أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - ديمومة الغنيمة في مفهوم الاستعمار -الاسلامي-














المزيد.....

ديمومة الغنيمة في مفهوم الاستعمار -الاسلامي-


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغنائم في الشريعة الإسلامية
الغنيمة هي كل ما يؤخذ عنوةً بطريق القهر والغلبة, سواء بالقتال أو السلم (الإستسلام) مما هو واجب التقسيم بين المنتصرين.
بلدان الكفار بالنسبة للإسلام هي دار الحرب, فهي ليست معصومة ولا محترمة, فكل ما يغنم من هذه البلدان فهو غنيمة حلال للمسلمين, والغنيمة في المفهوم الاسلامي تشمل البشر و الحيوانات و النباتات والأراضي (الارض وما عليها وما في جوفها), هذا كله حلال لجيش المسلمين المنتصرين. المفهوم الإسلامي للغنيمة هي أخطر وأغرب عملية عصاباتية في السطو المسلح ليس لأنها تهدد أرواح البشر وأرضهم وأرزاقهم, وإنما كذلك لأنها أحلها الله وأخص بها المسلمين فقط.
الغنيمة كما وردت في المفهوم الاسلامي قد تكون ركن من أركان الاسلام, فهي فرض على المسلم القيام به بعد الغلبة, فرضها الله بآيات إلزامية للمسلم, في الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال: "قال رسول الله: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الانبياء قبلي, نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركه الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم و لم تحل لأحد من قبلي ", أبيح لمحمد الغنائم و إختصها الله العربي لأمته فقط دون غيرها من الامم, رحمة من الله بهذه ألأمة بإحتلال الاوطان الشعوب وإستعبادهم وسبي نساءهم ونهب وسرقة خيراتهم. و قول الله العربي الإسلامي: " وإعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل" الانفال:41, وقوله: " فكلوا مما غنمتم حللا طيبا" الانفال: 69. يشجع الله المسلمين على القتل والنهب والسبي وإحتلال أراضي الشعوب بإعتبار العملية كلها غنيمة حللها الله, ووجب على المسلم ممارستها والحفاظ على ملكيتها التي وهبها الله لأمته المفضلة (الاسلامية), يقول الله: "وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيْ قديرا" الاحزاب: 27. ويمكن أعتبار الغنيمة هي المفهوم الإسلامي للإستعمار الاستطاني, شرعه الله بقوانين إلزامية, وجب على المسلم التشبث بها والحفاظ على ملكيتها الابدية.
في حكم الأرض المغنومة حسب كتاب "موسوعة الفقه الإسلامي", تشير الى أن: "إذا كانت الغنيمة أرضاً فتحها المسلمون عنوة، فيخير الإمام فيها بين أمرين:الأول: قَسْمُها بين الغانمين, عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قَالَ: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خَيبر نصفين نصفا لِنَوَائِبهِ وَحاجته و نصفا بين المسلمين قسمها بينهم. أخرجه أبو داود
الثاني: أن يقفها على المسلمين, فيقرها بحالها, ويضرب عليها خراجاً مستمراً يدوم نفعه للمسلمين, يؤخذ ممن هي بيده, يكون أجرة لها كل عام, كما فعل عمر رضي الله عنه بما فتحه من أرض الشام ومصر والعراق".
خيارين أحلاهما مر, إما أن يقسمها على الغانمين, أوإما أن يقفها على المسلمين. الخياران وجهان لعملة واحدة, الاحتلال الإستطاني وأبعاده السوسيو-اقتصادية والسياسية والثقافية والنفسية, فرض الخراج أو الجزية سواء أكان مسلما أو "ذميا", تحويل الشعوب الى أقنان وعبيد في ملكية المحتل الاسلامي, تصرف المحتل في املاك الشعب المستعمر(فتح الميم) وثرواته في إطار الغنيمة التي أخصها الله العربي الاسلامي لأمته المفضلة وحدها دون غيرها.
مفهوم الغنيمة هيمن على الفكر الاسلامي في تاريخيته وتطوره اللاحق في التعامل مع " الاراضي المغنومة" سواء في أخفاقاته التاريخية مثل تحرير إسبانيا (الاندلس) أو في انتصاراته الايديولوجية والسياسية, مثل إستمرارية إحتلال بلاد الامازيغ (شمال افريقيا). الاندلس المستعمرة "الاسلامية" سابقا, رغم تحررها في القرن 15م وطرد الغزاة المسلمين, إلا ان فكر الغنيمة (الاستعمار الاستطاني ) ما زال يبكي على ضياع وفقدان الاندلس و يحن الى إسترجاع الغنيمة التاريخية, وعلى قول درويش " يبكي لأندلس ان حوصرت حلب". البلدان المغنومة تظل موروثة ينتقل ميراثها الى الوارث, من جيل الى أخر, وهذا هو حال بلاد ايمازيغن شمال افريقيا مستعمرة العروبة-اسلام الى أجل الفقدان والضياع, كما فقدها الوارث الاسلامي الاسبق (العثماني التركي), الذي أعادته الصراعات المصلحية في التفكير في غنيمة ليبيا (المستعمرة السابقة لأل عثمان), وإشتد حنين الاردوغانية بالمطالبة بالحق التاريخي في إرث شمال إفريقيا وهذا ما قصده أردوغان بقوله: "الذين يسألون عن سبب وجود تركيا في ليبيا, يجهلون السياسة والتاريخ". وأضاف قائلا "علاقاتنا مع ليبيا تمتد لأكثر من 500 عام". الفكر الاردوغاني المستمد مرجعيته من الغنيمة الاسلامية, أصبح حبيس وهم الغنيمة التاريخية والإرث التاريخي, الذي يجب ان يسترجع, وما دامت الفرصة سانحة في الرجوع الى ليبيا في شكله الامبريالي, فهو أحسن الايمان, فالهدف الاستراتيجي للدولة الاستعمارية يكمن في إستنزاف خيرات ليبيا وتفقير الشعب الليبو مع الاستغناء عن السبي والاستعباد اللذين شرعهما الله الاسلامي, فالحصول على الغنيمة في مفهومها المعاصر التبعية الاقتصادية والسياسية والثقافية, هو هدف استراتيجي لتركيا, فأردوغان والقوى الداعمة لمشروع حق الغنيمة التاريخية, لا ترمي بالجيش التركي في حرب دامية من أجل عيون الشعب الليبو, وإنما من أجل استرجاع الغنيمة التاريخية التي أخذت منه كذلك عنوة من طرف إستعمار جديد, وتبقى الغنيمة تترنح بين إستعمار قديم وإستعمار جديد حتى يفيق الشعب الليبو من غبائه المزمن وينفض غبار الازمان وينتفض ضد الغنيمة التاريخية والعبودية المعاصرة, لإسترجاع كرامته القومية وكرامة أرضه الملطخة بعار الزمن الماضوي والزمن المعاصر.

