزقة في الحروب أو كخدامين مطيعين للسيد (الخليجي خصوصا), إلا أن هذه الحالة النفسية يعتقد من خلالها الإفريقي أنه الأقوى وأنه الأمين, (القوة والأمانة), إلا أن الواقائع ترمز الى"العبودية" التي لم يتحرر منها الإفريقي وتتجلى أكثر في التقمص الهوياتي, التي جعلته شعب بربري لا يصلح إلا للتبعية والارتزاق.
مرض إنكار الذات الهوياتية يعود لأسباب متعددة تكمن أساسا في العجز عن مواجهة الواقع وفهم حقيقة المعانات والانهزامية, و النتيجة توهم هذه الشعوب البربرية, أن حريتها وخلاصها من العار والعبودية يكمن في التحول الهوياتي للإحتماء في هوية المخلص من الإذلال, الهوية النموذجية القادرة على خلق الشخصية الجماعية الراقية, إلا ان الحقيقة فالتحول الهوياتي جعل من هذه الشعوب أكثر تخلفا وفقرا وإرتزاقية و إنتهازية.
تونس من المناطق الامازيغية أكثر تعرضا للهجمات الاستعمارية, و لموجات من الأقليات الاستطانية بحمولتها الثقافية وقوتها السلطوية, إستطاعت التأثير على سيكولوجية أمازيغ تونس في التحول الهوياتي (الثقافي واللغوي والنفسي) وسهلت عمليات الأرمنة والتتريك والتعريب. هوس التحول والتخلص من الإهانة, تحدث عنه ابن خلدون لما كان تنسبه قبائل زناتة عن أصولها الحميرية, يقول ابن خلدون:" الانتساب في حمير للترفع عن النسب البربري لما يرونهم في هذا العهد خولا وعبيدا للجباية وعوامل الخراج" ويضيف " وأعجبوا بالدخول في النسب العربي لصراحته وما فيه من المزية بتعدد الانبياء..." وفي حديث عن بطون بني عبد الواد قال:" قال يغمراسن بن زيان أبو ملوكهم لهذا العهد لما رفع نسبهم الى إدريس, كما يذكرونه فقال برطانتهم ما معناه: إن كان هذا صحيحا فينفعنا عند الله" (تاريخ ابن خلدون), هوس تقمص الهويات الاستعمارية منها بالأساس العربية, هو مصلحي سواء التهرب من الحالة الاجتماعية الدونية من جهة ومن جهة آخرى التقرب من الله العربي ودخول المدينة الفاضلة الخرافية.
في الوقت الحاضر نجد بربر تونس أكثر تبعية للعرب , وأكثر حقدا على الامازيغ والامازيغية في شمال إفريقيا, فالسلطة العنصرية في تونس لعقود لم تعترف بوجود الامازيع, رغم أن حقيقة الوجود كانت دائما تقلق النظام الشوفيني, و ما هو معروف بعد رحيل نظام الحماية, تجند الشوفيني بورقيبة الرئيس التونسي السابق بإجباره لأمازيغ المناطق الجبلية بترك مناطقهم والنزوح الى المدن للانصهار في العروبة الاستعمارية, والسلطة البربرية الارتزاقية في بلاد إيمازيغن تونس, ما زالت تتنكر لحقوقهم الاقتصادية والثقافية واللغوية وتحاربهم و تقمع تحركات النشطاء الامازيغ. عملية الاستبداد والحقد هو تعبير عن إفراغ المكبوتات المخزنة في اللذاكرة و صراع الوعي واللاوعي في الرفض والاعتراف, وهذا ما يخرج الى العلن والظاهر في صورة الغلو في شدة الحقد ومحاربة الامازيغ والقيم الامازيغية للإنتقام من الذات الدونية.
الثقافة الاستلابية خصوصا العنصر الديني (ميكانيزم التحول الهوياتي), جعل من بعض الشعوب نسخة (فتوكوبي) لشعوبا آخرى, وهي نفس الفكرة التي قالها الرئيس التونسي السابق بورقيبة في مخاطبة فهد الملك السابق للسعودية, ما معناه " أنتم الاصل ونحن النسخة". المنسوخون المتنكرون لهويتهم القومية ينساقون دائما الى الإرتزاق والدفاع عن " القوامين" المفترضين, وهذا ما يلتجأ اليه التوانسة في الدفاع عن قضايا العروبية أكثر من العرب الأصليين (الحجاز والنجد) لإرضاء الاسياد, وبالمقابل يربحون ميزة (أنهم زين العرب), لترتاح النفسية الدونية المضطربة بصراعاتها اللامنتهية.
الهويات الزائفة التي صنعها الحكواتيون ( المسعودي والطبري وابن الكلبي و... ومعلمهم في الأنساب "اليهودي" إبن إسحاق), مصيرها الى بزبلة التاريخ, وهذا ما تأكده العلوم الحديثة وخصوصا علم الجينات الذي فضح حكايات الحكواتيين عن الانساب المتخيلة والتاريخ المزيف.
علم الجينات قد صدم الشوفين, بالكشف العلمي أن 63% من الشعب التونسي أمازيغ, خلافا للحكايات العروبية التي تتحدث عن 98% من التوانسة من أصل عربي, فقد بين العلم أن 14% وهو الرقم الحقيقي للعرب في تونس ( الأكبر في شمال افريقيا), بكونها المنطقة التي غزاها برابرة بني هلال و بني سليم وتساهل معهما حكام تونس الامازيغية أنذاك, كما أكد ذلك البروفسور غبرييل كامبس " لم يصل أكثر من 100 ألف شخص من الدم العربي الذي دخل شمال أفريقيا في القرن الحادي عشر", وعن التغاضي عن الوجود والفعل الاجراميين لهاته القبيلتين, يقول كامبس: "من الخطأ الاعتقاد ان بين البربر (كسر الباء) والغزات العرب كان هناك مواجهة شاملة على شكل عرقي او قومي, فالقبائل المحتلة وجدت البلاد مفتوحة, تنهب وتخرب المدن وتنسحب بعيدا" ويضيف: " أمراء القبائل الزيرية والحمادية وفي وقت لاحق الموحدين والمرينيين, لم يترددوا في استخدام هذه القوة العسكرية, وهي متاحة دائما". وعن التحول الهوياتي اللاطبيعي يقول كامبس: "انها قصة غريبة وفعلا رائعة جدا ان يتم التحول العرقي- الاجتماعي للسكان البربر من عدة ملايين, من طرف عشرات الآلاف من البدو".
Gabriel Camps (Die Berber. Erinnerung und Identität, hrsg. Errance, Paris, 1995).
وعن ابن خلدون عن برابرة بنو هلال وبنو سليم, يقول:" إفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خرابـًا كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومى كله عمرانـًا تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر" مقدمة ابن خلدون ص.150.
العدد القليل من برابرة الهلالية والسليمية لما إقترفته من مجازر وخراب, إستطاعت التأثير في سيكولوجية التوانسة (الغير السوية لما خزنته من تناقضات الهوياتية السابقة) وتحويل هويتهم الطبيعية الى هوية إصطناعية زائفة, أغراهم لقب عرب و حتى لقب شريف ( من نسل محمد)لكسب المكانة الوهمية, التي آذلتهم عكس ما كانوا يظنون, وجعلت منهم شعب مرتزق في خدمة الآخر, أعاد التاريخ تونس الى عهود الأولى للمسخ الهوياتي وخدمة الاستعمار.
سيكولوجية الارتزاق والانتهازية البربرية صنعت الهوية الخيالية وغرستها في عقول الأجيال التوانسة المتعاقبة, متنكرة لأسلافها العظام الذين صنعوا التاريخ الامازيغي أمثال مسينيسن ويوغرتن وغيرهما, من كانوا يعتزون بهويتهم الامازيغية الافريقية (التونسية) (إفريقيا للأفارقة).
فضل علم الجينات على التونسيين حاليا, يتجلى في شجاعة الشباب والشابات في الإقبال على DNAفحص جيناتهم والتأكد من أصولهم, والرجوع الى الأصل فضيلة, والإضمام الى صفوف الإحرار للدفاع عن الحق في الوجود والإعتراف والعيش الكريم.
تونسي أمازيغي (حر) لا بربري, مرتزق في خدمة الآخرين.

