أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الثمن من شباط يوم حزين في حياة شعبنا .















المزيد.....

الثمن من شباط يوم حزين في حياة شعبنا .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثامن من شباط 1963 م .. يوم أسود حزين وكارثة إنسانية
قلل نظيرها ..
الجزء الثاني .
صبيحة الانقلاب الأسود :
أختار قادة الانقلاب الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 8 فبراير من سنة 1963 للانطلاق، لكون يوم الجمعة يوم عطلة، ويمكن تحرك القطع العسكرية بسهولة، وصادف ذلك اليوم 14 رمضان.
توجهت إحدى القطع المهاجمة إلى دار الإذاعة حيث سلمت القوة الخاصة بحمايتها للمهاجمين فبدأت الإذاعة تبث أناشيد ثورية ووطنية .
أغارت طائرات الميغ 17 والهوكر هنتر من السربين السادس والسابع في قاعدة تموز الجوية في الحبانية بقيادة كل من الطيارين المقدم الطيار منذر الونداوي والرائد الطيار محمد جسام الجبوري والعقيد الطيار حردان عبد الغفار التكريتي من قاعدة الحرية الجوية في كركوك وبإشراف العميد عارف عبد الرزاق وآخرون محدثة أضرارا كبيرة في مبنى وزارة الدفاع .
حاصرت الدبابات وقوات المشاة مبنى الوزارة .
لم تتحرك الفرق والوحدات العسكرية في أرجاء العراق لمناصرة نظام الحكم، سوى مقاومة قليل من الحامية العسكرية الخاصة بوزارة الدفاع ولم يبقى مع قاسم سوى بعض من كان في وزارة الدفاع، وهم كل من: العقيد فاضل عباس المهداوي ابن خالة الزعيم عبد الكريم قاسم ورئيس محكمة الشعب، والعميد طه الشيخ أحمد، مدير الحركات العسكرية، وقاسم الجنابي سكرتير عبد الكريم قاسم، والملازم كنعان حداد مرافق قاسم الشخصي.
والشهيد العميد جلال جعفر الأوقاتي قائد القوة الجوية . والذي قُتل بعد مداهمة بيته .
في الوقت الذي كان فيه القصف يجري على وزارة الدفاع، سجل عبد الكريم قاسم على شريط تحت أصوات الانفجارات والقصف خطاب موجه إلى الشعب والقوات المسلحة وأرسله إلى دار الإذاعة مع الرائد سعيد الدوري، حيث سلم الشريط إلى قادة الحركة، كما أن دار الإذاعة كانت قد احتلت من قبل قادة الأخيرة، ولذلك لم يتسنَ إذاعة الخطاب، وفيما يلي بعض من مقاطعه:
«إلى أبناء الشعب الكرام، وإلى أبناء الجيش المظفر ، إن أذناب الاستعمار وبعض الخونة والغادرين والمفسدين، الذين يحركهم الاستعمار لتحطيم جمهوريتنا، يحاربوننا بحركات طائشة للنيل من جمهوريتنا، وتحطيم كيانها.
إن الجمهورية العراقية الخالدة، وليدة ثورة 14 تموز الخالدة لا تقهر، نحن نعمل في سبيل الشعب، وفي سبيل الفقراء بصورة خاصة، وتقوية كيان البلاد، فنحن لا نقهر، وإن الله معنا أبناء الجيش المظفر والوحدات، والقطعات، والكتائب والأفراد، أيها الجنود الغيارى، مزقوا الخونة، اقتلوهم، اسحقوهم، إنهم متآمرون على جمهوريتنا ليحطموا مكاسب ثورتنا، هذه الثورة التي حطمت الاستعمار، وانطلقت في طريق الحرية والنصر، وإنما النصر من عند الله، والله معنا، كونوا أشداء، اسحقوا الخونة والغادرين.» lمنقول عن ويكيبيديا /حركة 8 شباط 1963 م .
اقتيد عبدالكريم قاسم ومعه طه الشيخ أحمد والمهداوي وكنعان خليل حداد إلى احدى غرف الإذاعة ، وانهالت عليهم الشتائم واللكمات، كان الكل يتكلمون ويشتمون في آن واحد ومتوترين، كان الجميع يحثون على الإسراع في إعدامهم.
لم يرد قاسم على أكثر أسئلتهم بل كان يطالب باستمرار بمحاكمته وكما هو قام بمحاكمتهم .
كان قاسم رغم انه متأكد من قتله إلا انه لم يتصرف كمتخاذل، اما طه الشيخ أحمد فتصرف هو الآخر بذهول واندهاش وربما كان أحسن الأربعة حالاً، كان المهداوي رابط الجأش رغم الاعتداء عليه ونزيفه الغزير .د
رفض الرجال الأربعة ان تعصب أعينهم عندما أعلمناهم بقرار الإعدام، خرج القادة البعثيون من الغرفة وبقي الرماة وتم الرمي، وعلم شبيب من الرماة فور خروجهم ان قاسم هتف بشيء لم يميزوه، لكن الوحيد الذي ميزوه هو ما قاله المهداوي الذي هتف بصوت عال: (عاش الشعب).
لم تكن هناك محاكمة وكل حديث عن وجود محاكمة إنما هو ضرب من التخيل، بل المحكمة تشكلت على الورق بعد اعدامهم ورأسها عبدالغني الراوي وكان التشكيل على الورق لإخراج أمر اعدامهم قانونياً.
هكذا تكلم شبيب عن عبدالكريم قاسم :
كان وطنياً وراعياً لمصالح الفقراء، ولم تكن مشاريعه تهدف إلى الدعاية وإنما آمن بها ونفذها باندفاع وحماس، لكنه كان دكتاتوراً فردياً، أساء الى جميع الأحزاب، كان عليه أن يفسح المجال لجميع الأحزاب بالعمل، وان يستفتي الشعب على دستور دائم ولانتخابات ديمقراطية، والجميع واثق من انه سيفوز برئاسة الجمهورية، وفي كل الأحوال فقد كان قاسم لا يستحق المصير الذي آل إليه.
وأخيراً فقد كان من الصعب علينا وصف قاسم بأوصاف تدينه غير الفردية، كان عفيف اليد، وكانت عيناه شبعانتين فلم يطمع وهو حاكم العراق الوحيد ببستان أو قطعة أرض، في حين سعى كل حكام العراق الذين سبقوه والذين خلفوه للكسب والاستيلاء وسرقة المال العام، خصوصاً كتلة صدام وخيرالله طلفاح والحيتان من أنجالهم وأصدقاء أنجالهم.
ويضيف طالب شبيب:
سن قانون رقم (80) وبموجبه أمّم 99.5% من الأراضي النفطية، وسلَّم مصر جميع الوثائق السرية في الخارجية العراقية والتي تخص مصر وسوريا والعائدة إلى العهد الملكي وحلف بغداد، تأسست في عهده منظمة أوبك، وأسس صناعة الصلب والإسمنت، لم ينتفع ولم يسمح لغيره أن ينتفع بصورة غير شرعية، ولم يخض حروباً بالنيابة وغير ذلك كثير وكثير مما يؤكد إن خصومه لم يعترضوا عليه الا بسبب الصراع على توزيع المراكز في السلطة، فاستعانوا بجهات اقليمية ودولية لها مصالح في العراق لإسقاطه .
محكمة الشعب والمهداوي :
يروي طالب شبيب عن المهداوي وبعيداً عن الضغط المألوف الذي يُعاقب حتى الموت من ينصفه .. ويقول ان المهداوي اشترك في حركة رشيد عالي الكيلاني وأسره الإنكليز في الحبانية.