كوسلا إبشن



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله البقالي والكيل بالمكيالين
- نقد الأرثوذكسية العروبية (البعثية والسلفية), دفاعا عن الأماز ...
- المطالبة بتحرير ايمازيغن من رموز الاحتلال و الإبادة والعبودي ...
- منطقة الريف و -حزب- -الاستقلال-
- دلالة تدمير التراث الانساني
- الشعب الليبو و مصالح القوى الخارجية
- النظام العرقي والعمل السياسي المنظم
- 1 ماي وليد القهر الطبقي
- محمد رسول العروبة واللاإنسانية
- العنصرية العروبية تخترق المدافن
- إيغور أم إيغود!!!
- تسمية بربر والجهل المفاهيمي
- خطورة الايديولوجية العقائدية على حرية الشعوب
- - اليسار- الشوفيني و نقد النضال الامازيغي
- افراح الميلاد جزء من ثقافتنا
- العفو على الارهابيين الاسلاميين واستثناء المناضلين ايمازيغن
- من زعزعة الامن الروحي الى زعزعة الامن الولائي
- الاستبداد المطلق للمقيم العام العلوي الاستعماري
- التهميش والاقصاء نتيجة حتمية لسياسة التمييز القومي
- المهمشون أولى بأموالهم من الغير


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - ديمومة الغنيمة في مفهوم الاستعمار -الاسلامي-