كوسلا إتشن



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوروبا ولعنة الاسلام (3)
- أوروبا ولعنة الإسلام (2)
- أوروبا ولعنة الاسلام
- جرائم النازية الجديدة و مواقف السلطة السياسية
- السلطة اللقيطة وسياسة الكيل بمكيالين (حراك الريف وبوليساريو ...
- جمهورية الريف المفترى عليها (العرقية والانفصال)
- تعديل الدستور في دزاير وإعادة النقاش حول اللغة الامازيغية
- الارهاب العربي الاسلامي في خدمة الامبريالية العالمية
- إنتهاك حقوق المعتقلين السياسيين من أجل القضية الريفية
- التضاد المطلق بين القضية الريفية ومشكل الصحراء المصطنع
- بعض المشتركات بين الفكر الهتلري و التعاليم المحمدية
- - ثورة السلطان- و لعبة الشرعنة
- الهوية القومية واللاهوية والصراع الطبقي
- أنوال رمز النضال الوطني التحرري الامازيغي (المعركة التي صنعت ...
- القضية أكبر من إسقاط الأمازيغية من البطاقة -الوطنية-
- ديمومة الغنيمة في مفهوم الاستعمار -الاسلامي-
- عبد الله البقالي والكيل بالمكيالين
- نقد الأرثوذكسية العروبية (البعثية والسلفية), دفاعا عن الأماز ...
- المطالبة بتحرير ايمازيغن من رموز الاحتلال و الإبادة والعبودي ...
- منطقة الريف و -حزب- -الاستقلال-


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - عقدة الدونية عند -البربر- شعوبا وافرادا