أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - ثروة أباظة يدون بإجمال لسيرة طه حسين














المزيد.....

ثروة أباظة يدون بإجمال لسيرة طه حسين


مهدي شاكر العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


ثروة أباظة روائي مصري سليل أسرة عريقة في الأدب والفكر مع شيء من الحرص والإبقاء على التقاليد المتوارثة ، فإن نزعت إلى التجديد فبقدر محدود ، فلا مراء أن رقي أفراد كثار منها إلى المراتب العالية في عهود ما قبل ثورة يوليو، فكان والده الدسوقي أباظة العالم الأديب وزيراً غير مرة على عهد الملك فاروق ، درج على رعاية مصالح الناس ما وسعه شأن كثيرين من المخلصين في الوطن العربي عهد إلى ذمتهم بالمسؤوليات والوجائب ، وهم يجدون أنفسهم وسط زمر من التبابعة والأسباط لمن هم في الصدارة من امتلاك الكلمة النافذة والمشيئة العليا ، ومضى طيب الذكر معدوداً في جيل الرواد من كتاب وادي النيل ومفكريهم على ندرة وإقلال لا يتجاوزها إلى المواصلة والغزارة.

من أبين نتاجات ثروة أباظة رائعته (هارب من الأيام) التي حولت إلى مسلسل تلفزيوني عرضته شاشات التلفزيون في غير حاضرة عربية قبل أكثر من ثلاثة عقود ، وقد حظي هذا الانجاز الروائي الممتع بإعجاب الدكتور طه حسين فكتب نقداً تحليلياً منصفاً لـه وشارحاً مفسراً لبعض رموزه وإشاراته وترتب على ذلك أن تدانت صلاتهما وتوثقت بينهما الأسباب والأواصر لاسيما في السنوات الأخيرة من حياة عميد الأدب العربي حيث دأب الأديب الواعد على زيارته واقتحام عزلته مشاركاً في المحاورات والمساجلات الدائرة في مجلسه بين لداته وعشرائه من أشياخ الثقافة والبيان ، فكان لغيابه وبراحه عن هذه الفانية إحساس لاذع وحاد بالمرارة والألم وشعور بالأسى والفجيعة ما أظنه يفارقه مهما امتدت به الأيام ولم يجد عنه غنى ومندوحة غير أن يهرع إلى كتبه مراجعاً متصفحاً وممحصاً ما احتوته من آراء وقيم وأنظار وفلسفات رام بها إنعاش الحياة العربية في كل مواطن العرب ، كأن ينبذوا الجهل والعماية ، ويعتادوا تقديس حرية الرأي والفكر ويتخذوا العقل دليلاً لهم في كل وجهة ومسألة ، رغم مامني به في غير طور من أطوار حياته من غمز وإرجاف وامتهان لشخصه بفعل كوامن الحسد والغيرة والغلواء ، ونزوعاً إلى مساماته أو منازعته في ما صار إليه من شأن ومنزلة ، هذا إلى استعراض آثاره الطائلة في التأليف والتحقيق و الترجمة وتعدد نشاطاته في مجال الكتابة ، فهو روائي وقاص من طراز فريد ومؤرخ إسلامي كتب في السيرة النبوية وجهاد المسلمين وما أسفر عنه أو انتهى إليه من احتراب وتدابر وتفرق الكلمة إلى هذا اليوم ، بحيث أوجب نزوعهم وتوقهم إلى الألفة والوفاق من أقدم الأزمنة والآماد ، ثم هو كاتب بارع للمقالة الأدبية محيط بأصولها وقواعدها حسبما كتبها أدباء الغرب ، وأن جهد غير واحد لإيجاد أساس لها يعتد به في أدبنا القديم ، ومن آثار الحسن البصري ، رحمه الله ، بالذات.

على أن أكثر ما استفاض الأستاذ ثروة أباظة في شرحه وتشخيصه وأطنب في امتداحه والثناء عليه من اهتمامات طه حسين ومواهبه وخصائصه عبر هذا الكتيب الذي أصدرته دار روز اليوسف ضمن سلسلتها التي توالى إخراجها بين آن وآخر ، هو نقده الموضوعي وأسلوبه المتميز بيسره وسلاسته وعفويته ورشاقته ، بل استحالة أن ينبري أحد لمحاكاته وتقليده ، وهذا ما سبقه في تقريره وتسجيله لعميد الأدب من مزية خدينه وصنوه محمود تيمور قبل أكثر من خمسين عاماً عبر مقالة له نشرها في الهلال.

والجديد الذي استرعى مني التفاتاً ونظراً في كتاب ثروة الموسوم شعاع من طه حسين أنه جاء محتوياً في صفحاته الأخيرة الاثنتين والثلاثين على صور شتى فريدة لعميد الأدب وذويه والمكتبة الكاملة المحيطة بصنوف المعارف والثقافات ، أو المؤرخ المحيي لموروثنا المتشعب الوجوه والألوان ، لاسيما منه الفلسفة العلائية في هذا العصر الذي أحوج إلى شرحها وتفسيرها ودحض المفتريات والأقاويل التي طالت أبا العلاء المعري ونالت منه على غير كنهه وحقيقته ، تتصدرها صورة لوالده الشيخ حسين سلامة الذي كان حاضرا في الجامعة المصرية القديمة، غداة تعيين نجله طه أستاذاً فيها قبل ثورة 1919، وغشي قاعة المحاضرات ليندس بين المجتمعين من الطلاب مستمعاً أول محاضرة لـه في جغرافية الجزيرة العربية، وهو يومئ بيده إلى مواقع الجبال والهضاب ورمال الصحراء المرسومة على الخارطة المعدة من لدن الزوجة الوفية البرة ليهز العقول ويستلفت الأنظار لما يصنعه عمي العيون ويتقاصر عنه ودونه كل أغلف القلب متفتح البصر.



#مهدي_شاكر_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف سَلِم الدكتور إحسان عباس من لسان العقاد ؟
- من تعليقات القراء في هوامش الكتب
- (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)
- مؤسسو مصر الحديثة
- تعريف روفائيل بطِّي بعبد القادر البرَّاك
- عن الآداب العربية في شبه القارة الهندية
- مجموعتان شعريتان لخالد الحلي: لا أحد يعرف أسمي – مدن غائمة
- المدرسون والشعر والخطابة والتأليف
- عن الشعر العربي الفصيح الذي قيل في مدح الانكليز
- حارة كل من إيدو إلو
- مختارات سياسية من مجلة المنار
- استحضار المجتمع المدني في عمل روائي( غابة الحق)
- أشجان النخيل
- لويس عوض في الثقافة العربية
- أسرار فتاة قاعة التشريح رواية من تأليف الدكتور جاسم محمد عبو ...
- علي جواد الطاهر القلم والقلب والوجدان
- ذاكرة
- فلسفيات
- ذكريات باريس
- عبد الرحمن مجيد الربيعي وترشيحه كتبا للقراءة


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - ثروة أباظة يدون بإجمال لسيرة طه حسين