ما افقر المكان الذي الذي يرحل فيه فنان اصيل

مجيد القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 18:38
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

ما افقر المكان الذي يرحل فيه فنان اصيل
في الحادي من شهر ديسمبر 2010 استضاف نادي الرافدين عددا كبيرا من اعضاء الجاليةالعراقية لحضور حفل العزاء الذي اقيم في نادي الرافدين الثقافي العراقي للتعزية بوفاة رئيسه السابق الفنان منذر حلمي. وهذا نص كلمة الهيئة الادارية التي قدمها الدكتور مجيد القيسي نائب رئيس النادي
عائلة الفقيد سيداتي سادتي
في البدء أقدم لكم بأسم نادي الرافدين الثقافي العراقي تعازينا القلبية بفقدان العزيز ,, ابو سلام ,,
هذا اللقاء ليس مثل اللقاءات التي سلفت .هذا لقاء للوداع . للمواساة المتبادلة للرحيل . يوم توقف اللحن وأنطفأت الأنوار فوق خشبة المسرح حين غادرها هذا الفنان الأصيل..توقفت الكلمات وتعثرت الحروف فوق الشفاه وساد صمت مطبق وأحتبست أهات في صدور الأحبة فكان الحزن ملونا .أنسابت برقيات الرثاء الألكترونية وتسارع الناس الى الهواتف ليبلغ الخبر أو يطلق ما في نفسه او يسأل عن المواراة في القبر وأسم المقبرة وعنوان مجلس العزاء ولقد تكرر هذا المشهد في اكثر من عاصمة ,حيث يتواجد العراقيون وفي سماء بغداد نعت الصحف الرسمية هذا الرحيل الحزين . ولكن روح ابي سلام وأحساسنا ينبأونا أن الفنان العزيز يشاركنا هذا اللقاء ,, لاتبكو ,, قال ابو سلام في عزائه .. سوف أترك لكم مهجتي واودعكم محبتي ....
أعزائي
من هناك.. نرى ابا سلام مرسوما على اللوحات .. على الجدران وبين صفحات التاريخ نراه في تجواله وتنقله بين محطات السفر ..وأسرار العائلة . فما أكثر المحطات التي غادرها كرها أو رغبة .. برلين كانت أخر المحطات وبعدها الى المجهول ..لم يشكو فارس المسرح لحظة .. لم يتأوه عند الشدة ..كان يعاني في الصمت وفي الصمت يعطي من صحته .. شيئا للعائلة .. شيئا للمسرح ..وشيئا للاصدقاء , وما تبقى فللسياسة والثقافة التي تصارع التيار المعادي لكل ماهو تقدمي . منذ ان كان طالبا في اتحاد الطلبة العام يتقدم مظاهرة صاخبة دون وجل حين تعلو الهتافات في شوارع بغداد وساحاتها العريقة .فيكبر الشعار وتكبرالحوادث وتتعدد الوسائل فيصبح المسرح وسيلته المحببة لمقارعة الرجعية والتخلف . لم ينحرف منذر حلمي عن هذا المنحى على الرغم من انه لم يكن سياسيا محترفا .كان محافظا على اناقته الثقافية والفكرية ,فلم يخلع حله ويلبس أخرى ولم يغير جلده عدة مرات مثل الكثيرين الذين ...ولم يساوم رغم تقلب الاجواء وتعدد المصالح .ظل الفنان مشدودا الى وطنه بعقله ومشاعره ..الى احبته الذين احتضنتهم المنافي .. الى الشعب الذي يحمله في عقله وضميره . ان الأنسان هو الموقف ومنذر كان انسانا رائعا .رحل المسافر بعيدا , ولكن طيفه سوف يعود ...
وداعا أيها ألصديق

#مجيد_القيسي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات