أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مجيد القيسي - -الصعاتيك-كعنوان الى صحيفة الكترونية؟














المزيد.....

-الصعاتيك-كعنوان الى صحيفة الكترونية؟


مجيد القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 04:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


الصعالك او الصعاليك في اللغة العربية هم الفقراء. ولكنّ المصطلح يحمل معنىً مزدوجاً، فصعاليك العرب، كما في المنجد، "لصوصهم و فقراؤهم" وهو يشابه في معناه الى حد ما ما ورد في اللغات الأجنبيّة مثل الألمانية "الند"والأنكليزية " ميزري" والفرنسية " ميزير". ومعانيها في تلك اللغاة لاتذهب بعيدا عن المعنى العربي القديم لكلمة "صعاليك": البؤس، الشقاء والتعاسة، كما أنها لا تخلو عن المعاني السلبية المتداولة في اللغاة المذكورة. ويطلق هذا المصطلح عموما على الشرائح الأجتماعية التي يسودها الفقر والمجاعة والتي هي عرضة للأضطهاد والأستضعاف والأستغلال في المفهوم السياسي. ومن بين تلك الشرائح تنبثق الثورات أحيانا.
وفيما يتعلق بمصطلح الصعاليك باللغة العربية فأنه تأريخيا مرتبط بحقبة زمنية سبقت ظهور الأسلام وهي الفترة التي يطلق عليها " الجاهلية". ففي هذْه الحقبة كان الصراع بين القبائل العربية على اوجه بسبب التحديات الأقتصادية والأجتماعية. صراع بين طبقة التجار والأغنياء من جهة وبين الفقراء والمعدمين من جهة اخرى. كل تلك التناقضات تجري في فضاء مفعم بالعصبية والحروب وما يترتب عليها من نتائج سلبية. تلك هي حياة الصحراء في ذلك الزمان فرضت أن تكون أرزاق بعض الناس فوق رؤس رماحهم. فلم تكن القوافل التجارية بمأمن من هجمات جماعة مقاتلة عرفت تاريخيا وأدبيا ب "الصعاليك" ، التي كان لها فرسانها وشعراؤ ها وأتباعها الذين تقاسمهم الأرزاق. ومن شعرائها عروه بن الورد العبسي ت596 الذي قتل في احدى غزواتة . وهو شاعر خلده الأدب العربي، وله ديوان جمعه وشرحه أبن السكيت. الاّ أن نشاط الصعاليك وغاراتهم توقفت بعد ظهور الأسلام الذي جاء بنظام اجتماعي جديد مغاير الى حد كبير الى نظام الجاهلية . فالنظام الجديد لا يتوقف عند العقيدة الدينية فقط، بل جاء بقيم روحية واجتماعية وانسانية كانت عنصر جذب لكثير من المعذبين والمصتضعفين. فاقترب الصعاليك وغيرهم من النظام الجديد الذي دعا الى تحرير العبيد واستحداث نظام الزكاة وضرائب أخرى تمنح للفقراء وغيرها من مشاريع التعاون والتكافل للصالح العام مثل الميراث وتحريم الربا. هكذا تدريجيا توقف نشاط الصعاليك ،فوجدوا لهم مواقع ضمن حركة النظام الجديد. والحقيقة ان الكثير من المصطلحات قد تتغير او تفقد دلالتها أومعناها في حقبة أخرى. فقد كانت النظرة اليهم من قبل الأغنياء والتجار نظرة سلبية بحتة.وهذه النظرة لاتزال تطلق بقلة بدون حق او مناسبة على بعض الفقراء. ومن الجدير بالذكر هنا الأشارة الى الصحابي أبي ذر الغفاري ت 32هـ 652 الذي كان يحرض على الثورة والأحتجاج والمقاومة: "عجبي على امرئ يأوي الى داره ولايجد طعاماً ولايشهر سيفه ضد الناس" المتسببين في جوعه. و كان لأبي ذر مساجلات حادة مع الخلفاء والولاة وموىقف رائعة اتسمت بالشجاعة والنقد اللاذع والمباشرفي مجالس السلطان. أما اذا استخدمنا هذا المصطلح اليوم يبدو للكثيرين غريبا. فهو لا يترجم بالضبط ما نفكر به أو نتمناه سوى هدف واحد: وهو " الأستفزاز" أو "التحريض" على النهوض للتغلب على الواقع المرير. والسؤال هنا محيّر حقا. هل نحرض هنا في مصابنا الفقراء والجياع؟ خاصة وان الكثير منهم أغراهم حب المال فاختاروا لهم مواقع أخرى تتناقض مع معتقداتهم أو رضوا بما هم عليه. مع ذلك يظل التحريض ضد أي حكم فاسد مهما كانت واجهته وسيلة مبررة لحث الجماهير على الأنتفاضة والمطالبة بحقوقها وبمفاهيم أكثر وضوحاً، وفي هذا المنحى سعى الجواهري في أكثر قصائده مثل "تنويمة الجياع" المفعمة بالسخرية من الخدر والنوم العميق والهروب عن المسؤلية والواجب النضالي تجنبا للمشاكل وحباً للسلامة. ودعوته تهدف الى انتزاع الرزق والخروج من المستنقع والأنضمام الى صفوف المنتفضين وعدم تركهم هدفاً للرماة والفاسدين
إنّ الحياةَ معاناةٌ وتضحيةٌ حبّ السلامةِ فيها أرذل السبل
وقال ساخراً: نامي وخلي الناهضين لوحدهم هدف الروامي
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام



#مجيد_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتظار
- الزورق المسافر
- الرَبيعُ السرابي
- فواجع المدن
- رقصةُ الأغصان
- القواعد
- بعيدا عن السرب
- عودة الجماجم الى افريقيا
- صفقات الجدار
- لماذا احن اليك
- السفينة
- أسد بابل يجلس وحيدا ...وألأمل ما زال سرابا
- شبح الماضي
- بيت الأرواح
- أسرائيل تريد دولة فلسطينية بالأسم فقط
- ما افقر المكان الذي الذي يرحل فيه فنان اصيل
- الاوراق البيضاء تسقط فارغة
- حينما جف المستنقع في وادي الرافدين
- انتظار
- هل سيموت العصفور اذا لم ياكل من البيدر؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مجيد القيسي - -الصعاتيك-كعنوان الى صحيفة الكترونية؟