أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - كخلاصة للمناظرة مع فرويد في منهجه، كما ظهرت في موسى والتوحيد: (المصدر – البحث عن موسى، في قراءة مغايرة – مخطوطة تنتظر النشر)














المزيد.....

كخلاصة للمناظرة مع فرويد في منهجه، كما ظهرت في موسى والتوحيد: (المصدر – البحث عن موسى، في قراءة مغايرة – مخطوطة تنتظر النشر)


عيسى بن ضيف الله حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6807 - 2021 / 2 / 6 - 17:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا أريد التعسف والتمادي في نقدي لفرويد، فله من الأعمال والكشوف المهمة في مجال علم النفس ودراسة الشخصية البشرية ونوازعها المتعددة، وما كان هدفي في الأصل سوى البحث عن موسى لا البحث عن نقد فرويد.. وما هذه مهمتي التي شاء لي البحث فيها..
لقد أظهرت لي مقاربتي للنص التوراتي في بحثي عن موسى، ما هو الممكن بصدده في إشكالية موته أو بالأحرى مقتله، وما هو ملتصق بتاريخه هو (موسى).. وفي هذا المدى ما ألتقي فيه مع فرويد حيناً، وأختلف معه في حين آخر.. وهذا ممكن دوما في حقول البحث العلمي، ولا ضير..
وكان أساس الخلاف بيننا، أنا العربي المقهور والقابع في قوقعته، وبين فرويد
المتعالي في برجه، هو كون منهجه لا يصلح لإخضاع النصوص التوراتية لمنهجه النفسي، وجعله كمفتاح لفهم التاريخ اليهودي والمسيحي من بعده.. وما يشد أزري في موقفي، هي المعطيات التاريخية ذاتها المنبثقة من البحوث العلمية في الحقل التوراتي ذاته، بما قد أنجزته في مجال سير التشكل المتمادي عبر العصور، فضلاً عما أنجزته مدونات كهوف قمران وتخوم البحر الميت..
وفي هذا السبيل، عمدت في التقديم على عرض ملخص للبحوث العلمية بشأن التشكل التوراتي، ورصدت فيها ثلاثة عشر بنداً (انظر في التقديم)، وكلها قد أجمعت على كون التشكل التوراتي قد جرى على مدى الأزمنة وفي وعهود متوالية ومتباينة، ولعل ما عرضه الباحث الأمريكي ريشار إيليوت فريدمان ما يكفي بالغرض كعينة لكل هؤلاء، فقد أعلن في مقدمة كتابه " من كتب الإنجيل" ما لخصه في الآتي: في زمننا، لا يوجد عملياً على مستوى العالم، أي عالم يعمل بجدية في هذا الموضوع، يدعم الزعم القائل بكون الأسفار الخمسة (أي التوراة) قد كُتبت من قبل موسى، وحتى من قبل كاتب واحد، وقد غدا كل كتاب من هذه الكتب موضوعاً للبحث من قبل الأخصائيين لمعرفة كم من المؤلفين قد أسهموا في كتابته. كما يجري السجال لمعرفة إلى أي من وثائق الأصول الأولية ينتمي هذا السطر أو ذاك.
لم تكن تلك المقولة هي وحدها بل رافقها ثلاثة عشر مقولة لباحثين كبار- وتلاهم بيير روسي، في مقولته الشهيرة: إن النص منقول عن أصل يهودي
غير موجود.. ثم: أليست غريبة ولا معقولة هذه الفكرة التي تستدعي شهادة
شاهد غائب.. (مدينة أيزيس، التاريخ الحقيقي للعرب، ص 24)
وأرى، في كون هذه السمات التي يتمتع بها النص التوراتي تجعل من الاستحالة بمكان وضعه تحت سطوة تطبيقات المنظور الفرويدي النفسي.. لكون الوقائع فيه (النص) متشكلة ومتزحلقة عبر الأزمنة، ومنجزة من قبل أفواج حبرية متعددة.
كحصيلة عمل– بقي فرويد محلقاً في عالم الفرضيات ليعتمد عليها في الركون على منهجه في التحليل النفسي، جاعلا ً من الشخص مادته التي هي بدورها مفترضة، بمعنى أنه قد جمع المفترض مع المفترض، وحصيلته بقيت في حاضنة المفترض.. بحيث قد ظهر موسى أسيراً لمنهجه، مما يدفعه لترتيب النص بحيث يخضع لمنهجه..
على وقع من ذلك، ظهر فرويد مترنحاً بين المعطى التاريخي والمعطى السيكولوجي، جيئة وذهاباً.. فهو لم يتوقف قط عن اللجوء حيناً للمعطى السيكولوجي ليخدم به المعطى التاريخي، وفي حين آخر يوظف المعطى التاريخي ليخدم به المعطى السيكولوجي، بحيث يجعلنا في حيرة من أمرنا في أيهما هو المؤسس للآخر...؟
في واقع الحال ظهر فرويد متردداً في بعض الأحايين، بصدد صلاحية منهجه في التعامل مع النص.. على سبيل المثال في الصفحة 83 يذكر فرويد– أن هذا المؤلف عن موسى (يتكلم عن مؤلفه هو) يبدو، في تقدير حسي النقدي، أشبه براقصة تجس موطئ قدميها، فلو لم أتمكن من الاستناد إلى التأويلات التحليلية لأسطورة الهجر عند المياه، ولو لم تتح لي إمكانية الانتقال بعدئذ
إلى افتراضات سيلن عن نهاية موسى لما كنت كتبت هذا الكتاب، ومهما
يكن من حال، فقد قضي الأمر الآن- بمعنى سيباشر فرويد مسيرة بحثه.
وهذا ما تحاشيناه، حينما اعتمدنا على النظر الجدلي في النص التوراتي، وذلك من حيث كونه يتمثل كموقع اركيولوجي ينطوي على طبقات وشرائح، تنتمي لعصور متعددة، وكان هو الأساس في الغوص داخل طبقاته المتراكمة والمتداخلة...
ونرى، أنه في اعتمادنا على حفرياتنا في أعماق النصوص وتحولاتها وتقاطعاتها ذات الصلة بموسى والتاريخ المحيط به، وبالاستناد على مجلوبات العلم التاريخي في تشكل التوراة، مما يقربنا أكثر لواقع الحدث إلى درجة اليقين أو ما يشبه اليقين..
ولعلنا قد جعلنا كون النصوص تتكلم بحد ذاتها وتفصح عن خفاياها. لا أن نتكلم بدلاً عنها، ونفرض عليها رؤيتنا المسبقة..
ولعلي في رؤيتي، أعثر على ما يدفعني لاعتبار فرويد قد وقع أسيراً في إغواء منهجه في التحليل النفسي وعممه، ليغطي فيه كل السبل بمداها التاريخي اليهودي والمسيحي، فغدا أسيراً له..



