أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد مصارع - هل حق دفن الميت من حقوق الإنسان ؟














المزيد.....

هل حق دفن الميت من حقوق الإنسان ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1620 - 2006 / 7 / 23 - 11:59
المحور: حقوق الانسان
    



أظهرت الحرب غير العادلة , وغير المتكافئة , التي قامت بها دولة إسرائيل على جارتها دولة لبنان , شكلا رهيبا من أشكال المعاناة الإنسانية , في لبنان خاصة , باعتباره ضحية لاعتداء واسع , مبالغ به , من نوع العقوبة بالحزمة الجماعية , فما يفعله البعض يتحمل مسؤوليته الجميع , بحجة انتهاك السيادة الإسرائيلية على بلد مثل لبنان المفتوح , والمنقوص السيادة , داخليا وخارجيا , وهو الأمر الذي تعرفه إسرائيل قبل غيرها , الأمر الذي لا يعطيها الحق , بأن تقوم بمثل هذا الحجم من ردة الفعل , من باب أن من يمتلك القوة على تدمير دولة جارة , فعليه أن يترك شيئا يمكن له أن يدخل في باب حساب خط الرجعة , أو فيما سيخطه التاريخ لاحقا , بل وما سيبقى في الموروث القصصي الشعبي , والذي سيحدث عن دولة مجاورة ظالمة ما فوق الحد , قاسية مع جوارها , بصلافة كبيرة , وهي تود العيش لوحدها جسما غريبا ومنعزلا , فوق كل أبعاد الجغرافية السياسية , بل وفوق الذرائع الشرقية , عبرية كانت أم سريانية أم كلدانية أو آشورية أثورية ,وهلم جرا , تنزل علينا كما رآها ريس مكتب قناة الجزيرة الدون كيشوتية , في لبنان : غسان بن جدو , وهو من خيرة ( كادر قناة الجزيرة ) وهي برمزها المعروف هي الأخرى تهبط علينا بشارتها المعهودة كنيزك أو كوكب هبط علينا من السماء , وابترد بالماء ,وخرج يحمل سيوف الغضب المصنوعة من القصب , ليخط بحروف من ذهب , تاريخا جديدا , مكرورا لانتصارات هزائم العرب , وحيث الصوت الجزل يعني الحرب , وفي الصرامة والجدية ما يغني عن كل الطرب , لقد أخبر الناس الصحفي المقتدر غسان بن جدو بهبوط جسم غريب من السماء , انه أمر مثير للغاية , فربما كان نيزك الجزيرة هو الذي هبط بالخطأ , على سماء لبنان بدلا من أن يهبط على الخليج (..) , فامتطى صهوة سيارته ومضى يحدق من بعيد , بالجسم الغريب الهابط , فتبين له حينا أنه طائرة (ف-16) , أو خزانات وقود لطائرة , ولكنه بقي جسما غريبا , معجزا لا يمكن معرفته , وهو الشاهد العيان , وعلى المستمع أن يملأ الفراغات بالكلمات المناسبة , كما يشاء , وهذا من قوانين المهنية العالية لصحافة الشاهد عيان ؟!.
حرب النيازك و الكواكب التي تهبط على الأرض اللبنانية , هي الجسم الغريب الحقيقي , والسؤال الذي يطرحه السامع والمشاهد ل هكذا تقرير من أعلام آمن على نفسه , من الاعتداء , متصل بالخارج اللبناني , فكيف سيكون عليه حال المواطن اللبناني الواقع تحت مثل هذه الهجمات الظالمة , ومن القصف المروع الاستعراضي , بسبب من عدم التكافؤ .
من الغريب , والعجيب , أن يخطب ود الشرق الأوسط الصغير , أي البلدان المجاورة لدولة إسرائيل كل من الشرق والغرب , إلا إسرائيل , وتلك لعمري مفارقة العصر الحديث ؟!, فقناة الجزيرة مجرد مجموعة أصوات خطابية لاتقتل نملة , بينما إسرائيل قوة نارية فتاكة لا تبق حتى على النملة , ومن حق النملة أن تتهم نبينا سليمان بأنه لا يحترم حق المستضعفين من الحيوانات , في موكبه المكابر والمتجاوز لحقوق الحيوان ؟.
يبقى أن ننفذ الى حق الإنسان الميت بالدفن , ودولة إسرائيل كما تدعي وتقول بأنها أصل مكين من الشرق الأوسط , وتعرف حق المعرفة في ديانتها الشرقية الأصل , ما معنى كرامة وحق الإنسان بالدفن وموارة الجسد في حفرة مناسبة , ومدى سوء الحال الإنساني , في عجز الناس عن دفن موتاهم , ومن الروائح العطرة في تحلل أجسامهم ,ومن العجز الشديد عن حفظ جثمان الموتى , في بلاد مجاورة , أصبحت بدون طاقة كهر بائية , بل بدون أدنى أشكال البنية التحتية , ففي حين يطالب الخارج بترك ممرات آمنة لتهريب الأحياء , من الأجانب , من الغرب أولا , ومن الشرق أخيرا , ولإسعاف الجرحى , وإيصال الدواء , فان الشعب اللبناني المنكوب من الجار لدولة إسرائيل الشرقية الأصل وفقا للتاريخ , القديم لا الحديث , يطلب من العالم الخارجي مع كل أسف أن يمنح الفرصة الكافية لدفن الموتى , الذين انبعثت روائحهم الذاكية , من عطر البراءة , خارج كل اعتبار لأي ديانة سماوية , اللهم إلا من شرر النيازك الهابطة من السماء , والأجسام الغريبة للغاية التي استباحت سماء وأرض لبنان بهمجية بالغة ؟.
مع الأسف فان موضوعة خطيرة , هي موضوعة حق الإنسان بالدفن السلمي , لمن سيقوم بهذا الواجب أن تتراكب مسالة حق الدفن مرات , فمن غير المعقول أن يموت من سيقوم بهذا العمل العظيم , دفاعا عن كرامة الإنسان , ليضاف عدد آخر من الأحياء الى عداد الأموات , وتزداد روائح العطور المنبعثة من الأجسام والأرواح البريئة ؟
من التعسف البالغ , بل المبالغة بإظهار القوة , ليس في عدم ترك المجال لممرات آمنة كما يطلبها الخارج الإنساني , وفقا لشرعة حقوق الإنسان , أما أن يصل الأمر الى حق دفن الميت كأهم حقوق الإنسان , فذلك مالا ينساه التاريخ الشرقي المتخم بالهمجية وروح المبالغة ؟.
سنحمل فانوس ديوجين , في رابعة النهار , بحثا عن الإنسان في الشرق الأوسط الصغير والكبير معا ؟!.



