سعاد محمد
شاعرة
(Suaad Mohamed)
الحوار المتمدن-العدد: 6793 - 2021 / 1 / 20 - 01:20
المحور:
الادب والفن
الطّفلُ الّذي ظنَّ أعوادَ الثّقابِ..
فراشاتٍ نائمةً , فأيقظَها
دفعَتْ حشاشةُ روحهِ الثّمنْ!
ويلٌ لمن عيناه أطولُ من يديهِ
وقلبُهُ أرشقُ من يديهْ!
نحن سكانَ هذهِ البقعةِ الشعوريّةِ
نعيشُ كبسمةٍ تفتّحَتْ على البكاءِ..
حينَ نؤوبُ إلينا تحتَ سترِ العتمةِ
ببالغِ العري نغرقُ في طقوسِنا الروحيّةِ
ونعترفُ لذواتِنا أنّنا صغارٌ
نكذبُ إذْ قلْنا كبرْنا..
والكذبُ دواءٌ لمرضى العاطفةْ!
أطفالٌ نحنُ
نغرقُ بشبرِ وهمٍ حينَ يطيبُ لنا صيدُ حلمٍ
نمضغُ الغيمَ الزهريَّ لنضحكَ
نلعبُ الغميضةَ مع أصواتِنا
نركضُ أمامَ أعمارِنا
ونتمسّكُ بجذوعِ الرّيحِ حتّى لا يسفَّنا اليقينْ!
نحنُ العجزةَ نمشي بهدي معجزةٍ
نشتري بالكلامِ أيّاماً على ذمّةِ المستحيلِ
وننتشي بكذباتِنا الحلوةْ
منْ سيمسكُ لنا الطّرفَ الآخرَ من الطّريقِ
حتّى لا تنحنيَ خطواتُنا
ويحشو جيوبَنا بالأغاني
الأغاني شاحنٌ للقلوبِ البنفسجيّةِ!
كلُّ الجهاتِ بناتُ عدمٍ ويتشابهُ وجها الترابِ..
ما لم تصفّقْ لنا شفتانِ..
وتمدُّ لنا عينٌ يدَها..
لنمشي صوبَ ما يسمّونَهُ القدرْ!
لوّحْ لي..
حتّى لا تكبو حواسّيَ
لوّحْ لي وأعدُكَ لنْ أصلَ
سأحفظُ أواصرَ الغيابْ!
لوّحْ لي..
أغمضُ عينيَّ وأقرمشُ ملامحَك المقمّرةُ بالشّوقِ
ثم أفيقُ وأطلقُ مراثي القرنفل
عيناكَ شعبٌ متحضّرٌ من النّجومِ
وعيناي تلاميذٌ في عطلةْ
منكَ الشّرارةُ ومني الغابةُ
ودعْ فقراءَ هذا العالمِ ينعمون بشتاءٍ لاهبْ!
--------------------------------------------------
#سعاد_محمد (هاشتاغ)
Suaad_Mohamed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