التحق بحركة الضباط الأحرار بقيادة قاسم الذي أسسها في نهاية الأربعينات على أرض فلسطين، تمكن المهداوي مع رفاقه صباح 14 تموز / 1958 من تنفيذ واحدة من أهم وأخطر أجزاء خطة الثورة بالسيطرة على اللواء الأول (لواء الأمن) ومهمته حماية بغداد من أي تمرد قد يحدث ضد حكومة نوري سعيد الآتية بعدها.
في 18 تموز عين رئيساً لمحكمة الشعب، تلك المحكمة ظلت حتى هذه اللحظة تتحدى كل السلطات التالية في أن تقيم مثلها أو أفضل أو أكثر حرية منها، بدلاً من العلنية الساخرة للمهداوي نشأت بعده المحاكم السرية والقتل السرّي والتعذيب حتى الموت وتهديد الشرف وبصورة تتجاوز وتفوق ما سمع به الإنسان منذ تأسيس حضاراته الأولى ولحد الآن!!.
ان قاعة الشعب التابعة لمحكمة الشعب تحولت بعد سقوط قاسم إلى مسلخ بشري قتل فيها خلال شهر واحد أضعاف ما حكمت به محكمة المهداوي خلال (4.5) سنة من عمر حكومة قاسم، في حين – ويا للأسف – ان بعض السياسيين مازالوا يحصرون الاستبداد والدكتاتورية بعهد قاسم ومحكمة المهداوي دون غيرهما!!.
المهداوي في وزارة الدفاع :
يشهد كل الشهود في رسائل ومذكرات منشورة داخل وخارج العراق إن المهداوي وقف في 8 شباط داخل وزارة الدفاع ضد الاستسلام، وبأنه عندما اتصل به ممثلو الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد طالبين إليه مرافقتهم الى كردستان للخلاص بنفسه وبعائلته، قال لزوجته لن أهرب ولن يقول أحد عني جبان.
يوضح الدكتور علي كريم في هامش صفحة 200 تلك الأحداث معتمداً على وثائق وشهادات للبعثيين أنفسهم في الخارج، وعن ذلك الطبيب البعثي يقول:
ان صادق حميد علوش .. أصبح بين سنوات (1975 – 1979) رئيساً لمدينة الطب وكان في سنة 1998 عضواً لفرع حزب البعث. ثم يذكر الدكتور بالتفصيل كيفية تعذيب وقتل الشيوعيين: محمد صالح العبلي، حمزة سلمان الجبوري، جمال الحيدري وابن زوجته (من زوج سابق لها) فاضل (عمره 14 سنة)، توفيق منير، متي الشيخ ومهدي حميد وسلام عادل ونافع يونس وغيرهم.
يقول شبيب: (فغطينا نحن مع الأسف ذلك بقرارات رسمية، إذ قال تقرير الطبيب الشرعي وهو بعثي اسمه (…… علوش) بانهم ماتوا بالسكتة القلبية لانهم ظلوا حتى الصباح معلقين وأرجلهم مرتفعة وذلك يؤدي بعد فترة إلى السكتة القلبية).
قطار الموت! وقطار الحياة أبداً يفوت :
رأى البعثيون بعد حركة (حسن سريع – 3 تموز 1963) إن وجود عدد كبير من الضباط والقادة الشيوعيين في سجن رقم (1) بمعسكر الرشيد مصدر قلق لهم، لذلك قرر الحزب نقل السجناء إلى سجن (نقرة سلمان) الصحراوي.
تمكن عبدالسلام عارف وغيره من العسكريين وخاصة البكر وعبدالغني الراوي من تبني فكرة ضرورة القضاء عليهم، طلب البكر من عبدالغني الراوي (قومي) أن يذهب إلى (نقرة سلمان) وهناك يجري تنفيذ الإعدام بـ (30) من الضباط الشيوعيين، فرفض عبدالغني السفر إلى (نقرة سلمان) بحجة ان إعدام (30) شيوعياً لا يستحق السفر الى (نقرة سلمان) وقال ان إعدامهم أهون من سفره بل طالب بإعدام المئات!!...