#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطف من مخطوطة عنوانها المسار التاريخي للكتاب المقدس الحبري
- من علم الأديان تعريف بحركة القراء = حركة منشقة عن اليهودية ا ...
- ما بين بن ميمون والفلسفة
- مناظرة مع مشروع الدبلوماسية الروحية المتمثلة بمقولاتها المرك ...
- شعر - أناشيد الوجع
- وقفة نقدية مع منهج فرويد في موسى والتوحيد
- من ذكريات الأمس - على صدى هزيمة حزيران - نشرت
- وقفة مع ستينات القرن الماضي - كيف كنا - رؤية
- من اوراق الأمس - على طريق العرقوب
- معاناة باحث - من الواقع
- من حكايات قريتنا
- خارج عن النص – في عشق اللغة
- قصيدة شعر - هلوسات الحاكم بأمره
- وقفة فكرية مع السيرة الذاتية
- شكوى سجن (رمز لواقع مرعب لبلدنا بكليته)
- رؤية في الشعر - مقدمة من ديوان لي
- قصة من الماضي
- حفريات اركيولوجية في نصوص الأسفار النبوية - أحزاب وتيارات.. ...
- اسرار الكهوف - الحلقة المفقودة من الكتاب المقدس العبري - من ...
- التوراة في ظل معتنقيها


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عيسى بن ضيف الله حداد - كخلاصة للمناظرة مع فرويد في منهجه، كما ظهرت في موسى والتوحيد: (المصدر – البحث عن موسى، في قراءة مغايرة – مخطوطة تنتظر النشر)