أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - المفرق بين الواقع والمنطق ؟














المزيد.....

المفرق بين الواقع والمنطق ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المفرق بين الواقع والمنطق ؟
للواقع منطقه الخاص وقد يفرض بقوة تدعى الأمر الواقع ,وهي قوة لا يبرر وجودها المنطق العام الذي يفترض أن يكون مسندا بقوة الحجة العلمية والموضوعية .
من يفارق الأمر الواقع يصير لا منطقيا من ناحية منطق الواقعية , ومن الأحكام التي تطلق عليه , الاغتراب أو الضياع الفكري أو المثالية .
من يتمسك بما يملى عليه بقوة الأمر الواقع , ويضطر للانقياد له , فقد فارق المنطق , فيكون كمن ألقى بأثمن ما لديه وهو عقله وراء ظهره .
إن الامتحان العسير الذي نعيشه , ونحن في حالة يأس قاتل , وما كان من الواجب أن نمتحن بهذه القسوة البالغة , ولكنه القدر الأحمق حين خطا سحق .
سيان من حيث الوضع النسبي , أن تكون عاقلا بين المجانين , ثم لا ينفعك عقلك ولا علمك ,أو أن تكون مجنونا بين العقلاء , ثم ينفعك جنونك , ولكن سحقا ل: هكذا منافع !.
إن اتبعت عقلك صرت لا واقعيا ,وان اتبعت الواقع صرت غير عقلي بالمرة , وفي المسألة موت وحياة , والضحية الأولى لمثل هكذا امتحان , أن لا قضية ولا مبدأ ولا رسالة أو حتى مجرد قيمة أخلاقية , دينية أو مثالية , يحملها الإنسان في حياته , ليوصلها بشق النفس عبر الأجيال , ونحو حياة أفضل , فهو حين يفارق الحياة , قد يقال عنه ترحما , ترك الصلاح خلفه , لكل من سيأتي بعده , إن اتبعت الواقع ورميت المنطق خلف ظهرك ستقتل من تحب مرغما ,رغم اقتناعك بعمل مالا يمليه عليك وجدانك العقلي المنطقي , وقد يظهر بصفة عاطفية , نتيجة القناعة , وهي ضرب من الإيمان المتسامي , يشبه الإيمان الديني شكلا , ولكنه يختلف عنه مضمونا ,لأنه هنا موجه دون تحديد مغلق نحو القيمة الأعلى وهي : الإنسان .
العدالة مطلوبة حقا وصدقا , وان كانت عرجاء , فلابد أن تتحقق في النهاية , لأنها المستراح الحقيقي , وكل ماعدا ها زائف , والواقع المؤسف يثبت حقا , أنها مجرد مرحلة انتقالية , أمام وحش الواقع اللا منطقي , وهنا نلمس المفارقة وشساعة الافتراق ؟
يقال أن الإمبراطور نابليون كان قد قال بمبدأ عظيم , وهو يهز العالم بقوة : ( إن أحسن سياسة بلد هي سياسة جغرافيته ) , وهي السياسة المترجمة اليوم تحت عنوان : سياسة حسن الجوار , فإذا أردنا أن نحكم على بلد ما , بامتحان قدرته على النجاح أو الإخفاق , فلننظر الى حسن علاقاته مع جواره , فهو حين يحاد أربع دول مثلا , ولا يعادي أي منها , فنجاحه سيكون بامتياز , وحين يعادي واحدة فقط , فدرجة نجاحه 75%, وحتى لا نستطرد , فال : 0% تعني الفشل التام , أي أنه متحارب بطريقة عدوانية مع كل ما يجاوره , ومع الأسف فان كل القادة , ومع الأسف أيضا : التاريخيين في الشرق الأوسط الصغير , لا تستحق صحائفهم المدرسية غير درجة الصفر , بل والصفر المطلق , وبجدارة يحسدون فيها على بلادتهم البالغة في مفارقة ضرورات الحياة الأفضل , ومن إصرارهم العنيد على رفض المنطق , بل والدفع بالواقع بعيدا عن كل منطق من غير منطق الهمجية والتخلف بديلا عن كل منطق موضوعي بديل .
يقول المنطق المثالي وحتى الإسلامي : جارك ثم جارك , حتى الوراثة ؟!!!.
ويقول من عرف الحياة وخبر ضروراتها وتجاربها القاسية بأن : الجار القريب , خير وأنفع من الأخ البعيد , والمقصود هنا من القرب والبعد , ما عرفناه جميعا , من أن الإنسان موجود في كل مكان , وهو يملأ الأرض تلاصقا , وحبا , واستمرارا , ولكنه لن يكون من دون التواصل والجوار , فالجوار هو الآخر يفعل فعل القدر .
إن مفهوم حسن التجاور سيكون كارثيا , حين لا يظهر إلا بالنكبات والكوارث الطبيعية والحروب , والأوبئة , فبدلا من مجاورة الصابون المعطر لجلب حسن نقائه , يكون سوء التجاور مع قدر الحمام والسخام لاكتساب وساخته , كما استشعر بها الشيخ المجذوب , وهنا تفرض مسألة أن لا تكون طهارة المرء فردية منعزلة , بل جوارية , ممتدة ومشعة على اكبر مدى ممكن لها , فهي ليست غسلا لجسد , بل غسلا يمسح اكبر قدر جواري ممكن ؟
فماذا لو كانت الوراثة الواقعية غير المنطقية , بل والمفارقة للعقل , تدعونا بحمى مرضية لا أساس لها نحو ,نحو قتل كل روح للجوار بدعوى : ما أنا إلا من غزية أو غزوة , وغزوات , وقتل , فان شاء الله - حاشى الله - فان غوت غويت وان ترشد غزية أرشد , بمعنى لقد حلت ساعة الجنون , فعليك أن تلقي بكل قواك العقلية والعاطفية خلف ظهرك ؟
يقال عن الجوار الذي يسمح بالحياة الأفضل لجميع المتجاورين في السياسة : سياسة حسن الجوار , فهل تصدر مثل تلك السياسة عن حكم منطق الواقع ؟أم حكم المنطق المجرد؟..
لا يوجد منعزل أو محايد , فالكل متعالق , فالنسيج واحد , على الرغم من كون الحدود وهمية بالنسبة للمنطق , لكنها ليست كذلك بالنسبة لمنطق الواقع , كما أن عملية الفصل المنهجي تبدو غالبا كموقف مصطنع , يصنع فجوة تخيلية مابين الواقع والمثال , ولكن ماهو مرير للغاية أن يكون بمقدور الوهم , والهذيان , في أن يتحول إلى قوة دموية قاتلة , ومدمرة ؟ كأقوى بما لا يقاس مما تحدثه الكوارث الطبيعية , والتي تتظاهر بشكل كاذب مدعية الحياد , وموحية لبعض العقول النيرة من أنها طبيعية , بل وموضوعية !, وهي كاذبة أصلا وفصلا .
يحضرني بمناسبة المقال , التصور الأكول والشره , لأعتى الغلاة , الطغاة , وهم يؤكلون , كما أكلوا , بل ويشوون في جرار الماغما ,والهلام البركاني الناري , بحجة الطهورية الأرضية , وأوضاع المادة , مابين كتلة وطاقة .