لقى هذا الطلب مقاومة حازمة وشديدة من قبل قيادة الحزب المدنيين وبعض العسكريين وخاصة سكرتير مجلس قيادة الثورة (أنور عبدالقادر الحديثي).
وبعد قضاء ليلة مع البكر تمكن طالب شبيب وحازم جواد وأنور الحديثي من إقناع البكر للعدول عن فكرة [ الإعدام بالجملة!! ]..
ذكرنا آنفاً قرار إرسال السجناء إلى (نقرة سلمان) وإعدامهم بالجملة، وان الخيرين أبطلوا فكرة الإعدام، إلا ان الأشرار أرادوا إعدامهم باسلوب آخر وبـ (قطار الموت).
يذكر الدكتور علي كريم في الصفحة 302 من الكتاب تفاصيل مأساوية عن (قطار الموت)،.. كان السجناء شيوعيين عسكريين ومدنيين وكذلك قاسميين.
تختلف الروايات حول عدد السجناء فيقول الفكيكي انهم 450، وباقر إبراهيم 600، بينما يقول الشاعر كاظم السماوي انهم 1200 سجين، كانت (فاركونات) القطار مطلية جدرانها وأرضيتها بـ (القار)،...
انطلق بهم في الساعة (11) صباحاً 7 تموز 1963 مع ارتفاع شمس تموز الحارقة، فكان يمكن للركاب – حسب التقديرات العلمية – أن يموتوا بعد ساعتين من انطلاق القطار، فتتحول كل عربة إلى تنور متنقل أو فرن مغلق على لحوم بشرية.
كانت تلك العربات مخصصة أصلا لنقل البضائع، كان السجناء مكبلين، وبعضهم بـ (كلبجات) وآخرين بسلاسل حديدية، وتوزع الحراس على الممرات بملابس مدنية أو فلاحية إمعاناً في التمويه، ومهمتهم منع أية محاولة لكسر الأبواب والهرب.
لولا وجود عدد من الأطباء الضباط بين السجناء لما صمد السجناء أحياءً فترة أطول، إذ أعطوهم النصائح بأهمية (مص) أصابعهم وأجزاء الجسد الأخرى لاستعادة بعض الأملاح المفقودة وغيرها من النصائح.
بعد ساعة من تحرك القطار بدئوا يعانون من الغثيان وهبوط ضغط الدم بسبب نقص الأوكسجين داخل العربات، يتدخل الحظ ويتوقف القطار في محطة المحاويل، وأثناء التوقف اتصل شخص بالسائق (عبد عباس المفرجي) قائلاً: خالي حمولتك ليست بضاعة بل سجناء سياسيين انهم ضباط عبدالكريم قاسم! ..
ولما علم السائق انه يقود تابوتاً بهيئة قطار مصفح، استبدت به الشهامة العراقية ولدى السائق ذاكرة ودية لعهد قاسم.
فانطلق قبل الموعد بأقصى سرعة ممكنة فوصل بالقطار قبل موعده بساعتين، ولم يعرف لحد الأن كيف علم ذلك النفر من أبناء سدة الهندية والديوانية بسير القطار، هل سرّب الخبر بعثيون متعاطفون أم شيوعيون أم أقرباء السجناء؟....
بل انهم اتصلوا بمعارفهم في السماوة لاستقبال القطار ومساعدة السجناء، وعندما فتحت أبوابه في السماوة تكشفت العربات عن حشرجات صادرة عن هياكل بشرية زاحفة للخارج، في حين غاب آخرون عن الوعي، ومات شخص واحد على الأقل.
مرة أخرى لعب الأطباء السجناء دوراً مهماً في إنقاذ حياة السجناء، اذ قفزوا للأمام وأرشدوا المستقبلين الذين أحضروا مياها مثلجة وحليبا، فمنعوا السجناء من الشرب وأمروا الناس بجلب ماء دافئ وملح، جرى كل ذلك وسط حشود من الناس تتعالى بينهم ولولة وبكاء النساء، وعندما حاول رجال الشرطة والحراس الاعتراض تحدث معهم بعض الضباط السجناء فأخجلوهم وابتعدوا.
كان بين السجناء: غضبان السعد والعقيد إبراهيم حسن الجبوري، والعقيد حسن عبود والعقيد سلمان عبدالمجيد الحصان والمقدم عدنان الخيال ورئيس أول لطفي طاهر وحمدي أيوب والطبيب المشهور رافد صبحي والطيار إبراهيم موسى والمهندس الكهربائي عبدالقادر الشيخ ورئيس أول صلاح الدين رؤوف قزاز والضابط يحيى نادر وجميل منير العاني وآخرون.
لقد علم أحد وجهاء السماوة وهو يسكن بغداد واسمه (السيد طالب) بخبر القطار فاتصل من بغداد بأهالي مدينة السماوة واستنفرهم فاحضروا من الزاد ما يكفي عشرات المرات للعدد المنقول في القطار.
وقد استأجر سيد طالب شاحنة لوري وحمّلها بمواد غذائية مختلفة وسيّرها مع سيارات نقل السجناء إلى نقرة السلمان هدية منه. وقد سمى (حمدي أيوب) نجدة أهالي السماوة بـ ((انتفاضة السماوة الصامتة)).المصدر :
صحيفة الاتحاد / لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني /( انـقلاب 8 شـباط 1963) .. ذاكرة طالب شبيب.. دروس وعبر .
عرض وتعليق: حسين عثمان نيركسجاري .
كان قادة الحركة الانقلابية جلهم من حزب البعث ( عبد الغني الراوي ورئيس ما يسمى المحكمة الصورية التي لم تستغرق سوى دقائق لمحاكمة عبد الكريم قاسم ورفاقه الأخرين ، أحمد حسن البكر ، عارف عبد الرزاق ، علي صالح السعدي ، حازم جواد ، طاهر يحي ، طالب شبيب، مسارع الراوي، حمدي عبد المجيد، عبد الستار عبد اللطيف، عبد الكريم مصطفى نصرت، صالح مهدي عماش، حردان عبد الغفار التكريتي، منذر الونداوي، عبد الهادي الراوي، رشيد مصلح ) أضافة إلى العقيد عبد السلام محمد عارف المحسوب على التيار القومي الإسلامي .
بعد نجاح الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963 م ..
ارتكبت مجازر وأثم لم يشهد العراق مثيلا لها منذ الاحتلال لبغداد على يد التتر في 1258 م !!..
والتي ذهب ضحيتها المئات من المغدورين ومن قادة وكوادر ومناضلي الحزب الشيوعي العراقي ومن الوطنيين والشرفاء من أبناء شعبنا ، وتم زج ما يزيد على
000 700 الف معتقل في شتى أنحاء العراق ، وحول الانقلابين الملاعب والنوادي والمدارس إلى معتقلات ومسالخ بشرية ، تمارس فيها كل أشكال التعذيب والمهانة بحق هؤلاء ، وخيم على العراق ظلام وليل رهيب ، وديست الحرمات وانتهكت الكرامات والأعراض ، وأستبيح كل ما هو إنساني ، مخالفين بذلك كل المواثيق والأعراف والحقوق وبشكل مجنون وهستيرية سياسية فاشية غير معهودة .
انقلاب 18 نوفمبر / تشرين الثاني 1963 م والذي قاده رئيس الجمهورية أن ذاك عبد السلام محمد عارف .. ونتيجة الصراع على السلطة بين العديد من أجنحة البعث من جهة وبين عارف ومؤيدوه من التيار القومي والناصري .. تيار علي صالح السعدي والطيار منذر الونداوي ، وتيار عبد الكريم الشيخلي الذي أصبح وزير خارجية الانقلابين عام 1968 م وحازم جواد المخطط لانقلاب شباط حسب ما تناقلته وسائل الأعلام ، وتيار أحمد حسن البكر .