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفرق بين الواقع والمنطق ؟
- لا صحو للعقل بعد اليوم ؟
- نحو ثقافة علمانية معاصرة ؟
- الناقص في العقل والدين والقديس أوغسطين ؟
- عمالة (عربية ) أم مما سح( الزفر) ؟
- التجديد البحريني , وا لنيويورك تايمز ؟!.
- برتراند رسل والخط الثالث ؟
- موت الطفولة والديمقراطية ؟
- الصلاة خير من النوم ؟
- الله : موجود وغير موجود ؟
- الكراهية الإسلاموية بدون حدود ؟
- تشبهين الفستق
- كش ... وداعا يا حمامه ؟
- شيطان الخطابة ؟
- يا وطني الحقير
- الغرق في أبحر الشعر ؟
- هل توجد بحور في الشعر العربي ؟
- اللغمطة : المخادعة هي الأهم ؟!.
- الاضطرار في التنظير للاستعمار ؟
- الشيوعية تحوم حول الجيفة الصفرية ؟


المزيد.....




- اعتقال 87 عميلاً للكيان الصهيوني في محافظة لرستان غرب ايران ...
- منظمة المحامين الأوروبيين: إسرائيل ترتكب جرائم حرب بغزة وتمن ...
- -حصيلة كبيرة- للقتلى والنازحين جراء الاشتباكات في السويداء
- اليونيسف: الوضع في غزة كارثي وغير مسبوق... والأطفال يموتون ج ...
- صحفيون أجانب بأميركا يتخذون احتياطات واسعة خشية الاعتقال وال ...
- الأمم المتحدة: تقليص الدول المانحة للمساعدات يهدد نحو 12 ملي ...
- أحدث دراسة عن المهاجرين في تونس : مالذي تكشفه؟
- في لحظة واحدة .. أصبحت وحيدًا بلا أبناء ولا زوجة
- الأمم المتحدة تستنكر ترحيل ألمانيا القسري لعشرات الأفغان
- الجنائية الدولية: اعتقال ليبي متهم بارتكاب جرائم ضد الإنساني ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد مصارع - هل حق دفن الميت من حقوق الإنسان ؟