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا صحو للعقل بعد اليوم ؟
- نحو ثقافة علمانية معاصرة ؟
- الناقص في العقل والدين والقديس أوغسطين ؟
- عمالة (عربية ) أم مما سح( الزفر) ؟
- التجديد البحريني , وا لنيويورك تايمز ؟!.
- برتراند رسل والخط الثالث ؟
- موت الطفولة والديمقراطية ؟
- الصلاة خير من النوم ؟
- الله : موجود وغير موجود ؟
- الكراهية الإسلاموية بدون حدود ؟
- تشبهين الفستق
- كش ... وداعا يا حمامه ؟
- شيطان الخطابة ؟
- يا وطني الحقير
- الغرق في أبحر الشعر ؟
- هل توجد بحور في الشعر العربي ؟
- اللغمطة : المخادعة هي الأهم ؟!.
- الاضطرار في التنظير للاستعمار ؟
- الشيوعية تحوم حول الجيفة الصفرية ؟
- الإنسان ودالة النسيان ؟


المزيد.....




- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...
- كيف ضخّم كتاب -مدينة القدس زمن الحروب الصليبية- الوجود اليهو ...
- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...
- التصوف بالحبشة.. جذور روحية نسجت هوية الإسلام في إثيوبيا
- ماليزيون يطالبون حكومتهم بعدم قبول سفير أميركي يهاجم الإسلام ...
- من هو حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز؟
- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - المفرق بين الواقع والمنطق ؟