ونتيجة للصراع على السلطة ، تمكن عارف من اقتناص الفرصة لتصارع هذه الأجنحة والنجاح في انقلابه في 18/10/1963 م ، وإبعاد البعثيين ووزرائهم أل( 12 ) عن الحكومة وتعيين الموالين له / ولكن لم تتغير أساليب النظام الجديد كثيرا عن سابقيه !...
وبقية السجون والمعتقلات تغص بألاف المعتقلين والمحاكم الصورية على حالها ، التي كانت تمارس من قبل المحاكم العسكرية والمخالفة لكل القوانين النافذة .. مثل ( المجلس العرفي الأول .. والمجلس العرفي الثاني ) سيئا السمعة .
تبقى ردة شباط وما أقترفه الانقلابين وقطعان الحرس الا قومي واللاأخلاقي عالقة في أذهان العراقيين والعراقيات على مدى التأريخ !...
وتبقى ذكرى الضحايا الذين قتلوا على أيدي هؤلاء الأوباش ، وصمة عار في جبين البعثيين ومن تحالف معهم وأمدهم وأعانهم على اقتراف جرائمهم هذه .
إنه حدث جلل .. ومفترق طريق في مسيرة العراق وشعبه ، والتي نتيجتها وما أفرزته من كوارث ومحن !..
يدفع شعبنا لليوم !.. نتيجة غل وإرهاب وقمع وحقد هذه القوى الفاشية والإرهابية..
قواه الخيرة والمناضلة الوفية دفعوا ثمنا باهضا في مسيرتهم عبر العقود الستة الماضية .
الخزي والعار للبعث وجلاوزته ... وائد الحياة في مهبط الرسل والأنبياء ، وعرين أولى الشرائع .. والحرف والكلمة .
المجد لكل الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذه الردة اللئيمة .
النصر الأكيد لقوى شعبنا وقواه الخيرة والديمقراطية .
الاندحار والخزي والموت للفاشية الجديدة ولكل القوى الظالمة والسالبة للحرية والكرامة والحياة .
عاش نضال شعبنا وقواه الديمقراطية والتقدمية .
8/2/2016 م
ا



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلتي في قطار ..
- شيء من الذاكرة عن ثورة 14 تموز 1958 م .
- غربان الشر والجريمة تقوم بحرق مقر الحزب الشيوعي العراقي في ا ...
- منفى نقرة السلمان !...
- هبوا ضحايا الجوع والفقر والظلم وساندوا ثورة الجياع !...
- هل أبدلتم خرمة بتمر ؟.. أم عامر بعمران ؟..
- كل ما أدريه .. أنني لا أفقه شيء ؟..
- ما اختزنته الذاكرة !..
- ما العمل بعد كل تلك السنوات ؟..
- ستة أعوام على تلك الجريمة ؟..
- لا عيد ولا بهجة وسعادة وسلام !..
- كلمات متناثرة إلى من ملك قلبي !..
- إلى من لا يهمه الأمر ؟..
- العداء للشيوعيين عداء للشعب وللديمقراطية والسلام .
- تغريد البلابل فتراقصت السنابل في المساء !...
- أدرك شعبنا وقال كفاكم ظلما أيه الظالمون .
- الفساد والإرهاب ؟..
- جاءتني في عتمة الليل مبكرتا مرعوبة ؟...
- إلى متى يبقى الوعي غائبا عند الأغلبية من شعبنا ؟..
- الدولة المدنية الديمقراطية ضرورة وطنية .الدولة المدنية الديم ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - الثمن من شباط يوم حزين في حياة شعبنا .